|
دورة تكوينية في الوساطة الاسرية بجامعة القرويين
حنان بوفاطمة
الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 18:41
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
عرفت رئاسة القرويين يومه الاربعاء 27 فبراير 2013 تنظيم دورة تكوينية في موضوع "الوساطة الاسرية من خلال التوجيهات الشرعية وعمل الاجهزة القضائية وهيئات المجتمع المدني والمنابر الإعلامية" لفائدة طلبة ماستر أحكام الأسرة في الفقه والقانون. وقد جاءت هذه الدورة التكوينية في سلسلة الأنشطة الفكرية المرتكزة على إيمان واقتناع منسقة هذا الماستر الأستاذة الدكتورة حكيمة الحطري بضرورة إدماج الطلبة الباحثين فيها وجعلهم يسبرون أغوار القضايا الملحة في المشهد الثقافي والعلمي والاجتماعي المرتبط بالأسرة فقها وقانونا .مساندة إياها صديقتها وزميلتها في درب النضال العلمي الدكتورة بهيجة غياثي بن زياد. وقد شهدت هذه الدورة التكوينية العلمية توقيع شراكة بين الماستر المعني والمنسقية الجهوية للتعاون الوطني لجهة فاس بولمان ومكناس تافيلالت ،المشارك في تنظيمها بمعية فريق التكوين والبحث في قضايا المرأة والطفل بكلية الشريعة بفاس ،ومركز الدراسات والأبحاث في قضايا الاسرة والمرأة ،وكذا المحكمة الابتدائية بفاس. وقد افتتحت الدورة بآيات بينات من الذكر الحكيم لتليها بعد ذلك كلمة الدكتور الفاضل ،العالم الأجل رئيس جامعة القرويين" محمد الروكي" ،ثم كلمة السيد المحترم عميد كلية الشريعة بفاس الأستاذ الدكتور "حسن الزاهر" فكلمة كل من رئيس المحكمة الابتدائية بفاس في شخص نائب وكيل الملك للمحكمة والمنسق الجهوي للتعاون الوطني لفاس بولمان-مكناس تافيلالت، لتليها كلمة الأستاذة الدكتورة "حكيمة الحطري" شاكرة الحضور طلبة وأساتذة ،ليتم بعدها عرض شريط وثائقي عن الانشطة الميدانية والتواصلية لطلبة الماستر المنظم للدورة ، إذ عرف الفصل الأول من السنة الدراسية زخما من الحركية العلمية المرتبطة بخرجات وزيارات استكشافية استطلاعية لفئات مهمشة تعد نتاجا لمفهوم مشوه للأسرة بمستوييه القانوني والشرعي،حيث قام الطلبة الباحثون بإشراف من الاستاذ القدير الدكتور سعيد المغناوي بزيارة مركب الوفاء ،الذي يضم دار الوفاء للرعاية الاجتماعية للأطفال المتخلى عنهم،كما قاموا بإشراف لنفس الاستاذ بزيارة للمدينة العتيقة استكشافا منهم لنمطية الحركية الاجتماعية بالمدينة ،تدريبا لهم على العمل الميداني الاستطلاعي، وتأسيسا لفكر متشبع بعلم الاجتماع ،الذي يعد ركيزة أساس معتمد لدى للباحثين المختصين في القضايا المرتبطة بالأسرة والطفل خاصة والمجتمع بصفة عامة.هذا إلى جانب أنشطة فكرية أخرى عرفها الماستر المذكور تنظيما وحضورا. كل هذا ايمانا من الدكتورة حكيمة الحطري بأهمية انفتاح الجامعة على محيطها وقيمة ربط البحث العلمي بالقضايا الفكرية المطروحة وبالظواهر الاجتماعية الملحة. والى جانب الزيارات الميدانية فقد شهد الماستر المذكور بقيادة منسقته وطاقمه من المؤطرين والإداريين زيارة رسمية خصت كل من:وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية حيث عقد اجتماع بوزيرته،وزيارة البرلمان وعقد اجتماع بمحافظة البرلمان ؛و زيارة مجلس المستشارين ؛كما عرفت الزيارة القيام بلقاءات بوزراء؛ وبرلمانيين؛وتوج كل هذا بدعوة منسقة الماستر للانضمام إلى اللجنة العلمية التي ستعمل على دراسة مقترح تأسيس المجلس الاستشاري للمرأة والطفل بوزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية . لذلك صدقأستاذنا الفاضل "محمد الروكي "رئيس جامعة القرويين حين وصفها ب"المجاهدة بعلمها"معتبرا كلمة "المناضلة" هو تحجيم لمجهوداتها، فهي حسب شهادته "المرأة العالمة البانيةـ التي يؤمل في جهادها تخريج العلماء ،خصوصا في مجال الأسرة وبنائها،علماء حاملين لقيم الاعتدال والوسطية في بناء الأسرة التي بها ينبني المجتمع. اما الدكتور الفاضل عميد كلية الشريعة "حسن الزاهر"فقد اثني على الدكتورة "الحطري حكيمة بما لامسه فيها من حب للأنشطة الفكرية والثقافية العلمية مذ ان كانت طالبة بكلية الشريعة بفاس ،فباحثة فأستاذة.مشيرا إلى قدرتها على التغيير. كلمات الاستاذين الفاضلين الدكتورين"رئيس جامعة القرويين وعميد كلية الشريكة لم تقتصرا على الترحاب بالحضور والثناء على الأستاذة منسقة الماستر بل ثمنا الدورة التكوينية بمداخلتين متكاملتين بين ماهو شرعي وماهو قانوني ،فظهرت شخصية العالم الاجل في اشارته الى القواعد التشريعية التي تحمي الأسرة والتي منها "تفاهم الزوجين على مستوى التصور والأساس الاسري،تطبيق ولو الحد الادنى من التشاور،وكذا توجه كل من الزوجين الى تحديد مشاكل الاسرة ومحاولة معالجتها بطرق شرعية، منتقلا بعد ذلك الى اساليب الاصلاح في تركيز منه على "الوساطة الأسرية كأسلوب من الأساليب التحكيمية لمحاولة الصلح بين الزوجين على اثر النزاع.والذي لا يمكن ان يثمر بالتوفيق حسب رأي أستاذنا "محمد الروكي "إلا باعتماد الوصفة الطبية لإصلاح ذات البين وهي الاصلاح بكتب الشريعة.وترسيخ قيم الحلم والتسامح. كما ظهرت أيضا شخصية رجل القانون ،الذي ابهرنا أيضا بتناوله للموضوع عبرطرحه لعدة إشكاليات وتساؤلات مرتبطة بمدونة الاسرة في مجالها القانوني والشرعي ،مشيرا إلى الثوابت المرتبطة بسيادة الدولة على مستوى تكريس المبادئ والأسس القانونية للتحصين الاسري،حيث ان الدولة لها استقلالية وسيادة كاملتين في تحديد المفاهيم العامة المرتبطة مركز الزوج ،مركز الزوجة ،الحقوق،مفهوم الطفل...ليوضح بعدها أن العولمة تؤثر على سيادة الدولة في تحديدها لهذه المفاهيم ،محيلا ايانا على اشكالية أخرى مرتبطة بعلاقة الأنا بالآخر،وبالاكراهات المعيقة للحفاظ على الثوابت.في اشارة منه الى مدى تعارض الأنظمة العالمية بالنظام الإسلامي، مبرزا أن الأنظمة العالمية تتميز بالالتواءات الإجرائية القضائية، المفضية إلى ضياع المال والوقت ،المحيل على الشعور بالإحباط والحيف.في حين أن الحماية القانونية المستمدة من الكتاب والسنة تثمر التسليم والاطمئنان ،وبالتالي تحقيق السلم الاجتماعي . كانت هذه مداخلة الدكتور"حسن الزاهر" كمثقف متخصص في القانون ،ليتكلم بعدها بصوت المسؤول ،معلنا أن الكلية قد اعدت برنامجا لاستكمال التكوين ودعم الثقافة والذي يروم ربط الباحث بالمشهد الثقافي الفكري وبالقضايا العامة المطروحة على الساحة الفكرية. بعدها توالت مداخلات مجموعة من الأساتذة الأجلاء من مؤطرين للماستر المعني وآخرون وكذا مداخلات المختصين من القيمين على مؤسسات قضائية"رشيدة حلمي" وإعلامية "مريم الصافي"وممثل المجلس الجهوي للتعاون الوطني، وكذا الجهات الرسمية في شخص "كنزة الغالي"المرأة المؤازرة والمؤمنة بهذا المشروع العلمي ،كل من هؤلاء تدخل من منبره،لتفتتح بعدها الورشات التدريبية المختلفة المشارب ،فالاختتام بتوزيع الشهادات،وشكر الحضور الكريم. ومن الملاحظ ان مسالة الوساطة الأسرية تم تناولها من مفاهيم مختلفة وتم تناولها على مستوى التطبيق في محفل الحديث عن" القاضي الوسيط"،"المذيع الوسيط"،"شخصية الحكم الوسيط الغير مالك للسلطة على الطرفين...."كل هذا يجعلني أتساءل الى أي حد يمكن لنا ان نفكر وننظر لإنشاء مؤسسة وساطة اسرية مستقلة عن القضاء بحيث يتم امتصاص الاكراهات المتمثلة في عامل الوقت وحكامة تدبير أمر الوساطة لدى قاضي الأسرة إن تكلفت هذه المؤسسة إعداد تقرير مستوف حول عملية الصلح بين الزوجين ،شريطة أن تضم هذه المؤسسة أطرا منتمين لعلم الاجتماع وأطرا لهم تكوين في علم التواصل ومؤ طرين دينين.... و إن ما أود أن اختم به مقالتي هذه هو ما اشار إليه الدكتور الفاضل رئيس الجامعة "محمد الروكي" حول ضرورة ربط هذه المجهودات العلمية بالجانب الإعلامي .فعلى الطلبة الباحثين الانكباب على الاهتمام بهذا الجانب اسد اهتمام . ويسعدني هنا أن أشير الى انه لولا التوثيق والتدوين ما بلغنا علم الأولين لذلك على الطلبة الباحثين ان ينتبهوا الى هذا الامر،فيبادروا الى المشاركة بأفكارهم والتعريف بأنشطتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة ،ليسوقوا بذلك الصورة الايجابية لمشروعهم العلمي خاصة وكليتهم عامة.
#حنان_بوفاطمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دورة تكوينية في الوساطة الاسرية بجامعة القرويين
المزيد.....
-
تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س
...
-
كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م
...
-
أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
-
ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو
...
-
ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار
...
-
بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
-
-من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في
...
-
مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس-
...
-
حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال
...
-
فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|