مجتبى حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1156 - 2005 / 4 / 3 - 11:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا خوف على عقل تنور بوميض من نور مهما حلكت الظلمة حوله ..
كيف لي أن اطمأن واطمئن أفكاري أننا في أمان والدنيا حولنا تتشقلب واضعةً ما كان فوق في الأسفل
وما سَفُلَ علا شموخاً ..وكذا اليمن واليسار .
عادة يُشاد البناء على أساسات هي عماده وقوته ومدى ثباته واستمراريته ..
هذا في البناء كما يطالعنا فن العمارة وهندستها ،
وأظنه كذاك في التربية لدى الإنسان ..فمن الأساسيات التي تنطلق منها التربية تُشاد أفكار الرجال
في مضامينها ومنعكساتها على أعمالهم ..
هناك من يبني بيته على الشاطئ ناسياً قوة الموج وآخرون يقيمون أكواخهم في مجرى نهر جف
ويتجاهلون ماء السماء وعلاقته بفيضان الأنهر... وجميعاً يلمّهم الجهل في كيفية البناء،
فلا أساسات لبنائهم وان وجِدت فهي هشة ،وعند أي اضطراب جيولوجي سوف تنهار أبنيتهم ،ويصبحون للتشرد أهله ،
إن لم تقتلهم حسرتهم ..هذا إذ أحسوا بالتشرد واشتغلت عندهم الحواس..
أفكار الرجال لم تأتي من فراغ بل هي نتاج تربية وتطور طبيعي لمراحل العمر وأحداثها،
فما بني على زيغ فالتوهان نتيجته ..ومَنْ نظر الشمس فالوضوح طريقه ..والعبث من العبث ...
عندما لا تتوجه بوصلة الإنسان الداخلية إلى الصحة... فهناك عطل بالإبرة ولا ريب... أما إذا مشى شمالا فدلالةٌ بعملها..
البوصلة هي التي تحدد الاتجاهات الأربع وتشير إبرتها إلى الشمال دوما، إن كانت صالحة،
ووفقها يحدد المسافر طريقه وبها يستغني عن معرفته بالنجوم والمسالك الخارجة من يده ..
هذه البوصلة ،التي هي الأفكار وما رسخ بالعقلية من أمور،..
وعليه يسبقني السؤال عن ماهية الإبرة ؟وكيف أنها تخطئ لدى الكثيرين بالاتجاه ؟
و هل هي التي تخطئ أو الخطأ في قراءتها !؟
لن أدور في فلك الأجوبة ..بل سأعود إلى بداية الكلام بأنه لا خوف على عقل تنور بوميض ضياء، أن يقلق من تخبط الأحوال،
فبوصلته صالحة ،وهي تشير إلى الصحة في الاتجاه ما بقي فكره نائراً
#مجتبى_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟