أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - المنصور جعفر - إلغاء الليبرالية لتحقيق حرية النساء















المزيد.....

إلغاء الليبرالية لتحقيق حرية النساء


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 11:08
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    


1- هل التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية ظاهرة اجتماعية ناتجة عن الكبت الجنسي أم إن هناك عوامل أخرى تمارس دورها في تفاقم هذه الظاهرة؟

في العالم العربي أول مفاعلات التحرش الجنسي ومولداته هي الإحتقار المكبوت للجنس والعملية الجنسية عند النساء سواء قديماً بفعل توطن العرب المسلمين بـ (الفتح) في بلاد غريبة عنهم وتملكهم نساءها بقهرية تستبطنها المرأة ضد أبناءها الذكور سرعان ما تتجلي بتعاملهم السالب مع المرأة، أو لسبب في الحياة الحديثة أن أكثر الزواج يتم قهراً على المرأة ومن ثم تبطن كرهاً للعملية الجنسية يتجلى في بعض إنتفاضات عصبية وضربات تجرح شعور الأبناء وتجعلهم مثل أجدادهم بدورهم حاملين لثأر خفي ضد المرأة ويدفع بعضهم حتى لرفض الأب الذي إختارها رفضاً يتجلى بشكل أكثر تعقيداً في الشتيمة بالأم والأخت كما في كثير من البلاد العربية، سواء كانت شتيمة غضب أو شتيمة محبة!! وعلاج هذه الظاهرة التاريخية الإجتماعية يحتاج إلى تعليم بأبعاد تاريخية ونفسية إجتماعية أفضل من المقدم بآلية القصص الديني عن السيدة حواء.


- 2- هل ترتبط هذه الظاهرة بالتربية العائلية الذكورية التي تحط من دور ومكانة المرأة في الأسرة والمجتمع؟

المشكلة أن التربية السائدة تربط كرامة الأم والزوجة والأخت والإبنة والقريبة والجارة بمدى قبوعها في إطار المحددات الذكورية وأن الخروج عليها يمثل قلة أدب، وإنحطاط، وإنطلاقة، ..إلخ، وهي تربية تختلف إيقاعاتها وفق يسر الطبقات والفئات وموقعها ريفاً ومدينة، مما يرتبط بالوضع المالي للمجتمع وحرية بعض الأفراد في تملك موارده وهي الحرية التي تثير مفارقات كبرى في معيشة الناس وأسلوب حياتهم وبالتالي تتضمن مفارقات في وضع المرأة. وأذكر في هذا الشأن أن مواجهة دارت في آواخر الثمانينينات في نادي أساتذة جامعة الخرطوم بين الكاتبة المصرية نوال السعدواي التي إهتم كلامها بديمقراطية التربية منزلاً ومدرسة والآستاذة الجليلة فاطمة أحمد أبراهيم أول نائبة برلمانية في الشرق الأوسط وأفريقيا ورئيسة الإتحاد النسائي السوداني آنذاك ورئيسة إتحاد نساء العالم وكان كلامها أن التربية الديمقراطية لا يمكن أن تتوفر في مجتمع متخلف معجون بالإستغلال والتفاوت الطبقي وفي الخدمات العامة حيث كثير من المناطق بلا مدرسة. من الرأيين نجد أن القيادة السياسية للمجتمع يجب أن ترتبط ببرامج وإنجازات إقتصادية إشتراكية تقلل تفاوت المعيشة والخدمات العامة وتقلل تباين الثقافات وتناحر التعاملات بين رجال المجتمع وبين نساء المجتمع وبينهم ككل رجالاً ونساءاً فكيف لإنسان لم يتلقى تعليماً أو لم تتوفر له معينات ثقافية أن يغير تربية المجتمع؟ علاج هذه المسألة يحتاج إلى إقتصاد سياسي وإجتماعي إشتراكي وإعلام تقدمي يشمل كل وسائط الإعلام الشعبية (الكلام، وخطب الجمعة، وأغاني البيت، وحكاوي الجدات) ووسائط الإعلام الجماهيرية وفيها التلفزيون بما فيه من مسلسلات وخطب ومقابلات سياسية ونشرات أخبار، وفيها الأغاني وحتى معارض الفنون.


- 3- ألا تشارك النظم السياسية السائدة في الدول العربية في استمرار هذه الظاهرة وتفاقمها الراهن؟

النظم السياسية الحاضرة بما فيها الأوربية والامريكية يديرها رجال ونساء قليلو الإبداع، أحسن مهارتهم هي إتباع القواعد والتعليمات، مما يصعب القول بمسؤوليتها عن تأخير تغييرات تاريخية كبرى كتغيير علاقة الرجال والنساء في مجتمعاتنا المألوفة، ونظمـ(نا) عموماً هي نظم تابعة لدول النفوذ الرأسمالي العالمي وهو نفوذ لا يريد أي تطورات إشتراكية أو ديمقراطية أو ثقافية فعالة، وما لم يتم بناء حركة تغيير إشتراكي عالمية فإن محاولات الإصلاح (الواقعية) تنكمش إلى حدود جمعيات يسودها الفقر أو النهب المالي أو تترهل لحد أن تكون مجرد دعوة عالمية تعقد لها سياحة المؤتمرات والمخصصات الدولي بلا طائل لها في الأرياف أو المناطق الشعبية في المدن.



- 4- ما دورنا في حماية المرأة من تلك الانتهاكات التي فاقت جميع التصورات والتي أصبح الرجل وكأنه العدو اللدود للمرأة وكيف يفترض أن تكون ردود افعالنا لمعالجة هذه الظاهرة السلبية؟

لكل دوره في مجاله، لكن أهم حماية بعد الإشتراكية والديمقراطية الشعبية قد تنبت من الأفلام القصيرة اليوتيوب والمسلسلات بإعتبارها أداة التوعية السائدة، والتظاهر ضد هذا الشذوذ في الشارع ووسائط الإعلام والتربية، أما الحماية المتوقعة في المجتمع فهي تشديد العقوبة على فعل التحرش.



5- - هل هناك علاقة جدلية بين الكبت الجنسي ومضامين وأساليب التعليم والثقافة السائدة والمتدنية في الدول العربية، ومنها اعتماد قاعدة الفصل بين الجنسين في مراحل التعليم المختلفة:

هناك علاقة جدلية بين مضمون التعليم والكبت الجنسي، فالتعليم الذي يقسم الكون الواحد إلى أرض وسماء، ويقسم التاريخ إلى قريب وبعيد، والتعليم الذي يخاف من الأعضاء والعملية التناسلية، والتعليم الذي يفصل بين عقل الإنسان ورغباته الجنسية، كله تعليم مشوه عقلاً وأدباً ، لا يستطيع متلقيه أو طالبه أن يهذب علاقة جسمه وشعوره وتفكيره ونشاطه الإجتماعي ونشاطه السياسي، تعليم طالبه أو متلقيه يجهل أن نخس المرأة أو الرجل هو نخس لإنسانيته، وأن الفحولة والأنوثة هي أن يقوم المستضعف بنخس الدولة ونظامها السياسي بدلاً من الإنفناس لها ثم التعدي على إمرأة في زحام ثم التفاخر المروج لفعله القمئي والمشين حتى يصير عاماً منتشراً ..... ثم بالصدفة يطبقه أحدهم على أم المتحرش أو على أخته أو على إبنته. تعليم مكبوت وجنس مكبوت وعقل مأزوم، لكن الأزمة الأساس هي أزمة الليبرالية وحرية بعض الأفراد في تملك موارد المجتمع هي أساس الفصل العقيم بين المورد والجهد والعمل والعائد وهو ما يعطل الإنتصاب الإنساني والتناسل الإجتماعي ويعكس ذلك في ذهن المتحرش بحيث يتخيل أن تعطيله للعملية السياسية لبعض النساء أمر مفيد لدينه ولربه.


6- - هل من علاقة بين اتساع ظاهرة الحجاب و"الصحوة الدينية" وتفاقم ظاهرة التحرش بالنساء, وخاصة بعد وصول التيارات الإسلامية إلى السلطة في عدد من الدول العربية؟

الحجاب الكثيف والتعري الشديد يمثلان إشارات سياسية لمستوى التخلف الذهني في التعامل مع الجسد بمنطق الحرب (الهجوم والدفاع) أما الوسطية أو الإجتماعية في الملابس فإشارة إلى طريق جديد راشد عقلاني يضاد الإستلابين المتمحورين لا حول الجسد النسائي كقيمة تناسلية بل لتمحورهما معاً حول إقصاء المرأة من السياسة. عفة الرجال والنساء تتحقق بالعقل الإجتماعي والإنساني، أما الإلتزام بالتقاليد وملابسها فجزء من آلية الدفاع العمياء أكثر من كونه من آلية الوجود أو التفرد الإجتماعي.



7- - ألا يعبر سكوت أو مشاركة النخب الحاكمة في الدول العربية في الموقف من المرأة وحقوقها عن تدهور فعلي في مستوى الوعي الاجتماعي وهيمنة الفكر اليميني الرجعي والديني المتخلف على أذهان أفراد المجتمع؟

نعم، تضعضع النخب البرجوازية في شأن المرأة جزء طبيعي من تضعضع هذه النخب في مجالات الإقتصاد والسياسة والثقافة، والآيديولوجيا، وهروبها من المهمات العقلية والعملية لمواجهة التمدد الإمبريالي المأزوم بنية، وفرار أقطابها من مواجهة جهاديي وأموال الخليج، العقيدة المشتركة للإمبريالية والإقطاع الديني هي حرية بعض الأفراد في تملك موارد المجتمع وديانتهما هي ديكتاتورية السوق وهذا التضعضع البرجوازي المتنصل من كل قيم الإشتراكية والحداثة حالة ثقافية وإجتماعية وسياسية تفرض على الرجال والنساء هجر حالة الركون وإنتظار الفرج من القيادات والإنتقال إلى حالة الفعل الديمقراطي الشعبي: ندوة المداولة بدل ندوة المتحدث أو المتحدثة، معرض الافكار ورسوم العائلة بدل معرض الفنان، الحفلة الأهلية بدل الحفل الرسمي الذي يحيه الفنان فلان ، شعبية السياسة بدل رسمنتها هو الذي يحررنا جميعاً من وهم النخبة والقادة والطليعيين الزيف.



8- - ألا تمارس السلطات الحاكمة في الدول العربية أساليب بشعة في ابتزاز المرأة واستغلالها وتعريضها لمزيد من الإيذاء النفسي والجسدي؟

نعم وكذلك السلطات الحاكمة في الدول الأوربية والولايات المتحدة تمارس كل الأساليب الإحتياطية ضد الرجال وضد النساء لتحقيق الأهداف التي تعجز عنها بالوسائل المألوفة. ومن يريد الحمام لا يخاف البلل.



- 9- كيف يتسنى للمرأة حشد طاقاتها وطاقات الرجال المتنورين لصالح الدفاع عن المرأة وحقوقها وحمايتها من اعتداءات "الفحولة" الفاحشة؟
هذا سؤأل تتطلب إجابته تكرار كل الإجابات السابقة، لكني أكتفي بالإشارة إلى أهمية المسلسلات وأهمية الإشارة إلى إمكان تعرض أهل المتحرش نفسه للتحرش، مع الإجابات الأخرى المتعلق بضرورة الإشتراكية والديمقراطية الشعبية والتعليم والسياسة والإعلام.



-10- ما هي الأساليب الناجعة للنضال المرأة في المرحلة الراهنة وكيف يمكن تعبئة قوى المجتمع لصالح العيش المشترك القائم على المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات؟

النضال المسلح والإعلامي ضد ديكتاتورية السوق إضافة للنضال الحزبي الشيوعي بمعنى إلغاء التملك الفردي لموارد المجتمع وسائل معيشته فالتفاوت الإقتصادي السياسي بين الطبقات وبين المدينة والريف هو المحرك الحديث لتخلف وضع المرأة ومحاولات قمعها ولهيمنة الذكور بما أنفقوا على النساء وكله تفاوت وهيمنة مؤسس على تملك بعض الأفراد الذكور غالباُ للأسس المادية لحقوق الإنسان ووسائل الإنتاج (المياه، الكهرباء، الأراضي، المساكن، الزراعة ، الصناعة، التعليم، العلاج، المواصلات، الخدمات الثقافية)، فدون إلغاء الليبرالية ومنعها وقمعها لا تحقق حرية للنساء.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية طريقاً لتحرير الإسلام
- المسيحية في السودان (3)
- المسيحية في السودان (2)
- المسيحية في السودان (1)
- محامو ديكتاتورية السوق العالمية وشركاءهم: مستشارون قانونيون ...
- هل الديمقراطية السياسية بداية أو نتيجة؟
- عن الحرب الأهلية والعالمية في سوريا
- كيف يقع الإسلاميون خارج معنى إنتصار مواطن على نظام ظالم؟
- نداء لإنقاذ معالم تراث ومكتبات تيمبكتو
- الصوفية ... مشارقاً و سحراً
- نقاط من العلاقات الإنتاجية بين الرأسمالية والصهيونية وصراعات ...
- الأخوان المسلمون تنظيم صهيوني البناء والحركة
- الهرم النوبي بين اليهود والعرب
- ضياء الخلق من معاني سواد العين
- لمحات من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في السودان (1954-2012)
- الإخوان المسلمون... لمحات
- جدل الشفرات الثلاثة في دولة قطر
- ثلاثة شفرات في جهاز الحكم والديبلوماسية القطري شفرة العائلة: ...
- من أهداف الثورة
- مع حكم الشعب ضد ديكاتورية السوق عسكرية أو مدنية، وضد تجزئة ق ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - المنصور جعفر - إلغاء الليبرالية لتحقيق حرية النساء