|
الأيام كشفت مصداقية التحذير من تظاهرات 25 شباط 2011(4/2)
محمد ضياء عيسى العقابي
الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 09:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المحذِّرون من التظاهرة: كانت المؤشرات التي أقنعتني بوجود ذلك الخطر الكبير الذي توقعتُه مخفياً وراء الدعوة للتظاهرات يوم 25/2/2011 ما يلي: أولاً: تحذير السيد علي السيستاني من تلك التظاهرات وهو تدخل غير معهود من السيد السيستاني في شؤون تفصيلية يومية. القضية، إذاً، ذات أهمية إستثنائية. السيد السيستاني، وحسب متابعاتي لمواقفه منذ سقوط النظام البعثي الطغموي* ولحد الآن، يحظى بمصداقية رفيعة المستوى. وقد وجدتُه ملتزماً تماماً بنهجه القاضي بتناول الشؤون الستراتيجية للبلد وعدم الإقتراب من الأمور السياسية اليومية. فلما حذّر من تلك التظاهرات، فلا بد أن يكون وراء تحذيره أمر خطير. نعم، إنه يستمد معلوماته، بتقديري، من عدة جهات سياسية وأولها رئيس الحكومة. لكن ما يصل إليه صادق وموثوق به وغير قابل للتلاعب. علماً أنَّ الإلتزام برأي السيد السيستاني أو غيره من المراجع هو إلتزام طوعي من جانب الفرد سواءاً كان الإلتزام شرعياً أو مدنياً، أي ليس هناك عنصر القسر بل هناك عنصر الإختيار الحر. ثانياً: تحذير رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني وهو معروف بمصداقيته وحرصه على إحترام القسم الذي أداه لصيانة السيادة الوطنية والدستور ومصالح الشعب العراقي. ثانياً: تحذير رئيس الوزراء السيد نوري المالكي منها، وهو الآخر يحظى بمصداقية عالية جداً. ولو لم يكن يحمل تلك المصداقية لما تمكنت الحكومة، التي قادها، أن تقود العراق إلى شاطئ الأمان وسط بحر من المصاعب والمعوقات. وفي الوقت الذي تخوض فيه بلدان المنطقة الأخرى معارك شرسة متنوعة الأطوار بغيةَ التحول إلى الديمقراطية، قطع العراق على طريق الديمقراطية شوطاً هاماً وأضحى أكثرها إستقراراً من وجهة النظر السياسية وأكثرها ديمقراطية. ثالثاً: حضور السيد مقتدى الصدر شخصياً من إيران إلى بغداد وتوجهه مباشرة إلى إجتماع جماهيري لأنصار التيار الصدري ليحذَّرهم من مغبة المشاركة. ولكن، كان بإمكانه تبليغ توجيهه بعدم المشاركة لقياديي التيار بوسائل عديدة لا تقتضي حضوره الشخصي. فما الذي دفعه إلى الحضور بنفسه، وهو الذي لم يمكث في بغداد سوى أيام معدودة وعاد لمواصلة دراسته في إيران؟ أعتقد أنه قدَّرَ خطورة الموقف وأراد التأكد من عدم مشاركة بعض أتباعه من أصول بعثية والحاملين لبغض كبير لحزب الدعوة، في التظاهرات. كما أراد الإستعداد لإحتمال زج جماهير التيار الصدري إلى جانب القوات الحكومية وجماهير أطراف التحالف الوطني الأخرى في المعركة لإحباط المحاولة الإنقلابية. ينقل السيد فراس الحمداني، في مقال له، عن مصادر يصفها بالموثوقة بأن رئيس الوزراء بعث إلى السيد الصدر بطائرته الخاصة مع مبعوث مزود بوثائق دامغة حول وجود مؤامرة لإحداث مجزرة دموية لقلب نظام الحكم. فعاد مقتدى إلى بغداد على متن الطائرة ذاتها وعلى عجل. رابعاً: تحذيرات نخبة من الكتاب العراقيين الديمقراطيين المتابعين للشأن العراقي بموضوعية من تلك التظاهرات، وهؤلاء الكتاب يتمتعون بمصداقية جيدة. خامساً: تحركات هيئة علماء المسلمين التي يترأسها الشيخ حارث الضاري الرافضة ل"العراق الجديد" ونظامه من منطلق "ما بُني على باطل فهو باطل". لهذا أطلق الشيخ الضاري تصريحاً أعلن فيه تحالفه الستراتيجي مع تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق. كما دعا مراراً إلى الإطاحة بالعملية السياسية. فيما يلي رسالة صادرة من الهيئة بصدد تظاهرات 25/2 والرسالة تتكلم عن نفسها. الرسالة مقتطفة من مقال للدكتور عبد الخالق حسين بعنوان: " تأملات في مظاهرات (الغضب العراقي)" المنشور في موقع "الحوار المتمدن" بتأريخ 4/3/2011: "رسالة خاصة إلى كافة فصائل المقاومة من هيئة علماء المسلمين في العراق"، جاء فيها: "وقد حان الوقت للتغيير الشامل وعلينا جميعاً اغتنام الفرصة القادمة، يطالب بها عدد كبير من المواطنين العراقيين يوم الجمعة القادم الموافق 25 شباط 2011، وقد أكملنا كافة المستلزمات المطلوبة وفق الخطة التي تم إعدادها في الاجتماع السابق لقياداتكم الميدانية". هذا وقد أظهر الدكتور وليد الحلي، النائب عن التحالف الوطني والقيادي في إئتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الإسلامية، وثيقتين أخريين على نمط الرسالة أعلاه صادرتين عن هيئة علماء المسلمين أيضاً، وذلك في برنامج "بالعراقي" في فضائية (الحرة ـ عراق) ليوم27/3/2011 . سادساً: إنهماك فضائيات طغموية(1) معروفة بمعاداتها للديمقراطية العراقية في الدعوة لتلك التظاهرات وهي: - قناة "الشرقية" لصاحبها السيد سعد البزاز المطلوب للقضاء العراقي والمفروضة فضائيتُه على العراق، بتقديري، من قبل الأمريكيين لشق وحدة الشعب العراقي، وربما للإنتفاع منها عند "الحاجة" كهذه المناسبة؛ - قناة "الرأي" للسيد مشعان الجبوري، المطلوب هو الآخر للقضاء العراقي آنذاك، والتي كانت في يوم من الأيام ترشد الإرهابيين إلى كيفية تصنيع المتفجرات؛ - قناة "الرافدين" للشيخ حارث الضاري الذي أعلن تحالفه مع تنظيم القاعدة صراحة، كما أسلفنا. - فضائية "الديار" هي الأخرى لعبتْ وصاحبُها دوراً مبالغاً فيه في أحداث سابقة قبل أكثر من عام(2)، وعلمتُ أنها إنضمت بقدر ما إلى التأجيج المبالغ به قبل وبعد تظاهرات 25/2. لا أريد أن أتناول صاحب هذه الفضائية السيد فيصل الياسري من وجهة النظر الفنية، فهذا ليس إختصاصي؛ لكن موهبته في هذا المضمار يشير إليها المختصون بالإعجاب. إلا أني أعرف شيئاً سياسياً عنه. لنا صديق مشترك هو الدكتور (ل.ق.). ساقَ لي هذا الصديقُ المشترك ما أفاده به السيدُ فيصلُ الياسري ك"حجة دامغة"، في حينه، على أن إنتفاضة ربيع عام 1991 الشعبانية كانت من صنع إيران(3). سابعاً: الموقف الأمريكي المُعَبَّرُ عنه من خلال فضائية "الحرة – عراق". لقد خرجت هذه القناة الفضائية، الرائعة بالعموم والحاذقة في دس السم بالعسل، عن المألوف تماماً حتى بالنسبة لنهجها الإعتيادي المحرِّض أصلا ولكن ب"نعومة"، ضد الحكومة العراقية وضد رئيس الوزراء بالذات - خرجت منذ أكثر من أسبوع من اليوم المقرر للتظاهرة أي يوم 25/2/2011 وصارت تدعو بما يرقى إلى الإعلان الصريح المتكرر إلى المشاركة بالتظاهرة "البريئة". لماذا؟ لا أعتقد أن ذلك يتم دون هدف، وسيأتي لاحقاً مزيد من التوضيح لموقف الولايات المتحدة السياسي من مخطط يوم 25/2/2011. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1): للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995 http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305 (2): في حادثة محاولة إغتيال الإعلامي السيد عماد العبادي. (3): قال العميد توفيق الياسري في فضائية "الجزيرة" قبيل عام 2000 بأنه لو سمحت إيران بفتح خمسة أمتار من حدودها أمام إنتفاضة ربيع عام 1991 الشعبانية لأصبح له وقع كبير على الوضع العسكري لصالح المنتفضين. للعلم فإن العميد توفيق الياسري كان قد إنضمَّ للإنتفاضة في مدينة الناصرية.
#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جزى الله الدكتور صالح المطلك ألف خير!!
-
أقيلوا أسامة النجيفي3/3
-
الأيام كشفت مصداقية التحذير من تظاهرات 25 شباط 2011(4/1)
-
أقيلوا أسامة النجيفي3/2
-
أقيلوا أسامة النجيفي2/1
-
مرة أخرى، لو حرصوا حقاً على مصالح الشعب!!
-
أسامة النجيفي يواصل حلمه في العودة إلى المربع الأول
-
إذا فرضوا القتال فليحسم لصالح الديمقراطية
-
دعوة نواب إئتلاف العراقية الإتحادَ الأوربي لمحاصرة العراق
-
بين تكتيك علاوي وستراتيج المالكي!!
-
أهلاً بزيارة الشيخ القرضاوي ...بشروط....وإلا....
-
الموقف من القضاء يكشف ضعف الوطنية لدى البعض!!
-
تعقيب على رأي السيد كفاح محمود كريم بشأن الأقاليم
-
في كركوك وطوزخرماتو تفجيرات كيدية فتنبهوا
-
تقسيم العراق.... الهمس الذي بات ضجيجاً
-
لا تقعوا في الفخ أيها الديمقراطيون حكومة وشعباً2/2
-
لا تقعوا في الفخ أيها الديمقراطيون حكومة وشعباً2/1
-
إطلاق النار على مروحيتين عراقيتين تتجسسان على العراق2/2!!
-
إطلاق النار على مروحيتين تتجسسان على العراق2/1
-
سر إبتزاز الأحزاب الكردية وهل من حل جذري للخلافات؟4/4
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|