أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى اسماعيل - الذهنية الاقصائية - ياسين الحافظ ومسألة الأقليات














المزيد.....

الذهنية الاقصائية - ياسين الحافظ ومسألة الأقليات


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 09:28
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يذهب نفر من المثقفين العرب إلى طرح مسألة الأقليات في العالم العربي على اختلاف بينهم في توصيف هذه الأقليات بين مقارب ديمقراطي لها أو مقارب مرحلي.
يمضي المفكر /ياسين الحافظ/ إلى مسألة الأقليات ليرى فيها عاملا نابذا وعقبة في وجه المطمح القومي العربي . يقول في كتابه / في المسألة القومية الديمقراطية – دار الحصاد , ط 2 -1997 : > .
إذن يتم تسليط حزم الضوء على الأقليات ولكن بإبرازها كعامل سلبي يخلد للراحة في أحد أهم مراحل الأمة العربية . وتكمن السلبية في إيراد صفات ثلاث أو ميزات ثلاث ينعت بها / الحافظ / الأقليات ( لا مبالية – متوجسة – معادية ).
ليس هناك أدنى أمل في ايجابية هذه الأقليات إذن . وكأن كل إسهاماتها التاريخية والثقافية السابقة ذهبت أدراج الرياح . إن هكذا خطاب مبعث للسخرية والسخط كونه يقدم الأقليات دائما للجمهور في قفص الاتهام . إذ لا يتم البحث في شؤونها الصغيرة أو الكبيرة إلا انطلاقا من كونها معادية , خطيرة , عقيمة, لا يمكنها تقديم متطلبات القطار الوحدوي العربي الهادر .
هنالك أمر آخر يتكرر في الخطاب الثقافي العربي المعاصر تحديدا , لا يمكننا القفز فوقه, يتمثل في ضخ عدد هائل من المصطلحات والتي تسهم في اختصار واختزال الكثير من المفاهيم والآراء والجمل في كلمة/مصطلح واحدة . من هذه الكلمات / الاصطلاحات السحرية الصياغات : اسلاموي , تلفيقوي , أقلوي , ثقافوي , شعبوي ..وتطول القائمة .
الذي نريده من البحث في دلالات هذا الضرب من الاصطلاحات وبتلكم الصياغات الآنفة الذكر , هو تبيان خطورة بعض المصطلحات والمفاهيم دون أن يدرك القارىْ العادي مكمن الخطورة فيها . إذ أنها أمر معرفي , ويرتبط بالبحث في متون المعاجم الفلسفية لإخراج الدلالة , وهي وان خطرت بوضوح لدى القارىْ المبدع أو المتابع إلا أننا نشك أن تحضر لدى القارىْ العادي . ففي الشاهد السابق ورد مصطلح ( الأيديولوجيات الأقلوية ) , وهو مصطلح ينبع من أحادية مريضة ومؤذية . إذ أن الاصطلاح ( أقلوية أو أقلوي ) لا يدل على إيديولوجيات النخب المنتمية لتلك الأقليات , وإنما على النخب المدعية الانتماء إلى تلك الأقلية أو الأقليات .
فالواو والياء حين تضاف إلى أيما اسم في الفكر العربي المعاصر إنما يقصد به الادعاء بالانتماء إلى ذلكم الطرح .فالماركسوي غيره الماركسي , والسلفوي ليس هو السلفي إنما هو الشخص الذي يدعي أنه سلفي ويؤمن بالسلف وينتمي إليه .
ولا يوضح لنا /الحافظ/ لماذا ( إيديولوجيات الأقلوية ) وليس إيديولوجيات الأقلية أو الأقليات . فما الذي يؤكد له إن إيديولوجيا الأقليات سواء الأكراد أم الأمازيغ أم مواطنو جنوب السودان المسيحيون أم التلاوين الطائفية في لبنان أو الأقباط في مصر , هي إيديولوجيات مفروضة على الأقليات وليست متأتية من نسيج الأقلية نفسها , من هذا العمق التاريخي والسياسي والثقافي والاجتماعي لهذه الأقلية أو تلك .
هذا نوع من الإقصاء ولا شك . فلكي تستدرج الأقلية إلى المطمح العروبي ولكي تسهم بفاعلية في السيرورة الوحدوية ( وهذا مصطلح غريب سنعود إليه لاحقا ) يجب أولا الحفر في بنية خطاب الأقلية واثبات زيفه وانتحاله على يد النخبة . وهو ما يفعله / ياسين الحافظ / عبر إثبات وجود شرخ بين إيديولوجيا أقلية ما وبين الناس في تلكم الأقلية .
بناء على منطق / الحافظ / مثلا ؛ هل يمكننا القول إن النخب الكردية السياسية لديهم أيديولوجيا أقلوية ( زائفة ومنتحلة على الأقلية ) وأنهم لا يمثلون الملايين الكردية ؟ . هذا غير معقول وينافي المنطق . فمما لاشك فيه أن النخب السياسية الكردية تمثل الجماهير الكردية وتعبر عن المطمح الكردي .
إن هكذا خطاب يهتم بدقائق المصطلح حتى من شأنه الحفر الضمني ونسف وتقويض البنية الفكرية لدى الآخر الداخلي أو في الجوار , وذلك لخلق علاقات عضوية زائفة مع تلكم الأقليات وايهامها بأن مصلحتها الاستراتيجية تقتضي نبذ خصائصها التاريخية والثقافية والاجتماعية للاندراج بسرعة فائقة في المنظومة العربية .
مثل تلك الآراء تنفي نهائيا وجود أي أساس ديمقراطي في خطابات بعض المفكرين العرب , وفي حالة / ياسين الحافظ / تثير عبارات كثيرة في ثنايا خطابه مسألة تأرجحه بين الماركسية ومفاهيم القومية العربية , حيث أن هنالك خلطا غريبا لديه إلى درجة التناقض مرارا .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي-مسألة الأقليات
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي - مركزية العرب وه ...
- مدخل الىالذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي
- عن الأفق الديمقراطي
- ( العقل الدونكيشوتي والعقل الالكتروني (تحية الى موقع سيدا ال ...
- حلبجة.. أوشفيتز..والعرب


المزيد.....




- جلسة فوق السحاب.. مصور يوثق نزهة سعودية من وحي الخيال
- ضربة إسرائيلية في شمال غزة تخرج المستشفى الأهلي المعمداني عن ...
- رحلة استثنائية لـ6 نساء نحو النجوم!
- -سي إن إن-: كوريا الشمالية ربما تبني أكبر سفينة حربية في تار ...
- بعد أشهر من الاعتقال.. وصول 9 أسرى محررين من السجون الإسرائي ...
- طهران توضح سبب الحوار -غير المباشر- مع واشنطن
- يفتقر إلى -حقائق مهمة-. ..إسرائيل تنتقد تصريح بيربوك بشأن ال ...
- باريس تدعو الجزائر إلى العدول عن قرار طرد موظفين في السفارة ...
- عُمان.. القبض على مصري بمساعدة -الإنتربول-
- الصليب الأحمر الدولي يكشف مصير مسعف فلسطيني فقد بعد هجوم رفح ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى اسماعيل - الذهنية الاقصائية - ياسين الحافظ ومسألة الأقليات