أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد السودي - الأسرى عنوان ملحمة الصمود














المزيد.....

الأسرى عنوان ملحمة الصمود


محمد السودي

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 10:36
المحور: القضية الفلسطينية
    



استشهد الشاب عرفات جرادات ذو الثلاثين ربيعاً داخل سجون سلطات الإحتلال بعد ستة أيام من اعتقاله تاركاَ خلفه زوجةً حامل وطفلين تتراوح اعمارهما بين العامين والأربعة أعوام ، بتهمة رشق قوات الإحتلال وقطعان مستوطنية بالحجارة أثناء تصديه مع مجموعة من الشبّان لعدوان الإحتلال الذي يستهدف الإنسان والأرض والمقدسات ، حيث لم يكن يشكو من أي اعراض صحيةٍ قبل ذلك التاريخ ، وحسب رواية سلطات السجون بأنه تعرّض لوعكةٍ مفاجئة أودت بحياته وزعمت أن الطواقم الطبية لم تتمكن من إنقاذه بعد اجراء اللازم ، بينما تؤكد وقائع الأمور بأن الشهيد خضع للتحقيقات القاسية في سجن الجلمه سيء الصيت المعروف على نطاق واسع بأنه"مسلخ بشري" بما تحمل الكلمة من معنى أدت الى إنهاك قواه نتيجة "الشبح" لساعات طويلة تفوق قدرة الإنسان على التحمل ، وهو أحد أساليبب التعذيب الممنهج لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية الشاباك وغيره من الأجهزة تستخدمه ضد المعتقلين الفلسطينيين لانتزاع اعترافات غير صحيحة تحت وطأة الضغط الجسدي والنفسي الهائل بغية تقديمهم للمحاكم الصورية الإحتلالية وايقاع أقصى العقوبات بحقهم ، ووفق ما أفاد به محامي وزارة الأسرى كميل صبّاغ الذي حضر جلسة تمديد الإعتقال لاستكمال التحقيق و تمكن من الحديث مع الشهيد الذي أبلغه أن حالته ساءت كثيراً جراء التعذيب والضرب المبرح ، كما أظهرت نتائج تشريح الجثمان إلى وجود أثار تعذيب شديدة وأنه قضى نتيجةً لذلك وليس كما ادعت سلطات السجون ، الأمر الذي يتطلب تشكيل لجنة تحقيق دوليةٍ محايدة لكشف الأسباب الحقيقية للوفاة وتتطلع بشكل مباشرعلى ظروف الإعتقالات التعسفية والأنتهاكات الخطيرة غير الإنسانية المستهترة التي تتعارض مع كافة المواثيق والقوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة .
لم تكن هذه الجريمة النكراء هي الأولى من نوعها بل ارتفعت حصيلة الشهداء المماثلة إلى مائتين وثلاث حالات وثقتّها دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية التي كشفت عن أساليب القتل المتعمد لجيش الإحتلال خلال تنفيذ عمليات الإعتقال للمناضلين الفلسطينيين والتحقيق معهم كالوفاة تحت التعذيب ، الإهمال الطبّي المقصود ، الإعدام المباشرعن سابق إصرار أثناء عملية الإعتقال ، التصفية الجسدية بعد تعرض المعتقل للإصابة،صورة حيّة يواجهها الإنسان الفلسطيني المعّرض للإعتقال والقتل في كل وقت ، تكشف عن حقيقة الوجه البشع للإحتلال أمام صمت العالم وتواطؤ المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا عند تعلق الأمر بكيان الجريمة المنظمة المستثنى من المسائلة القانونية باعتباره فوق القانون الدولي .
لقد أقدم هذا الكيان المارق على ارتكاب افضع الجرائم التي تندرج في إطار سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية من خلال سلوك عصابات المافيا حين اختطف عشرات من نواب المجلس التشريعي المنتخبين من الشعب مباشرة بإشراف دولي رهائن على خلفية انتمائهم الوطني لاستخدامهم وسيلة للإبتزاز السياسي والمساومة الرخيصة في سابقة خطيرة لم يشهدها العالم المتحضر ويصنّفها تحت باب جرائم الحرب بامتياز لكن الحماية الأمريكية له تجعله غير أبهٍ بالقوانين الدولية والإنسانية التي تنظّم العلاقات بين الأمم المعفي من تطبيقها ولم يتوقف الأمر عند هذه الغطرسة حسب ، بل لازال يعتقل قرابة خمس الاف أسير بينهم أطفال أصدر بحقهم احكام وغرامات مالية وابعادهم عن ذويهم فترات معينة بالإضافة إلى النساء والشيوخ والمرضى وقادة العمل الوطني ، ويحتجز عددا كبيراً منهم تحت قوانين شريعة الغاب المسماة الإعتقال الإداري الذي يصل مداه إلى سنوات طويلة دون تقديم لائحة اتهام تبرر ذلك الإعتقال أو تقديمهم للمحاكمة ولازال ايضاً عدد كبير من الأسرى القدامى يقبع خلف القضبان بالرغم من مرور اكثر من عشرين عاما على فترة اعتقالهم وهومالم يشهدة نظام الفصل العنصري الأبارتهايد في جنوب افريقيا السابقة .
إن نضال الحركة الأسيرة داخل سجون ومعتقلات الإحتلال من أجل نيل حقوقهم المشروعة في مقدمتها الأعتراف بهم كأسرى حرب لدولةٍ واقعةٍ تحت الإحتلال وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في التاسع والعشرين تشرين لثاني العام الفائت تنطبق عليهم كافة المواثيق والأعراف وليس إطلاق صفة مقاتلين غير شرعيين كما يحلو لها تسميتهم وكذلك انهاء الإعتقال الإداري ووقف ممارسة العزل الإنفرادي واالتفتيش المهين والإذلال ، هي عنوان ملحمة الصمود الأسطوري وصرخة قوية بوجه طغاة العصر بأن ارادة الحق أقوى من ظلم السجّان وسوف تهزم امعائهم الخاوية جبروت القوة الغاشمة طال الزمن أم قصر ، وعليهم أن يعيدوا حساباتهم قبل فوات الأوان ، ثمة مناضلين أشداء يخوضون معركة الحرية والكرامة أمثال محمد التاج الذي يتنفس بأجهزة صناعية نتيجة إضرابه عن الطعام وأول من طالب المعاملة كأسير حرب ولا زال طريح الفراش ، وسامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من سبعة أشهر ، وكذلك أيمن شراونة ،طارق قعدان ، جعفر عز الدين ، هؤلاء الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة التبادل برعاية مصرية ونكثت بالتزاماتها،يحتم على جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التحرك العاجل لدى مجلس الأمن والمؤسسات الدولية والصليب الأحمر اليوم قبل الغد لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام والمرضى والأسرى القدامى والنساء والأطفال وكافة المعتقلين الأخرين ، كما يتطلب ضرورة التوقيع على اتفاق روما والإنضمام للمحكمة الجنائية الدولية وتقديم الجناة لهذه المحاكم .
إن الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وقواه الوطنية يقف اليوم موحداً خلف قضية الأسرى لما لها من أثرٍ بالغ على حياة كل عائلة فلسطينية ، لذلك فأن المقاومة سوف تتصاعد بكل الإتجاهات إذا لم تدرك سلطات الإحتلال عواقب استشهاد أيٍ من الأسرى الذين قرروا الحرية أو الشهادة تلك هي الرسالة الواضحة التي يجب على الجميع أن يفهمها .........
كاتب سياسي



#محمد_السودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الفلسطينية تدخل موسوعة غينتس
- نهاية الذرائع بداية الحقائق !
- تدمير المخيمات جزء من مخطط مريب ...!
- كرنفال المخيم ليلة رأس السنة
- حصاد البيدر الفلسطيني ...
- رسالة قوية بحجم العزلة
- الابحار الفلسطيني المنتظر !
- نساء فلسطين في عين القمع !
- من يصنع هؤلاء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد السودي - الأسرى عنوان ملحمة الصمود