أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - محو النزعة القومية بالعلاقات الاجتماعية المتبادلة














المزيد.....

محو النزعة القومية بالعلاقات الاجتماعية المتبادلة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 17:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتأثر الثقافات الاجتماعية العامة بانواعها بالمؤثرات العملية المتوارثة على ارض الواقع، نتيجة خلط الفكر و النظرة المسبقة عن ما يمتلكه و يتسم به الاخر من الخصائص و الصفات و المميزات و ما يتمتع به من الايمان بالمفاهيم المختلفة التي اوجدها التاريخ و مجريات الامور عبر الحقبات الطويلة .
تمخضت عن الاحتكاكات و العلاقات الممتدة عبر الزمن و التلاقي و التضاد، مجموعة من الافكار و النظريات و التوجهات التي في اساسها يمكن ان تكون مبنية على اسس خيالية غير واقعية، او ما ولدت نتيجة حوادث طارئة في غفلة من الزمن او اثر الجهل او عدم الدراية بجوهر القضايا التي استخرجت منها الاعتقادات او الاراء او المعاني المختلفة لمفاهيم ليس بالضرورة ان تكون حقيقية .
الشرق بشكل عام هو منبع الافكار و الاعتقادات المثالية او ما نسميه ماوراء الطبيعة ، خصائص المنطقة تدفع المجتمعات الى الخوض في امور تثمر عنها مفاهيم ذات اطر و معاني تعصبية شيئاما ، و هي اما ان تكون متطرفة او معتدلة السمة و العمل حسب الظروف الزمانية و المكانية . الحضارات المختلفة التي استثمرت ماهو الموجود على الارض من اجل التطور و التقدم و الانتقال الى مرحلة مغايرة او نحو الافضل، كانت في وقت لم تدلنا العلوم و الفنون الى مستوى رقيها الا في مراحل محددة فقط . الجغرافية و المناخ بشكل خاص هو العامل الحاسم الا ان مستوى تقدم وسائل الاتصال و التنقل هي من العوامل الاساسية لانبثاق المفاهيم و نشر الثقافات و الافكار المختلفة، و عليه برزت نظرات او عقليات اعتقدت الناس بانها تملك الحقيقة رغم جهلها بمكنون الحياة و مجرياتها و ماهية الحقيقة في معيشة الانسان الصحيحة .
بعد مرور الحقبات المتتالية من التاريخ و سيطرة افكار مختلفة في بقاع العالم المختلفة، ظهرت مجموعات متقاربة من عشائر و قبائل و من ثم قوميات و التي كانت تربطها الخصائص و العوامل المشتركة العديدة، فاجبرت هذه العوامل المنتمينالى اطر محددة الى التعاون و التعايش و الاتحاد مع البعض و ليس مع غيرهم، و هذا الذي ادى الى وصول المجتمعات الى حد التعصب و نفي الاخر من اجل مجموعة من المصالح الانية الصغيرة ضمن تلك الاطر.
التجمع الصغير و التقوقع و ايجاد الفروقات و عدم الانسجام مع الاخر الذي كان الانسان حتى الامس القريب بعيد عنه، جاء بعد بروز حوادث مختلفة فجعلت من التعايش السلمي امرا صعبا و بات ضروريا غزو الاخر و الاصرار على فناءه مهما كلف الامر او محاولة السيطرة عليه و تغييره من اجل الذات و الملذات التي تنعموا بها نتيجة لتلك الافعال .
من بين كل تلك السمات التي استجدت عبر المراحل اصبحت النزعة القومية هي الفكر السائد و لم يتزعزع لعقود طويلة ان لم تكن قرونا، و اصبح لها مروٌجين و منظٌرين و كل ولائهم كان مبنيا على ما اكتسبوا من العوامل التي وجدت على الارض لاسباب تاريخية و عبر الزمن . العلاقات الاجتماعية كانت محددة بين المكونات المختلفة قديما نتيجة النقص في وسائل الاتصال، و كانت تلك العلاقات ضمن الاطر الضيقة و في مساحات ذات اللون الواح،د و لم تكن هناك وسائل تخرق هذا الواقع، و بقت الحال كما هي لحقبات طويلة، و هذا ما بنى الحواجز التي ازدادت الطين البلة و صعبت من التفاهم و جعلت العصبية و حب الذات و الانانية امرا لا مفر منه .
اما اليوم و على خلاف ما كان سائدا، فان الحدود الطويلة ازيلت و اختلطت الاجناس و الاقوام و المكونات المختلفة و ما زاد الامر حسنة هو تقدم و تطور وسائل الاتصال عبر القارات و انفتاح العقليات و سيطرة الفكر و النظرة الانسانية بنسبة كبيرة و بشكل يختلف من مجتمع و ثقافة و واقع لاخر .
لو اخذنا العراق على سبيل المثال و ما فيه من المكونات و التركيبات الموزائيكية، فان الاختلاط و التجانس اصبح امرا محتوما و سائدا و مسيطرا عبر الزمن لولا عنجهية السلطات و الافكار المستوردة المخلة بالعقل الانساني المعتدل . و ما فرض محو النزعة القومية و المذهبية المتطرفة في مراحل مختلفة من تاريخه؛ هو التعايش و التعاون وبناء السمات المشتركة و قوة العلاقات الاجتماعية المتبادلة التي بنيت بفعل الزمن بين المكونات، ان ازحنا تاثير الايديولوجيات و بعض التوجهات المثالية المؤثرة سلبيا جانبا في تلك الاوقات .
اليوم و ان توفرت الارضية و الامكانية و الدوافع و الوسائل المطلوبة لتقوية تلك العلاقات الاجتماعية الايجابية الا ان الافكار الدخيلة الطارئة جعلت الحال على امر يمكنها ان تبقى فيها نسبة معينة من النزعات المتطرفةو لكن تبرز الى العلن في اوقات محددة فقط ، الا ان الارضية الموجودة تفرض على الجميع على الرغم من الاختلافات و الخصوصيات التعايش باجمل ما يمكن وصفه، و به يمكن ازالة المعوقات امام العلاقات الاجتماعية المؤثرة على ارض الواقع و العقول معا لتمحو كل وسائل و مفاهيم التعصب التي وجدت عبر الزمن المظلم و بها يمكن محو النزعة القومية و المذهبية المتطرفة .




#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هي المراة القائدة في العراق
- ماحال القطاع الصحي العام في العراق
- تجاوز الصعاب في الحياة باقل الخسائر المحتملة
- لماذا اختيار رئيس الاقليم من قبل البرلمان الكوردستاني هو الا ...
- قطرة دم انسان ولا مائة وطن
- من يهيء ارضية الابداع في اية منطقة كانت
- اين الشباب من ما يجري في العراق
- ليس من مصلحة الكورد ان ينزلق الى قطب اقليمي محدد
- السياسة علم يا قادة العراق
- الدوري يقضي على نزاهة التظاهرات الاحتجاجية
- ماذا نتوقع للعراق في السنة الجديدة
- من المسؤل عن فساد وزارة الثقافة في اقليم كوردستان
- في غياب الطالباني يشهد العراق اكبر تظاهرة احتجاجية حاشدة
- بدا صراع الاعلام من مظاهرات الانبار
- البحث وراء الحقيقة دائما ام توهيم الذات احيانا
- تعامل الفرد العراقي مع الواقع بمنظور المواطنة هو الحل
- متى سينهض العراق من جديد ؟
- هل يخرج المالكي من الازمة الحالية بسلام
- بانتهازية المالكي و غرور البارزاني تُزهق الدماء
- المالكي و البارزاني وجهان لعملة واحدة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - محو النزعة القومية بالعلاقات الاجتماعية المتبادلة