ثورة مصر بين الحمائم و.. الذئاب

نجلاء فتح الله

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بقدرٍ اندهاشى لخبر لا يقل بشاعة عن أخبار سقوط أى شهيد فى تبعات الثورة المستمرة ..ألا وهو خبر تأجير آثارنا لدولة خليجية فى الغالب هى قطر "الشقيقة "فى عهد الاخوان والتى كانت الخطر القائم فى عهد مبارك
إندهشت أكثر من صدى هذا الخبر عند بعض الناس اعلم ان بعضهم تقبل تلك الفكرة من منطلق اليأس ان ينصلح حال بلدنا وتهتم باثارنا المهملة عل وعسى ان يهتم بها المستأجر الجديد .. وطبعا الآخرون ممن لقت الفكرة صدا لديهم هم المبررون دائما لأ ى قرار شاطرى او بديعى ، لا يهم فما يهم هو المكسب العائد عليهم فقط


وتسلل سؤالاّ خاطفا إلى ذهنى أعتبره منطقيا للأفاضل ممن يروجون للفكرة حتى ولو من باب الدعابة ..هو لو إنتم مثلا فشلتم فى تربية أبنائكم أو لاقدر الله أو مررتم بأزمة مالية خانقة ادت لبيع كل ما تملكونه من نفيس وغال هل ستبيعون ابنائكم أيضا حتى تضمنوا لهم العيش مكرمين ؟؟

هل تقومون بطرحهم للإيجار لانكم فشلتم فى تربيتهم أو توفير حياة ملائمة لهم ؟؟أم أنكم ستبذلون الجهد حتى تحسنوا من أدائكم وأوضاعكم لتضمنوا لهم ما تتمنون ؟

وإذا كان الحل السريع لدى نظام فاشل كل همه تحقيق حلم وحيد ظل يراوده طوال ثمانون عاما ألا وهو الوصول للحكم دون ان يعرف كيف سيحكم وإلى أستاذية العالم .. دون أن يعى أن للأستاذية قواعد وأصول غير التجارة بالدين

.. هل الدين وحده لم يعد كافيا الآن لنظام جعل من الرسالة السماوية المقدسة مجرد بضاعة يروج بها نفسه وقرر ان يتاجر بالوطن لمجرد الخروج من ازمة اقتصاية فرضت علينا بفساد نظام سابق وغباء وشبهة فساد نظام حالى ؟؟

كيف ستأجر آثار مصر وما هى الشروط وما هو المقابل الذى ستحصل عليه مصر والمصريين ؟
بل ..ماهو المقابل الذى ستحصلون عليه أنتم أو ما هى عمولتكم فى تأجير الوطن باثاره وممره الملاحى الذى كان وسيظل مطمع دولى سلطوى لمن اراد السيطرة على مصر؟

فى السنوات القليلة الماضية ظل المصريون يتندرون بمرارة عن بيع الاهرامات والقلعة على يد الوريث السابق " مبارك الإبن " منتظرين ان يتم طرح المصريين
أنفسهم فى مزاد يذهب ريعه إلى خزائن أوربا وأمريكا بل وحتى لدول الخليج لحساب من يحكم ..يذهب ريعه لأى مكان إلا جيوب المصريين الذى إزداد فقرهم وبأسهم يوما بعد يوم طوال عقود ماضية
ظلوا يبحثون فيها عن حريتهم التى كبلت بالبحث فقط عن لقمة العيش مع التناسى بأن لقمة العيش ترتبط دائما بالحرية
هل ستكون هناك حرية ونحن نبيع أنفسنا لمن يملك قوتنا ؟
وإذا كان تأجير القناة والاثار وطرح اصول الدولة للبيع عن طريق صكوك مشبوهة هو الحل الاسرع للخروج من ازمتنا الاقتصادية ؟؟
فمن سيخرجنا من ازمة ما بعد الازمة عندما تتوه مواردنا بين الشرق والغرب وبين قوانين تسن لجماية المستثمر وتهدر حق عامل يقوم عليه نجاح هذا الاستثمار لمجرد انه مصرى بقوانين تتنصر لضيف يملك على صاحب دار لا يملك ؟
واذا كنتم تقبٍلون مجرد طرح فكرة كتلك فلماذا لاتقبلون ايضا بتشريع قانون يبيح تجارة المخدرات والسلاح خصوصا انهما أمراّ أصبح واقعا
وعلى مرأٍى ومسمع من النظام ومن سلطته التنفيذية وأصبحتا تجارتان رائجتان فى وضح النهار وأمام أعين الجميع ..وهما أيضا يدران أرباحا خيالية ولا يفلا خطورة وبشاعة عن طرح ممتلكاتنا وآثارنا ومواردنا للبيع او الايجار؟
هل التفريط فى آثارنا وطرحها فى معرض لدولة قطر نظير بضع مليارات إنقاذا لأزمة إقتصاية طارئة ؟
وإذا كان.. فمن سينقذنا من أزمة حضارية وتاريخية لاحقة عندما نبيح إنتهاك آثارنا على مر العصور بداية من الفرعونية مرورا باليونانية والروماينة والقبطية نهاية بالاسلامية ؟
إذا كان بنقل قطع منها لقطر للعرض هناك أو تمكين تلك الدولة من حق انتفاع للمعابد والمقابر الفرعونية والمساجد والكنائس الاثرية هنا فى مصر ؟
وبعد أن كنا نتباهى أمام العالم بحضار السبعة آلاف عام وبثلث آثار العالم الموجودة فى بلدنا سنتوارى خجلا وعارا لأننا بعناهما بأبخس الاثمان وهما اللذان لا يقدران بأى ثمن مهما كان لدولة تبحث عن دور سياسى وتبحث معه عن حضارة تصقل هذا الدور .. الهذه الدرجة هانت مصر على حكامها !!
ولمن نسى أو يتناسى ..لقد قامت فى مصر ثورة سميت ثورة الكرامة نادت بالعيش والحرية والكرامة الانسانية على نظام أدمن انتهاك كرامتنا ولن تسمح بأن يجيئ نظام آخر إدعى يوما انه معبر عن تلك الثور ة ليفرط فى انتهاكنا اكثر وأكثر
ويساوى بين الدين والشعب والوطن فى شيئ واحد وهو التجارة والارباح التى تدرها عليه هو فقط بغض النظر عن أى اعتبارات أخلاقية او إنسانية
لذا أتعجب جدا من زبانية النظام الذين يطلقون سهامهم تجاه المعارضة ناعتين إياها بثورة مضادة !
فمن تكونوا أنتم إذا كانوا هم ثورة مضادة ..فهل حققم هدف واحد من اهداف قامت بسببها ثورة ؟
هل يدرك النظام ان المعارضة ليست جبهة إنقاذ فقط وانما شعب شبابه تخطوا 60 % من تعداده وهم الشوكة التى ستقف فى حلقهم وحلق أى نظام يصر على انتهاك كرامته وآدميته وحرمته _بل _ إنتهاك ممتلكاته وثرواته أيضا
وهل ندرٍك نحن أننا أوقفنا توريث الوطن لشخص لكننا لم نوقف توريث سياسة نفس هذا الشخص لشخص آخر يحكم فى صورة الرئيس؟
حذار أيها النظام من بيع ترابنا و حضارتناا ..ألا تعلم أن تراب مصر من رفات أنقى شبابها.. وحضارتها بنيت من دماء أجدادهم ؟
ألا تعلم أن الذئاب مهما حامت حول الحمائم لن تستطيع التهامها ..لأن من يملك جناح حريته يملك جرأة مواجهة أى ذئب يراه مجرد فريسة ؟!

#نجلاء_فتح_الله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات