اكرم مهدي النشمي
الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 20:04
المحور:
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
التحرش الجنسي
ان الجنس والشعور به هو حاله طبيعيه عند الانسان البالغ والتي تظهر الحاجه له نتيجه الافرازات الهرمونيه والتي تزداد كلما اقترب الانسان من حاله النضوج الفسيولوجي العضوي وبما انه نضوج فمعناه انه تكامل للصفات والحاجات عند الانسان وهو يشمل الذكر والانثى .انه حاجه حياتيه ورغبه وشعور عظيم وممارسته يقع ضمن الاساس المادي للحياه واستمرارها والذي يقول عكس ذلك فانه يطعن ويشك في مشاعره ويبطنها بقشور من الاصوليات و بكلام ليس له علاقه بالمضمون اساسا ,علينا ان نكون واقعين في مناقشه هذه المساله وان نكون بعيدين عن تلوينها او المتاجره بها ,ان التثقيف الجنسي في الدول الغربيه والمتقدمه يبدا في مراحل الدراسه المبكره وتصويره على انه حاجه غريزيه ولايمكن باي حال من الاحوال ان يتم قمعها بالعقوبات او التهديد او لجمها او مصادرتها كما هو حاصل في اجبار البنات على لبس الحجاب في سن مبكره او محاوله تجريد الانسان منها على انه شي مستورد او انه سلوكيه مختاره من قبل البنبنت او شاب, ان الرغبه الجنسيه هي ليست اختياريه وانما حاجه فرضت على الانسان عند عمر معين ولكن هناك طرق تعليميه وتربويه ترويضيه لفعل وليس انهائه وان الاستمرار في انتهاك ومصادره هذه الرغبه سوف يؤدي الى حاله مرضيه وغير مسيطر عليها الذي ياخذ في بعض الاحيان جنحه وهتك حريه الاخرين والتجاوز عليها في شكل الاغتصاب والقتل بعد الاغتصاب او التهديد او الاكراه , نثبت الكلام بان الجنس هو حاله طبيعيه تتطور مع تطور العمر و تكبر الحاجه له وبه يتعمق الحب وتستمر الحياه ويبقى الامل والحلم ونشوه الكلام وانعكاساته,ومارغبه الرجل والمرأه بالزواج الا ودخل الجنس بها كعامل اساسي ورئيسي,
والان لناخذ مساله التحرش الجنسي والتي يكون الرجل في اغلبها هو الجاني والمراه والطفل هو المجنى عليهم وبعيد عن الشواذ في القاعده والذي يكون بها الجاني مريض نفسيا وعقليا وهو موجود في المجتمعات المتطوره والمتخلفه على حد سواء والذي سوف نستثني الاشاره له في سياق الكلام هذا , ان المجتمعات المتطوره تاخذ من برائه العلاقه بين الذكر والانثى في مراحل العمريه الاولى والتي تبدا عند مراحل الدراسه الابتدائيه اساسا للعلاقات الاجتماعيه المتطوره والتي تتطور مع مراحل الدراسه والعمر ونضوج الفكر والحاجه والتي يكون الوعي والشرح وصدق النيه ومفهوم الحريه وعدم التجاوز عليها والعداله والمساواه مابين المراه والرجل ,هذه العوامل جميعها كفيله بترويض او تقليل من فعل الهرمون الذكري او الانثوي والذي يترجم الجاجه الغريزيه للجنس على انه مكمل لشعور الحب والذدق ومؤطر بالكلام الجميل حيث لايوجد حرج ولاموانع ولامصادره من اي كائن كان لحق الاخرين في اطار عدم التجاوز على حق او حريه الاخرين
اما الذي نراه في المجتمعات الشرقيه المتخلفه والتي في ثقافتها ودساتيرها وممارساتها عباره عن افعال وممارسات قمعيه تدخل في خصوصيات الانسان وتصادر فكره وشعوره وحريته بحجه الدين والاخلاق وحجه القضاء على الفساد ,يتم فصل البنات عن الاولاد في سن مبكره ويتم تحجيب البنات ووضعهن في سجون البيت والمدرسه ويكون المحتمع من اكبر السجون المفروضه على المراه والتي تصادر حقها في الاحتكاك والتعبير والتصور في التعامل والحفاظ على مكنوناتها وخصوياتها واعطائها الدور الاول في بناء علاقات سليمه وبعيده عن الابتذال او الشك ,يبدا تجزئه المجتمع على اساس انثوي وذكوري والذي يؤدي الى شعور بان الاحساس الغريزي هو خظيئه و الذي يعبر عن تصور بدائي وغير واقعي كيف تكون الانسان واصبح
ان قمع الحريه او التقليل من اراده الانسان في السيطره وترويض مشاعره بنفسه وتلقيحه بالثقافه الانسانيه والممنوعات الاخلاقيه والاصول واحترام حريه الاخرين سوف تولد رده فعل عكسيه وهي انتهاك حريه غيره ومصادره رغبتهم عن طريق القسوه والتحرش الجنسي وحتى الاغتصاب,ان الشاب او الرجل الذي يكون مكبوت الحريه ولايعرف كيف يروض مشاعره ولايفهم كيف يحترم خصوصيات غيره وحريه الاخرين لانه لم يتعلمها لذا فانه لايتحمل مسؤليه فعلته كلها ولكن جزءا منها وبسبب قضور التربيه فانه بالتاكيد سوف ينتهكها في اي فرصه تسنح له ,ان الشاب هو ضحيه المجتمع الذي لايعرف كيف يقود افراده بالاساليب العلميه والتربويه الواعيه الصحيحه حاله حال الشابه لانهما يعيشان افكار الممنوع والسبب الغير مبرر والحريه المسلوبه والتفكير الغير واعي , انهم مسلوبي الفرصه والاراده والشخصيه ان العلاقه مابين الجنسين في المجتمعات الشرقيه المحافظه مشوشه وقلقه ويغلب عليها طابع الحرام وتاثير الدين والسطوه الاحاديه وعدم الثقه والتصورات والتي تخضع الى دكتاتوريه الدين ومنصوصاته وتناقضاته ,ففي الوقت الذي يحرم فيه الاختلاط مابين الجنسين وعلى اساس الاحترام والحريه في الحفاظ على الشعور والتعبير عنه باسلوب حضاري انساني فاننا نرى فتاوي رجال الدين حول زواج المتعه والمسيار والمفاخذه والمحاككه والزواج من القاصرات والذي هو اساسا نوع من انواع الاغتصاب الشرعي والحلال لان الدين اقره واعترف فيه وان كان له دلاله على سفاله الاخلاق ووضيع السلوكيه
لو ان المجتمع اعطى الفرد الحريه والثقافه ومفهوم احترام خصوصيه الافراد ومعناها الاخلاقي المتساوي والذي يطبق على الجميع ذكر وانثى وعلى ورجال الدين والسياسيين وغيرهم وهناك قانون شامل يشرع على اساس التعامل مع الجميع وفق اسس واحده ويتم تثقيف الجميع وفي سن مبكره على حق الشخص في امتلاك نفسه والتمتع بحريته وشعوره وفق ضوابط احترام مشاعر وحريه الاخرين وعدم السماح لاي كائن من كان بالتجرئ ومصادره هذا الحق ويجب تطبيق العداله وسحب النصوص الدينيه الملوثه والتي تتدخل في خصوصيات الافراد رغم تناقضاتها وتناقضات رجال الدين وافعالهم كما لايجب ان يكون التعامل بازدواجيه مابين افعال رجال الدين وغيرهم والتي تستعبد المرأه وتنتهك حريتها وكرامتها او ان تعتبرها سلعه لغرض المتعه فقط ,على المجتمع ان يعطي المراه الحريه كامله بالتفكير والتعبير والدفاع عن نفسها
اكرم النشمي
#اكرم_مهدي_النشمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟