|
تصورات أولية لمعالجة المسألة التربوية والتعليمية للفلسطينيين في لبنان
ابوعلي طلال
الحوار المتمدن-العدد: 1156 - 2005 / 4 / 3 - 11:00
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
ورقة مقدّمة إلى اللقاء التربوي – التعليمي الفلسطيني في مدينة صيدا
إن العنوان التربوي التعليمي للفلسطينيين في لبنان هو من العناوين التي تناولها العديد من المهتمين والباحثين منذ السنوات الاولى لقيام مدارس الانروا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وذلك لخصوصية تلك التجربة إن من ناحية الظروف الجيوسياسية التي رافقت تلك التجربه أو من ناحية الظروف الاجتماعية القسرية والصعبة التي عانتها تلك التجمعات والمخيمات...وقد أسهب الدارسون في تقديم كل العوامل المؤثرة في تلك العملية التربوية والتعليمية والتي تطرقت للنقاط التالية: • الظروف السياسية والامنية للمخيمات • الظروف الاقتصادية والاجتماعية • الانروا (الحالة البنيوية للمسالة التعليمية ) وبالحديث عن العناوين الرئيسية السابقة الذكر تتحدد المعالم التي تتم فيها تلك العملية التعليمية والتربوية للاجئيين الفلسطينيين في لبنان.
اولا: الظروف السياسية والامنية للمخيمات
منذ اللحظات الاولى للنكبة وبعد الاستقبال الايجابي من جماهير شعبنا اللبناني لعموم اللاجئيين الفلسطينيين...والتي تلتها العديد من القوانين المجافية لكل مواثيق الدول وحقوق الانسان وفي ظل معاناة تحمل في طياتها كل اشكال البؤس والتشرد بدأت اجهزة القمع ممثلة بـ "المكتب الثاني" بسياسة القمع والتنكيل في زنازين معتقلاتها والتي أدّت إلى ردود فعل فلسطينية حيث تحول المخيم الفلسطيني رويدا رويدا لمعسكرات تعد اجيالا للتحرير لا تحلم الا بفلسطين والعودة اليها. وبعد احداث أيلول الأسود في الاردن وانتقال قيادة الثورة الفلسطينية الى لبنان والذي ترافق مع بروز الحركة الوطنية اللبنانية (ممثلة بتظاهرات عمال التبغ /معمل غندور وصيادي الاسماك في صيدا – احداث ساحة نيسان 1969م )، بدات ملامح الحرب الاهلية في لبنان والتي اندفعت فيها بعض القوى اللبنانية بكل قواها للانقضاض على الثورة الفلسطينية وتدميرها مما أدى الى الحرب الدامية والتي أدت الى زوال وتدمير العديد من المخيمات الفلسطينية ( تل الزعتر – جسر الباشا ) وصولا للاجتياحات الصهيونية المتكررة والاجتياح الصهيوني عام 1982م وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا مرورا بحرب المخيمات الدامية ونتائجها الكارثية على المجتمع الفلسطيني في لبنان وصولا لاتفاق الطائف واتفاق اوسلو وانعكاساته على البنى الاجتماعية والسياسية الفلسطينية في لبنان وما تلا ذلك من تشرذمات في المجتمع الفلسطيني مما خلق وما يزال يخلق إرباكا وتدهورا مستمرا بالوضع الامني والسياسي لهذا المجتمع وتجلى ومايزال بتعدد المرجعيات واللجان الشعبية بالمخيم الواحد والاهتزازات الامنية التي تشهدها المخيمات من حين لآخر. كل ذلك انعكس سلبا على مجمل العملية التربوية والتعليمية للفلسطينيين في لبنان.
ثانيا: الظروف الاقتصادية والاجتماعية
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وكنتيجة حتمية للظروف الامنية والسياسية آنفة الذكر، في ظروف اقتصادية واجتماعية بالغة التعقيد والصعوبة. فالبطالة هي في أعلى مستوياتها مما يسبب انتشارا كارثيا لحالات العسر الشديد وتفشي العديد من المشكلات الاجتماعية والتي أدت نتائجها على مدى السنوات الى ازدياد في نسب الأمية والتسرب من المدارس وعمالة الاطفال واندفاع الشباب بشكل عام نحو التدريب المهني الغير تعليمي من خلال الالتحاق بورش الحدادة والمكانيك........الخ المترامية في محيط المخيمات. ويفقد الشباب الأمل بالمستقبل في ظل الفقر والحرمان وقوانين تلامس العنصرية بمضامينها التي تطال أحلامهم وتطلعاتهم وتقرها الدولة اللبنانية المضيفة تحت عنوان لم يعد ينطلي على احد ( محاربه التوطين ) وكأن لا حل غير ذلك، مما يدفع بالعديد من العائلات الفلسطينية وخاصة الشباب نحو التهجير والتشتيت.
ثالثا : الانروا الحالة البنوية للعملية التربوية والتعليمية
تتحمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين المسؤولية الاساس في ادارة مجمل العملية التربوية والتعليمية للفلسطينيين في لبنان (أكثر من 90% من المدارس والمعاهد التي يتلقى فيها الفلسطيني مراحلة التعليمية المختلفة تخضع لسلطتها الادارية ) حيث تسود العديد من السياسات والبرامج التي شاخت والامكانيات التي تتقلص دوما والمكونات الادارية التي لم تلحظ التطور العددي والتكنولوجي للمستفيدين وكفاءة وآليه التوظيف التي يشوبها العديد من الملاحظات الجوهرية.
وفي محاولة جدية لوضع تصورات وخلاصات لتحسين الشروط التي تتم فيها العملية التربوية والتعليمية للفلسطينيين في لبنان لابد من معالجة جادة للمسائل التالية:
• اعادة تفعيل وبناء مؤسسات م ت ف كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين في الوطن والشتات وبما يضمن توفير افضل السبل والوسائل للمشاركة الشعبية والكفائات المدنية وتوحيد المرجعية الفلسطينية السياسية والشعبية لتقوم بدورها ومسؤوليتها في متابعة العملية التربوية والتعليمة ومكافحة شوائبها. • إقامة حوار فلسطيني فلسطيني لضبط الظروف الأمنية والسياسية داخل المخيمات ووضع كل القوانين واتخاذ كل الاجراءات التي تجنب الحياة التربوية والتعليمة العديد من المشكلات. • إقامة حوار فلسطيني لبناني لمعالجة كل المشكلات التي رافقت العلاقة الفلسطينية اللبنانية وتصويبها ومعالجة كل القوانين المجحفة التي تطال الانسان الفلسطيني المقيم في لبنان قسراً. • تفعيل الاتحادات النقابية والمهنية واللجان ذات الصلة بالعملية التربوية والتعليمية للقيام بدورها وتحمل مسؤولياتها ( اتحاد المعلمين والموظفين – اتحاد الطلبة – لجان الاهل ). • النضال من اجل تحسين البرنامج التربوي والتعليمي المتبع في الانروا ومكافحة كل اشكال الخلل في ادائها وعلى مختلف المستويات وبما يؤدي الى تفعيل وتنشيط العملية التربوية والتعليمية وتوفير كل المقومات لذلك والاهتمام بالمعلم كثروة بشرية وحلقة رئيسية من حلقات العملية التربوية والتعليمية وعلى كافة المستويات. • اعطاء الاهتمام الاكبر بمؤسسات العمل المدني والاجتماعي كرديف حقيقي وفاعل في العملية التربوية التعليمية والعمل على ايجاد صيغ من التشبيك والشراكة فيما بينها لتطوير خدماتها وبرامجها وبالاخص تلك المؤسسات العاملة في اطار العملية التربوية التعليمية ( رياض الاطفال – برامج التدعيم ومكافحة التسرب المدرسي......الخ ).
ان الحديث عن حلول للمشكلات التي تواجهها العملية التربوية والتعليمية في اوساط الفلسطينيين المقيمين قسرا في لبنان....يبقى مجرّد حديث ما لم يتم العمل على معالجة كل الجوانب والعوامل المؤثرة في هذة المسالة وفي مقدمتها "المرجعية الفلسطينية" التي تتحمل مسؤوليتها تجاه شعبها والتي تعبر عن تطلعاته وطموحاته وهي المدخل الاساس في معالجة هذة المسالة وكل المسائل المتعلقة بالوجود المدني الفلسطيني في لبنان وقدرته على التكيف والتنمية والاستمرار وليتمكن الفلسطينيون من العيش بكرامة يحملون رغبتهم الجامحة بالحياة وحلم لم يفارقهم بالعودة لديارهم التي شردوا منها.
#ابوعلي_طلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءه وتساؤلات في تحديات المرحلة
-
دوي الانفجارات في مسلسل التحولات اللبنانية
-
تطلعات على ابواب القمة العربية
-
رؤيا فلسطينية تحت دوي العاصفة اللبنانية
-
المنطقة العربية وتحدياتها
-
قرائه اولية في المشهد اللبناني
-
غونتانامو اريحا...والاستقلالية الفلسطينية
-
البيئة التربوية والتعليمية للفلسطينين في لبنان
-
هل اعطت الانتخابات الفلسطينية تفويضا للرئيس المنتخب ؟
-
اليسار الفلسطيني الى اين؟
-
اليسار الفلسطيني والانتخابات الرئاسية
-
الفلسطينيون في لبنان
-
الرفاق في هيئة الحوار المتمدن
المزيد.....
-
آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص
...
-
الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات
-
-هيومن رايتس ووتش-: استهداف إسرائيل الصحفيين في حاصبيا جريمة
...
-
عدنان أبو حسنة: منظمات الأمم المتحدة ليست بديلا عن الأونروا
...
-
تشديد أمني وحملة اعتقالات تستهدف مسيرة لأنصار عمران خان في ب
...
-
منخفض جوي على غزة.. أمطار غزيرة وأمواج البحر تغرق خيام الناز
...
-
قائد الثورة : اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو غير كاف بل يجب
...
-
قائد الثورة: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكيان الصهيون
...
-
حملة اعتقالات بالضفة تطال 22 فلسطينيا بينهم صحفي وجريح
-
هيومن رايتس:-إسرائيل- استهدفت صحافيين بلبنان بأسلحة أميركية
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|