أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - عاطفة الإيمان















المزيد.....

عاطفة الإيمان


الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 14:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل تعلم لماذا لا يتحمل المؤمن انتقاد دينه ...ببساطة لان الاديان لا ترتبط بالموضوعية و المنطق بل بالعواطف ...و الانتقاد يعمل على استثارة تلك العواطف التي تربطنا بديننا و تجعلنا نتمسك به مهما كان سخيفا ...ساذجا و غير مقنع كل هذا لا يهم ...لاحظ كيف يتحمس العوام الذين لا يفقهون اي شيء في الاسلام لدينهم و يدافعون عنه باستماتة تجاه الانتقاد ...أليس هذا دليل على ان الدين يقوم على العاطفة و ليس لان هناك اشياء مهمة في ذلك الدين تجاه الانسانية تجعلنا ندافع عنه ...مهما حاولت ان تثبت صحة اي دين لن تستطيع لانه كما ذكرنا الاديان لا ترتكز على الموضوعية العقلانية ....الاديان ليست قضية علمية يمكن دراستها بل هي ترتبط فقط بعواطفنا نحن...و الاسلام ككل الاديان هو نداء لعاطفة و معارض للعقل و المنطق ...فقد يشعر اي شخص بالاحباط او الياس في حياته فيزداد تدينا

ان نداء العاطفة في الاديان كبير جدا و هذا ما يمكن تفهمه بوضوح ...فكرة وجود عدالة في السماء تنصفنا قد تحرك عواطفنا بقوة كرد فعل تعويضي لاحساسنا بالضعف و العجز و قلة السيطرة على امورنا ...خاصة في بلداننا المتخلفة اين يفقد الفرد كل السيطرة على الامور ..و يعيش تحت رحمة الملوك و الامراء و الجماعات الاسلامية الحاكمة .....فالدين عنصر مهم لكل هؤلاء ...فبدونه لا يمكن ان يصبر هذا المواطن المسكين على حاكمه ...حتى لو قصم ظهره ( حديث صحيح)
ان فكرة وجود محكمة جنايات سماوية أين سيقوم الله الوهمي بمحاسبة المجرمين و كل من تسبب بالمعاناة للانسانية .. فكرة جذابة تحرك عواطفنا بقوة ...ان معاقبة من فر من العقاب الدنيوي فكرة تشفي غليل الرغبة بالانتقام و تجعل المؤمن المظلوم يشعر بالعدل و الفرج ...هذا يحرك عواطفنا بقوة و يجعل اي مؤمن يبقى وفيا لدينه مهما كان سخيفا ..لا يهم

أنا كملحد ادرك جيدا انه لا يوجد هناك شيء اسمه عدالة سماوية بل هناك شيء واحد فقط اسمه عدالة انسانية و انا اعلم ان مصير الاشرار كمصير اي انسان انه الموت و بعدها لا يحدث شيء لهم لا عقاب ولا هم يحزنون ...و هذه الحقيقة بالذات ما يجب ان تدفعنا لان نحارب هؤلاء الاشرار الظالمين الذين يتسببون بالمعاناة للانسانية و لا ندعهم يهنؤون بالحياة و نقول لهم ربنا ينتقم منكم ..لا ابدا ....لا يوجد هناك رب ينتقم منهم او ياخذ لك بثارك بل يجب ان تتحرك ان لتحصل على حقك منهم هنا في هذه الحياة ما دمت حيا و لا تعطيه للظالمين و المستغلين الذين يعرفون جيدا ان كلمة مثل ربنا ينتقم منك او منك لله مجرد كلام فارغ فهم يسرقون قوتك و قوت اولادك و يختلسون اموال دولتك و ثرواتها و يتقاسموها مع اولادهم و احفادهم و هذا ولي عهد و هذا ولي امر و لا يكترثون لك لانهم يعرفون انك ستاجل احتجاجك بعد الموت بعاطفتك الدينية التي تصدق ان هناك عدالة سماوية ستستعيد لك حقك فيما بعد ...فلا تقلق ...هؤلاء المتسلطون المستبدون يعلمون انك لو تخلصت من عاطفة الدين ستفوت الفرصة بالعفو عنهم و ستطالب بحقوقك كاملة منهم و ستطالب انت ايضا بحقك بالاستمتاع بحياتك مثلهم هنا في هذه الارض و ليس في الاخرة ....انهم يستغفلوننا ليعيشو هم ...انهم يخدروننا بعاطفة الدين لنرضى باقل القليل ....نحن الملحدون لا نستخدم مخدر ولا منوم ولا دغدغة للعواطف و نتكلم بالمحسوس و الملموس الذي يمكنه ان يحرك ساكن الامور و يقض مضجع الظالم المستبد الذي يستغفلك

ان قبول فكرة العدالة السماوية قد يجعل من السهل التسامح مع العدالة الارضية و بالتالي انعدامها ....قد يجعلنا نؤجل اعتراضنا و مطالبنا ....العدالة الالاهية لم و لن تتحقق ....فالمئات ذبحو و شردو و انتهكت اراضيهم و حقوقهم و لم تنقذهم عدالة الاله ....و هم صابرين محتسبين ينتضرون العدالة السماوية ....ان هذا بالضبط ما جعل الناس عندنا لا يهتمون كثيرا للعدالة الانسانية ...فشعوبنا شعوب تتحمل الظلم و تسكت على الظالم لانها تؤمن ان الله سيعطيها حقها يوما ما هناك في السماء هو افضل بكثير من متاع قليل زائل يتركونه للمتسلطين .....لهذا بالضبط في بلادنا يستفيد المرتشي و المختلس و السارق و الحاكم و حاشيته الجنرالات و خادم الحرمين و الامراء بالاستمتاع بسرقة ثروة بلدانهم الغنية جدا و سرقت حقوق الشعب و يرسلو اولادهم باموالك ليدرسو في ارقى المدارس و يسكنو في ارقى الاحياء بينمى انت محتسب و مفوض امرك لاله هو اصلا عضو في نفس العصابة
قد يشعر المسلم في وقت ما ان هناك
عاطفة تحن الى الله في حالة ضعف و لكن البوذي يا عزيزي المسلم لا تحن عاطفته الى الله بل الى بوذى و المسيحي يحن الى يسوع و هكذا ....أرايت يا عزيزي القارئ كيف ان الاعتماد عاطفتنا شيء فاسد و لا يوصلنا الى الحقيقة ...انه شعور لا اساس له متاثر بثقافتنا و بيئتنا التي تربينا فيها ....نحن لا نعرف بعد لماذا يملك الانسان هذه العاطفة الدينية و ما هي جذورها التطورية و ما هو دورها الاصلي و كيف انحرف الى ممارسة غير معقولة و طقوس و لكن ما يمكن التاكد منه أن هذه الاديان التي نتلقنها تستغل هذه العاطفة و تعرض علينا حلولا خارقة للطبيعة و تغرينا بمكافات غير حقيقية لنسمع و نطيع و ننضم الى القطيع .....تلك الحلول و المكافاة لا تتحقق الا بعد موتك بعد ان يستغلوك و يضيعوا عنك حياتك و سعادتك الدنيوية و يختلسو ثرواتك و يسرقوا قوتك و قوت اولادك ....و لو حاولت ان تشك فيما يقولون لك ...رهبونك و يخوفونك بالعقاب حتى تبقى ...خانعا

لا تصدق عزيزي المسلم حين يقولون لك ان الاسلام فطري ....فما تشعر به تجاه الاسلام ليس فطرة او غريزة بل هو مجرد عاطفة دينية و هي ليست غريزة و الاسلام ككل الاديان لا يعتمد على الغرائز يا عزيزي القارئ لانه يعتبرها حيوانية و الغريزة مثل الضحك و البكاء لا يمكن تحييدهما او كبحهما فلو كان فعلا غريزة لكان كل البشر مسلمين
و اخيرا اريد ان الفت نظرك لشيء مهم يا عزيزي القارئ....الا تلاحظ التهجم المستمر للاسلاميين على العقلانيين و العقلانية و دور العقل ...هل تعرف لماذا يكرهون العقل؟ .....لان العقل لا يرضي العاطفة و لو تحصنت بعقلك ستهمل عاطفتك و بالتالي ستضعف عاطفتك الدينية و بالتالي سيضعف ايمانك بما يقولون لك و ستشك ثم ستكتشف زيف ما يقولون لك و تستيقض



#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخلاق الدينية
- هل من الممكن ان يكون هناك شيء اسمه تعصب اسلامي؟
- رياح خريف الاسلام السياسي
- الطب النبوي الخاطئ
- التفكير الأصولي
- الحاكمية الله


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - عاطفة الإيمان