أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حافظ - امرأة تؤم الناس في الصلاة!؟















المزيد.....

امرأة تؤم الناس في الصلاة!؟


أحمد حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1155 - 2005 / 4 / 2 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا, ليست هذه فتوى أخرى لشيخ أو فقيه يسرد فيها رأيه البشري الذي يغدو مقدسا بعد "إلصاق" الآيات القرآنية المناسبة, وليس هو بمقال دفاع عن حق المرأة في إمامة الصلاة أستند فيه لمبادئ تسمى بالدخيلة, كالحرية والمساواة وحق الفرد في اختيار دينه والطريقة التي يتقرب بها لربه. إنه في الحقيقة مقال أحاول فيه الجواب, بصورة مبسطة, عن الأسئلة التالية: من له الحق في "احتكار" تفسير النص الديني؟ وكيف يكون لهلها الحق في "احتكار" التفسير الحقيقي أو الصحيح للدين؟ وهل يؤثر جنس (ذكرأنثى) أو الخلفية الثقافية للمفسر على الناتج النهائي للنص المفسر؟



إن الإجابة على السؤال الأول تستلزم بالضرورة العودة لكل ما كتب في الفكر الديني لاستعراض المدارس الإسلامية المتعددة ولمناقشة الأفكار والآراء لكل مدرسة على حدة ولشرح الاختلافات بين المدرسة والأخرى. فمن الواضح أن للدين الإسلامي مدارس عدة ومذاهب شتى, قد تختلف بعضها في أمور فقيه بسيطة (كالمذاهب الأربعة للسنة), وقد يصل الخلاف للنص التأسيس نفسه كقول المعتزلة بأن القران مخلوق وليس من كلام الله لأيمانهم بأن الله منزهة عن صفات يتصف بها خلقه (الكلام هنا) بينما تتفق معظم المدارس الأخرى على أن القرآن هو من كلام الله. إذا لنجيب على السؤال بكل بساطة أقول التالي: شئنا أم أبينا, ليس لأحد الحق في تحديد من يفسر وكيف لهلها أن يفسرتفسر النص الديني, فما دام المرجع التأسيس (القرآن) هو الأساس فللكل الحق في تفسير الدين استنادا لطريقتهطريقتها الخاصة في التفسير ولجمهور الناس الحق في اتباع من يرون فيه الأحسن والأقرب لعقولهم وقلوبهم. وهذه حقيقة ممارسة منذ أن توفى الرسول (ًًص) وأصبح التأويل والتفسير ضرورة ملحة للممارسة العقيدة. وبالرغم من حقيقة وجود المدارس و كونها واضحة للعيان, يختار كل تيار أن يغض الطرف عن وجود التيارات الأخرى ويهيأ له أنه وحدة الموجود في الساحة. نرى ذلك واضحا وجليا عندما نسمع كتب ومقالات تكتب عن "الإسلام" وليس عن الدين أو الفكر الديني, فتحتكر بذلك معنى الإسلام كله في طريقة معينه للتفسير, يؤمن الكاتب بأنها عين الصواب ضاربا بذلك عرض الحائط حق المفسرين والمدارس الأخرى في الاختلاف!



لا تكمن المشكلة في رأي في وجود هذا النوع من الاختلاف في تفسير النص الديني, فالاختلاف هنا هو دليل على مدى "انفتاح" النص وتقبله لوجوه وطرق مختلفة ومتنوعة في التفسير والممارسة. ولكننا نواجهه المشكلة عندما نجيب على السؤال الثاني وهو: كيف يكون للفرد أو الطائفة الحق في "احتكار" التفسير الحقيقي أو الصحيح للدين؟ أو بصيغة أكثر وضوحا: كيف لنا أن نحدد تلك الفئة الناجية من النار وكيف لنا أن نجزم بأنها هي الناجية دون سواها؟ هنا تتعالى الصيحات ويتحول الدين جوهر السماحة والعدل, إلى أداة للقتل وسفك الدماء. فالكل يجزم بأنه وحدة صاحب الحقيقة المطلقة, مستبعدا بذلك كل أفكار وتجارب التيارات الأخرى. مستنكرا أهمية اليقين بأنه لا وجود لما يسمى حقيقة, وبأن كل شيء نسبي وكل شيء قابل للخطأ والصواب. خاصة عندما نتكلم عن تفسير نص ديني وروحي حيث يستحيل أن تتوحد التفسيرات لأنها تعتمد على أراء "إيمانية" مبنية على معتقدات ومسلمات وليست حقائق ملموسة يمكن الرجوع إليها والتعرف عليها عن طريق التجربة والتحليل. إذن لأجيب على السؤال الثاني سأقول: شئنا أم أبينا, يستحيل على فئة دينية أو طائفة معينة تنتمي للدين نفسه أو تنتمي لدين آخر أن تجزم بأنها وحدها تملك "الحقيقة" المطلقة في تفسيرها للمقدس, لأن الإيمان, مثله مثل أي شيء آخر, شيء نسبي كما أنه يقوم على معتقدات ومسلمات تتعلق بالفرد أو جماعة معينه والجزم بصحة معتقد "غيبي" على حساب معتقد آخر شيء مرفوض وغير صحيح.



أنتقل الآن للإجابة عن السؤال الثالث والذي لا يقل أهمية عن الأسئلة السابقة, فإذا اتفقنا على أن تفسير النص الديني في الإسلام يختلف كليا أو جزئيا بحسب المدرسة أو الطائفة المفسرة, وإذا اتفقنا على أن صحة هذا التفسير هي محل جدال بين المدارس والطوائف وبأنه سوف يظل كذلك للأبد لأن كل طائفة تدعي امتلاك "الحقيقة" التي هي في ذاتها نسبية وليست ملكا لأحد, فعلينا الآن أن نسأل: هل يؤثر جنس (ذكرأنثى) أو الخلفية الثقافية للمفسر على الناتج النهائي للنص المفسر؟ قبل أن أجيب على السؤال بنعم أو لا, أطلب من القارئ الكريم التفكير في أربعة حالات مختلفة لمفسرين لنص معين من القرآن. الشخصيات الأربعة المفسرة هي كالتالي: في الحالة الأولي لدينا شيخ ذكر متعصب, في الحالة الثانية لدينا شيخ ذكر محايد, في الحالة الثالثة لدينا مفسران ذكر وأنثى, وفي الحالة الرابعة لدينا أنثى فقط. قد يجزم البعض دون التمعن في مدى الاختلاف بين الحالات الأربع بأن الناتج سوف يكون متشابها إن لم يكن مطابقا لرأي المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها كل من المفسرين الأربع. ولكن الإجابة ليست بهذه السهولة, فبالرغم من أن كل من المفسرين الأربعة ينتمي لمدرسة فقيهة معينه, يلعب الاختلاف في البيئة الجغرافية وفي الجنس (ذكرأنثى) أهمية كبيرة. فالإنسان المفسر هو في الأول والآخر "بشر" يتأثر بعوامل محيطة تلعب الدور الأهم في بناء كيانه الفكري الذي سوف يستعمله فيما بعد في تفسير كل ما حوله من ظواهر بما فيها الدين, كما أن جنس المفسر (ذكرأنثى) يؤثر بشكل كبير في الآلية والأهداف التي يترتب عليها ومن أجلها التفسير. فرجل الدين أو الشيخ في الحالة الأولى متعصب لكونه ذكر, مما يملي عليه (إراديا أو لا إراديا) "استغلال" كل الوسائل المتاحة لإثبات تميز الرجل عن المرأة, فنراه ينسب (أو يفسر ويحور الكلام) على الله كل ماله أن يؤكد أهلية الرجل على المرأة ويحصر دور المرأة في قدرتها على الإنجاب ويجعله وظيفتها الوحيدة, عن طريق التركيز على الآيات التي تؤكد على وجود اختلاف بين الرجل والمرأة ولا يكترث للآيات التي توضح تساوي كل من المرأة والرجل (في الثواب والعقاب والعبادات مثلا!). بينما يتمتع رجل الدين أو الشيخ المحايد بقدره أكبر على تقبل اختلاف المرأة التكويني (الجسدي) وقد لا يرى في اختلافها عن الرجل "نقصا" ولكنه يضع أمامها حدودا واضحة, بالتأكيد هي أكبر من الحدود الموضوعة من طرف الشيخ المتعصب, ولكنها لا تزال قيودا فرضها "إنسان" عن طريق تفسيره لآيات الله بشكل معين يبقي على مصالحة كرجل ويخدم بذلك مجموعة الذكور في محيطة ليكون ذو مكانه بينهم. ولكن ماذا عن الحالة الثالثة التي يفسر فيها النص رجل وامرأة؟ وماذا عن الحالة الرابعة والتي تنفرد فيها المرأة فقط بالحق في تفسير النص المقدس؟ لا شك بأن ناتج هكذا تفسير سيكون مختلفا تماما عن كل ما نراه اليوم من تفسير للنص القرآني. ولا أعطى لنفسي الحق في استباق الأحداث, ولكن أستطيع أن أقول بأن تفسيرا يقوم على المساواة واحترام الاختلافات بين الرجل والمرأة والاستفادة من هذا الاختلاف بدلا من اعتبار الاختلاف "نقصا" سيكون أكثر واقعية و "إنسانية" وأقل "أنانية" لكل الأطراف. يحرم فيه "رجل" الدين المتعصب (ومن ورائه الحاكم والأب والأخ والزوج) من الاستبداد بالمرأة باسم الله وينظر فيه للمرأة على أنها "إنسان" كامل الأهلية ولها كل الحق في تعبد الله كما تريد.





قد يرى البعض أن إمامة المرأة للصلاة شيء سلبي بكل معنى الكلمة, ولن أميل عن حيادي في الموضوع, ولكني أرى أن ما قامت به السيدة "الإمام" قد فتح المجال للكثير والكثير من النقاشات التي سوف تثري وبلا شك الفكر الديني الراكد حول طاعة الزوج وولي والأمر وأمور الحج. هذا الإثراء الفكري والنقاش في حد ذاته هو إنجاز يدفع الجميع للتفكير و إعادة التفكير في الموروث من عادات وتقاليد, تلك العادات التي قد تصمد ويستمر تطبيقها وقد تنسى وتتحول من الماضي الذي يتمنى أن ينساه الجميع!


أحمد حافظ

مجموعة الدفاع عن حقوق المرأة السعودية


http://groups.yahoo.com/group/thewomenrights



#أحمد_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد المملكة وتحديات المستقبل
- من هو التالي؟
- ما علاقة الفن والأدب بالاقتصاد والسياسة ؟
- الحــــرية في ميزان العقل
- كذب الرجال ولو صدقوا
- قناة الجزيرة والتصعيد الغير مبرر!؟
- المرأة بين الصورة والعصا
- كتاب المرأة والجنس لنوال السعداوي


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حافظ - امرأة تؤم الناس في الصلاة!؟