|
أزمة اليسار- التكوين الطبقي لحزب الطبقة العاملة.
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 11:49
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
شاع بعد تحول الحزب الشيوعي السوفييتي في الاتحاد السوفييتي عن الماركسية واتخاذه طريق القضاء على الاشتراكية واعادة النظام الراسمالي الى الاتحاد السوفييتي سنة ١٩٥٣ وخصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي رسميا سنة ١٩٩١ التحدث عن ان الاحزاب الشيوعية لم تكن احزابا للطبقة العاملة لان اعضاءها لم يكونوا من العمال بل كانت اكثريتهم من المثقفين والمراتب الوسطى. ويستنتجون من ذلك ان هذه الاحزاب لم تكن احزابا للطبقة العاملة بل كانت احزابا للمراتب المتوسطة. وظاهرة التكوين الطبقي للاحزاب الشيوعية سابقا اي قبل تحول الاحزاب الشيوعية الى احزاب تحريفية منذ سنة ١٩٥٦ كانت واضحة في جميع الاحزاب الشيوعية. لم يكن اعضاء الاحزاب الشيوعية من العمال فقط وكانت نسب العمال في هذه الاحزاب تتفاوت في كل حزب اذ ان الاحزاب الفتية الحديثة التكوين كانت نسب المثقفين فيها تزيد كثيرا عن العمال وكانت هذه الاحزاب تعمل على زيادة عدد اعضائها من العمال بحيث ان الاحزاب القديمة كانت تضم نسبا اعلى من العمال في صفوفها. وحتى الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي في اعلى ظروف امجاده ولنقل اثناء الحرب العالمية الثانية ضد جحافل النازية لم يختلف عن ذلك. فقد كانت فيه اعداد غفيرة من المثقفين والفلاحين ولم يكن حزبا عماليا نقيا. والصورة اكثر وضوحا اذا تحدثنا عن قيادات الاحزاب الشيوعية. فان اغلب قادة الاحزاب الشيوعية ان لم يكن كلهم كانوا من المثقفين وقلما نجد بين قادة الاحزاب الرئيسيين عمالا بالمعنى العلمي للكلمة. واذا ارتفعنا الى معلمي البروليتاريا نجد انهم كانوا مثقفين من اعلى المستويات. فلم يكن مكتشف الماركسية كارل ماركس عاملا ولو ان حياته كانت اكثر بؤسا من ابسط العمال بسبب الاضطهاد الاقتصادي الذي فرض عليه طيلة ايام حياته. كان كارل ماركس اكبر دماغ مثقف في البشرية وكان حائزا على شهادتي دكتوراه. وكان انجلز ابن برجوازي الماني كان له مصنع نسيج في بريطانيا وبقي انجلز يدير مصنع ابيه الى ما بعد وفاة كارل ماركس. وكان لينين من عائلة ثرية وكان خريج كلية الحقوق وكان ستالين في اول حياته طالبا دينيا. واذا ناقشنا موضوع تمثيل الطبقة العاملة بالتكوين الطبقي قد لا نجد اية علاقة بين قادة الاحزاب الشيوعية وبين الطبقة العاملة الا ما ندر. واذا اخذنا الاحزاب الشيوعية اليوم التي يحلو لبعضها تسمية احزابها بالاحزاب الشيوعية العمالية نجد ان الظاهرة فيها هي نفس الظاهرة وان اغلبية اعضائها من المثقفين وان تسمية الاحزاب بالعمالية لم يغير هذه الظاهرة. وهنا يجب ان نسأل انفسنا هل كانت هناك احزاب للطبقة العاملة في التاريخ؟ اذا بحثنا موضوع احزاب الطبقة العاملة من حيث تكوينها الطبقي واشترطنا ان تكون هذه الاحزاب عمالية صرفة فلن نجد اي حزب يمكن تسميته حزبا للطبقة العاملة. هل هناك منظمات عمالية صرفة؟ نعم هناك منظمات عمالية صرفة. فالنقابات، واقصد نقابات العمال الحقيقية وليس النقابات التي تفرض قياداتها من اعلى كما كان الوضع في العراق في اكثر الاحيان، هي منظمات عمالية صرفة. فنقابة عمال البناء مثلا هي منظمة مفتوحة امام كل عامل بناء مهما كانت اراؤه السياسية او معتقداته الدينية وهي مغلقة امام اي انسان ليس عامل بناء. ويصح هذا القول على جميع النقابات. لماذا اذن يمكن ان تكون النقابات عمالية صرفة ولا يمكن ان يكون حزب الطبقة العاملة حزبا عماليا صرفا؟ الجواب على هذا هو ان النقابة تمثل عمالها ومصالحهم فقط ويقتصر نضالها كنقابة على تحقيق مصالح عمال النقابة وتحسين احوالهم المعاشية والصحية والاجتماعية والاقتصادية. وحتى حين ترتبط النقابة بالنقابات العمالية الاخرى في اتحاد نقابات مثلا فان كل نقابة في الاتحاد تمثل مصالح نقابتها ويجري التعاون في نطاق المصالح المشتركة بين سائر النقابات المنتمية الى الاتحاد. هنا نستطيع الاجابة على السؤال لماذا لا يمكن ان يكون حزب الطبقة العاملة حزبا عماليا صرفا. لا اتطرق هنا الى كون حزب الطبقة العاملة يجب ان يطبق نظرية الطبقة العاملة العلمية ولهذا يجب ان يكون الحزب مثقفا بدرجة يصعب ان تكون الطبقة العاملة قادرة عليها خصوصا قبل تعلم النظرية من قبل العمال انفسهم. فالنظرية العلمية يجب ان يتثقف بها العمال من خارج الطبقة العاملة من مثقفين يستطيعون دراسة الماركسية واتقانها ويستطيعون تطبيقها. ولكني اناقش هذه النقطة من وجهة النظر المصلحية فقط. فحزب الطبقة العاملة لا يمثل مصالح الطبقة العاملة وحدها. في المرحلة الاولى من الثورة في بلد اقطاعي مثلا يمثل حزب الطبقة العاملة مصالح الفلاحين ايضا ويكون من اهم اهدافه لدى تحقيق الثورة البرجوازية القضاء على الاقطاع قضاءا تاما وتوزيع الاراضي على الفلاحين بدون مقابل. ولذلك فان الفلاحين الواعين لمصالحهم يجدون في حزب الطبقة العاملة حزبا لهم يناضل من اجل تحقيق مصالحهم وينضمون اليه لهذا السبب. كذلك يناضل حزب الطبقة العاملة في سبيل تحسين احوال المراتب الوسطى في المدينة سواء منها المراتب الحرفية ام المراتب الثقافية. ولذلك تجد هذه المراتب في حزب الطبقة العاملة حزبا يمثل مصالحها ويدخلون الى الحزب لهذا السبب. وحتى في مرحلة الثورة الاشتراكية وتحقيق المجتمع الاشتراكي لا يقتصر عمل الحزب على مصالح الطبقة العاملة بل يحرر جميع الكادحين من فلاحين ومراتب متوسطة من كل انواع الاستغلال لذلك يجد هؤلاء في حزب الطبقة العاملة حزبا لهم وينتمون اليه لهذا السبب. فحزب الطبقة العاملة الحقيقي يضم غير العمال لانه لا يمثل مصالح العمال وحدهم بل يمثل مصالح جميع الكادحين سواء في المدى القريب، في النضال اليومي التكتيكي، ام في المدى البعيد في تحقيق الهدف الاستراتيجي لحزب الطبقة العاملة، هدف الاطاحة بالنظام الراسمالي وتحقيق النظام الاشتراكي. ولكن الفلاح او المثقف او الحرفي حين يدخل حزب الطبقة العاملة فانه لا يناضل بصفته مثقف او فلاح او حرفي بل يناضل بصفته جزء من حركة الطبقة العاملة. وحين تتعارض المصالح الانية للمثقفين او الفلاحين او الحرفيين مع مصالح الطبقة العاملة يكون موقف هؤلاء الاعضاء الذين لا ينتمون الى الطبقة العاملة الى جانب مصالح الطبقة العاملة وليس الى جانب مصالحهم الانية. لذلك يتطلب انتماء المثقفين او الفلاحين او الحرفيين الى حزب الطبقة العاملة نضالا مضاعفا، نضالا مع العمال في صفوف حزب الطبقة العاملة ونضالا ضد المغريات والميول البتي برجوازية التي تجتذب المثقف او الفلاح المتوسط او الحرفي كالمغناطيس. على البتي برجوازي الذي ينتمي الى حزب الطبقة العاملة ان يخوض هذا النضال المضاعف طيلة حياته ولا ينساه لحظة واحدة في حياته لكي لا ينحدر الى مستنقع الانتهازية. فلماذا اذن كانت الاحزاب الشيوعية وقبلها الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية حين كانت الاممية الثانية اممية حقيقية قبل انحرافها في الحرب العالمية الاولى تسمي نفسها احزاب الطبقة العاملة؟ ان ما يقرر ما اذا كان اي حزب حزبا للطبقة العاملة ام لا هو طبيعة الحزب، نظريته، برنامجه، سياسته، اهدافه. فاذا كانت طبيعة الحزب تمثل مصالح الطبقة العاملة كان حزبا للطبقة العاملة واذا لم تكن طبيعة الحزب تمثل مصالح الطبقة العاملة فليس حزبا للطبقة العاملة مهما اطلق عليه من اسماء. وما الذي يحدد طبيعة الحزب من هذه الناحية؟ ان ما يحدد طبيعة الحزب هو تمسكه بنظرية الطبقة العاملة ام لا. فنظرية الطبقة العاملة هي المقياس الذي يقرر ما اذا كان الحزب حزبا للطبقة العاملة بصرف النظر عن تكوين اعضائه الطبقي ام لا. النظرية الماركسية هي نظرية الطبقة العاملة وهي المقياس الوحيد الذي يقرر ما اذا كان اي حزب حزبا للطبقة العاملة ام لا. وهنا تنشأ مسألة اخرى. فليس بين الاحزاب التي تدعي انها احزاب الطبقة العاملة من لا يعتبر الماركسية نظريته بالكلام على الاقل. فكل الاحزاب الشيوعية القديمة وكل الاحزاب الشيوعية الحالية تدعي انها احزاب ماركسية. فكلمة ماركسية هنا هي المشكلة الاساسية. هناك احزاب تريد ان تكون احزابا ماركسية بدون ان تعرف ما هي الماركسية. فمن تجربتي في سجون العراق السياسية حيث التقيت بجميع قادة الحزب الشيوعي العراقي الذين مروا في السجون لم اجد اي قائد منهم ادعى الماركسية عن طريق دراسة الماركسية. فكلهم لم يكلفوا انفسهم قراءة اثر ماركسي كلاسيكي. ومع ذلك كانوا لا يعتبرون انفسهم ماركسيين فحسب بل يدعون انهم مطورون للماركسية. انهم يظنون ان من الممكن ان يكون الانسان ماركسيا بدون ان يدرس الماركسية. ما هو الخطأ في نظرة مثل هؤلاء الاشخاص؟ ولماذا لا يمكن ان يكون المرء ماركسيا بدون دراسة الماركسية؟ ان خطأ هؤلاء الاشخاص الاساسي انهم لا يعتبرون الماركسية علما كسائر العلوم ولذلك لا يمكن اتقان الماركسية كعلم بدون دراستها كما هو الامر في سائر العلوم كالطب والفيزياء والكيمياء وعلم الذرة. فكل انسان يعرف ان المرء لا يمكن ان يكون طبيبا او عالم ذرة بدون ان يدرس علم الطب او علم الذرة. ولكن هؤلاء لا يؤمنون بان الماركسية علم كسائر العلوم بل وادق منها جميعا لان مختبرها هو المجتمع. ماهو علم الماركسية؟ ان علم الماركسية هو تمييز القوانين الطبيعية التي تسيطر على حركة المجتمع في كل وضع معين وفي كل لحظة من لحظات حركته. يتلخص عمل ماركس وانجلز ولينين وستالين في انهم وجدوا الطريق الصحيح الى تمييز هذه القوانين كل في الظروف التي عاشها. فقوانين حركة المجتمع ليست قوانين ثابتة بل هي قوانين متغيرة تتغير حسب تطور المجتمع فيختفي مفعول بعضها وتنشأ قوانين جديدة لم تكن في ظروف سابقة. كشف كارل ماركس قوانين حركة المجتمع الراسمالي في ظروف المنافسة الحرة وحدد اتجاه حركة هذه القوانين فتوصل الى استنتاجاته العظيمة الهائلة. وميز لينين حركة المجتمع الراسمالي في عهد تحول الراسمالية الى راسمالية امبريالية وتوصل الى استنتاجاته العظيمة الهائلة بهذا الخصوص. وميز ستالين القوانين التي اختفت لدى نشوء المجتمع الاشتراكي والقوانين الجديدة التي نشأت مع نشوء المجتمع الاشتراكي وميز القوانين التي بقيت تخدم المجتمع الاشتراكي ولكن مفعولها اضمحل ولم تعد قوانين مقررة لحركة المجتمع. وكانت نجاحات الشعوب السوفييتية في بناء وتطور المجتمع الاشتراكي نتيجة لسير نضالها في اتجاه القوانين الجديدة للمجتمع الاشتراكي باكمل وجه استطاعت. ولكي يصبح المرء ماركسيا عليه ان يدرس هذه القوانين وان يفهمها وان يتعلم طريقة تمييز قوانين حركة المجتمع في اللحظة التي يقوم بدراستها وبقيادة الحركة فيها بنفس الطريقة التي مارسها معلمو الطبقة العاملة. هذه هي الماركسية وهذه شروط تعلمها. ان دراسة الماركسية الكلاسيكية ليس المقصود منها ان يتعلم الانسان نصوصها ويكررها في كل ابحاثه وكتاباته وانما هي ان يتعلم اسلوب الماركسيين الكلاسيكيين في اجراء بحوثهم وطريقة توصلهم الى تمييز القانون او القوانين السائدة في حركة المجتمع في اللحظة التي يعيشونها ويبحثونها. ان دراسة الماركسية هي ان يصبح الاسلوب الماركسي في البحث جزءا من الانسان، اسلوب تفكيره، طريقته في البحث في ظروف الحركة التي يجابهها. وهذا هو ما يقصد بدراسة كل علم. فالطبيب لا يستعيد النصوص التي درسها حين تعلم الطب لدى معالجة كل حالة مرضية بل ان الطب اصبح اسلوب تفكيره ولهذا يستطيع ان يرى الحالة المرضية بغير الصورة التي يراها من لم يدرس الطب وما يصح على الطبيب يصح على الماركسي ايضا. يدعي البعض ان الماركسية تحولت من نظرية او من علم الى ايمان او نوع من الديانة ويشبهها بالديانات السماوية وغيرها. وهذا خطأ فاحش. فاذا امنا بان الماركسية هي علم حركة القوانين الطبيعية التي توجه تطور المجتمع في كل مرحلة من مراحل تطوره فلا يمكن تحول هذا العلم الى ايمان او ديانة. تصور اننا نعتقد ان علم الطب او علم الذرة او غيرهما من العلوم تتحول الى ايمان او ديانة. لا شك ان كل امرئ مالك لقواه العقلية لا يمكن ان يوافق على ذلك او يؤمن به. ولكن الكثير من الكتاب، لانهم لا يعتبرون الماركسية علما كسائر العلوم، يعتقدون انها يمكن ان تتحول الى ايمان او ديانة ويفسرون الكثير من الانخذالات لهذا السبب. وكثيرا ما نسمع ان الماركسية تحولت الى عقيدة جامدة. فما هي العقيدة الجامدة بهذا الخصوص؟ ان العقيدة الجامدة هي محاولة تطبيق قانون كان صحيحا في فترة سابقة وفي ظروف سابقة ولكنه لم يعد صحيحا في ظروف مختلفة. وهذا ليس ماركسية. اورد مثلا عمليا عانى منه الحزب الشيوعي العراقي عقودا طويلة. في فترة قيادة الرفيق فهد كانت الجبهة مع البرجوازية ظاهرة ممكنة وايجابية نظرا الى ان البرجوازية كانت في تلك الفترة جزءا من الشعب العراقي ولها مصلحة في الاطاحة بالطبقة الاقطاعية الحاكمة. ولذلك ناضل الحزب الشيوعي في تلك الفترة في سبيل اقناع البرجوازية بضرورة الجبهة وفائدتها في التوصل الى الهدف المشترك، الاطاحة بالنظام الاقطاعي. ولكن حين جرت الثورة واصبحت البرجوازية هي الطبقة الحاكمة بقي الحزب يطالب بالجبهة على نفس الاسس القديمة التي وضعها فهد في فترة الحكم الاقطاعي او على الاسس التي اقيمت بها الجبهة سنة ١٩٥٧. بل ان الحزب الشيوعي تخلى في فترة شعار الجبهة العريضة عن الاسس الطبقية للجبهة اطلاقا ودعا الى تكوين جبهة مع كل حزب مهما كانت طبيعته الطبقية ومهما كانت عقيدته الدينية. هذا عقيدة جامدة ولذلك فهو ليس ماركسية. ومثل تاريخي اخر هو موضوع الطريق اللاراسمالي صوب الاشتراكية. بعد ثورة اكتوبر وتأسيس الدولة الاشتراكية بين لينين ان في الدولة السوفييتية شعوب غير متطورة كانت تعيش عيشة بدائية بعيدة كل البعد عن التطور الراسمالي. وقد رأى لينين ان بامكان الدولة الاشتراكية ان ترفع مستوى هذه الشعوب الى الاشتراكية بدون ان تمر في مرحلة التطور الراسمالي. وهذه الامكانية نشأت نتيجة لوجود الدولة الاشتراكية التي من مصالحها رفع مستوى جميع الشعوب بنفس الدرجة. وقد نجحت الدولة الاشتراكية في تحقيق ذلك ورفعت مستوى هذه الشعوب البدائية الى مستوى الاشتراكية مباشرة وبدون المرور في مرحلة الراسمالية. وفي السبعينات من القرن الماضي، وفي دولة لم تتطور تطورا راسماليا كاملا من الناحية الاقتصادية وحسب بل اصبحت فيها البرجوازية طبقة حاكمة اراد الحزب الشيوعي العراقي وكذلك الحزب الشيوعي السوفييتي وغيرهما من الاحزاب الشيوعية تطبيق قول لينين على المجتمع العراقي والمجتمعات المشابهة. فزعموا ان العراق يسير بقيادة صدام في الطريق اللاراسمالي صوب الاشتراكية. هذا الاقتباس من لينين ومحاولة تطبيقه في ظروف مختلفة كل الاختلاف عن الظروف التي قالها فيها لينين هو عقيدة جامدة ولهذا فهو ليس ماركسية. يلاحظ قرائي الاعزاء انني اعتبر ان الانسان لا يصبح ماركسيا ما لم يدرس الماركسية دراسة جدية لا تختلف عن دراسة طلاب العلوم الاخرى لعلومهم. ولكني من الناحية الثانية قلما اقتبس اقوالا او نصوصا من هذه الكتب الماركسية. وحين اقتبس شيئا منها اقتبسه فقط لكي اشرحه واوضحه وابين اهميته. لماذا؟ انني حين اكتب عن قضية معينة احاول ان استخدم دراستي للماركسية كعلم في تحليل الظاهرة التي اقوم بتناولها. وهذه القضية هي ظاهرة جديدة علي ان استخدم الاسلوب الماركسي في تمييز اتجاه الحركة في هذه الظاهرة المعينة. هذا هو الطريق الماركسي الوحيد لبحث الظواهر والحركات في مختلف الظروف والاوضاع. والبحث الماركسي لنفس الظاهرة او نفس الحركة يؤدي الى نتائج تختلف عن بحثها بصورة اخرى غير ماركسية. ان تطوير الماركسية لا يعني سوى استخدام الماركسة في تحليل وبحث ظاهرة جديدة والتوصل الى الحلول الصحيحة لتلك الظاهرة او الحركة عن طريق اكتشاف اتجاه الحركة في تلك الظاهرة او الحركة اي كشف القانون الطبيعي الذي يسيطر على تلك الظاهرة او الحركة في تلك اللحظة. بهذه الطريقة تبقى الماركسية متطورة ولن تتحول الى عقيدة جامدة. ومن هنا يمكننا ان نفهم موضوع الحزب الواحد للطبقة العاملة في كل بلد. فاذا كانت الماركسية علما واحدا، واذا كانت الماركسية مقياس جدية حزب الطبقة العاملة، واذا كانت الماركسية علما واحدا لا ثان له، فلا يمكن لحزبين ان يتبنيا هذا العلم الواحد، هذه النظرية الواحدة، بصورة صحيحة. واذا كانت مصلحة الطبقة العاملة السياسية في بلد ما واحدة من الناحية التكتيكية والاستراتيجية فمن الطبيعي ان يكون للطبقة العاملة في كل بلد حزب واحد يمثلها ولا يمكن ان يكون للطبقة العاملة في بلد ما عدة احزاب تمثلها تمثيلا صحيحا. وقد كان هذا المفهوم واضحا في الحزب الشيوعي العراقي في فترة قيادة فهد واستمر هذا المفهوم حتى بعد انحراف الحزب الشيوعي عن الماركسية. ولكننا نرى الان ان الحزب الشيوعي نفسه قد انقسم على نفسه طواعية فتشكل الحزب الشيوعي العراقي العربي والحزب الشيوعي العراقي الكردي وهما يعملان حتى الان كما لو كانا حزبا واحدا. من الممكن ان توجد عدة احزاب تدعي انها احزاب للطبقة العاملة وانها احزاب ماركسية وان تكون كلها احزابا بعيدة كل البعد عن ان تكون احزابا للطبقة العاملة العراقية كما نراه اليوم في العراق، ولكن لا يمكن ان يكون في اي بلد اكثر من حزب واحد حقيقي للطبقة العاملة. اين هذا الحزب؟ الله اعلم. الخلاصة هي ان حزب الطبقة العاملة لا يتحدد بالتكوين الطبقي لاعضائه وانما بالتزامه بالماركسية العلمية الدقيقة، نظرية الطبقة العاملة، الماركس
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزمة اليسار (من هو الشعب؟) الجزء الثاني
-
أزمة اليسار (من هو الشعب ) في جزأين
-
الاخ العزيز سلامه كيله
-
ازمة اليسار - صنعة ماركسية عربية
-
أزمة اليسار - تعاريف
-
جواب سريع الى الاخ سلامة كيله
-
من كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية - القسم الا
...
-
ملاحظات حول رايي في الحزب الشيوعي الاسرائيلي سنة 1962
-
من كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية
-
عودة الى قرار تقسيم فلسطين - 2
-
عودة الى موضوع قرار تقسيم فلسطين 1
-
حول الطبيعة التقدمية لحزب البعث السوري
-
من كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية - جواب الى الرفيق الكس
...
-
الجالية اليهودية في العراق سابقا
-
من كتاب ستالين حول المسائل الاقتصادية للاشتراكية
-
حول موقف الاتحاد السوفييتي من قرار تقسيم فلسطين
-
هل اسرائيل ديمقراطية؟
-
كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية
-
جواب الى الاخ خالد بهلوي
-
كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراسية
المزيد.....
-
التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف
...
-
جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا
...
-
قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل
...
-
مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي
...
-
مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار
...
-
السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
-
ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال
...
-
واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي
...
-
هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
-
تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|