زوهات كوباني
الحوار المتمدن-العدد: 1155 - 2005 / 4 / 2 - 12:35
المحور:
القضية الكردية
تمر علينا الذكرى السابعة عشر على ارتكاب إحدى أفظع الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية . جريمة حلبجة التي راح ضحيتها آلاف من المواطنين الكرد خلال عدة لحظات ، تظهر الحقد الدفين لدى الطغاة والمستعمرين تجاه الكرد ومناضلي الحرية في كل مكان ، هؤلاء لا يمنحون حق الحياة سوى للعبيد والمتزلفين ويكرهون أجواء الحرية والمساواة .
خلال التاريخ الكردي ارتكبت مجازر عديدة راح ضحيتها الآلاف من خيرة أبناء هذا الشعب , لكن تبقى حلبجة الأكثر تعبيراً عن مدى وحشية مستعمري كردستان , فعند مشاهدة صور هذه المجزرة يظهر جليا مدى تجرد مرتكبي المجزرة من أبسط خواصهم البشرية لدرجة لا نستطيع وصف عملهم بالحيواني لأنه حتى الحيوان المفترس يكتفي بإشباع جوعه ولا يقتل إلا عند الحاجة أما هؤلاء فلم يفرقوا بين البشر والحيوانات والنبات بل استهدفوا أبادة كل شيء حي , هذا العمل الإجرامي لا يستطيع أي من بني البشر ارتكابه ما عدى النظام الإجرامي الصدامي المقبور الذي يندر وجود مثيل له خلال تاريخ البشرية .
هدف المجرمين من هذه المجزرة هو ترعيب الكرد وإجبارهم على الرضوخ والقبول بحياة العبودية , أما الذي يرفض ذلك فمصيره الموت بالأسلحة الكيميائية , دون أن يردعهم عن هذا الفعل البشع أي اعتبار للعهود والمواثيق الدولية ولا الأخلاق والمبادئ ولا الشرائع السماوية .
في الحقيقة يعجز الإنسان عن وصف هذه الجريمة فمع مرور هذه الذكرى تعاد الصور الرهيبة إلى مخيلتنا تلك الصور التي لا يمكن وصفها سوى بالجحيم , فكل شيء ميت من الأطفال والشيوخ حتى النساء والرجال .
إن استذكار هذه الجريمة يجب أن يكون مرفقاً بالتدابير الكفيلة بعدم تكرارها وذلك بأن نبتعد عن الغفلة والصراعات الداخلية فالمتربصين بنا كثر وهم لا يقلون إجراماً عن صدام المجرم , كما يجب أن نظهر الإرادة لنتمكن من محاكمة القتلة وذلك بخلق الوحدة الوطنية , وبذلك فقط سوف تنتهي مرحلة الأنظمة التسلطية وعندها يمكن الوصول إلى العيش الكريم والسلام والحرية والاستقلال
#زوهات_كوباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟