أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - علي دواي .. بصيص أمل في عراق جريح














المزيد.....

علي دواي .. بصيص أمل في عراق جريح


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي دوّاي . رجل من العمارة . تلك المدينة التي وقفت على الهامش منذ تأسيسها ومنذ اللبنة الأولى التي ساهمت في بنائها .اهلها وسكانها من عامة الناس, عرب ومعدان وصيادو اسماك وشيوخ قبائل ومزارعون وكسبة وجنود . هذه قسمات المدينة وملامحها . ادمنت الحكومات المتتالية إهمالها, وكأنها لاتنتمي الى العراق .كم كانت تغذّي - رغما عنها - آلة الحرب الحكومية بدماء فلذات اكبادها ليحترقوا في حروب مجنونة ؟. اعداد غفيرة من معدميها هاجروا الى المدن الكبرى في البصرة وبغداد ليعملوا في المساطر وفي الشوارع كباعة متجولين بمختلف الأعمالاليدوية بإجور متدنية . كم من المدن المتناثرة تكونت من هجراتهم اليائسة ( مدينة الثورة سابقا) مثلا .مدينة العمارة التي تعوم على بحيرات من النفط , لم تستفد من ثروة ارضها الأم فهي تذوي وتتآكل وتظمأ , رغم شساعة اهوارها وكثرةانهارها وخصب اراضيها . كان ابناء المدينة يتألمون بصمت طيلة ازمنة القمع والحصار والحروب المتتابعة . لكن اوجاعهم انصهرت في الأبداع الذي لايعرف المستحيل . فأنجبت الكثير من الأكاديميين والعلماء والأدباء والشعراء . لكنهم لم يجدوا ما يعملون فتناثروا ما بين المنافي البعيدة , او امتصتهم المدن الكبرى . ولكن علي دواي ظلّ ملتصقا بمدينته . وحينما حصل على منصب المحافظ , استطاع ان يفجر الطاقات الأبداعية لمدينة لم تذق طعم الفرح من قبل .
والرجل - اعني محافظ ميسان - لايمتلك طاقية الأخفاء كي يجترح المعجزات وينجز المشاريع ببساطة انه رمى بدلة المحافظ الأنيقة , وارتدى بدلة العمال الزرقاء , ونزل الى الشارع ليعمل ويبني مع البنائين , ويكنس الشوارع ., ويشجع عمّاله على الهمة والنشاط والصدق في العمل , ويحاسب المقصرين من المقاولين والمهندسين وصغار العمال , ويجزي ذوي الهمة منهم . لقد كان عاملا ميدانيا وقائدا في حقول العمل , حتى اصبحت المشاريع تنجز بشكل نموذجي , وفي مواعيدها المتفق عليها , وبمواصفات فنية عالية .
علي دوّاي ليس ساحرا لينجز ما عجز عنه الآخرون .. انه بكل بساطة : رجل نزيه وقوي ووطني . هذه الصفات هي التي جعلته قادرا على جعل امهات الشوارع في العمارة كأنها تنتمي الى الزمن الجميل الذي فقدناه الى الآبد . وهي التي جعلته يعتصم ويتظاهر لجلب المال الى مدينته . وهي التي جعلته يبني الجسور والمباني ويجعل من العمارة مدينة لاتتوقف عن الحركة والبناء والأنشاء . لقد جعل من الكهرباء حقيقة بحيث انها لم تتوقف لشهرين متتاليين .
والحقيقة ان هذه الأنجازات المتحققة تكشف لنا اكثر من حقيقة :
1 - لدى العراق اموال هائلة مهدورة , اذا استغلت بشكل سليم ونزيه ستبني البلد , وتوفر له بنية تحتية سليمة .
2- إنّ الفساد المستشري بين المسؤلين الكبار هو السبب الحقيقي في تخلف البلد وليس العجز المادي .
3- ان وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو سر التقدم . وهذا يعني ان اكثر المحافظات في العراق قلبت هذه القاعدة الذهبية , اي انها وضعت رجلا غير مناسب فمكان غير مناسب .
4- الحس الوطني والضمير المهني في إختيار المسؤول , بغض النظر عن انتمائه المذهبي او الديني , او انه من هذه الكتلة او تلك . لذالك فاغلب الناس يعتبرون ان محافظ العمارة ينتمي الى العراق قبل كل شيء .
لاشك إنّ ظاهرة الأخلاص الوظيفي شائعة في الدول المتقدمة , ومنها كندا على سبيل المثال . وذالك لوجود نظام ديمقراطي عريق , يتميز بالشفافية . ولوجود الأعلام المستقل والقادر على ابراز الجوانب السلبية والأيجابية . لذالك من الممكن ان نجعل من سلوك السيد علي دواي قدوة وقاعدة في العمل والمسؤولية . على العراقيين ان يجعلوا في كل محافظة شخصا بمواصفات هذا الرجل وذالك بواسطة الرقابة الجماهيرية , التي تتجسد من خلال اللقاءات بين المسؤولين وابناء المدينة , ثم ايجاد عملية استجواب دورية , كي يكشف المسؤولون انجازاتهم أواخفاقاتهم , وتفعيل مهمة الصحافة والأعلام الذي سيكون بمثابة المراقب ومن ثم القدرة على سحب الثقة من الفاشلين منهم . كما ينبغي على الحكومة ان تشجع من المثال والقدوة التي يمثلها بعض المسؤولين الذين يتحلون بالنزاهة . وضمن ذالك يجب ان نجعل من محافظ ميسان سوبر فايزر يشر على جميع محافظات العراق .
نحن العراقيين الذين نعيش في الخارج . نشعر بالفرح الغامر حينما نسمع ببعض الجوانب الأيجابية في وطننا بعد أنْ فتك به الفساد والمحاصصة والصراعات الحزبية . لذا فنحن نحيي ابن العمارة وابن العراق السيد علي دواي ونشد على يديه , ونتمنى ان يكون مثالا وقدوة لغيره .
اوتاوة /كندا



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قف بالمعرة ..
- وأد الأطفال ..في بلاد النفط
- أحمد القبانجي .. سجينا
- بغداد عاصمة ..لأية ثقافة
- الوطن بعيون مهاجرة ( الأمن السياحي )
- شكري بلعيد .. وداعا
- لاشيء فوق العراق
- بهاء الأعرجي والمصباح السحري
- مباراة العراق في كأس الخليج
- رد على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين
- الفتنة
- جذوع ملّت من الوقوف
- قصة قصيرة اوراق من يوميات حوذي
- هوامش على اقوال ممثل السيد السيستاني
- قسوة الظمأ في مجموعة جذور الفجر
- دراما الموت والحياة
- عفيفة اسكندر والموت الحزين
- عبود الكرخي .. والنبوءات المرّة
- فنانون بلون الشمس
- اللامألوف في برنامج ( خارج عن المألوف )


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - علي دواي .. بصيص أمل في عراق جريح