أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سمية ماضي - العراقيون والمَهَاجِر الجديدة














المزيد.....

العراقيون والمَهَاجِر الجديدة


سمية ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 12:41
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لقد وصلتُ إلى حالةٍ قد تقتربُ من اليقين منها إلى القناعة، من أننا نحنُ العراقيون ولنقل الأغلبية المطلقة منّا لسنا أصحاءَ مئة بالمئة وغير سالمين من الأمراض الفسيولوجية والنفسية/ الاجتماعية بكلِ أنواعها ولسنا خالينَ من الاضطراباتِ الجسدية من قمة الرأس إلى أخمصِ القدم!!..
فالّذي هاجرَ من العراق إلى دولِ المهجر في بدايةِ "العصرِ الذهبيّ" تجده في كل حالاته وقد دمّرهُ الاكتئاب وأمراض الحنينِ وقتلتهُ الغربةْ..
ومن بقى في العراق الفترة التي أعقبت الأولى وشهدَ حروبَها وعاشَ أهوال مآسيها ابتلى بالجنونِ والهلع وصار يخافُ من ظلِهِ و"يفزُّ" من أي صوتٍ يسمعُهُ وبات يحلَمُ بالدماءِ والقتلِ وتؤرقه صور الأسر والتعذيب وتكرار اللون الواحد والنغم الواحد والحزب الواحد، ويفجعه فقدان الفرد أو العائلة من خارطة الوجود.
أو الآخر وإن يبدو مُعافى نوعاً ما أو لنقُلْ هو أفضلُ من غَيرِهِ إلّا إنهُ، يدري أو لا يدري مرعوبٌ ومهزوز في داخِلِهِ لا محالة!!!
ومَنْ صَبَرَ على ضيمه واستمرَ في العيشِ والبقاءِ في العراق (ولأسبابٍ مختلفة لا مجال لذكرها هنا) في الفترةِ "العظيمةِ؟؟!!" الثالثةْ، عصرِ الصراعاتِ النفسيةِ البغيضةِ والمدفونة وبداياتِ النهايات الحتمية للجبروتِ الأعظم..فقد استمرتْ معهُ كوابيسَهُ ومُعاناتُهُ المُرّة، بل وفاقَ عليها التّفنُنِ في أشكالِ القبحِ الإنساني المُعلنِ والمستورْ وأصبح مُبتلى ليس فقط لكونِهِ مضطراً وبقوةِ إذلالِ العوزِ أن يكونَ مُحِباً لهذا العهد بل ومفروضاً عليه بقوة الأسلحة الفتّاكة وهو الممنون!!
فلأنهُ مُسيّر وليس مُخيّر بقدرة عنف السلطة!! وقد أٌصيب بالغربةِ وهو في داخلِ وطنِه علاوةً على "امتلاكِهِ" الدائم أمراضهِ المزمنةِ في ثالوثِنا المقدس
" الفَقْر ,الجُوع ,المرض"
رغمَ انتفاخِ أرضنا بكنوزِها !!
وها نحن العراقيون جميعنا بعد أضطرار الهجرة والاستقرار اليوم نلتقي من جديد على أرضٍ سليمةٍ أمينةٍ ومعافاة في بلدِ الجمالِ والحرية السويد.
وإذا بنا نجدُ أنفُسَنا وقد أخذتنا هذه الآفاتِ والأمراضِ من بعضِنا ورمتنا بعيداً وبعيداً جدا عن ساحة واقعنا الاجتماعي الجديد..
فمَنْ حافَظَ على عقلِهِ من التلوثِ والصدَأ، تجدْهُ قدْ فَقَدَ بعضاً من حريتِهِ لأنه اعتاد على الأسر والحبس دهراً من الزمن!!
ومَنْ لازال ضميرُهُ حَيّْ يُرزق تراهُ قدْ فقدَ رُشدَهُ!! ومَن كان قوياً ويمتلكُ لسانَاً حاداً يكون مهموماً بالظلمِ ويتفوق بقساوتِهِ !!
ومن لديه عينان تُشعرُ أنهُ فاقدَ الأملِ والبصيرةْ!! ومَنْ يمتلكُ نفسيةً متماسكة فهو ليس بمتذوقٍ فعّال لحياتِهِ الجديدة!!
ومَنْ لازالَ مُحافِظاً على حوّاسِهِ الخَمْسِ ( أو الستْ) لن تجدَ لَهُ مِزاجاً..فتراهُ يبحثُ عن المشاكلِ والمتاعبِ بنفسِهِ!!
ومن تلقاهُ سالماً مُعافى (كما يبدو لك) فإنهُ نافراً لكُلِّ أشكالِ الجمالِ والراحةِ والمتعة وكافراً بكلِ ما يدورُ حولَهُ!!!
عذراً لكم جميعا فليسَ ليَ الحقُ أنْ أقولَ هذا، لكنني وودْتُ أنْ اُعَبِّرَ عن رَجائي في ..
أنْ نكونَ أقلَّ عُنْفاً وأقَل قسوة مع ذواتنا ومحيطنا، فلأنهُ نحن مَنْ عانينا من تلكمُ الآفاتِ والأمراضِ الأمّرَّين ولفتراتٍ طويلة..
وأن يكونَ الحُبَ بيننا للخير وفِعلِ الخير دونَ مُقابل أو بلا ثمن!!..
أنْ أرى العراقي يساندَ العراقي الآخر ولا يقسو عليه أو يظلمهُ، فكفانا مِنَ القسوةِ والظلمِ. فالمُّر الّذي تجرعناهُ ونحنُ في وطنِنا قد طالنا كثيراً.. فدعوُنا نقضي ما تبقى لنا من العُمْر بشيءٍ من السهولةِ والليونةِ والايجابيةِ في التفكيرِ والتعامل.. والابتعاد عن إصدار الأوامرِ التعسفيةِ والأحكامِ على الناسِ أو التحكمِ بحياتِهم ومشاعرِهمْ..
ولندعِ البسمةَ تشرقُ في عقولِنا وتشعُ في عيونِنا وتزهو على مُحيّانا
ولن أقولَ علينا بالمحبةِ أو الودِّ والطّيبة ..فهذا أمر حتميّ جميعُنا متفقٌ عليه ودونَ أدنى شَكْ..!!



#سمية_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سمية ماضي - العراقيون والمَهَاجِر الجديدة