أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد فاروق - بسم الله كفرا (3)














المزيد.....


بسم الله كفرا (3)


وليد فاروق

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 13:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يا له من شيء عجيب... معظم شيوخ الإسلام الذين يدعون أنهم هم حملة القرآن، نادراً ما يتحدثون بالقرآن..

إنه القرآن.. ذلك الكتاب الذي يُفترض أن المسلمون يعيشون من أجله، ويعتبرونه الوثيقة الإرشادية الأهم في حياتهم كما يقولون.

من سخرية القدر المريرة أن معظم المسلمون أنفسهم قد أسقطوا من حياتهم تعاليم هذا الكتاب.. والسبب للأسف هم رجال الدين أنفسهم.

لماذا ابتعد رجال الدين تحديداً في الحديث المستفيض عن القرآن وبدلا من هذا نراهم يتحدثون بتفصيل شديد عن حياة الصحابة في عهد الرسول والأئمة والتابعين.. مع أن الرسول نفسه كان خلقه وحياته فقط.. القرآن.

لماذا أدخلونا في تشابكات وتفرعات لا تنتهي عن حياة السابقين ونسوا أن يتحدثوا عن أصل الرسالة التي بدونها تتحول الحياة إلى ضياع وتفاهة وعبثية،.. تماما كما يحدث الآن!!

أين ذهب مضمون هذا الكتاب المقدس الذي تتباهون بحمله لكنكم لا تذكرون منه شيئاً للأسف؟...

أصبح القرآن بسببكم محصوراً في بضع آيات تبرزونها فقط عند دفاعكم عن أشياء محددة في أذهانكم.. هذه الأشياء لا تتعدى بالطبع آيات الحدود والتكفير والطاعة التي أيضا تسيئون فهمها وعرضها وتستخدموها كي تعزز من وضعكم وتمكينكم في الأرض باعتبار أنكم حملة الإسلام المعتمدين من الله فقط.

كتاب القرآن يحوي أكثر من ستة الآلاف أية.. فأين ذهبتم بمعظمها؟. لماذا أضعتمونا بين أحاديث وأقوال وأفعال بشر، وتناسيتم كلمات رب العباد والأنبياء والبشر؟

ليتكم تركتمونا على حالنا.. ليتكم لم تملئوا عقولنا بقشور فارغة حتى نسينا أصل كل شيء، فأصبحنا كغثاء السيل.. مليارات البشر يعيشون على الأرض لكن ليس لهم أي قيمة حقيقية.

لقد فرغتم الدين من المضمون، ومضمونه ليس بحشو مجلداتكم ولا فقهكم ولا تزين كلماتكم، لكن ربما كان مضمونه يتلخص في جملة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".. رحمة العالمين التي تشمل جميع طوائف البشر والطيور والدواب وحتى الجمادات بل وعالم الجان أيضا.. لكنكم لم ترحموا حتى رفقائكم في نفس الدين والوطن.

كانت الرحمة أصل الرسالة، بدونها ليس هناك جدوى من عبادة أي إله أو إتباع أي دين.. فماذا يسوى الدين إن انتزعت منه الرحمات التي للأسف لم تعلّموها لنا بل ووضعتم مكانها غلّ وحقد وكراهية تآكلنا نحن أولا قبل أن تدمر كل شيء في طريقها...

القرآن يحوي الحقائق المجردة، والتي يستطيع الإنسان بسهولة أن يدركها، لكنكم بنيتم أسواراً عالية حول هذا الكتاب ووضعتم بينه وبين الناس حاجزاً كبيراً وأوهمتم الأتباع بأن كلام الله صعب المفهوم ويتطلب سنوات طوال في دراسة فقهه وتفاسيره وقراءة العديد من الكتب حتى تتمكن من الفهم الصحيح.. وعجزونا من التبحّر فيه كي نظل نستقي المعلومات منهم فقط.. مع أن الحقيقة ويا للعجب.. أن منزّل الكتاب نفسه يقول فيه " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر" ؟؟!

لقد خوفونا من قراءة القرآن بمفردنا كي يظلوا هم المتحكمون فيه .. وفينا..

من اخترع تلك الطبقية في الدين؟ ومن جعل طبقة رجال الدين دائما متميزون عن باقي العامة؟ مع أنه ويا للعجب .. كان كل الأنبياء بشر عاديون، لهم دورهم الفعال في بناء المجتمع بسواعدهم وأعمالهم العادية التي يأكلون منها ويجلبون منها رزقهم.. كلهم كانوا يأكلون من عمل أيديهم فلم يأخذ أحد منهم من رسالته مهنة يكتسب منها أو يميز نفسه عن غيره من الناس بالعلم أو الوحي...

يجب أولا أن تزول تلك الحواجز التي وضعوها حول أعيننا وعقولنا...

يجب تحطيم هذا السراب الذي جعلونا نحيا بداخله.. فربما نتبيّن لمحة من ذلك العالم الأخر .. الذي أخفوه عنا طيلة هذه القرون...

ودمتم
وليد فاروق



#وليد_فاروق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسم الله كفرا (2)
- بسم الله كفرا
- الإسلام والإلزام
- ما غرّك بربك الكريم؟
- 2013 هل نفهم شيئاً؟
- لماذا فرقتم الأنبياء؟
- فهل أنتم مسلمون؟
- غبائنا القديم
- الله يشتِم فاشتُموا
- أن تشرك بالله
- لسنا خليفة الله


المزيد.....




- اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع ...
- اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
- المسلمون متحدون أكثر مما نظن
- فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف ...
- ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...
- “ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر ...
- الشيخ علي الخطيب: لبنان لا يبنى على العداوات الطائفية +فيدي ...
- اضبط الان تردد قناة طيور الجنة toyor al janah على الأقمار ال ...
- ” بإشارة قوية ” تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor Aljanah ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد فاروق - بسم الله كفرا (3)