أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - أين المواطن ؟














المزيد.....

أين المواطن ؟


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 01:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أين المواطن ؟
**********
هو السؤال الذي علينا جميعا استحضاره ونحن في خضم تحولات مفصلية في تاريخ الأمة العربية . المواطن هذا الكائن الافتراضي لا زلنا نحاول استبصاره عبر مجسات المنظار الدقيق الذي يستفيد من تقنية الأشعة ما فوق الحمراء .
مفهوم المواطن يعني تفعيل الوطن من قبل فرد/أفراد لهم كامل الحقوق ، ويتمتعون بكامل القدرة على أداء واجباتهم تجاه هذا الوطن . فهم شركاء فيه ، وليسوا أجراء ، أو رعايا وعبيد . لكن سياق الواقع يثبت أننا ما نزال محكومين بعلاقات عمودية متصلبة ، بحيث الوطن هو ملك خاص لقبيلة الحاكمين والمتنفذين عبر شبكة من العلاقات المعقدة ، بين من يفترض فيهم الدفاع عن حقوق هذا الوطن والمواطن.
ولعل هذه هي احدى الأسباب العميقة التي تحول دون الدخول في عالم المواطنة ، باعتباره عالما يتجانس فيه الاسم واسم المفعول واسم الفاعل . فهو وحدة لا تنفصل عراها بين الأقطاب الثلاثة لتنتج "مبدأ التوطين " ، باعتباره مبدأ ناتج بالضرورة عن تلاحم طبيعي للأقطاب الثلاثة .
نحن نغرق في نظريات المواطنة والمواطن دون تفحص تفعيل مبتدأهما وخبرهما ، باعتبارهما جملة مفيدة ، تفيد التعيين والشهود ، وليس بناء للمجهول .
في بحثنا عن تطبيقات مقتضيات الدستور المغربي الأخير نتساءل عن هذا الشرخ الفظيع بين منطوقه ومحموله ، وبين تصريفه كفاعل توافقي حسب واضعيه ، او كفاعل مسقط من فوق حسب معارضيه . وأيا كان المنطلق فان الباحث المنصف لا يبحث الا عن تطبيقات ميدانية وواقعية لهذا الدستور على علاته ، ما دام لم يحدد الا لفقهاء الدستور ، وهي النخبة التي نفتقدها في المغرب كيفية استقرائه حق قراءته . طبعا الاستقراء غير القراءة، لكن وحدتهما بالنسبة للفقيه شيئ معطى وبدهية قبلية .
المواطن لا يمكن أن يعترف هو نفسه بمواطنته ما لم يرتق قليلا بوعيه الانساني المنطلق من وعيه الذاتي بذاته ، ووظيفته في مجتمعه ، وحدود مشاركته في بناء هذا المجتمع والآفاق الممكنة التي قد يفتحها له الفاعلون المدنيون ، وتلك التي قد يفتحها هو نفسه . لايمكن في ظل هذا السلب الذاتي الا أن نتحدث عن مرحلة ما قبل المواطن . اذ يمكن أن نتحدث هنا عن مرحلة افتضاض شرنقة المواطنة . لكن كيف ؟
عصرنا عصر تجاوز موضوعة المواطنة في تفاعلنا الكوني بالحضارات الغربية والعالمية ، الى مرحلة الذات ، بكل ما للكلمة من معنى أنطولوجي وفلسفي . لكننا هنا ما زلنا نتلكأ في الاعتراف بمواطنتنا . البطاقة الوطنية لا تمنحك الدخول في حضن المواطنة الفسيح والعميق والدافئ . كما أن انتماءك بحكم تناسلك البيولوجي ليس ضمانة أكيدة لصفة المواطنة . فالمواطنة هي أن يهجس المواطن حقوقه ووجباته في تفاعل وتداخل طردي ، دونما احساس بغلبة هذا الجانب على الآخر . وهي معادلة صعبة .
وهنا أحب أن أنوه أني أفضل أن يكون ميزان الواجبات أثقل من ميزان الحقوق . من زاوية نظر البذل والعطاء ، ضد الترهل والتواكل .
بيد أن الاحساس بالتوازن كتواجد واع بالمسؤوليات الملقاة على كل أفراد المجتمع ، بما في ذلك الدولة هو الذي يحقق المواطن الأمثل .
ولكي نصل الى هذا المستوى من الوعي بالفردانية الجماعية ، علينا أن نبدأ جميعا من طرح السؤال التالي : هل أنا فعلا مواطن ؟ .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الوطن لنا
- هوامش التفكير -1- محاولة لخلخلة المفاهيم الثابتة عن مركزيةال ...
- للفراغ أن يخطو
- في انتظار الشمس
- أمطار الجحيم -25- رواية
- أمطار الجحيم -24- رواية
- حر أنا مني
- تسفيه العمل السياسي بالمغرب
- سامر العيساوي والقضية الفلسطينية
- في مفهوم التواضع-2-
- جلباب المخزن المخروم ، وعري المجتمع الفاضح
- أمهليني.....
- حركة 20 فبراير : المنزلقات الموضوعية
- عيد ميلاد ديكتاتور
- أبحث عن امرأة ثائرة
- محاولة محاصرة وقائع جناية
- الثورة السورية تكشف حقيقة أوباما
- استراتيجية البلد العشوائي
- أمطار الجحيم -23- رواية
- كان الشعر ولا يزال...


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - أين المواطن ؟