محمد العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 17:46
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لقد كان تشي غيفارا ثوريا بالغريزة كان شخص لا يمكن إفساده و كان يمقت البيروقراطية و الوصولية والامتيازات لقد كان رمز أخلاق المناضل الثوري الصارمة و الطاهرة ومن ثم فإنه وقف ضد مظاهر البيروقراطية و الفساد التي لاحظ وجودها بعد انتصار الثورة.
طالما عبر تشي عن أفكار معارضة للمواقف الرسمية للحزب الشيوعي والاتحاد السوفيتي في ظل نيكيتا خروشوف . كان معارضا لنظرية التعايش السلمي . ولم يكن يحب الخنوع الذي كان يبديه بعض الكوبين تجاه موسكو وإيدولوجيتها وقد عارض قبل كل شيئ البيروقراطية و الوصولية و الامتيازات .
زيارته الى موسكو وأوربا الشرقية صدمة وعمقت من حسمه مع الأوهام حول الستالينية. لقد مقت بكل ذرة من كيانه البيروقراطية و الامتيازات ونزعة التماثل الخانقة
صار اكثر فأكثر حدة في نقد الاتحاد السوفيتي و قادته . وهذا ما جعله يولي دعمه في البداية للصين أثناء الصراع الصيني السوفيتي. لكن سيكون من باب التجنب عليه وصفه بالماوي.
ليس هنالك أي سبب للاعتقاد بأنه كان سيشعر بفرق كبير بفرق بين صين ماو
وروسيا خروتشوف .
السبب الذي جعله يميل نحو الصين كان هو ان الصينيين انتقدوا قرار موسكو بإزالة الصواريخ السوفيتية من كوبا وهو القرار الذي اعتبر تشي خيانة.
من المستحيل الوصول الى تصنيف دقيق لتشي غيفارا. لقد كان شخصا عصيا على التصنيفات كان عقلا خصبا دائم البحث عن الحقيقة. كانت الدوغمائيات الستالينية هي النفي المطلق لطريقة في التفكير. كان يمقت الذل والتمثيل البيروقراطي كما يمقت الامتيازات من كل نوع. كان هذا
يجعله موضع شك من طرف القائدة الشيوعيين في أوروبا والكتلة السوفيتية عندما كان يزورهم. وقد كان قادة الحزب الشيوعي الفرنسي الستالينيون معادون له عمليا له بل وشنوا ضده حملة من الافتراءات واصفين إياه بالمغامر البرجوازي الصغير
كما قال-الخط الصيني بقيادة ماو تسي تونغ هو الخط الماركسي الثوري الصحيح وأما خط موسكو فهو يميل الى البرجوازية و بيروقراطية الدولية و الى التساهل في الكثير من الامور الثورية الحقيقية
مصادر_ كتاب غيفار النضال و الفداء ص117وص231
#محمد_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟