أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين عبدالله نورالدين - مجتمع الكراهية والتدليس (مهداة الى الاستاذ جهاد علاونة)















المزيد.....

مجتمع الكراهية والتدليس (مهداة الى الاستاذ جهاد علاونة)


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 09:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مجتمع الكراهية والتدليس
(مهداة الى الاستاذ جهاد علاونة)

اشاهد احيانا بعض القنوات الخليجية وهي تعرض افلاما اجنبية. ولفت نظري واثار انتباهي امرغريب بل لنقل انه مستغرب وعجيب.
احسست انه غريب لانه يجافي المنطق السليم والذوق الانساني ويخالف العرف والامانة العلمية وممتلىء بالتدليس الواضح والمحاولة الساذجة السمجة والمكشوفة في اقصاء الاخر وتغييبه وانكار وجوده.
ما لاحظته ربما لاحظه كثيرون. ففي ترجمة الافلام الاجنبية التي تعرض في هذه القنوات تغيير متعمد لكل المصطلحات والكلمات العبارات التي تشير للاخر المسيحي. وهذا التغييب مقصود ومتعمد لان شركات الترجمة لا تتقصد ذلك وانما هي تعليمات من صاحب العمل. فهذه الشركات لا يمكن ان يفوتها ذلك الخلط المتعمد لولا انه كان مطلوبا منها ذلك.
تسعى الترجمة في هذه القنوات او كما تطلب هذه القنوات الى شيطنة الاخر واقصائه وجعله في نظر المتلقي على غير حقيقته الجوهرية بل ووضعه في مكانة غير مكانته بقصد التشويه وجعله في مرتبة دنيا بالنسبة للمشاهد.
في تلك الترجمات نرى "الكنيسة" تصبح "المعبد" و"الكاهن" يصبح "رجل دين" و"الاسقف" يصبح "الرئيس الاعلى". بهذه الطريقة يريدون ان يلقنوا المشاهدين بان الغرب "المسيحي" لا دين له بل انه مجرد وثنيين وكفار. فتحويل كلمة كنيسة الى معبد في الترجمة المشبوهة يقصد بها اسقاط البعد الديني الايماني عن ذلك الغرب لان المعبد في المفهوم الشعبي يخص الوثنيين واصحاب الديانات الوضعية. واستبعاد القاب رجال الدين المسيحي من كاهن واسقف وبطريرك تهدف الى ابعاد الصفات الدينية عن ذلك الغرب.
بعد كل هذا كيف يمكن الاطمئنان الى توجهات ذلك المجتمع المسلم نحو الاخرين وهم طوال الوقت يتغنون بسماحة لاسلام وينتقدون ازدراء الاديان ويدعون الى حوار الحضارات.
تخيلوا لو قمت بترجمة نص يتعلق بالاسلام وحولت كلمة مسجد الى معبد؟ وكلمة شيخ الى رجل دين؟ ماذا سيقولون وماذا سيفعلون؟
المجتمع الذي يعاني من حساسية مفرطة وبهذا الشكل هو مجتمع هش ضعيف ومريض. ليت لامر يقف هنا. ابدا، فالمجتمع الاسلامي وخصوصا في دول الخليج لديه تحسس غريب تجاه كل ما هو غيرمسلم مهما كان بسيطا او سطحيا او هامشيا.
تخيلوا ان الصحف الخليجية اعترضت على بيع زينة عيد الميلاد في بعض المجمعات التجارية. تخيلوا ان تلك الصحف اعترضت على لباس الاجانب وطريقة عيشهم. لقد اعترضت صحيفة خليجية مرموقة على عبارات في منهاج مدرسة اجنبية. حتى في منتديات الانترنت تجدهم يحذرون المشاركين من وضع صور ذات ارواح اي صور بشرية.
الاعتراض في تلك الصحيفة كان على ورود كلمة راهبة في نص انجليزي. كان هناك اعتراض اخر على وجود عبارة: لم التق صديقتي منذ مدة. واعتراض اخر على وجود كلمة "كأس من الفودكا". وسبب الاحتجاج هو ان تلك الكلمات والعبارات تخالف قيم المجتمع وتقاليده وتخدش حياء المسلم وتسيء اليه.
استغرب حقا كيف ان هذه الكلمات والعبارات البسيطة كان يمكن ان تمر بدون ضجة وبدون اثارة تجعلنا نحتقر ذلك المجتمع الذي ترهبه وتثيره كلمات مثل فودكا او راهبة او صديقتي.
هذا المجتمع يبدو لي مغيبا عن الواقع وبشكل مرضي اي انه يعاني انفصاما ويكيل بمكيالين. مجتمع مصاب بالبارانويا لا يمكن شفاؤه. كيف يمكن لعبارات بسيطة ان تسيء وتخالف قيم المجتمع الاسلامي ولا تسيء لهذا المجتمع التصرفات المهينة التي يقوم بها ابناؤه في الخارج؟ ليس في الخارج فقط بل ايضا في فنادق الدرجة الاولى في تلك البلدان.
هل رايتم ابناءهم وبناتهم في الخارج او في الفنادق؟ كيف تسيء عبارات عادية لقيم وتقاليد المجتمع ولا تسيء اليه وجود قواعد عسكرية اجنبية او شركات اجنبية تنهب ثروات بلادهم؟ كيف لا تسيء الى تلك المجتمعات ان فيها اكبر نسبة مدخنين في العالم وبالتالي اكبر نسبة لامراض القلب والشرايين والسرطانات بانواعها؟ وفيها ايضا اكبر نسبة سمنة مرضية في العالم؟ واكبر نسبة سكري اطفال في العالم؟ واكبر نسبة عمال اجانب في العالم؟ في بعضها نسبة العاملين الاجانب في قطاع مهم جدا هو قطاع الصحة تزيد على خمسة وتسعين في المئة من مجموع العاملين؟ تخيلوا رؤساء الجامعات ومعظم الاقسام الجامعية اجانب وكذلك المدراء التنفيذيون في الشركات الكبرى والبنوك وصناعة النفط .... تخيلوا حتى لاعبي كرةالقدم وغيرها من الرياضات معظم ابطالها من الاجانب الذين حملوا الجنسيات افلا يعيب هذا الامر تلك المجتمعات؟ تخيلوا حجم الجهل المعرفي المتراكم في تلك المجتمعات؟ كل هذا لايعيبهم ولا يسيء الى تقاليدهم اما كلمات مثل راهبة صديقتي فودكا فهي تثيرهم وتسيء الى عقيدتهم؟ كلمة فودكا في كتاب دراسي في مدرسة اجنبية تسيء الى العقيدة اما ان يملك احد اهم رجال الاسرة الحاكمة وكالة توزيع الخمور في البلد فهذا لا يسيء الى العقيدة. كل هذا وغيره مما لا يجب ذكره هنا لانه يدخل في حيز العيب لا يسيء الى المجتمع بل يسيء لها بضع كلمات ...

التفسير الوحيد لكل هذا التشدد هو هشاشة تلك القيم التي تتمسك بها هذه المجتمعات. هشاشة على ضعف على دونية على شعور بالنقص على خوف مرضي على استكبار ناتج عن تقوقع وفراغ فكري وخواء معرفي...
ولان افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم يبادرون للهجوم على الاخر من خلال الهجوم والتهجم على رموز ثقافته فياتي تحريف الترجمة على الشاشة ثم الهجوم الشرس على اي لباس اجنبي لا يعجبهم او كلمات تشير الى وجود غيرهم في العالم... زوبعة عيد الحب مثلا اثارت كثيرا من غبار الكراهية والبغض والحقد الاعمى وكذلك زوبعة زينة اعياد الميلاد...
يثيرالاستغراب والاستهجان ايضا ان احدهم في الكويت هذه المرة يضع دراسة معمقة وموثقة مستندا الى القران والحديث بعنوان: ارشاد الحيارى الى وجوب الدعاء على اليهود والنصارى. هذا الحقد الاعمى والكراهية البغيضة اما كان الاولى ان يدفن مع الماضي؟ اما كان افضل لو استبدلنا بهذا الدعاء الذي يسيء الى اصحابه اكثر مما يسيء الى الموجه لهم، لو استبدلنا بدعاء يقول بدلا من اللهم اهلك اليهود والنصارى الخ الخ الخ بدعاء يقول: اللهم افتح قلوب اليهود والنصارى ليروا الحق ويتبعوه.... اللهم اشرح صدرهم للاسلام ليعرفوا دينك ورسولك؟ اللهم اهدهم الى قرآنك ودينك ....
ولكنه الاستكبار الذي سيقود الى الهلاك. وربما كان الوصول الى ذلك اقرب مما يتصور كثيرون.



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع الاسلامي وعيد الحب
- مزيد من الاسئلة حول مسلسل عمر والاسباب الحقيقية لرفضه
- ئلة عميقة حول مسلسل عمر بن الخطاب
- اسئلة عميقة يثيرها مسلسل عمر بن الخطاب
- الخطاب الحلم
- اسطول الحرية والحقيقة الغائبة
- غزوة منهاتن ذكرى وعبرة: هل تعلمنا؟
- المرجعية الفلسطينية واللعب بالنار
- دمار غزة والانقلاب الثاني
- ربنا موجود
- لبنان ينتظر المجهول المعلوم
- امارة غزة الظلامية والتباهي بسفك الدماء
- انقلاب حماس ومستقبل غزة
- خلط الاوراق والأدوار المشبوهة
- المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب
- لماذا لم اكتب منذ زمن
- إعلان مكة مرهون بنتائجه
- هل يقدر السنيورة على ما عجز عنه سابقوه؟
- سبعة و سبعون
- وقل جاء الحق وزهق الباطل


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين عبدالله نورالدين - مجتمع الكراهية والتدليس (مهداة الى الاستاذ جهاد علاونة)