كامل السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 1155 - 2005 / 4 / 2 - 12:25
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الحقيقة أن الرجل ( علاوي ) أحسن كثيرا وأساء قليلاً ، لكن في الحالين ، أظنه البديل الأفضل لمرحلة النصف عام التالية .
لا أدري لِم أصرار السيد الجعفري وجماعة الأئتلاف على تحمل ورطة الباقي من هذا العام ، وعلاوي أكتسب خبرة كبيرة في معالجة الإرهاب مما لا أظن أن السيد الجعفري أو الآخرين يمتلكونها أو بمقدورهم أن يمتلكونها ، وبذات الآن يطبقون مفرداتها على الشارع العراقي المضطرب ، والذي لا أشك في أنه سيزداد إضطرابا إذا ما جلس العزيز الجعفري على كرسي رئاسة الوزارة .
الأحبة الذين أنتصروا برفع صورة الجليل السيستاني ، فشلوا وللأسف بتشكيل الوزارة ووُضعت بوجوههم ألغام كثيرة ، لا أشك في أن شضاياها ستصيب وجه الرجل الجليل الذي أساءوا إليه حين رفعوا صورته .
أظنهم يمكن أن يحسنوا إليه وإلى أنفسهم ويمنعوا المزيد من الإحتقان والأستقطاب الطائفي بأن يتركوا علاوي يكمل المهمة إلى نهاية العام ، في هذا الإثناء يمكن لهم وللآخرين أن يجلسوا معا تحت قبة البرلمان ليضعوا الدستور الذي هو أبرز مهمات هذه المرحلة الإنتقالية المعقدة للغاية .
أو ليس هذا أفضل من هذا التناحر القائم والذي يعرفون جيدا أنه لا يغنيهم في شيء على الإطلاق لأن المرحلة منتهية ولأن الألغام ستظل تطّرد في الحجم والعدد سواء نجحوا في تشكيل الوزارة أو ظلوا يراوحون في مكانهم .
هناك ، وبالذات في هذه المرحلة معوقات كبيرة جدا جدا ، لا يمكن تجاوزها مع وجود السيد الجعفري كمرشح وحيد لرئاسة الوزارة .
الأخوة الكرد لا يمكن أن يأمنوا وبالذات في هذه المرحلة إلى الأخوة الإسلاميين ، السنة كذلك ، العلمانيون أيضا ، الخارج العربي وأخيرا أمريكا ذاتها ودول التحالف .
طيب كيف لهم أن يرضوا كل هذه الأطراف ويخرجوا بوزارة منسجمة ( لا مرقعة ) ومعافاة ( لا كسيحة ) وقادرة على الفعل البنائي النشط ( لا على الثرثرة الطائفية وملاحقة النسوان والصبيان وقمع الحريات الشخصية ) .
حتى لو نجحوا وشكلوا الوزارة ، فالمعارضة البرلمانية من جهة والإرهاب من جهة أخرى ستظل تلاحقهم حتى تسقط الوزارة أو تمنع تشكيل الدستور وبالنتيجة سيسأم الناس من النخبة الحاكمة ولن يمنحوهم أصواتهم في المشوار القادم ، وهذا المشوار ليس بالبعيد ، ولا أظن أن السيد السيستاني أو حتى صورته يمكن أن تنفعهم في المشوار القادم أو تقنع الناس بإن نار الله الحامية ستلفح وجوه من لا يصوت لقائمة السيستاني .
العراقيون يريدون الأمن والكهرباء والوظائف والخبز والحرية ، وأنتم ولحد الآن فشلتم حتى في بناء الورشة الوزارية القادرة على تنفيذ هذه الأجندة ، فكيف تأملون أن تثق بكم الناس وتمنحكم أصواتها في المشوار الإنتخابي القادم .
دعوا علاوي في مكانه وطعموا وزارته برموز منكم إن أمكن ودعوا سفينة الحكم تمضي إلى بر الدستور حيث يأمن الشعب على حقوقه ويعرف ما له وما عليه .
أظن أن هذا هو الحل الأفضل وأنتم صبرتم على فراق كرسي الوزارة عشرات السنين ، أو لا تصبرون بضعة أشهر ... ؟
#كامل_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟