أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - الأخلاق الاسلامية













المزيد.....

الأخلاق الاسلامية


الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 20:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يسود اعتقاد عند الكثير ان فهوم الخير و الشر يرتبط بالدين و لكن الكثيرمن المجتمعات في العالم ملحدة او علمانية لا تكترث لتهديدات الأديان و ترغيباتها...فلماذا تفعل الخير؟..في اوربا الشرقية او اليابان او الصين نشات أجيال بأكملها بدون دين و مع هذا فاحتمال أن تتعرض امراة لاغتصاب أمام جامع الازهر في القاهرة أقرب منه في موسكو كما ان احتمال تعرضك لسرقة في أحد مساجدنا أكبر بكثير من ان تتعرض لها في احد انفاق مترو طوكيو او وارسو التي اعتمدتها الفيفا لاستضافت نهائيات كاس أمم اوربا لتوفرها على معايير الامان المطلوبة و هذا ما يصعب تحقيقه في بلداننا العربية الفوضوية...لماذا لم تنهار الاخلاق في هذه البلدان و تدخل في فوضى عارمة رغم عدم وجود الدين يا ترى؟

انه سوال صعب بالنسبة للمؤمن المتعصب لدينه ..و خاصة حين يضن ان الاخلاق نزلت اليه من السماء ..ولكن الحقيقة ..أننا نحن البشر نفعل الخير بطبيعتنا فقط..لاننا نمتلك شيء اسمه الضمير ...فاي انسان في هذا العالم مهما كانت معتقداته فهو يعمل لارضاء ضميره من خلال فعل الخير...فانت لو كنت انسانا طبيعيا فلابد انك ستشعر بالقلق حين تؤذي طفلا ..هذا الشعور بالقلق ناتج عن تانيب ضميرك الانساني
الخير و الشر يندرجان تحت ما يسمى بالمنظومة الاخلاقية و هي ترتبط أساسا بالمجتمع فبدون وجود مجتمع لا معنى للاخلاق و هي كذلك تختلف من مجتمع الى اخر و من عصر الى اخر فما نعتبره نحن في مجتمعنا قيمة أخلاقية قد لا تكون كذلك في مجتمع اخر و ما قد نعتبره..لا أخلاقيا..في عصرنا .قد يكون امرا عاديا في عصور سبقت ...كما يجب ان ندرك أن القيم الاخلاقية لا تحتاج الى الدين و ربما اول من انتبه لذلك هم فلاسفة اليونان الذين كتبو عن علم الاخلاق في فلسفتهم بعبدا عن الدين

الاديان بدورها تتبنى منظومات اخلاقية و نحن المجتمعات العربية نتبنى بدورنا هذه المنظومة الاخلاقية الدينية (الاسلامية).الحقيقة ان التدين و الاخلاق مثل اللحم و الخضار لا يرتبطان ببعضهما بالضرورة فلك ان تطبخ اللحم بدون خضار كما لك ان تستغني عن اللحم في طبخ الخضار فكذلك يمكن ان نجد متدينين بدون اخلاق كما يمكن ان نجد اناس في قمة الخلق غير متدينين ....ولكن المعروف اننا في مجتمعاتنا العربية المتدينة نعاني من مشاكل أخلاقية تفاقمت في السنوات الاخيرة تزامنا مع الصحوة الدينية..زاد التدين فزاد معه النفاق و لم تنتشر الفضيلة بل بالعكس..أصبحنا اكثر سوءا .. بسبب خلل في هذه المنظومة الأخلاقية الدينية التي سنحاول من خلال هذا المقال أن نعرض بعض مواطن الخلل فيها
الاسلام كاي دين يقوم على قاعدة اساسية و هي ...الطاعة العمياء لمشيئة الله...بدون نقاش او جدال و لا حتى تساؤل مهما كانت مشيئته غريبة او شاذة ...فلم يعد للفرد داخل مجتمعنا عقل يفكر به لما يتعلق الامر بالاخلاق..لانه ليس مطالب بذلك و ما عليه الا الطاعة العمياء..فهل يمكن ان نعتبر من يطيع الاوامر ..صاحب فضل؟...و هل يمكن ان نعتبر الفعل القائم على الطاعة فعل اخلاقي؟...أين المسؤولية الاخلاقية هنا؟ هل هو من اختار ان يكون اخلاقيا ؟...لكن الواضح أن اخلاقيات الاسلام ليست مبنية على مبادئ بل على الطاعة المطلقة بدون مساءلة او تفكيرو من ليس لديه مبادئ فلا اخلاق له و هذا يذكرني بقصة ابراهيم التي تروي لنا كيف هم بذبح ابنه طاعة لأوامر الله ...فلا يمكن ان نعتبر في اي حال ان الفعل الذي كان سيقوم به ابراهيم هو فعل اخلاقي و لاكن بالنسبة للمنظومة الاخلاقية الدينية هو كذلك لانه فعل قائم على الطاعة العمياء للسلطة العليا...و هنا تكمن خطورة استبدال الطاعة العمياء مقابل المبادئ الانسانية .. فارهاب الناس و تفجير المدنيين و قتل الابرياء و العمليات الانتحارية هي أعمال قائمة على الطاعة و الكثير من المسلمين في مجتمعنا يتعاطفون مع الارهابيين و يبررون أعمالهم الشنيعة المنافية للاخلاق الانسانية هذا لانها حسب اعتقادهم قائمة على ..فضيلة ..الطاعة العمياء لمشيئة الله

الاسلام يهدد بالعقوبة في حالة مخالفة الاوامر و هذا يجعل من خيار المسلم ان يكون اخلاقيا قائم على التهديد و ليس عن قناعة او رغبة صادقة ...فهل يمكن ان نعتبر الفعل القائم على التهديد فعل اخلاقي؟..او هل يمكن ان نعتبر المجبر على فعل الخير..صاحب فضل؟..أنا مثلا لا اسرق لان ضميري لا يسمح لي ان اخذ حقوق الاخرين و ليس لانني اخاف ان يقطع احد ما يدي لو فعلت ذلك..أو انني ساحترق يوم ما بالنار ..ثم.اوليس تعذيب من يخالف الاوامر هو بحد ذاته فعل لا اخلاقي؟...اوليس قطع يد من يسرق تفاحة أو القيام بجلد شخص شرب القليل من النبيذ او رجم شخص مارس الجنس بالحجارة حتى الموت هو بحد ذاته فعل وحشي بلا رحمة و لا أخلاق ؟
ان طاعة الاوامر في الاسلام تقابلها مكافاة ..كرفع البلاء و تحسين الرزق و شفاء المريض ثم الجنة..ولكن لا يمكن ان نعتبر الفعل القائم على الطمع بالمكافاة فعلا أخلاقيا...بل هو فعل أناني و ليس اخلاقي ...تصور انك على قارب فصادفت طفلا سيغرق ..فهل ستفكر بانقاذه أم في الاجر الذي ستحصل عليه مقابل ذلك؟ا... ان طبيعتك الانسانية ستدفعك الى انقاذه دون مقابل و دون الحاجة الى ترغيب ولا الى ترهيب لان هذه الاخيرة تعمل لتشجيعك على القيام بطقوس دينية لا انسانية (كالانتحار و تفجير الناس) و ليس لتنفيذ عمل بطبيعته انساني كانقاذ طفل من الموت

المشكلة الاخرى ايضا في منظومتنا الاخلاقية هي ارتباطها بمنظومة ثقافة بدوية قديمة من القرن السابع و عجزها عن التطور ..مما يجعلها متعارضة مع اخلاقيات هذا العصر...لاحظ كلما طرا امر جديد عندنا حدثت بلبلة و لا يعرف الناس ان كان اخلاقيا او لا بسبب تضارب الفتاوي التي يطلقها كهنة المعبد ...فالناس عندنا مكبلين بنصوص قديمة لا تتغير و لم يتعودو على الحكم على أخلاقياتهم بعقولهم ..و أي نظام اخلاقي يعتمد على نص قديم لا يتغير و لا يتطور فلابد اذن ان يكون الاسوء على الاطلاق...فكيف نرجو من نظام اخلاقي قديم ان يساعدنا في حياة عصرية متسارعة كسباق الدراجات
المشكلة الاسوء التي يمكن ملاحظتها في اخلاقيات الاسلام...هي الخلط بين الطقوس الدينية و القيم الاخلاقية الانسانية...حيث تنحصر اخلاقيات الاسلام في القيام بفضائل و اجتناب رذائل لا علاقة لها بالاخلاق الانسانية ..حيث قد يرى الاسلام انك لو اكلت نوعا من الطعام او لبست نوعا من اللباس او شربت نوعا من الشراب فقد أغضبت الله فأصبحت بدون اخلاق و متى صارت الاخلاق الانسانية مجرد طقوس كصلاة و حجاب و نقاب و جلباب فقد نسفت المنظومة الاخلاقية الانسانية برمتها
الخلاصة هي ان اخلاقيات الاسلام تكمن في الطاعة المطلقة للسلطة العليا و من يمثلها من كهنة المعبد .



#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتدين يحتقر نفسه
- الموسيقى
- الوهابية
- إن لم تشك فأنت مؤمن
- الدمقراطية العربية
- فكرة تجسيد شخص الله
- فوبيا الجحيم
- الغيب و العلم
- عاطفة الإيمان
- الأخلاق الدينية
- هل من الممكن ان يكون هناك شيء اسمه تعصب اسلامي؟
- رياح خريف الاسلام السياسي
- الطب النبوي الخاطئ
- التفكير الأصولي
- الحاكمية الله


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - الأخلاق الاسلامية