هل هناك تهميش في المناطق الغربية فقط ؟

طارق عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 14:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

هل هناك تهميش في المناطق الغربية فقط
ان عملية التهميش هي ظاهرة عامة في الجمهورية العراقية لا فرق بين شيعي وسني اما المسيحيون والصابئة والشبك فنصيبهم من التهميش اكثر وذلك بترحيلهم واضطرارهم لتغيير مناطق سكنهم فمثلا البصرة تكاد ان تكون خالية من المسيحيين في الوقت الحاضر , لنرجع الى كلمة التهميش مرة اخرى ان حكام اليوم لا يفرقون بين شيعي وسني في عملية التهميش , اضرب امثلة على ذلك ان المواطن الشيعي الذي اعطى صوته في محافظة ميسان على سبيل المثال لا الحصر يتعلم اطفاله في مدارس من طين وصرائف معظمهم يجلسون على الارض وهناك الكثير من الصور التي تم نشرها والتي تؤيد كلامي هذا , مما تقشعر له الابدان هل يمكن لبلد يملك ثاني اكبر احتياطي للنفط في العالم ان يتم التعامل مع ابنائه بهذا الشكل ؟ وعمليات طرد المواطنين وتفليش بيوتهم مما يسمونهم بالمتجاوزين هل تتم في الانبار فقط ؟ ام في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف ايضا ؟ اذا التهميش هو طبقي اكثر مما هو طائفي هو عدم التزام النواب والحكام الذين انتخبتهم جماهير الشعب الذين تم اغراؤهم بالكلام المعسول بالاضافة الى الشعور الطائفي الدوني كان السبب في ما يسمى بالتهميش . المواطن البصري او الكربلائي والنجفي لا يتمتع باكثر حقوق من الانباري ماديا , اما الانباري فقد تمت اضافة تعامل تعسفي ضده مما زاد الطين بلة , ان هناك قاسم مشترك اعظم يجمع بين جميع محافظات العراق من قلة الخدمات بل انعدامها في حالات كثيرة , موضوع الفوضى ألأمنية تهم الجميع ولا فرق بين شيعي وسني وطفل وامراة وعجوز وتلميذ , الكهرباء والماء الصالح للشرب وعدم تلوثه بالمياه الثقيلة , العناية الصحية وجود المدارس , صرف الرواتب التقاعدية , شمول المعوزين بالرعاية الاجتماعية , بناء البنى التحتية فمياه الامطار والفيضانات التي تختلط بمياه الصرف الصحي لا تفرق بين شيعي وسني ومسيحي وصابئي الكل تحت رحمة السيد صابر العيساوي ومن لف لفه من موظفين فاسدين يلقون الرعاية والحماية من الحزب الحاكم , لو اردت تسطير النواقص وعمليات السرقة والفساد التي تقوم بها الاحزاب والكتل السياسية المشاركة في النهب والسلب لامتلات الصفحات ومل القاريئ من التكرار فالمسؤولون يسمعون كل يوم انواع الانتقادات التي تملأ صفحات الانترنيت واصبحت لديهم مناعة ( الذي لا يقتل يقوي ) ويعطون الاذن الطرشة الصماء للمواطن ان كان يقبع خلف قضبان السجون ينتظر التحقيق معه وحسب المثل القائل يبقى في انتظار الربيع , او ينتظر تحسين البطاقة التموينية او شموله بالتقاعد هذا مع العلم بان هناك الكثيرين الذين يستلمون التقاعد اكثر من سنوات الخدمة وقسم خدموا اكثر من المدة المطلوبة توضع امامه العراقيل وتطلب منهم وثائق ولا تمشي المعاملة بدون رشوة والكثير من المواطنين لا يدفعون الرشوة اذ انهم يؤمنون بحقهم المشروع في استلام التقاعد الذين يكونون قد دفعوه اثناء فترة العمل , هذا هو التهميش الذي يشترك فيه المواطنون من جميع ابناء الفسيفساء العراقي الجميل المظلوم , وذنبهم الاكبر هو انتخابهم المبني على الطائفة قبل تحكيم العقل بانتخاب من يمثلهم حقيقة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي لا تفرق بين المواطنين والكل لديها سواسية فالدين لله والوطن للجميع .

#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات