|
8 ﺁﺫﺍﺭ من أجل تحرر ومساواة ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ في شرقنا أيضا
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 09:57
المحور:
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
8 ﺁﺫﺍﺭ من أجل تحرر ومساواة ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ في شرقنا أيضا
نبيل عودة
تتواصل ﻓﻲ ﻗﺭﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ،سيطرة ﻋﻘﻠﻴﺎﺕ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻨﺘﻭﻗﻊ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻌﺎﺼﺭﻴﻥ .. ﺭﺒﻤﺎ ﻨﺴﺘﻬﺠﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺩﻭل ﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺵ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ. ﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﻫﻀﻤﻪ، ﻭﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﺼﻔﺘﻬﺎ ﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ، في ظل اصنام وثنية بات فكرها شبه سائد في شرقنا ، وخاصة في عالمنا العربي ، بعد " ربيعه"الذي انتكس الى اسوا من الأنظمة السابقة .
استمعت الى شريط مسجل "لأحدهم" يتحدث ﻋﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻜﺄﻨﻪ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟخضار ﻭﻜﻴﻑ ﻴﺠﺏ ﻀﺭﺏ ﻜل ﺼﻨﻑ ( من النساء طبعا) ﺒﺸﻜل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻀﺭﺏ. ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺼﻨﺎﻑ ﺼﺭﺥ : " ﺍﷲ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺯﻭﺠﻬﺎ ، ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻀﺭﺏ ﻤﺒﺭﺡ ﻴﻭﻤﻴﺎ ﻟﻴﺴﺘﻘﻴﻡ ﺤﺎﻟﻬﺎ" . لا انتقد ما يجري في ظل انظمة دينية مغلقة ،مثلا ﻗﺭﺍﺀﺓ "ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ " السائد في النظام السوري "العلماني؟" ﻴﻅﻬﺭ ﻤﺴﺎﺌل ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ، ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻫﻲ ﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺭﺠل، ﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻬﺎ ﺍﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺭﺌﻴﺴﺔ ﻟﺴﻭﺭﻴﺎ، ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﻟﻠﺭﺠﺎل "ﻜﺎﻤﻠﻲ ﺍﻟﻌﻘل ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ" ﺃﻤﺜﺎل ﺒﺸﺎﺭ ﺍﻷﺴﺩ وعصابة ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻴﻁ ﺒﻪ.
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻭ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻭ "ﻻ ﺘﻁﻭﺭ" .. ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﻭﺃﺠﻬﺯﺓ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺒﺭﺍﻤﺞ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﺘﺜﻘﻴﻔﻴﺔ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﻜﻔل ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﺠﺎل ﻭﻨﺴﺎﺀ. ﺍﻥ ﺍﻟﻭﻫﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻗل ﻭﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻫﻲ ﺒﻨﺼﻑ ﻋﻘل ﻭﺠﻌل ﺫﻟﻙ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺴﺎﺌﺩﺍ ، ﻫﺫﺍ ﺒﺒﺴﺎﻁﺔ ﺍﻨﺘﺤﺎﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﻁﻲﺀ، ﻴﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺒﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻙ ﻭﺍﻟﻰ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ . ﺭﺒﻤﺎ أخلاقيات الحقبة النفطية ﺘﻌﻁﻲ "ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ " ﻟﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﻤﺯﻭﺭﺓ ﻭﻤﺅﻗﺘﻪ ﻭﺘﺤﻤل ﻓﻲ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ﻜﺘﻼ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ كان الربيع العربي من نتائجها. إن ﺘﻐﻁﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺒﺎﻟﺩﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻫﺎﻨﺔ ﻟﻠﺩﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭل ﻭﺩﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ . ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻴﺱ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺴﻼﻤﻴﺔ .. ﺍﻨﻤﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺘﺤﺭﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥﻋﺸﺭ ، ﻤﻊ ﻅﻬﻭﺭ ﻓﺠﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻨﺴﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺎﺭﻱ ﻓﻭﻟﺴﺘﻭﻨﻜﺭﺍﻓﻁ " ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ"، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺘﺒﺘﻪ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻟﻠﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭﻱ ﺠﺎﻥ ﺠﺎﻙ ﺭﻭﺴﻭ ، ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻏﻡ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭﻴﺔ ﺍﻻ ﺍﻨﻪ ﺍﻗﺘﺭﺡ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﻨﺴﺎﺌﻴﺔ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻥ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺫﻜﻭﺭ. ﺍﺫﻥ ﺩﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻜﺎﻨﺕ ﻀﺎﺭﺒﺔ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻻﻨﺴﺎﻨﻲ ..ﺍﻤﺎ ﺍﻟﻘﻔﺯﺓ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ، ﺍﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﺍﻥ ﻨﻁﻠﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺼﺩﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﻟﻠﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺠﺎﻥ ﺒﻭل ﺴﺎﺭﺘﺭ ،ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻓﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﺘﺒﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺴﻴﻤﻭﻥ ﺩﻱ ﺒﻭﻓﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ " ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ " ﺤﻴﺙ ﺍﻋﻠﻨﺕ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺴﻭﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﻗﻤﻴﺹ ﻤﺠﺎﻨﻴﻥ ﻴﻔﺭﻀﻪ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻥ ﻴﺘﺤﺭﺭﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻨﺘﺎﺝ ﺼﻴﻐﺔ ﻋﻥ ﺫﺍﺘﻬﻥ ، ﺤﻭل ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻥ ﺘﻜﻭﻨﻲ ﺃﻤﺭﺃﺓ؟ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻁﻠﻘﺘﻬﺎ ﺒﻘﻭﺓ ﺴﻴﻤﻭﻥ ﺩﻱ ﺒﻭﻓﻭﺍﺭ ﺘﻌﻠﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜﻠﻨﺎ ﻨﺴﺎﺀ ﻭﺭﺠﺎﻻ ﻨﻭﻟﺩ ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﻴﻥ "ﻤﺜل ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻨﺎﻋﻡ " ، ﺍﻤﺎ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻫﻭﻴﺘﻨﺎ ﻓﻨﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻭﻗﺕ ﻤﺘﺄﺨﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﻌﺩ ﻭﻻﺩﺘﻨﺎ ، ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻠﻨﺎ . ﺍﻥ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﻥ ، ﺍﻟﺫﻜﻭﺭ ﻭﺍﻻﻨﺎﺙ ، ﺼﺎﺭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻤﻬﻤﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻌﻘﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ . ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻨﺴﻭﻱ ﻭﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ، ﻤﻊ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ، ﻨﺠﺩ ﻓﺠﻭﺓ ﺘﺘﺴﻊ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻭﻜﻨﻨﺎ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﻜﻭﻜﺒﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻥ ، ﺍﻭ ﻋﺎﻟﻤﻴﻥ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ. ﺍﻷﻭل ﻋﺎﻟﻡ ﺒﺸﺭﻱ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﻴﺨﺎﻑ ﺤﻜﺎﻤﻪ ﺍﻹﻟﻬﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﻀﻭﺍﺀ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ، ﻟﻸﺴﻑ ﻨﻔﻲ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻘﻁ ، ﺍﻨﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻤﻥ ﺼﻐﺭﻩ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺘﺸﻭﻴﻪ ﺍﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺤﻘﻭﻗﻴﺔ ﻭﺩﻴﻨﻴﺔ. ﻫل ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ، ﺘﺘﻌﻠﻕ ﻓﻘﻁ ﺒﺎﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﺠﺩﻩ ﺍﻟﺭﺠﺎل ( ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺭﺍﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ) ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺸﻜﻠﻴﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺃﻴﻀﺎ ﻋﺒﺭ ﺘﺸﻭﻴﻪ ﺍﺨﻼﻗﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ . ﻭﻨﺸﺭ ﺍﻟﻭﻫﻡ ﺍﻥ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻗﺭﺭﺕ ﺤﺴﺏ ﻨﻅﺎﻡ ﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﻤﺼﺩﺭﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟ ﻫﺫﺍﻥ ﺍﻟﺴﺅﺍﻻﻥ ﻴﺸﻐﻼﻥ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺱ ، ﻭﺃﻋﺭﻑ ﺍﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ، ﺃﻱ ﺍﺼﺭﺍﺭ ﻭﺍﻀﺢ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ. ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ عما هو سائد في شرقنا العربي ﻭﻫﻭ ﺍﻨﺴﺎﻨﻲ ﺒﻤﻀﻤﻭﻨﻪ، ﺒﻔﻬﻤﻪ ﺍﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺠل ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻁﻴﻬﺎ ﺩﻭﺭﺍ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺎ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻴﺴﺘﺒﺩل ﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺭﺠل . ﻤﺜﻼ ﻻﻋﺏ ﻜﺭﺓ ﻗﺩﻡ ﻟﻭ ﻭﺍﺠﻪ ﺍﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻥ ﻴﻨﻘﺫ ﻁﻔﻼ ﺍﻭ ﻴﻤﻨﻊ ﺘﺴﺠﻴل ﻫﺩﻑ ﻓﻲ ﻤﺭﻤﻰ ﻓﺭﻴﻘﻪ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻤﻨﻊ ﺘﺴﺠﻴل ﺍﻟﻬﺩﻑ .. ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﺨﺘﺎﺭ ﺍﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﻁﻔل . ﺭﺒﻤﺎ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻗﺼﺩﻩ ﻓﺭﻭﻴﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻥ ﻤﺎ ﻴﻘﺭﺭ ﺒﺎﻷﺩﻭﺍﺭ ﻫﻭ ﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺍﻟﻨﺴﻭﻱ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺍﻥ "ﺍﻷﻨﻁﻭﻤﻴﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ"( ﺍﻻﻨﻁﻭﻤﻴﺎ - ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﺢ ) ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺍﻥ ﻤﺒﻨﻰ ﺠﺴﻡ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻴﺤﺩﺩ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺸﺭﺡ ﻓﻜﺭﺘﻪ ﺒﺘﻭﺴﻊ . ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﻓﺭﻭﻴﺩ ﻭﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻭﺴﻁﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ الشرقي. ﻓﺭﻭﻴﺩ ﻟﻡ ﻴﺸﺭﺡ ﻗﺼﺩﻩ ، ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ، ﻨﻔﻬﻡ ﺍﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻅﺎﺌﻑ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻠﺭﺠل ﻭﺍﻟﻌﻜﺱ ﺼﺤﻴﺢ. ﻭﻤﻊ ﻜل ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﺴﻭﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯﻴﺔ ، ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ، ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻘﻁ. ﺍﻨﺘﻘﺩ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺘﻭﻤﺎﺱ ﻜﺎﺘﻜﺭﺕ ، ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﺭﻭﻴﺩ ، ﺒﻘﻭﻟﻪ ﻫل ﻴﻌﻨﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻴﺤﺩﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ؟ ﻤﺜﻼ ، ﻫل ﻤﺒﻨﻰ ﺃﺠﺴﺎﻡ ﺍﻟﺭﺠﺎل ، ﻴﻘﺭﺭ ﻟﻬﻡ ﺴﻠﻔﺎ ﺍﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻭﺍ ﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺨﻴﺎﺭﻫﻡ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ؟ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻟﻴﺸﺭﺡ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻗﺎل : " ﻅﻬﺭ ﺍﷲ ﻵﺩﻡ ﻭﺤﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻗﺎل ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻨﻪ ﺘﻭﺠﺩ ﻟﺩﻴﻪ ﻫﺩﻴﺘﺎﻥ ، ﻫﺩﻴﺔ ﻟﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻤﺎ ، ﻭﻁﻠﺏ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺍﻥ ﻴﻘﺭﺭﺍ ﻤﻥ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻜل ﻫﺩﻴﺔ، ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻬﺩﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﻭل ﺒﺎﻟﻭﻗﻭﻑ. ﺁﺩﻡ ﺼﺭﺥ ﺃﻭﻻ ﺩﻭﻥ ﺘﻔﻜﻴﺭ:ﺍﻟﺘﺒﻭل ﻭﺍﻨﺎ ﻭﺍﻗﻑ ، ﻋﻅﻴﻡ ، ﻫﺫﺍ ﻤﻐﺭﻱ ﺠﺩﺍ ، ﺍﻨﺎ ﺍﺭﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﺩﻴﺔ. ﻗﺎل ﻟﻪ ﺍﻟﺭﺏ : ﺤﺴﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﻟﻙ ﻴﺎ ﺁﺩﻡ ، ﺍﻤﺎ ﺍﻨﺕ ﻴﺎ ﺤﻭﺍﺀ ﻓﺘﺤﺼﻠﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺩﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﺭﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ " . ﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﺢ ؟ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻭﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ﻭﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻜﺜﻴﺭﺓ، ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺕ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺓ ﺸﺭﻭﻁﺎ ﺃﻓﻀل ﺒﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻤل ﻤﺜﻼ ، ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻘﺘل ﺒﺤﺠﺔ ﺍﻟﺸﺭﻑ.. ﺍﻨﻤﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﻫﻡ ، ﺠﻌل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺘﺤﻤل ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﻟﻴﺱ ﺃﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻭﺼﺎﺭﺕ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻷﻱ ﻤﻨﺼﺏ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻬﺎ.. ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﺭﺡ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﻘﻭﺓ: ﻤﺘﻰ ﻨﺸﻬﺩ ﺤﺭﻜﺔ ﻨﺴﻭﻴﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻭﻻ ﺒﺩ ﺍﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ، ﺘﺤﻁﻡ ﺃﺼﻨﺎﻡ ﺍﻟﻭﺜﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ؟
[email protected]
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تطهير عرقي في الأغوار
-
رسائل من منظمة فاشية تهدد باعدام شخصيات سياسية واعلامية عربي
...
-
الشاعر الفلسطيني النصراوي جمال قعوار في ال (83) من عمره
-
انتهت الانتخابات، ماذا بعدها؟ا
-
فهد ابو خضرة وعودة الى الورد
-
ذكرى 25 سنة على انتفاضة الحجارة الفلسطينية
-
-الربيع الإسلامي- يواصل التطبيع
-
اسرائيل: إنتخابات محسومة سلفا
-
غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة
-
مهرجان جنرالات اسرائيل
-
صواريخ ابو مازن وصواريخ حماس
-
مع الشاعر د.فهد أبو خضرة في ديوانه: -مسارات عبر الزوايا الحا
...
-
Big Bang - اسرائيلي
-
انتخابات اسرائيل:لا بديل اجتماعي بدون بديل سياسي..!!
-
مرة ملكة .. دائما ملكة!!
-
أحزاب عربية وانتخابات اسرائيلية
-
خمم الديوك أوطاني منَ الشّامِ لبغدان
-
يموت بحسرته...
-
كلمة حق وحكاية في وداع رجل الثقافة موفق خوري*
-
عن الندوات الثقافية .. عن تفككنا الثقافي
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
|