نسرين البخشونجى
الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 20:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ وصول التيار اليميني المتطرف لسدة الحكم في مصر, تحولت معظم البرامج الدينية لبرامج سياسية و بدء من يطلقون على انفسهم لقب "داعية" او "الشيخ" في لعب دور المحلل السياسي و القارئ الذى يفند آراء و كتب المثقفين.
فاستدعاء الكاتب د. يوسف زيدان للنيابة بتهمة ازدراء الاديان بسبب كتابه "اللاهوت العربي و أصول العنف الديني" لم يكن مفاجئة بالنسبة لي. بعدما شاهدت على موقع اليوتيوب مقطع من حلقة لبرنامج "خالد عبد الله", ضيوف البرنامج مهرطقين جهال, مهنتهم غسل دماغ البسطاء و إثارتهم ليكرهوا النخبة "الكافرة" كارهة الدين و الأخلاق. من خلال ما شاهدته لم يقرأ هؤلاء مقطعاً كاملاً حتى لا يفضحهم غبائهم, بل صدروا بعض الكلمات للمشاهد على طريقة "و لا تقربوا الصلاة" ثم أنهوا حديثهم بأن ما في كتب زيدان ليس علماً و أنما كفر لا يمكن السكوت عليه متسائلين كيف يمكن لمؤسسة الأزهر تمرير هذا الكتاب. بعد أيام قليلة من بث هذه الحلقة تم إعلام الرجل للمثول أمام جهات التحقيق و هكذا تمت مهمة "خالد عبد الله" بنجاح.
و مثل هؤلاء كانوا منتشين بفرحة النصر بعدما نشر زيدان روايته المثيرة للجدل "عزازيل" لأنه – بحسب رأيهم- أظهر الوجه الحقيقي للديانة المسيحية. و نسوا أو تناسوا أنها مجرد نص أدبى خيالي لا يعول عليه في المسائل الشرعية.
هؤلاء يخشون الكتابات التنويرية خاصة فيما يتعلق بالدين, لأنهم لا يرغبون في ان يستنير العقل الجمعي للشعب ليبقى على عهد السمع و الطاعة. رغم أن التفكير عبادة و عقيدة, ذكر مرات عديدة في القران الكريم و في صيغ مختلفة "أفلا تتفكرون", "أفلا تعقلون", "أفلا تتدبرون".
و رغم الأموال الكثيرة التي تدفعها دول لمثل هؤلاء لتغييب عقول الناس باسم الدين حقداً لما قدمته مصر للعالم منذ ألاف السنين و أنها فجر الضمير الإنساني, فأنا على يقين أن الخير مازال فينا.
في النهاية على أن أختم بالجملة التي صدرها زيدان في كتابه اللاهوت العربي " لم يوضع هذا الكتاب للقارئ الكسول, و لا لأولئك الذين أدمنوا الإجابات الجاهزة, عن الأسئلة المعتادة, و هو في نهاية الأمر كتاب, قد لا يقدم و لا يؤخر".
#نسرين_البخشونجى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟