حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 09:54
المحور:
المجتمع المدني
شتان بين من يدعوا إلى قيام دولة تحكمها شريعة الغاب وبين من يدعوا إلى قيام الدولة المدنية . فلقد عانت شعوبنا كثيرا من شريعة الغاب وتسلط القوي على الضعيف ! الم يحن الوقت لكي يكون الجميع سواسية أمام القانون وينتهي تهميش الآخر ؟ . الم يحن الوقت لكي نضع الطغيان بكل أشكاله خلفنا والى الأبد ؟ ان التحزب للدين والقومية والطائفية تحولها الى موضوع خلافي والى تفسيرات تبعدها عن كينونتها الحقيقية في منح الأفراد طاقة وجودية وإيمانية تمنحهم مبادئ الأخلاق وحب الوطن والعمل والالتزام الأخلاقي . إن قبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات بين الجميع وعدم تعرض أي فرد لانتهاك حقوقه من طرف آخر هي بعض ما يميز الدولة المدنية عن دولة شريعة الغاب .
إن سلطة الدولة العليا التي أقامها المجتمع وفق تفاهمات بين أفراده لا بد وان تحترم حيث تحمي القانون وتمنع الآخرين من تطبيق أي شكل من أشكال العقاب .كما ان الدولة لا تنظر الى مهنة المواطن او دينه او طائفته أو اقليمه أو سلطته على انها ميزات لهذا المواطن أو ذاك بقدر ما تنظر اليه على انه مواطن له حقوق وعليه التزامات .
إن بعض من مكونات شعبنا اليوم تريد ان تشرعن القتل والاختطاف والاعتداء على المال الخاص والعام والإرهاب من خلال إلغاء قوانين تعاقب على هذه الجرائم بحجة ما أصابها من حيف واضطهاد أو تمس طائفة دون أخرى هي في حقيقة الأمر متورطة حتى أذنيها بمثل هذه الجرائم فلا ينظر على إنها تمثل مطلبا لطائفة ما بعينها بقدر ما تمثل مطالب لمجرمين اعتدوا على مواطنين أبرياء امنوا بأن سلطة الدولة كفيله بالانتقام من هؤلاء المجرمين وإنزال العقاب بهم نتيجة لجرائمهم الوحشية . إن العدالة في تطبيق القوانين مبدأ من مبادئ الدولة المدنية أما اللغاء قوانين دستورية توافق عليها المجتمع فذلك ما يعيد قوانين شريعة الغاب مرة أخرى لمجتمعنا والتي ذهبت مع الدكتاتور وان أي موافقة على مثل هذه المطالب تعني عودة لدكتاتورية جديدة تطمح لممارسة السلطة بعيدا مبدأ التداول السلمي للسلطة والذي هو أساس العملية الديمقراطية في العراق .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟