أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر خير احمد - نهاية الدرس اللبناني














المزيد.....

نهاية الدرس اللبناني


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 09:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يقول حسن نصرالله أنه لا يجيد السياسة. لكن الحقيقة أنه نجح في أداء لعبة سياسية مبهرة قادت –عملياً- إلى شق المعارضة اللبنانية التي "كانت" متحدة خلف القرار 1559، رغم أنها لم تقل سوى أن سقفها هو اتفاق الطائف.
الأساس الذي انطلق منه حزب الله، الذي يستمد شرعيته من هزيمته لإسرائيل، يتمحور حول أن "الذين حاربوا إسرائيل لا يمكن أن يضعوا أيديهم في أيدي الذين وقعوا يوماً اتفاقاً مع إسرائيل". هكذا فإن حسن نصرالله كان يقول ويذكر بأنه وأياً كانت الأسباب والأهداف فإن حزبه لا يمكن أن يتحالف مع الذين وقعوا اتفاق 17أيار. ومن تلك القاعدة انطلق مذكراً حلفاء سوريا السابقين: المسلمين السنة ثم الدروز، بأن الأساس في اللعبة السياسية هو نوعية العلاقة مع إسرائيل (وأميركا) لا مع سوريا.
حسن نصرالله إذاً، والذي لا يحب الطائفية كما يقول، اخترق المعارضة على أساس طائفي معلناً أن المارونية السياسية التي في المعارضة (وهي المتشكلة أساساً من مجموعة ورثة بشير الجميل) ليست مأمونة، وأن لديه معلومات كان نقلها له المرحوم الحريري عن مجموعة تُجري حوارات في أميركا على أساس إمكانية الاتفاق مع إسرائيل، بمعنى أنها لا تمانع في عقد اتفاق ما مع إسرائيل من جديد، ما لا يجوز معه استمرار تحالف "بعض" أعداء إسرائيل معها.
المعارضة اللبنانية لم تعد موحدة عملياً، وهي مرشحة للانقسام في اللحظة التي يأتي فيها الدور على قضية سلاح حزب الله، والتي هي بالنسبة للسنة وبالنسبة لوليد جنبلاط لم تعد محل جدل ولا مطروحة للنقاش طالما ظلت مزارع شبعا محتلة وطالما ظلت للبنان قضية مع إسرائيل. قضية سلاح حزب الله آتية دون شك، خاصة وأن سوريا تستعجل الرحيل –نظرياً- من لبنان، والمعنى أن الطريق لإعادة ترتيب الاصطفاف السياسي في لبنان باتت معبدة بالنسبة لحلفاء سوريا، فإذا كان الخلاف حول الوجود السوري بات غير ذي موضوع، والاصطفاف تجاه طلب الحقيقة حول اغتيال الحريري لم يعد له أساس لاتفاق الجميع عليه، وقضية تشكيل الحكومة وإقالة قادة الأجهزة الأمنية باتت غير مرفوضة تماماً من الرئيس اللبناني من جهة ولن تعود مطروحة إذا ما كتب للانتخابات أن تتم من جهة ثانية، فما الذي سيجمع تيارات سياسية ترفض نزع سلاح حزب الله ولا تمانع في تحسين ظروف حياة الفلسطينيين في لبنان مع تيارات سياسية تطلب عكس ذلك تماماً؟!
ما يمكن فهمه بالنسبة لنا نحن العرب، أن الدرس اللبناني انتهى أوانه في اليوم الذي نجحت فيه المعارضة وقاعدتها الشعبية في إسقاط حكومة عمر كرامي وإجبار سوريا على تطبيق اتفاق الطائف. ما يحدث الآن ليس درساً يستحق التعلم، إذ ليس مقبولاً أن يُستبدل الوجود السوري وظله الاستبدادي على اللبنانيين باحتلال أميركي أو بتوفير شروط أفضل لإسرائيل في علاقتها مع لبنان (ومع سوريا) عبر تجريد لبنان من مقاومته وجعله ساحة مباحة للعدوان الإسرائيلي في أي وقت يشاء، وهو ما يبدو أن القوى التي لم تتورع يوماً عن عقد اتفاق مع إسرائيل تريده اليوم وتسعى إليه، كما يبدو أن مهادنتها مع قوى المعارضة الأخرى التي لا تطلب أكثر من تطبيق الطائف ليست إلا مسألة مرحلية وبيع كلام معسول للحلفاء "المؤقتين".
هذا الدرس ليس مقبولاً لنتعلمه ليس لأن الاستبداد أفضل من الاستعمار، بل لأنهما –كما نقول دائماً- وجهين لعملة واحدة ولأن استبدال أحدهما بالآخر يعني أننا سنظل ندور في حلقة مفرغة هي حلقة التخلف والهزيمة والعيش خارج التاريخ.
حسن نصرالله نجح في مهمته فعلاً، سواء كانت لمصلحة إبقاء السلاح في أيدي حزبه أم لمصلحة حلفائه السوريين، لكن ذلك لن يكون بالضرورة شيئاً طيباً إذا كان همه فقط مقاومة الاحتلال والاستعمار والعدوان ولم يمتد لمقاومة الاستبداد والعمل لإقامة الحريات والديمقراطية الكاملة. والواضح أن حزب الله يفكر بالأولى (ونجح فيها دائماً) لكنه لا يفكر بالثانية، ولهذا فإن لبنان لن يعود مجالاً للدرس والتعلم بالنسبة للعرب إلا إذا كان الاصطفاف السياسي القادم والمتوقع على أساس عداء إسرائيل هذه المرة (لا سوريا) سيضع في حسبانه مسألة التخلص من الاستبداد كما التخلص من الاستعمار.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للأسف.. أميركا دائماً أقوى
- الدرس اللبناني: لا مكان للدكتاتورية إذا توحد الشعب
- لا تشتموا الفضائيات
- تحنيط التراث: التراث باعتباره شاهداً ليس إلا
- لا تفتش عن المرأة !
- العرب وتحولات العالم
- الفكر الاسلامي بلغة علمانية
- لا ديناصورات ولا خائنون
- الاسلام بين التطهير والتغيير
- هل الديمقراطية ممكنة في العالم العربي؟
- عمرو خالد والنمذجة الاخرى
- ادفنوا هذه المنظمات
- عمرو خالد ونموذج التراث
- البرميليون العرب
- نادر فرجاني «وزمرته»!
- -الحُرة-.. وفكرة المركز والمحيط
- اختطاف العلمانية
- في هجاء القبيلة
- الهروب الى الحكم الاسرائيلي
- حفرة صدام


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر خير احمد - نهاية الدرس اللبناني