أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - الشيطان وطلب اللجوء السياسي














المزيد.....

الشيطان وطلب اللجوء السياسي


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 1156 - 2005 / 4 / 3 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- 1-
يعبد اليزيديون الشيطان و يتركون عبادة الله ، و لديهم في ذلك حجتهم المنطقية ، و هي أن الله يحب الخير بطبيعته ، فلا حاجة لاسترضائه و عبادته ، أما الشيطان فهو مجبول على الشر ، و بالتالي من الأولى عبادته و استرضائه من وجهة نظرهم .
المسلمون عامةً يسخرون من عقيدة اليزيديين – مع أنني أحترم معتقد أي إنسان بصرف النظر عن محتواه – و لا يدرون أن الغالبية الساحقة منهم يزيديون .
لقد تركوا و تناسوا عبادة الله ، و عبثوا بفكرة التوحيد الإسلامي ، ففي البلاد العربية مع استثناء بعض الممالك الخليجية يمكنك أن تسب و تشتم الله جهاراً و نهاراً ، و قد يكون ذلك من مفردات الحياة اليومية و اللغة الشعبية الدارجة ، و إن كنت في شك من ذلك فما عليك إلا أن تتأمل مباريات كرة القدم أو لعبة الكوتشينا الحامية الوطيس ، أو تصغي إلى بائع متجول أو أن تراقب الأطفال و هم يلعبون في الشارع ، أو تنظر إلى أي مشادة أسرية من العيار المتوسط أو الثقيل .
و في المقابل لن تجد أحداً يجرؤ على سب أو شتم أو التعرض بإشارةٍ من قريبِ أو بعيدٍ للحاكم الملك السلطان الأوحد المتوحد الفرد المنفرد الفذّ الساهر على شؤون الرعية ليلاً ، المتمترس في خندق السياسة يرد كيد المعتدين و يتصدى للمتآمرين نهاراً ، و من كان في ريبة مما أنزلنا على عبدنا فليتأمل السجون و المعتقلات و أماكن التوقيف المعروفة جيداً و المترسبة في قاع وجدانيا .
إننا يزيديون نعبد الحاكم الملك السلطان و نتسابق – طوعا ً أو كرهاً أو رياء – في تزين صورهم لمكاتبنا و مؤسساتنا الرسمية و الخاصة ، و بل تعليق الكبير منها في الساحات العامة و في الطرق العامة و حتى في منازلنا و غرف نومنا ، و لا ضير أن نختلق البعد الثالث لتستحيل الصور أصناماً أخذتاً بكل هيبتها ، و تقوم على سدنتها لوازم الحراسة و الخدم و التقديس و الصيانة الدورية و البركة .
" دخلت امرأة عجوز ، محنية الظهر إلى حديقة عامة شجرها عاري الأغصان ، ووقفت قبالة تمثال حجري شاهق لرجل طويل القامة ، صارم الوجه ، يده اليمنى مرفوعة بمهابة ، و خشوع كأنها تبارك عبيده الراكعين غير المرئيين ، فاجتاح العجوز خوف طاغ جعل ساقيها تضعفان ، و أرادت أن تحدق بحقد على قاتل أبنائها و أبيهم ، و لكن نظراتها عجزت أن تتخلى عن وداعتها و كأبتها ، و شعرت العجوز بأنها تتضاءل ، و استمر تضاؤلها حتى اختفت ، و تضاءلت كل ما حولها من بشرٍ و أبنية و شجر و اختفى ، و لم يبق غير التمثال و الطيور التي يطيب لها التغوط عليه " رحم الله زكريا تامر و أودعه فسيح حدائق لندن و برج بغبن و غوطة الغربتين .
-2-
الإسلام كدين سماوي عريق يقوم على مبدأ التوحيد ، و إذا ارتضيت أن تكون مسلماً فما عليك إلا أن تلفظ الشهادة و تقول " أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمداً رسول الله "
قديماً قيل النصيحة بجمل ، و أنا أنصح مسلمي اليوم أن يعتنقوا اليزيدية ليحققوا الانسجام مع أنفسهم و ممارساتهم الراهنة ، و يتحاشوا التناقض و النفاق و الوقاحة التي تهيمن على تفاصيل و مجمل حياتهم ، فالله يحب الخير بطبيعته ، فلا حاجة لاسترضاءه و عبادته ، أما الحاكم الملك السلطان فهو شرير يبطش و يقتل و ينكل و يأتي بالشمس من المغرب و يحيي و يميت ، و لكنه يخاف بني أمريكا و بني إسرائيل
اسمحوا لي أن اصعّد فكرة التوحيد الإسلامي بما يتناسب في الواقع العربي ، فإذا كان الحاكم العربي يخاف بني أمريكا " الإله العربي يخاف ؟!!!!!! "
و لكن الإله بداهةً لا يخاف كما تجمع على ذلك الأديان السماوية و الوضعية ، إننا أمام معضلة تفرض في حلها احتمالين
الأول : إما أن الله يخاف و هذا شرك و تجديف صريح
و الإحتمال الثاني : أن الإله العربي لا يخاف و هذا كذب صريح .
قد يكون مجمع الآلهة مخرجاً من هذه المعضلة ، بحثت عن مجمعهم على قمة جبل أولومبوس فلم أجدهم ، و لكنني و جدت مجمع الآلهة معشعشاً داخل كل جمجمة .
نسمع صوت المآذن ، و نسمع في الأذن الأخرى الأناشيد و الشعارات الوطنية
نحضر خطبة الجمعة ثم نتلوها بمهرجان خطابي أو جمعة حزبية ،
نسير خلف الجنازة ، ثم نسير هاتفين نآبن الوطن .
في داخل كل جمجمة نقوم ليلة القدر إيماناً و احتسابا ، ثم نتلوها بدقيقة صمت على أرواح حكامنا الأبرار .
- 3 -
كان يا مكان في قديم الزمان
أمير يريد الزواج من بنات حسّان
فأتى أمهن
و قال : أطلب يد بناتك جميعهن
قالت : أختر منهن واحدة تزوجها ثم طلقها ، ثم تزوج الثانية و طلقها و هكذا تتزوج جميع بناتي
قال: لا ، أطلب يد بناتك جميعهن الآن
قالت : و لكن هذا حرام
قال : سأتزوجهن جميعاً ثم أبني عليك هذه الليلة
قبض الجنود على بنات حسان و أمهن ، و قبل أن يعرس عليهن سلّط الله عليه مرض البواسير ، فرت بنات حسان و أمهن خارج البلاد ، و طلبن حق اللجوء السياسي في مملكة الشيطان ، اعتنقن اليزيدية ، و عبدن الشيطان مخلصات الدين له غير مشركات .
التبس الأمر على المؤمنين و المسلمين الموحدين ، و اختلف فقهائهم حول ماهية الشيطان .
فقهاء الشيعة : أكدوا أن المعني بالأمر هو الشيطان الأكبر كما أخبرهم الإمام الخميني .
أما فقهاء السنة : فأكدوا أن المعنيَّ بالأمر هو الشيطان الأصغر " ليميزوا أنفسهم عن غرمائهم الشيعة "
دخل الشيطان الأكبر مع الشيطان الأصغر في قتال عنيف ، و بعد ألف و أربع مائة عام توسَّطُ بينهما لحل المشكلة " الصلح سيد الأحكام " و لكن الشيطانان إتهمانني بإشعال نار الفتنة الطائفية ، و التشكيك في الوحدة الوطنية ، عندها ، و عندها فقط طلب حق اللجوء السياسي
و تزوجت إحدى بنات حسان
متوكلاً و مستعيناً بالله رب الأرباب
رب أمريكا و إسرائيل
رب الأعراب و العربان و عربائيل
رب الشيعة و السنة و كفرائيل
رب الحيوانات و التراب
رب النبات و العُقاب
رب الجماد و الجراثيم
رب كل همّاز مشّاء بنميم



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلف دوت كوم
- الرجل القائد للجماعة و صلاة الجمعة
- خدمة بلا علم
- التيار الفلسفي في وحدة الوجود
- المعري وبيداغوجيا المريدين الفاشلين
- حقوق الانسان بين الفاعل والمفعول به
- الفكر الاصولي واستحالة التأصيل
- الجامعات السورية ..منارات تجهيل
- رأس مالي... ورأس فقهي
- الشاعر السوري عباس حيروقة : يسقط في مدار نهد
- نانسي عجرم ..... والفقه الافتراضي
- العرب وشيطان اللغة الابتر


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - الشيطان وطلب اللجوء السياسي