أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فالح حسون الدراجي - في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي


فالح حسون الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 1155 - 2005 / 4 / 2 - 12:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عرس حساني !!
كتبت ليلة الثلاثين على الحادي والثلاثين من آذار 2005

الليلة عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي ، وأنا ( منذور) منذ سبعة وثلاثين عامآ للأحتفال كل عام بمثل هذا اليوم، مهما كانت الظروف ، ومهما كانت الأحوال، فهذا الحزب علمني الحب والشعر والوطنية والجمال ، وله فضل كبيرعلى كل ما أنا فيه وعليه ، فقد أحتفلت به ومعه لوحدي سنوات عديدة، أذ أحتفلت به وأنا بين صفوفه ، وأحتفلت معه وأنا خارجه ، وأحتفلت به مع الأحبة الذين مضى أكثر من نصفهم الى رياض الشهادة، كما أحتفلت به وأنا جندي في الجيش، حيث لا أحد أصافحه وأعايده آنذاك، فأضطرلأن أمد يدي الى يدي لأعايد روحي ، ولأهمس له في قلبي سرآ وأقول : كل عام وأنت بخير أيها الأروع ، مرة كنت جنديآ في الفرقة الرابعة والعشرين ، وقد جاء الى وحدتنا صدفة في شهر آذار الجندي ( كاظم أسماعيل الكاطع ) كجندي أستخدام مع فصيل المخابرة ،وقد كان كاظم سائق سيارة ( راديو ) تابعة لفصيل المخابرة ،وقد قررنا أنا وكاظم أن نحتفل في ليلة عيد ميلاد الحزب ، فذهبت الى قضاء ( رانية ) وأشتريت بطل عرق ، وسهرنا أنا وكاظم في سيارة (الراديو ) وهي سيارة كبيرة تشبه فاركون القطار، ومن حسن الحظ فأن هذه السيارة الكبيرة التي تضم أجهزة السلكي واللاسلكي (مبردة ) وواسعة ومعزولة عن السرية أيضآ ، أذ أحضرنا كل متطلبات العيد من شموع ، و مسجل، ومزات ، الى قصائد شعبية ، وما أن أقتربت الساعة الثانية عشر حتى جاءت دورية ليلية من أستخبارات الفرقة ، فما كان من كاظم الا أن يطفيء الشموع بسرعة عجيبة، ويقذف بالقناني والثلج ، ويسكب (جلكان) النفط على أرضية السيارة لأزالة رائحة العرق الزحلاوي ، وحين سأل مسؤول الدورية عن تلك الرائحة، أخبره كاظم بأنه تعثر( بالجلكان ) مما جعل النفط ينسكب على أرضية السيارة ،



، ومن حسن الحظ فأن أفراد الأستخبارات لا يعرفون أن الجندي كاظم أسماعيل ، هو الشاعر كاظم أسماعيل الكاطع ، كما أنهم لا يعرفون أيضآ بأن هذه الليلة هي عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي، أذكر هذه الحادثة للتأريخ، رغم مرورأكثر من أثنين وعشرين عامآ عليها ،ورغم أختلافي الحاد مع كاظم أسماعيل الكاطع !! هي أستذكارات للمحبة ليس أكثر، وأرجو أن لا يعتبرها الأخوة سببآ للتباهي، أو ( للكشخة )،على الرغم من أن هذه الأستذكارات تستحق أن نتباها بها،وبودي أن أذكرأيضآ، أني كنت أعمل محررآ في جريدة الجمهورية،عام1985 وقد كانت مسؤولة الصفحة الأخيرة وسكرتيرة التحريرأيضآ السيدة أبتسام عبد الله، وأذكر أني كتبت مقالة يوم الثلاثين من آذار، وقد أسميتتلك المقالة ( كل عام وأنت حبيبي ياعراق ) وحين قدمتها للسيدة أبتسام عبد الله لأستحصال موافقتها على نشرها في زاوية ( نافذة ) ،وبعد أن قرأتها وأنا أقف أمامها ، قالت لي بصوت خفيض ( أغلق الباب يافالح وتعال أجلس ) أغلقت الباب وأنا مرتبك ، فأبتسمت لي أبتسام وقالت : ( شوف يافالح ،هذه المقالة مكتوبة لعيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي الذي يصادف غدآ ،وليس للعراق كما هو عنوان المقالة فلا تظن بأني غبية لا أعرف ذلك،ولكن ، ورغم ذلك سأنشر لك هذه المقالة ، ليس حبآ في الحزب الشيوعي العراقي ، ولكن أعتزازآ بوفائك للحزب الشيوعي ، وأتمنى أن يمر الأمر بسلام ودون مشكلة ) !!



اليوم وأنا في أمريكا( الأمبريالية ) وأذ أحتفل بعيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي ، رغم أني غادرت صفوفه ( تنظيميآ ) منذ أكثر من ربع قرن ، فأني أذكر أسماء أشخاص أحياء يرزقون وليس موتى ، فأني لكي أضرب مثلآ للأجيال الطالعة ، وأقول لهم بأن هذا الحزب هوالحزب الوحيد الذي نعشقه (ونموت عليه ) حتى ونحن خارج صفوفه !!



وحتى أكون أكثر قربآ من الموضوع ، أود أن أذكر بأني أعاني منذ أكثر من شهرين ظروفآ قاسية ، حيث ترقد زوجتي في المستشفى بين فترة وأخرى ، مما جعلني أهجر الكمبيوتر والتلفزيون والأصدقاء، أذ أقضي يومي بين الذهاب الى المستشفى والوقوف الى جانب زوجتي في محنتها ،وبين متابعة أحتياجات الأطفال ، واليوم تذكرت أن الليلة عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي، وعلي أن أفي ( بنذري ) وأحتفل بعيد ميلاد الحزب، همست في أذن زوجتي وهي على السريرقائللآ ( أريد أن أذهب الى البيت ساعتين فقط يا أم حسون ) أبتسمت بعينهاوهي تمسك بيدي قائلة بصوت متعب ( ألله وياك، فأكيد عندك شغل مهم ) قلت لها : ( نعم أريد أن أكتب مقالة لميلاد الحزب الشيوعي، فالليلة ذكرى تأسيسه وأنت تعرفين أني ملتزم بهذا الأمر) قالت لي أم حسون بود: ( روح الله وياك، وسلم لي على الحزب ، وبطريقك أتصل بالأهل، للأطمئنان عليهم، فأن أهلك وأهلي الليلة سيذهبون الى كربلاء لزيارة الأربعين، وأولاد الزنا كما تعرف كثيرون)!! أنا الآن أمام الكمبيوتر، حيث وجدت أمامي مئات الرسائل والتحيات والأسئلة ، وأسمحوا لي لأغتنم هذه الفرصة لأحييهم جميعآ،وأعدهم بالحب والأعتذار بأني سأجيب على رسائلهم جميعآ وقريبآ أنشاءالله !! ربما سيسألني بعض القراء( وما علاقة كل ما ذكرته بعنوان المقالة)؟!



والجواب(بس على كيفكم وياي)لأحكي لكم عن عرس حساني، واليكم قصة هذا العرس :-



في عام 1972كنت أعمل في صفوف الشبيبة الديمقراطية،وكنت أعمل كذلك في تنظيمات



الحزب،وقد كان لنا وقتها وزيران في الحكم، وأقترحت على تنظيم الشبيبة ، أن نقيم في مدينة الثورة حفلآ علنيآ بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لميلاد الحزب، لأختبار جدية العلاقة مع سلطة البعث قبل توقيع الجبهة ، وفي ذات الوقت لأبراز جماهيرية الحزب وقوته، وأذكر أني قدمت المقترح الى مسؤولي آنذاك ( الرفيق حيدر فيلي، الذي يشغل الآن مهمة عضوالمكتب السياسي في الحزب الشيوعي الكردستاني ، وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ) وبعد أيام جاءت الموافقة من الحزب على أقامة الحفل، شرط أن يقام داخل بيت ما، وليس في الشارع العام ، وأن يكون هذا الحفل عائليآ، وأن يحرس من قبل شباب الحزب ،وأن لايخرج الصوت الى خارج الحفل، وبالفعل تم أختيار بيت الرفيق (حساني) في مدينة الثورة موقعآ لهذا الحفل، لأسباب عديدة ، لعل من بينها أن بيت (حساني ) خال من البناء ، أذ لا توجد فيه غير غرفة واحدة ، ويمكن أن يقام الحفل في باحة البيت الواسعة، فضلآ عن أن حساني أعزب ،بحيث يمكننا القول بأن هذا الحفل يأتي بمناسبة زواج حساني، وهكذا أقمنا الحفل في هذا البيت، أذ نصبنا خيمة ملونة وكبيرة في باحة البيت، ووضعنا الكراسي، وأخترنا ستة من رفاقنا الأشداء لحراسة البيت ، كما وضعنا صورة كبيرة للرفيق الخالد فهد في واجهة الخيمة ، وعلقنا الزينة وشعارات الحزب ، وصور الشهداء ، بعدها حضر المدعوون ، وقد كان نصف المدعوين من النساء،أضافة الى حضور شخصيات من الحزب من بينهم الرفيق كمال شاكر(سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني الحالي) كما شارك في الحفل الشعراء عريان السيد خلف وكاظم أسماعيل الكاطع وجمعة الحلفي وكريم العراقي ،والشاعر الشهيد كاظم الحميري، والفنان الجميل سامي كمال ،والفنان الكبير فؤاد سالم، وغيرهم من الشعراء والفنانين ، وقد أوكلت لي مهمة عرافة الحفل ،وبينما كنت أقدم فقرات الحفل، جاءني أحد الرفاق الذين يحرسون الحفل ( في الخارج ) ليخبرني بأن شخصآ من جيران حساني يقف في الباب وهو يحمل بيده آلة العود، يصرعلى أن يشارك في حفل زواج جاره وصديقه حساني ،وللحق فقد شعرت بأن هذه المشكلة هي أكبر من أن أحلها لوحدي، يالهي من أين أتت هذه المشكلة التي لم نحسب لها حسابآ؟، لذلك أتجهت نحو مسؤولي لأخبره بهذه المشكلة المفاجأة، لكن( الرفيق المسؤول) أمرني بأن نسمح له بالدخول حالآ، وأن لا نخلق أية مشكلة !! نفذنا الأمر وأدخلنا هذاالشخص الطاريء ،على الرغم من أن أحد الرفاق (الحراس) قد أخبرني بأن هذا الضيف هو(عريف في الجيش،وليس له علاقة بالسياسة) !!



المهم أن هذا ( العريف ) دخل، وهو يرتدي الدشداشة ، ويحمل بيده العود ، ألقى التحية بصوت عال ، وجلس على كرسي قريب من الموسيقيين ، وما أن أن مرت دقائق قليلة حتى طلب مني مسؤولي أن أقدم الضيف ليقدم وصلته الغنائية، لينتهي وننتهي من هذه المشكلة ، وحين قدمته ، وقف وأنحنى لصورة الرفيق فهد ، ثم جلس وبدأ يعزف على العود عزفآ جميلآ ، بعدها راح يغني، حيث بدأ غناءه بأغنية( يالرايح للحزب خذني وبنار المعركة ذبني ) وكلنا يعرف أن هذه الأغنية هي من تأليف الرفيق الشهيد سلام عادل، ثم غنى ألنشيد الأممي ، وبعدها غنى أغنية رسالة للرفيق فهد ( كنت قد كتبتها قبل سنة من الأحتفال ونشرت في مجلة الثقافة الجديدة ) ثم أختتم وصلته الغنائية بأغنية ( ياشبيبة توحدي لجل النضال ) وحين أراد أن يودع الحفل ، طلب منه المحتفلون أن يواصل غناءه ، ويزيد من هذه الأغنيات ، وهكذا ظل هذا الضيف الذي كنا نخشاه يغني وسط أعجاب وتصفيق وتفاعل الحاضرين أغنيات للحزب والعمال والشهداء لأكثر من ساعة، وبعد أن أكمل وصلته الغنائية ، نهض بكل أدب وأحترام وهو يقول (أخوان أرجوكم سلمولي على صديقي حساني،وأرجوأن تقولوا له بأن صديقك بشيرالخزاعي حضراليوم وشارك في حفل زواجك،رغم أنه لم يجدك في الحفل، تحياتي لكم وكل عام وحبيبنا حساني بخير)!!



غادر (العريف) أو الفنان بشير الخزاعي الخيمة وسط أعجاب ودهشة الحاضرين ،



واليوم وبعد ثلاثةوثلاثين عامآ، وبعد أن عرفت أن بشير الخزاعي قد تعرض بعد سنوات من ذلك الحفل للسجن والتعذيب والطرد من الجيش ، لا أملك الا أن أقول له : سلمت يابشير وسلم حساني ، ( ولا تدير بال ) فحساني هو حساني أبدآ ، وسنظل نحتفل بميلاده ، أو ( بعرسه ) كل عام ، فالمستقبل لك ولحساني ، ولكل الطيبين أمثالك ، ( والعبرة بالتالي ) وكل عام وحزب حساني بألف خير !!



#فالح_حسون_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي عراق هذا ، بلا مسيحيين ؟!!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فالح حسون الدراجي - في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي