أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس بشار الأسد














المزيد.....

رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس بشار الأسد


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1155 - 2005 / 4 / 2 - 12:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما إن سمعت بنبأ عدم تصديق السيد الرئيس على حكم محكمة أمن الدولة التي جرمت الطالبين مهند الدبس ومحمد عرب بتهمة معاداة أهداف الثورة وحكمتهما ثلاث سنوات مع التجريد المدني حتى تداعت في ذهني فكرة هذه الرسالة أناشده فيها العفو عن أحكام صدرت بحق غيرهم قبلهم وكانت أمر واقسى , انهم المجردون مدنيا في سوريا والذي قمت بالتعريف بقضيتهم بكتاب سميته – الدرك الأوسط من النار – وكان اهداؤه كما يلي – الى كل مجرد مدني يساري محكوم بتهمة معاداة اهداف الثورة في الوحدة والحرية والاشتراكية – وها أنذا أضع الرئيس من جديد بصورة معاناتهم كما وردت في الفصل الأخير من الكتاب .
هنا يأتي دور الحكم ليزيد الطين بلة في حياة هؤلاء. في كل محاكم دول العالم، يفترض أن تكون مدة الحكم كافية لعقاب المجرم، ويجب أن تتم مساعدته بعد انتهائها كي يعود فيصبح فرداً صالحاً داخل المجتمع، فالإنسان عنده عقل، وإذا أخطأ يجب تهيئة الظروف اللازمة لاستعمال عقله كي يتوب ويقلع عن الخطأ بعد العقاب. إلا عند محكمة أمن الدولة وأمثالها. لم تكن كافية خمسة عشر ربيعاً من حياة هؤلاء من وجهة نظر قضاتها، لتلاحقهم بعدما خرجوا إلى الحياة. وحتى ولو كانوا مجرمين هل تتحمل عائلاتهم وأطفالهم وزر جرائمهم؟!.
تتضح آثار الحكم، عندما نقارن بين رفيقين كانا موظفين في دائرة واحدة عند الدولة، أحدهما لم يحكم فعاد إلى وظيفته، ونال تعويضاً عن فترة السجن، وهو الآن يتمتع بضمان صحي واجتماعي. وقد أصبحت تلك الفترة عنده من الماضي، وهو الآن منخرط في الحياة العامة مثله مثل أترابه الآخرين أما من حرم من وظيفته فالحكم يذكره بمآسيه كل لحظة وبماضيه ايضا كل ما لاحت له فرصة عمل ، والأمن وراء هؤلاء بالمرصاد، أمانة لفلسفتهم الماضية. ظلم الأفراد جائز وضروري أحياناً. إذا كان في ذلك تقوية للدولة وهبتها بوجه عدوها الخارجي؟!.
معاناة هؤلاء مع أحكامهم. كل منها على حدة يشكل رواية نوعية يحق. كثيرون منهم تجاوزوا الستين، وكانوا يشغلون وظائف مرموقة في الدولة، وأمضوا سنين عديدة في خدمتها. يضطرون الآن إلى بيع قوة عملهم كل صباح في ساحات مدنهم وقراهم. كونها البضاعة الوحيدة التي يملكونها. وهي تشرى في السوق بقيمتها. وبالتالي بالكاد تسد أفواه أطفالهم وعائلاتهم.
ولم تكن معاناتهم غنية على صعيد الأدب بل والفلسفة أيضاً.
بعضهم كان يرد على البعض الآخر. نحن ندّعي أننا أبناء الطبقات الكادحة ونعمل من أجلها. ولكننا نتذمر أكثر منها بكثير , مع أن ظروف حياتنا مشابهة. نعاني ما يعانون، ونتألم كما يتألمون. ويجيب آخرون. إن وضعنا أصعب بكثير من وضع العامة من أبناء الشعب، والسبب تجربتنا السياسية وما راكمت في أذهاننا من ثقافة ووعي تجعلنا بحاجة ماسة إلى متطلبات روحية ومادية أكثر منهم. على سبيل المثال لا يعاني هؤلاء ما نعانيه عندما نمر بجوار مكتبة ولا نستطيع شراء مجلة أو جريدة نتوق إليها بشدة. كما أن هؤلاء لا يهمهم نوعية الغذاء كثيراً. في حين نعرف جميعاً أهمية توازن الراتب الغذائي لأطفالنا من دسم وسكريات وبروتينات وأملاح معدنية وفيتامينات، ولا نستطيع توفيرها لهم.
ويجيب آخرون، نحن مظلومون أكثر منهم بسبب السياسة، مع أن غالبتنا تركت السياسة ولا تود أن تعمل بها. ولكن الأحكام تلاحقنا لأننا انتمينا يوماً إلى السياسة... ولا تجعل فرص العمل بيننا وبين هؤلاء متساوية.
بالطبع حرارة النقاشات واللقاءات وأجواء الحوار والاختلاف لم تكن تحصل قبل وصول الدكتور بشار الأسد إلى سدة الحكم لأسباب لسنا بصددها الآن. ولقد تمكن فريق عريض من هؤلاء بعد مخاض عسير من تلك الحوارات، التوجه إلى الرئيس بكونه الوحيد القادر على الطعن بأحكام محكمة أمن الدولة دستورياً، ورجوه من منطلق إنساني بحت، رفع الظلم عنهم مادياً ومعنوياً. ولكن حتى كتابة هذه السطور لم ترد أي إشارة من أية جهة مسؤولة في الدولة تفيد أنها أخذت علماً بذلك، وهذا أضعف الإيمان. والسؤال المحير هنا؟ عن أي تحديث وتطوير للدولة يتكلمون، في هذا المجال يلام العهد الجديد أكثر بكثير من العهد القديم. العهد القديم كان ينتمي إلى مدرسة تقدمية عالمية، وهو لا يتحمل وحده وزر أخطائها. كان عنوان تلك المدرسة، اعتبار الفرد. رقم، برغي، في آلة الدولة الجبارة، والعهد الجديد بدأ مسيرته في الحكم، بعد ظهور آثار تلك المدرسة وأخطارها على مجتمعاتها من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ترى متى يفهم من بيده الحل والربط في بلادنا، أنه لم يعد مقبولاً استمرار ظلم الأفراد بحجة تعزيز أمن الدولة وفرض هيبتها واحترامها في نفوس المواطنين.
إن مصداقية أي حكم تجاه شعبه تقاس الآن محلياً وعالمياً بمقدار احترامه للإنسان وحقوقه الفردية.. ونحن نتمنى أن ينظر إلى معاناة هؤلاء من جديد كأفراد مظلومين، وأن يتم العمل على رفع الظلم عنهم...
...............................................................................
أن تات متأخرا خيرا من الا تأت



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله اللبناني على مفترق طرق
- من قتل رفيق الحريري, من يقتل عارف دليلة !؟
- من العضّة الى القبلة
- تحرر المرأة- في سوريا حزب العمل الشيوعي نموذجا
- اتحاد الكتاب يهين سوريا أكثر من رجال مخابراتها
- سلطة النقل أعلى من سلطة العقل عند اليسار السوري
- أما من نهاية لثقافة التخوين في سوريا ؟
- الدكتور مهدي دخل الله وزير الإصلاح الترقيعي في الحكومة السور ...
- العالم يستقبل عام 2005 بمزيد من الكوارث
- تداعيات سببها الدكتور استانبولي ورسول حمزاتوف
- الحوار المتمدن - واقع وآفاق
- صوت جديد ومتمرد في حقل الابداع السوري
- الإخوة الأعداء
- أيهما أخطر على الأمن القومي في سوريا , الليبرالية الجديدة ام ...
- النضال ضد الآمبريالية والصهيونية يمر من هنا
- بين إسلامين
- أي ليبرالية في سوريا نريد ؟؟
- الخط الثالث وهم .... يا عزيزي ياسين
- بوابة العبور إلى الجحيم ومدرسة الواقعية الاشتراكية
- الدكتور عبد الرزاق عيد يدعو المعارضة الديمقراطية السورية كي ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس بشار الأسد