ماذا يساعد على فهم الكتاب المقدس ؟

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4021 - 2013 / 3 / 4 - 02:26
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

" اخفيت هذه عن الحكماء والمفكرين , وكشفتها للاطفال ".(لوقا 10 عدد 21) تشير هذه الكلمات التى وجهها يسوع الى ابيه السماوى انه لا يمكن فهم الكتاب المقدس الا بامتلاك الموقف الصائب. وتظهر حكمة الله بشكل جلى من خلال تزويده كتابا لا يمكن ان يفهمه حقا الا المتواضعون والراغبون فى التعلم.
ان التواضع صفة يستصعب معظمنا الاعراب عنها , فجميعنا ميالون بالفطرة الى التكبر. فضلا عن ذلك , نحن نعيش فى الايام الاخيرة وسط اشخاص " محبين لأأنفسهم . . . جامحين , منتفخين بالكبرياء ". (تيموثاوس الثانية 13 من 1 -4) وهذه المواقف تعيق فهمنا لكلمة الله. ومن المؤسف اننا جميعا نتأثر الى حد ما بالموقف المتكبر الذى يظهره الناس حولنا. فكيف يمكننا ان ننمى الموقف اللازم لفهم الكتاب المقدس ؟
يخبرنا الكتاب المقدس ان عزرا و قائد لشعب الله فى الازمنة القديمة " هيأ قلبه لاستشارة شريعة الله ". (عزرا 7 عدد 10) فهل من طريقة يمكن من خلاالها ان نهئ قلبنا ؟ نعم , دون شك. اولا , علينا ان ننظر الى الاسفار المقدسة بالمنظار الصحيح. كتب الرسول بولس الى رفقائه المسيحيين : " لما تسلمتم كلمة الله التى سمعتموها منا " قبلتموها لا كلمة اناس , بل كما حقا ككلمة الله ". (تسالونيكى الاولى 2 عدد 13) صحيح ان بشرا كتبوا الاسفار المقدسة , لكن ما كتبوه كان بوحى من الله. وادراك هذا الامر الاساسى والاقرار به يسهلان علينا تقبل ما نقرأه.
ان الصلاة طريقة اخرى لتهياة قلبنا. وبما ان الكتاب المقدس موحى به بواسطة الروح القدس , تصبح رسالته مفهومة اكثر بمساعدة هذا الروح. لذلك علينا ان نصلى طلبا لهذه المساعدة. لاحظ كم كان هذا الامر مهما عند صاحب المزمور الذى قال : " فهمنى , فأراعى شريعتك وأحفظها بكل قلبى ". ولا يجب ان تقتصر الصلاة على طلب المقدرة التفكيرية التى تمكننا من فهم ما هو مكتوب , بل علينا ان نصلى ايضا من اجل حيازة الموقف القلبى اللازم لتقبل الافكار التى نقرأها. فالشرط لفهم الكتاب المقدس هو ان نكون على استعداد لتقبل ماهو حق.
ان التفكير فى الفوائد التى نجنيها شخصيا من درس الكتاب المقدس سيساعدنا على حيازة الموقف العقلى الصائب. وهنالك اسباب وجيهة كثيرة لقراءة كلمة الله , ولكن اهم هذه الاسباب هو انها تساعدنا على الاقتراب اكثر الى الله. فعندما نقرأ فى الكتاب المقدس كيف يتصرف الله فى مختلف الظروف , وكيف يتعامل مع الذين يهجرونه وأنه يعز الذين يحبونه تصير شخصيته واضحة بالنسبة الينا. فالدافع الرئيسى لقراءة الكتاب المقدس يجب ان يكون دائما معرفة الله اكثر فأكثربحيث تقوى علاقتنا به.
من المؤسف ان كثيرين لا يعيرون حق الكتاب المقدس اى اهتمام. والبعض منهم مكتفون باتباع التقاليد الدينية المؤسسة على الاكاذيب. كما ان اخرين يظهرون الاستخفاف بحق الكتاب المقدس بكلامهم ونمط حياتهم. لذلك فان قبول حق الكتاب المقدس يتطلب منا التضحيات. وقد يجعلنا على خلاف مع اصدقائنا , جيراننا , زملائنا فى العمل و او حتى مع عائلتنا. لكن لاحظ ما كتبه الرجل الحكيم سليمان " اشتر الحق ولا تبعه ". فاذا كنا تقدر الحق تقديرا رفيعا , فسيساعدنا الله على فهم الكتاب المقدس.
ثمة عائق اخر لفهم رسالة الكتاب المقدس , وهو عدم الاستعداد لتطبيق ما يقوله. فقد كان معظم الذين كرز لهم يسوع ذوى قلوب غليظة وغير مستعدين لاجراء التعديلات.
لنتذكر دائما انه مامن احد يستطيع فهم الكتاب المقدس الا اذا كان قابلا للتعلم. وقد اعرب عن هذا الموقف اللائق رجل ذو نفوذ عند كنداكه ملكة الحبشة. ففيما كان عائدا الى افريقيا فى مركبته, ركض التلميذ فيلبس بمحاذاة المركبة واقترب من الرجل وسأله هل يفهم ما يقرأه. كان هذا الرسمى شخصا متواضعا , فأجاب قائلا : " كيف يمكننى ذلك ان لم يرشدنى احد ؟ ". وحالما نال الفهم من كلمة الله , اعتمد " ثم تابع طريقه فرحا ".
بما ان الكتاب المقدس يكشف لنا طريقة الحياة الفضلى والرجاء الاكيد والوحيد للجنس البشرى ويعرفنا بالله , يجب ان يكون درس الكتاب المقدس وفهم ما يقوله متعة لا توصف. وهذه المتعة هى بكل تأكيد فى متناول ايدينا.

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات