عبدورستم الأحرزي
الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 04:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيرة هي الاتصالات التي توافدت الي مؤخراً تستفسر عن طبيعة وعن جغرافية منطقة تلعران , حيث فوجئ الكثير وللوهلة الاولى تعرضْ مدينتي تلعران وتل حاصل للدمار والخراب ,و فُهم على انهما مدينتان كورديتان, فلم يخطر ببال احد بتواجد الكورد في هذه المناطق والتي بدورها بعيدة بعض الشيء عن مراكز القرار الكوردي من عفرين وقامشلو وكوباني .
مدينة تلعرن ناحية (بعد ان كانت بلدة )تتبع لها عدة قرى وبلدات ،تقع في جنوب شرقي محافظة حلب يبلغ عدد سكانها 30 الف نسمة تبعد عن محافظة حلب 20 كم يدين سكان المدينة بالديانة الإسلامية . و(يذكر أنه منذ ما يقارب 100 سنة كان سكان المدينة تدين الإيزيدية .
بطبيعة الحال عندما يجد الكوردي نفسه محاطاً في اطار ضيق تضعه في حالة اغتراب يتجه نحو جهة مغايرة مجهولة ربما تمحي من اثار عوالمه وحروف لغته, بل دفع ببعض منهم التوجه الى تيارات رديكالية نتيجة الفراغ السياسي أو الاجتماعي , وكلنا يعلم ما عاناه و يعانيه الشعب الكوردي على مدى عقود من سياسات التعريب والتهميش , كانت لهذه المناطق نصيب من سياسة الامحاء والتهميش هذه ! لكن وبتقلبات الاحداث السياسية هناك مرحلة مهمّة أتت بمساعدة المناطق الكوردية على انعاش موروثها والحفاظ على كورديتها, حيث سنأتي على ذكرها .
في الحقيقة وباعتباري كأحد افراد ينتمي الى هذا المنطقة والتي بعيدة بعض الشيء عن مركز القرار الكوردي عفرينياً وقامشلياً وكوبانياً , لم تجرأ حركة سياسية في سوريا و ولا في غرب كوردستان ان تمر ولو بمرور الكرام على قرية أو بلدة كوردية خارج مراكز الثلاثة الانفة ذكره أعلاه "كوباني وعفرين وقامشلو" على عكس حركة حرية كوردستان والتي بقدومها ازالت الستار عن الكثير من البلدات والقرى كانت منسية , كما وقفت سداً منيعا في وجه الكثير من السياسات الامحاء و التعريب , وهنا أُبرز مثالاً بسيطاً على ذلك مدينتي " تلعران وتل حاصل ", ففي هذه المرحلة ,حركة حرية كوردستان وعلى رأسها القائد الشعب الكوردي عبدالله اوجلان واثناء قدومها الى المنطقة عملت في المناطق الكوردية في غربي كوردستان وسوريا تنظيماً و أدارة في نشر حركتها , عملت في مدينة اللاذقية السورية الساحلية وكشفت النقاب عن " 50" قرية وبلدة كوردية على اقل تقدير , وللاسف باتت اغلببتها بالاسم كوردية ستنطق بالعربية إن لم يتم تداركها من قبل الحركة الكوردية , وكذلك تمّ الاتصال ببعض القرى والعائلات الكوردية في مدينتي حمص وحماه وفي دمشق والرقة و ...الخ .
التي تهمنا في هذه الدراسة هي مدينتي تلعران وتل حاصل , نقطة تواجد هاتين المدينتين في هذه البقعة , وكيف بقيتا محافظتين على طابعهما الكوردي رغم أنها محاصرتان من قبل قرى وبلدات عربية , في نفس الوقت توجد بعض القرى في ظروف مشابهة ومن نفس المنطقة تعرضت للتعريب واستعربت , وبالضرورة هذه القرى قليلة جداً.
وعليه استطيع القول أنّ حركة حرية كردستان قد مدت يدها في كل المدن " النائية , والمعربة " وعرّفت بها ,واحدثت فيها نوعاً من الحركة والتصالح مع باقي المناطق الكوردية , وجعلت من عيد نوروز نقطة انطلاق لذاك المشروع ونجحت فيها ايّما نجاح , ووزعت منطقة حلب الى "3" ايلات حلب وعفرين والمنطقة الشرقية " منطقة السفيرة ومنطقة الباب "وتشمل من ضمنها قرية" أحرص" سميت "بالمنطقة الشرقية" تقوم بادارة شؤونها بنفسها .
لكن بعد اتفاقية آضنة بين سوريا وتركيا والتي جاءت على حساب تصفية حركة حرية كوردستان و اخراج الحزب العمال الكوردستاني من سوريا في شخص القائد "عبدالله اوجلان" توقف الاهتمام بالمدن والقرى الكوردية وعادت وتيرة الرعاية بالمناطق الكوردية النائية الى ادنى درجاتها وعلى وجه الخصوص المنطقة الشرقية , لتكون بذلك نقطة تحول ومأخذ يؤخذ عليه حركتنا الكوردية , اتت باثارها المدمرة على تل عران وتل حاصل نتيجة الاستهتار وعدم المبالة في الادارة, فتل علم , وقرية كبار و بلاط ,ومحوش وشدود واحرص وكفرصغير...بالاضافة الى العشرات من القرى والبلدات النائية لا نستطيع ذكرها بحاجة الى رعاية واهتمام في ظل هذه الازمة , بطبيعة الحال اخذت حركة المجتمع الديمقراطي TEV DEMعلى عاتقها المبادرة في ادارة بعض الامور هذه المناطق , ولكن مازال عدم المبالة سيد الموقف لعدم تتضافر كل الجهود ,في وحدة الصف الكوردي والذي ان تمّ التوحد سيشكل الضمان الوحيد لاحتواء جميع المناطق الكوردية والحفاظ عليها وتأمين احتياجاتها .
فالنظام يريد أن يقضي على الثورة في منطقة السفيرة بأي شكل من الاشكال وهو يريد أن ينهي تواجد المجموعات المسلحة في المنطقة ,فلم تترك حجراً على حجر في مدينة السفيرة إلا وقد دمرته تدميراً كاملاً , فهربت المجموعات المسلحة من السفيرة الى تلعران وتلحاصل الكورديتين ,للاحتماء بها وهي مناطق مأهولة بالسكان , وشراسة النظام المعروفة عنها لن يتوان عن دك بلدة مثل تلعران أو تل حاصل ولابسط سبب بعد أن دمر سوريا , ففي ظرف شكل من الاشكال يريد النظام اخلاء المنطقة والحفاظ على منطقة "معامل الدفاع " المنطقة التي تتعتبرها استراتيجية بالنسبة لها ,مما جعل قوات حماية الشعب الى التدخل لحماية السلم الاهلي في المنطقة فـ 40 الف نسمة من تلعران وتلحاصل ليس بعدد قليل ليأتي النظام بتدميرهم وبتدمير ممتلكاتهم ,عدا عن ذلك, تواجد عائلة أو عائلتين عربيتين في كل بيت من بيوت تل عران وتل حاصل تحتضنهم كلاجئين زادت من مكانتها ,فمنذ اندلاع الثورة ومدينة تلعرن وغيرها من المدن المتاخمة لاخوانهم العرب لم تشهد فيها اي مظاهر مسلحة او مواجهات مع النظام او اي جهة أخرى كما ان هذه المدن والقرى فتحت أبوابها لكل اللاجئين من حلب والمحافظات الأخرى …
فأهالي المناطق الكوردية حريصون جدا لعدم جر مدنهم الى مناطق اشتباكات ومرمى لقصف قوات النظام لها , وذلك من خلال تشكيل لجان الحماية الشعبية لحراستها من أي دخول خارجي لأي مسلح والتمركز فيها.
وللعلم ...في المناطق الكوردية يَسمح الاهالي او اللجان الحماية الشعبية بمرور الجيش الحر من الطرق العامة , لكن دون الدخول الى المناطق المأهولة كي لا تجلب بدخول المجموعات المسلحة القصف والدمار.
من جهة اخرى اجرى وكالة فرات للانباء تقريراً مهمّاً ومطولاً عن "المنطقة الشرقية " يبين خصوصية تلك المناطق واستقلاليتها الى درجة الوضوح وكأنها في معزلٍ عن العالم الكوردياتية نتيجة افراطها في الاكتفاء الذاتي المحلي والضعيف بالاصل :
"أهالي تل حاصل يدعمون وحدات حماية الشعب"
22.02.2013
تل حاصل- تبرع عدد من أفراد قرية تل حاصل الكردية الواقعة 40 كم جنوب شرق حلب بمساعدات مالية وعينية للواء الشهيد زروفان التابع لوحدات حماية الشعبYPG في قرية تل حاصل تقديراً منهم بموقفهم المضحي لحماية المناطق الكردية.
وفي إطار استكمال بناء المؤسسات الخدمية والعسكرية في المناطق الكردية الواقعة شرقي مدينة حلب قدم عدد من أبناء قرية تل حاصل تبرعات مالية وصلت الى 400 ألف من العائلة الواحدة دعماً لوحدات حماية الشعب التي تتولى حماية المدنيين والقرى الكردية في المنطقة.
وتحدث خليل محمد وهو أحد المتبرعين قائلاً "تبرعت بمبلغ 200 ألف ليرة سورية للواء الشهيد زروفان الذي يقوم بحماية قريتنا وأتمنى من أهل القرية تقديم الدعم لهم وأدعو شبان القرية الانخراط في صفوف اللواء لأنه الضمان الوحيد لاستقرار منطقتنا".
وتحدث جمعة كالو عضو المجلس الشعبي في الباب عن فتح باب التبرع لسد النقص في الأدوية والإسعافات الأولية قائلاً "المرحلة التي نمر بها مرحلة حرجة لتصاعد العنف في منطقتنا، وبالتالي يتوجب علينا التكاتف فيما بيننا لحماية شعبنا من أي هجمة محتملة ونحن فتحنا باب للتبرعات بهدف شراء بعض المستلزمات الطبية الضرورية لأبناء منطقتنا، وبالأخص بعد المجازر التي تعرض لها أهالي تل عران، ونشكر أهلنا لاستجابتهم لدعوتنا".
كما بين عمر حزيني قائد إحدى كتائب لواء الشهيد زروفان في تل عرن عن حساسية المنطقة ولاسيما بعد تصاعد وتيرة المعارك بين الجيش الحر والنظام قائلاً "أن قرية تل حاصل وتل عرن تقع على خط للنار وبالتالي هي معرضة لقصف النظام في أي لحظة ويتوجب علينا اتخاذ التدابير الكفيلة بحماية منطقتنا وأهلنا من أي اعتداء كان".
ودعا حزيني أبناء المنطقة لدعم وحدات حماية الشعب بكل الوسائل الممكنة مشيراً الى قدرة لوائهم على حماية القرى والبلدات الكردية في المنطقة وتأمين الحماية لهم من أي اعتداء كان وفي نهاية حديثه شكر حزيني أبناء المنطقة وبالأخص الشبان منهم لوقوفهم صفاً واحداً مع وحدات حماية الشعب
هذا وكانت قرى وبلدات كردية أخرى مثل قرية أحرص قدمت تبرعات وصلت الى 7ملايين ليرة سورية لدعم وحدات حماية الشعب في منطقة السفيرة.
فلم نشهد مثلاً متبرعاً من عفرين أو قدوم وفد من "قامشلو" كي يقف على احتيجات ومتطلبات القرية الفلانية من هذه القرى وبلداتها رغم امكانات تلك القرى والبلدات الضعيفة...؟!
كما أود أن اشير الى أنه في هذه المناطق والمتضرّر الاكبر ,تواجد الاطفال وهم محرومون من ابسط حقوقهم الى جانب معاناة المرأة .
23-2-20013
المانيا
#عبدورستم_الأحرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟