أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - صعلوك بين الملوك














المزيد.....

صعلوك بين الملوك


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1155 - 2005 / 4 / 2 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعود مرغماً إلى الحديث عن موجة التطبيع السياسي بين العرب وإسرائيل التي يقودها الآن أناس أشهر من نارٍ على علم .
بالأمس كان الأمر مجرد إشاعة مغرضة !! وبالأمس القريب بدا الأمر حقيقة تتراقص على استحياء.. تذكر اللقاءات همساً ... المشاركين .. السيناريو ... الأمكنة ..وبالأمس القريب جدا تجلى الأمر شبيها بالهرولة
أما اليوم .. فقد كبر البطن ، وظهر الحمل واضحاً ولم يعد هناك مجال لإخفاء الجنين خاصة وأن الولادة ستكون طبيعية وشهادة الميلاد ستكون أيضاً ممهورة بختم رسمي ..

مؤتمر القمة السابع عشر والذي تم برعاية أمريكية صديقة لم يفاجئ أحداً ولم يثر حتى استغراب جدتي التي لم تعد تسمع نشرة الأخبار لأنها فقدت الأمل في أن تحمل صرتها وتعود إلى ( بشيت ) ..!!
مؤتمر القمة السابع عشر كان بمثابة الضوء الأخضر لهرولة شبه جماعية نحو إسرائيل..!!
الغريب أن القادة العرب لم تلن لهم كرامة بعد الرفض الإسرائيلي السريع لدعوة سلام عربية سخية أسمها مبادرة بنت عباس بنت عبد الله الثاني بنت عبد الله بن سعود والتي ولدت في بيروت وقبرت في الجزائر ولا عزاء لعاجز..!!
نعم لقد حقق دعاة التطبيع العرب إنجازاً اسرائيليا كبيراً بلا شك ما كان ليحدث بدون ضغط ومباركةالعم ساهم .. إنجاز كبير لم تحلم الجارة القوية بتحقيقه بدباباتها حتى ولو بعد مائة سنة ، وربما تقوم بنصب تماثيل نصفية لأصحابه في شارع ( ديزنكوف ) أو في حديقة الورد في عيون قارة ..
لا أدري لم تقفز الأسئلة في حلقي كقنافذ متمردة ..؟!!
لماذا ؟!
لماذا هذا التسارع الكبير ضد قانون الجاذبية التاريخية ونواقيس الذاكرة..؟!! لمصلحة من ؟!
فلسطين التي استعدنا كل حقوقنا المشروعة فيها وعلى رأسها القدس ( عروس عروبتنا ) !!
فلسطين التي تخلصت من المستوطنات وأسلاك الاحتلال الشائكة !!
فلسطين التي أطلق فيها سراح كل السجناء والتي هدهدت أرواح كل الشهداء بحفظ ماء الوجه للأيتام والأرامل .
فلسطين التي عاد إلى ترابها كل منفي ومبعد ولاجئ !!
فلسطين التي يجد فيها كل مواطن الأمن والطعام والرفاه ...
هل المقصود فعلاً من هذا التطبيع أن يقربنا من حلم الوطن وانتصار الإنسانية ؟!
إذا كان الأمر كذلك .. من حقي كفلسطيني أن أسأل : ماذا فعل دعاةالسلام والحرية على الضفة الاخرى ليمنعوا المذابح والاعتقالات وماذا فعلوا إزاء استضافة الأطفال والشيوخ في فنادق شطة وكيتسيعوت … وغيرها ؟!
ألم يسمعوا بالسجناء الذين يموت أعزائهم ولا يسمح لهم حتى بمجرد إلقاء النظرة الأخيرة! ألم يسمعوا بالجوع الإجباري المفروض على 80%من سكان غزة ؟!
أسئلة كثيرة كشعر جلدي .. أقدمها لكل ( جنتلمان ) يعشق السلام مع اعتذاري عن الإزعاج
أتصور أن واحداً من التطبيعيين أو أكثر ( يهب ) في وجهي صارخاً ..
وما دخلك أنت يا ( صعلوك ) بين الرؤساء الملوك ؟!
ما أنت إلا تاوه مغمور لم تسمع بك أذن مخملية أو يعلم بأمرك ولاة القضية !! ما أنت إلا ( عنيد ) صغير لم يقرأ شيئاً عن ضرورة الحوار والإقناع والتليين .
ما أنت إلا نذير شؤم يذكرنا بماضي الدم والقضبان ويسمم أبداننا بمقولاته الممجوجة عن التفريط والتراجع والاستيطان .
يا هذا .. مت بغيظك .. سيمضي التطبيع إلى غايته شئت أم أبيت
أشعر فعلاً بالغيظ والحزن يعتصرا نني ولكن ليس إلى درجة البكاء لأني أشعر في نفس الوقت أن الأسئلة التي تلهب حلقي بالمقاومة تلهب حلوق فلسطينيين وعرب كثيرين ..
لن أستغرب إذا سمعت يوماً أن أميرا عربيا أقام أمسية تصالحية في متنزه بلدية ناتانيا أو أن عسكريا إسرائيلياً ألقى محاضرة عن حكمة السلام الاستيطاني في منتدى الدوحة !!
هكذا هو السلام وهكذا هي المرحلة التي تغربل لتفصل القمح عن ( الزوان )
لطفاً .. أنا ( العبد الفقير ) لست ضد تنمية العلاقات الإنسانية بين أبناء البشر ولست مع تعميق الهوة بين جارين كتب عليهما بالقوة أن يعيشا معاً في بقعة واحدة ... لكني أيضاً ليست مع قبول تطبيع مفروض بإرادة القهر والعولمة ودماء الأبناء لم تجف بعد بل لا زالت تنزف كل يوم .. هذا عدا حقوقنا الممزقة والمبعثرة على الجدار الأمني للدولة الجارة .
لست جامداً أو متصلباً بالقدر الذي يظنه التطبيعيون ، إنما أنا لا أستطيع أن أسكت الحلم الذي يهتف بداخلي ولم أقدر على خنق نبض القلب الذي يعلمني أن الزمن والإقرار بالحقوق المشروعة والنوايا الطيبة هي الكفيلة ببناء جسراً لعلاقة الإنسانية وردم هوة الدم والبغض .
أما الاجتهادات المسلوقة والأحلام الساذجة التي يحاول البعض تجسيدها على الأرض هروبا من مسؤولياتهم التاريخية فلن تكون إلا كمحاولة طبخ الماء والحصى !!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحداثة والعبث..!!
- حوار العشق والممنوع
- أحببتها ..ولازلت..
- لو أتشرف بقتله..!!
- تعريفات 4
- تعريفات-3-
- تعريفات 2
- تعريفات-1-
- هل أخون وطني..!!
- أم سليمان..!!
- ديمقراطية عرب لاند..!!
- النفاق سيد الأخلاق..!!
- انتحابات عراقية
- نرفانا..!!
- مرايا..!!
- خروج الى سعدي يوسف
- كيف الخروج من نزفنا..؟!!
- فلوجة..!!
- ..!!قطرات في ربع جاف
- كعكة التوقعات..!!


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - صعلوك بين الملوك