أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد الصلعي - كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-














المزيد.....

كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 17:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-
********************************
ربما وجدنا نحن العرب جميعنا في مأزق تاريخي جد صعب ، وان كنتم الجبهة التي آثرت أن تفتدي بروح شهدائها كبرياء العرب بكل تجرد وايثار منقطع النظير . نعم شاءت لعبة التركيب الدولي الجديد أن تجعل من سوريا وشعبها محطة لصناعة وطن لا هوية له ، وطن ممسوخ ، يظهر من خلال قراءة خرائط التدخلات ونوعها وسقوفها وحدودها ،أن هناك تخطيطا شيطانيا لادخال سوريا في نفق أشد حلكة وظلاما .
دعنا مما يتشدق به الساسة والديبلوماسيون والمعلقون والمحللون ، ربما هم لا ينظرون الى سطح الأمور والأحداث ، لكن العمق جلي كما يبدو . فهذا الحشد الهائل من الرويبضة الذين اعتلوا فجأة ساحة المشهد الاعلامي الوعظي ، لم يكن مسألة صحوة الصراخ واعلاء كلمة الدم واغلاق فسحات الاجتهاد والعقل والابداع . وهذه الدعوات الممتدة عبر التراب العربي الى القتل والتكفير والتدمير والهدم ليست فجائية أو نابعة من صميم القناعة الذاتية لأصحابها . وهذا الصمت الرسمي العربي على ما يحدث لأهم حضارتين عربيتين -العراق وسوريا -، صمت مدان ، ليس من جهة الانتماء ، بل من جهة التخاذل وبيع تاريخ وحاضر ومستقبل الأمة العربية بأموال عربية للأسف .
ليس من الصدفة اذن ، أن يتخاذل من يعتبرون أنفسهم معارضة الخارج ، كما ليس من الصدفة أن يطفح مشهد اللحى على أذقان شباب سوريا خلال سنة . فالعملية مدروسة وتتم متابعتها بكل دقة وتفصيل . انها أشبه بعمليات غسل الدماغ ، وتحويل الأهداف وتحريف المسار .
قامت الثورة الشبابية من أجل الاصلاح ، اصلاح منظومة السياسة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية ، تهدف فقط الى تحصيل قدر من الكرامة والحرية ولانسانية .فكيف تحولت الى نداء مبحوح لقطيعة انسانية وتاريخية ، والعودة بالتاريخ الى ما لاتشبهه اي حقبة من حقبنا الماضية . وتشويه قيمنا وجوهر ديننا وهوية وجودنا .
انها ليست دعوة الى العودة الى منهج السلف الصالح ، فلم نقرأ يوما أن هناك سلفا صالحا دعى الى نقض العقل ، بينما رب الوحي يحثنا على اعمال العقل وآلياته في أكثر من موضع من القرآن الكريم . كما لن نجد من السلف من يقف أمام سنة التطور والتدافع ، والله ينبهنا ، بحرف امتناع الامتناع ، لولا ، لفسدت الأرض دون تدافع الناس بعضهم ببعض ، بأمر من الله. مما يجعلنا نقف على مرتكزات هؤلاء المتشدقون بمفهوم السلف ، وهم لا يدركون جوهره .
كل خسارة لا بد لها من منتصر . بدهية لا تحتاج الى براهان او دليل . العالم العربي يخسر في كل لحظة ، وسوريا أكبر الخاسرين ، لكن من المنتصر ؟. اذا ركزنا على ما يحدث في سوريا ، فسوف نرى أن المنتصر الأكبر هو ايران ، وبدرجات أقل اسرائيل وأمريكا وروسيا ومن يدور في فلك هؤلاء . لكن الخسارة عربية وبأموال عربية للأسف .
نعم أمريكا وضعت جبهة النصرة على قائمة المنظمات الارهابية ، لكن أمريكا هي التي غذت وأتاحت جميع الفرص لتمدد هذه المنظمة في سوريا وفي أقطار عربية أخرى . لعبة قديمة تتقنها الولايات المتحدة الأمريكية بحرفية عالية ، لا يعقل أن نصدق أن هؤلاء يولدون كالجراثيم في الأزقة والشوارع والزوايا والأركان ، بل هم يعبرون كل الحدود الحافة بسوريا ، وبغطاء مخابراتي دولي ، وبتأطير من الرويبضة الذين حذرنا الرسول الكريم منهم .
ان ما يحاك للشعب السوري وللحضارة السورية ، هو نفس ما يحاك للأمة العربية جمعاء ، اغراق سوريا الدولة والمجتمع في مستنقع صومالي جديد ، حرب بين الاخوة الأعداء لا يعلم مداها الا خالق السماوات والأرض .
ان الاستراتيجية المرسومة لسوريا لا تخرج عن مضمون تسييد حلكة الفكر الظلامي ، واعلاء صوت الفتاوي الرجعية التي لا تتجاوز قطع اليد ، ورجم المحصنات ، وتحجير المرأة ، واغلاق العقل ، ووقف عجلة التطور الطبيعي للأمة العربية .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين المواطن ؟
- هذا الوطن لنا
- هوامش التفكير -1- محاولة لخلخلة المفاهيم الثابتة عن مركزيةال ...
- للفراغ أن يخطو
- في انتظار الشمس
- أمطار الجحيم -25- رواية
- أمطار الجحيم -24- رواية
- حر أنا مني
- تسفيه العمل السياسي بالمغرب
- سامر العيساوي والقضية الفلسطينية
- في مفهوم التواضع-2-
- جلباب المخزن المخروم ، وعري المجتمع الفاضح
- أمهليني.....
- حركة 20 فبراير : المنزلقات الموضوعية
- عيد ميلاد ديكتاتور
- أبحث عن امرأة ثائرة
- محاولة محاصرة وقائع جناية
- الثورة السورية تكشف حقيقة أوباما
- استراتيجية البلد العشوائي
- أمطار الجحيم -23- رواية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد الصلعي - كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-