|
لا تلومونا أن كفرنا بالوطن
مؤمن عشم الله
الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 22:52
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لا تلومونا أن كفرنا بالوطن...... -------------------------------------------------------------------------------------------------------- لا ينكر أي عاقل أن هناك محاولة لأقصاء وتهميش الاقليات في مصر ، بل ليس بخاف علي أحد أن هناك أتفاق بين الكافة علي أستيلاء - بل سطو-فصيل واحد علي مقدرات العيش والعيشة ومن يعيشونها...فهذه حقيقة واضحة جلية أمام الجميع ان التعصب والتطرف صار سمة عامة وصفة متأصلة بل ومتجذرة في المجتمع المصري لا ينكرها ألا جاهل أو متجاهل أو غافل أو متغافل أو منكر للحقائق. فعلي مدار المائة عام الماضية وطوال القرن الماضي كلما تنفست الأقليات الصعداء بمصر وتوسمت في النظام والحاكم الجديد خيرا ، فسرعان ما تخيب امالها ويبتليها الله بمن يبدد احلامها .وكلما أنتفضت لتمد يدا للوطن الذي أرتبطوا به وارتبط بهم تجد من يمد يده بمعاول الهدم ليقطع هذا الارتباط. في كتابه " lonely minority" ...." أقلية معزولة " كتب الاديب الامريكي أدوارد ويكن : " كتب خليفة اللورد كرومر سير ألدون جورست : أن القبطي ناجح ولكنه ليس محبوبا فلو عهدت أليه وظيفة تنفيذية عليا ، بجانب أنه لا يوجد عنده أي ميول طبيعية لها. فسوف يجد مجموعة من الناس مدفوعين بمشاعر عدائية نحوه وسوف لا يتوقع منهم تعاونا أو طاعة سريعة " ...الدن جورست 1911. أذن فلا جديد ولا تجديد بل من يحاول التجديد والتحديث فهو مجرم في كل شيئ. وهو خارج عن الملة. وحيث تجد من يدفعك الي الأغتراب والغربة معا ، وحيث من يحرمك ويقتطع منك وطنك و طين واديك . لم يعرف الشعب المصري عامة والمسيحين من أقباط مصر الهجرة قبل منتصف القرن العشرين . بل لم تكن مصر كدولة طاردة للسكان بل كانت جاذبة للأستثمار والسياحة .ولكن منذ ذلك التاريخ تبدل الحال وتغيرت الظروف فكان ما كان وصار ما صار حتي اصبحنا علي هذا الحال. فأصحاب الارض أصبحوا جاليات: الأقباط صاروا عملاء لأمريكا وصهاينة وخونة مأجورين والنوبييون صاروا مخربين مسلحين أنفصاليين لا يقدسون الوطن والوطنية بل ويسعون لتكوين دولتهم المستقلة في الجنوب..و صار الشيعة عملاء لأيران ..والبهائيون مدفوعون لتفتيت عضد الامة.....وبأختصار أنت لا تشبهني فأنت عدوي. صار الأختلاف جريمة ...التعددية وصمة عار...والأمة مريضة ترزح تحت نير التخلف والردة والرجعية.. وحيث الاقصاء فذلك ليس وطني !! فلا تطلب من الضحية أن تكف عن الضوضاء الذي تصنعه بصراخها أثناء ذبحها !!! لا تطلب من الاقلية أن تكف عن أثارة وتأليب المجتمع مالم تحصل علي كامل حقوقها. وطن لا أحصل علي حقوقي كاملة فيه ...ليس وطني . لا تلوم النوبي أن خان أو باع ارضه ... وأن كان ذلك لم يحدث . لا تلوم الأقباط علي ما يفعله أقباط المهجر من تهييج للرأي العام وحشد لوبي قبطي لتكوين جبهة معارضة لسياسات الأقصاء والأضطهاد الممنهج ضدهم ومحاولات الأقصاء والتهميش المستمرة. أذن فماذا يقول علماء النفس عن توصيف لهذه الحالة؟ يؤكد أساتذة علم النفس الأجتماعي أن أي جماعة أو فرد يعاني من الأقصاء والتهميش فأنه يسارع بالأنسحاب من المجتمع ويحيط نفسه بجدار يعزله عن البيئة التي يحيا بها. وحالة الاغتراب هذه تخلق بداخله صراع نفسي يظل محتدما حتي يجد ما يحسمه. البعض يفضل الهروب علي المواجهة ، ويختلف أسلوب الهروب بحسب نفسية كل شخص. فتجد من يقرر الهجرة خارج البلاد و البعض يقرر الهجرة داخل البلاد وأنتهاج سياسة المشي الي جانب الحائط وخليك في حالك . والعض الاخر يقرر المواجهة –وأه من المواجهة- فليس كل المواجهة عنف وليس كل عنف مواجهة. وللأيضاح نقول : أنه من الجنون بل والغباء أيضا أن تظن أغلبية ما أن الاقلية ستظل خانعة قابلة مستضعفة مستكينة مستسلمة للأغلبية أستسلام الشاة عند ذبحها . فأن لم تجد الاقلية بد من المواجهة السلمية والنضال لأنتزاع حقوقها فأنها ستلجأ للعنف ولا لوم عليها في ذلك. من يقرأ تاريخ المقاومة الشعبية في نضال الشعوب لأقتناص الحقوق ، سيجد تدرج في السلمية وصولا ألي العنف المسلح مالم يستجب لمطالب وحقوق مشروعة مكفولة بالفطرة وأن لم يكفلها قانون وضعي مستبد . أقرأ ستجد التدرج يبدأ من التظاهر السلمي فالأعتصام فالعصيان المدني وصولا للمقاومة بالسلاح كما هو الحال في المقاومة الشعبية ببورسعيد والسويس أبان العدوان الثلاثي علي مدن القناة. فكيف تكون ردة فعل الاقليات المستبعدة – أو التي يتم أستبعادها عمدا وقصدا – تجاه أبناء الوطن من الأغلبية ؟ أفهم أن يقوم الشعب بالمقاومة المسلحة ضد مستعمر أو دخيل أو محتل للبلاد والعباد ....لكن المبادئ لا تتجزأ . بل أني أؤكد أن ردة الفعل ستكون أقوي واشد وطأة علي الجميع : فحيث أن المستبد هو من بني وطني ، أبن نفس طين الوادي فلا فضل له علي أقلية ما !! و كونه أغلبية فهذا لا يعطيه الحق للتنكيل بالأقليات ، فهذا لا يمنحه حق ولا أفضلية. وحيث تكون المواجهة بهذه الصورة ...فليذهب الوطن للجحيم بكل من يحيي عليه في واديه ودلتاه !! فعندها سيبتلع المحيط سفينة البلاد بأقليته وأغلبيته.....فليت من يصغ ويستمع !!! فأنقذونا وأنقذوا أنفسكم ...قبل أن تميد بنا الأرض وما عليها وعندها فلا تلومونا أن كفرنا بالوطن
#مؤمن_عشم_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقيقة ...حلم....أم كابوس
-
العلمانية والمواطنة
-
شهرزاد والحالة المصرية
-
العلمانية ....خارطة طريق المجتمع المصري
-
العلمانية بين طموح الأقليات ومبادرة الأغلبية
-
العلمانية......الشك والمقاصد
-
العلمانية.....لماذا نحن بحاجة الي تنوعنا.
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|