|
تتبجح التيارات الاسلاميه في وسائل اعلامها بالسلف الصالح فهل كان سلفا صالحا ام سلفا طالحا
سعد كريم مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 01:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ان وسائل اعلام التيارات الاسلاميه التي لاتعد ولاتحصى تروج وتتبجح بالرعيل الاول الذي بدئها النبي محمد بدعوته الدينيه والتي انتهت بانشاء الدوله الاسلاميه وتعتبره جيلا مثاليا لم تجلب البشريه مثله لذلك اطلقوا عليه اسم السلف الصالح وعندما نريد ان نبحث في هذا الواقع الاجتماعي نواجهه عده عقبات لاننا نبحث في واقع اجتماعي مضى عليه اكثر من الف واربعمائه عام من جهه ومن جهه اخرى هو ان اكثر المراجع التي كتب عن هذه المرحله كانت كتاباتها لاتشرح الواقع الحقيقي لهذه المجتمعات وانما كتاباتهم كانت فقط للتمجيد والتطبيل والتزمير لشخوص هذه المرحله لكونهم انتصروا في غزواتهم داخل الجزيره العربيه وكذلك غزواتهم لبلدان العالم القديم ولكون هذا التاريخ لم يكتب من جهه محايديه وانما كتب بيد المنتصر لذلك فان جميع الجرائم التي ارتكبت بحق الانسان نتيجه هذه الغزوات وسلوك هذا الجيل في كل مكان وصلت اليه جيوش الدوله الاسلاميه حولوها من كتب هذا التاريخ الى اعمال بطوليه وانسانيه لهذا الرعيل الاول وعذرهم الاخلاقي في ذلك كان (1) نشر الدعوى الدينيه التي اتى بها النبي محمد والتي اعتبروها مقدسه (2) ان دعوتهم الدينيه كانت لتحرير الشعوب من العبوديه والاستغلال وسوف نبحث هذه الفقرتين لمعرفه مدى المصداقيتها في اعذارهم هذه والتي بسببها ارتكبت هذه الجرائم ضد الانسان ولازالت ترتكب باسم هذه العقيده الدينه
1) قدسيه الدعوى الدينيه للنبي محمد اعتمدت دعوى النبي محمد على القدسيه التي حصنتها من مناقشه الافكار التي تبحث في مدى صلاحيه هذه الدعوى في بناء المجتمعات الانسانيه خصوصا وانها ابقت المجتمعات راكده في الزمن الذي اوجدت فيه ومنعتها من التطور حالها حال المجتمعات الاخرى , وان هذه القدسيه جائت من خلال ادعاء النبي محمد بان الخالق ارسل اليه رسول اسمه جبرائيل وقد ادعى ان هذا الرسول كلفه برساله من عند الخالق يتبنى فيها نشر تعليمات هذا الخالق الى الناس والتي ترده تباعا وهنا نحاول ان نتححق من مصداقيه النبي محمد في ادعائه هذا وفق الاتي ان ادعاء النبي محمد في روايه الرسول جبرائيل الذي ارسله له الخالق لايمكن لاي عاقل ان يصدقها خصوصا وان هذا الرسول لم يشاهده او يسمعه اي شخص من الذين كانوا احياء في تلك الفتره سواء الذين امنوا بدعوته او لم يومنوا بها وانما هم سمعوا بقصه هذا الرسول من النبي محمد شخصيا وهناك مثل دارج بين عامه الناس يقول ( بين الصدق والكذب اربعه اصابع ) والاربعه اصابع في هذا المثل تعني المسافه بين العين والاذن اي ان ماتشاهده العين هو الحقيقه اما ماتسمعه الاذن من اخبار تنقل اليها فليس لها مصادقيه خصوصا اذا كان هذا الكلام لايقبله العقل او المنطق مثل ادعاء النبي محمد الذي جاء به ومن ثم اذا كان هناك خالق وارد ارسال تعليمات الى الناس بيد رسول فلماذا لايخرج هذا الرسول الى الناس مباشرتا في كل زمان ومكان ويدلي بهذه الرسائل لهم كي تكون لها مصداقيه وممكن ان نصدقها لذلك لاتوجد قدسيه للنيي محمد ولا لاي نبي او شخص في التاريخ وان جميع الاشخاص الذين يمتلكون صفه الانسان هم سواسيه وينطبق عليهم ( منطق التناقض الذي جاء به علم الاجتماع الحديث الذي يشير الى ان كل شي يحمل نقيضه في صميم تكوينه ,وهولايكاد ان ينمو حتى ينمو نقيضه معه ) هذا المنطق يوضح لنا ان الخير عندما ينموا عند الانسان ينمو معه الشر وهذا يعني ان كل انسان وجد على سطح هذا الكوكب يمتلك صفتي الخير والشر وان النسبه بينهما عند كل انسان تحدده العوامل النفسيه والاجتماعيه ولكون النبي محمد واحد من هذه الناس فهو يمتلك الشر مثلما يمتلك الخيرفي سلوكه مثله مثل باقي البشر
2) انهم جائوا ليحرروا الشعوب من العبوديه ان الاهداف الحقيقيه لدعوى النبي محمد واصحابه لم تظهر بشكل واضح الا بعد هجرتهم الى يثرب حيث ان سلوكهم في هذه الفتره كانت تترجم اهدافهم الحقيقيه لغايتهم من هذه الدعوى وسوف نبحث في هذا السلوك من خلال الرويات التي جائت بها الكتب التي تحكي سيره النبي محمد واصحابه ووفق الاتي
أ) بعد ثلاث سنوات من مكوث النبي محمد واصحابه في يثرب بدئوا بتشكيل عصابي غايته تسليب القوافل التجاريه العائده الى قريش وكانت حجتهم في ذلك انهم تركوا اموالهم في قريش عند هجرتهم من مكه وان عمليات التسليب هذه لم تتوقف حتى بعد غزوه بدر ولم تمنعهم عنها حتى الاشهر الحرم والتي كانت القبائل العربيه في ذلك الوقت تحترمها ولاتتقاتل اوتسلب وتنهب فيها , فهناك روايه تقول انه في شهر رجب وهو شهر من الاشهر الحرام كلف النبي محمد احد اصحابه المدعوا عبد الله ابن جحش ومعه رهط من اتباعه باحدى عمليات التسليب التي اعتادوا عليها وقد وجدوا تجاره لقريش كان فيها كل من عمر ابن الخضرمي وعثمان ابن عبد الله ونوفل ابن عبد الله والحكم ابن كيسان فقاتلوهم وسلبوا تجارتهم واسروا كل من عثمان ابن عبد الله والحكم بن كيسان ولم يطلقوا سراح الاسرى الابعد ان دفعت قريش فديه لهم وقد عابت قريش على محمد واصحابه سلوكه هذا وقالوا ( قد استحل محمد واصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم واخذوا الاموال واسر الرجال ) ومن هذه الروايه يتضح لنا انه لاتوجد اي قيمه اخلاقيه لدى النبي محمد واتباعه تمنعهم من جرائم القتل والسلب والنهب لاموال وارواح الناس حتى لوكانت هذه القيمه عرفا اجتماعيا ينزل من قيمه الشخص الذي ينتهكه
ب) ان العلاقه بين النبي محمد واصحابه او بين اصحابه انفسهم كانت تحكمها المصالح وليس المبادئ وهناك اكثر من واقعه حصلت بينهم توضح حقيقيه هذه العلاقه ومنها 1) ان العنائم التي جمعت بعد غزوه حنين والتي بموجبها تم غزو مدينه الطائف وزعها النبي محمد فقط على المهاجرين ولم يعطي منها شي الى الانصار وهذا الامر جعل الانصار يتذمرون من النبي محمد واصحابه المهاجرين لذلك حاول النبي محمد استرضائهم ووعدهم بان تكون غنائم الغزوه القادمه لهم بالكامل وكانت الغزوه القادمه هي غزوه تبوك وفي هذه الغزوه لم يشارك فيها المهاجرون لانه لم تكن لهم فيها غنائم وتركوا النبي محمد والانصار يواجهون مصيرهم فيها علما انه حتى علي ابن ابي طالب وهو ابن عم النبي محمد واقرب الناس له لم يشارك في هذه الغزوه وان دل هذا على شي فانه يدل على ان كل الغزوات التي قام بها النبي محمد واصحابه كان لغرض الاستفاده الماديه فقط 2) كان اليهود يمتلكون ارض فدك في يثرب وكانت ارض زراعيه وفيها بساتين وقد اغتصبها منهم النبي محمد لنفسه وكان ريع هذه الارض يذهب اليه شخصيا وبعد موته وضع الخليفه الجديد ابو بكر يده على هذه الارض وعندما ذهبت ابنته النبي محمد فاطمه اليه ليعيد اليها الارض رفض ذلك واخبرها انه وقف للمسلمين وهذه الواقعه توضح لنا انه لاتوجد قيم اخلاقيه تحكم العلاقه بين النبي محمد واصحابه فنجد النبي محمد عندما توفرت له الفرصه لاغتصاب هذه الارض من اصحابها اغتصباها واستفاد من ريعها وعندما مات جاء غيره ليغتصبها 3) تروج التيارات الاسلاميه في وسائل اعلامها ان العلاقه بين النبي محمد واصحابه على انها علاقه مثاليه خاليه من المصالح الشخصيه ومبنيه على الاحترام المتبادل وهذا غير صحيح فيروي البخاري في صحيحه ان اصحاب النبي محمد تشاجروا وتشاتموا وتضاربوا في النعال اثناء وجودهم مع النبي محمد وهناك روايه اخرى تقول ان النبي محمد اثناء مرضه قبل وفاته وعند حضور اصحابه طلب ان يوتوا له بدواه وقرطاس كي يكتب وصيته ويخلف من بعده فرفض بعض الحاضرين من اصحابه ان يطيعوه في ذلك وقالو عنه انه ( يهجر) اي انه يهذي وتنازعوا فيما بينهم اثناء مرضه
ج) ان النبي محمد واغلب اصحابه الذين هاجروا معه الى يثرب لم يكن لهم عمل يعتاشون منه في المدينه الجديده التي هاجروا اليها لذلك كانت غنائم الغزوات هي التي تومن لهم الموارد الماليه لهذا الغرض وبعد ان نجح النبي محمد واصحابه في غزوا مكه واحتلالها خضعت لهم جميع القبائل في الجزيره العربيه عند ذلك تم فرض الاتاوات على هذه القبائل تحت مسمى الزكاه والجزيه لذلك تكونت موارد ماليه جديده عوضت الاموال التي كانوا يحصلون عليها من غنائم الغزوات وكانت هذه الاموال يتقاسمها النبي محمد واصحابه والذين يدعون بالسلف الصالح وفي خلافه الخليفه عمر ابن الخطاب تم غزوا بلاد العالم القديم والتي كانت متطوره حضاريا عن ماكانت عليه قبائل الجزيره العربيه لذلك فان هذه الغزوات جلبت معها الكثير من المال وكذلك جلبت معها الكثير من اصحاب المهن والحرف والذين تم اسرهم خلال حروبهم مع شعوب هذه البلدان وقد اعتبروهم عبيدا وتم توزيع هولاء العبيد مع الاموال التي اغتنموها على هذا السلف الصالح وكان هذا السلف الصالح يبيعون ويشترون بهم وكانوا هولاء العبيد يعملون طوال يومهم في المهن التي احترفوها وبعد حصولهم على اجرهم ياخذون جزئا منه ليعتاشوا به والجزء الاكبر يعطوه الى سادتهم من هذا السلف الصالح الذي تجمع لديهم ثروات هائله . ان الدوله الاسلاميه التي انشائها النبي محمد اصبحت دوله جابيه للاموال وقد استخدم الولاه الذين تم تعينهم من قبل الخلفاء على بلدان العالم القديم ابشع الاساليب مع الناس لارغامهم على دفع الاتاوات وهناك روايه تقول انه في احدى المرات واثناء عوده الخليفه عمر ابن الخطاب من الشام شاهده مجموعه من غلمان الدوله الاسلاميه يصبون الزيت الحار على بعض رؤوس بعض الناس في الشمس وعند سوالهم عما يفعلون اخبروه انهم يعذبونهم كي يدفعوا الجزيه وعند سوالهم عن اسباب امتناعهم عن دفع الجزيه اخبروه انهم لايمتلكون المال لدفعه اليهم عندها عفاهم لتلك الفتره من دفع الجزيه ,ان مثل هذه الروايات نجدها كثيرا في الكتب التي تمجد الدوله الاسلاميه كي تظهر صفه التسامح لدى السلف الصالح وهم في نفس الوقت ينسون هذا السلف الصالح هو الذي وضع القوانين التي تخول اتباعهم بسلب ونهب اموال الناس بالاكراه كي ينعموا هم فيها . ان الاموال التي كانت تجمعها الدوله الاسلاميه تختلف عن نظام جبايه الضرائب المتداول في زمننا الحاضر لان الضرائب التي تجبى في الزمن الحاضر تنفق على الموسسات الخدميه والانتاجيه وبناء المستشفيات وما الى ذلك كي تحسن من الوضع الاقتصادي والاجتماعي لعموم المواطنين اما المبالغ التي كانت تجبيها الدوله الاسلاميه فانها تذهب الى مايسمى السلف الصالح كي يكنزوا ثرواتهم من جهد وعرق وارواح الناس البسطاء وتقو ل المصادر بان ثروه بعض اصحاب النبي بلغت اكثر من اربعمائه الف دينار من دنانير ذلك الزمان
الخلاصه ان النبي محمد واصحابه الذين يدعون بالسلف الصالح لايختلفون عن اي تنظيم من التنظيمات السريه التي استطاعت ان تتسلق الى السلطه وتستبد بها وتحقق المنافع لاتباعها وتضرب المبادئ التي كانت تروج لها عرض الحائط وقد وجدنا ذلك واضحا في اخلافهم من التيارات الاسلاميه عندما خدمتهم الفرص وتسلقوا الى السلطه واستبدوا بها وسرقوا ونهبوا اموال الشعوب التي حكموها
#سعد_كريم_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من خدم الانسانيه ومن اضر بها من بين العلماء والانبياء
-
الاخلاق والاخلاق الدينيه قيود صارمه على عقل الانسان تمنعه من
...
-
هل هناك حياه ابديه كما يدعي الانبياء ومن اين جائوا بهذه الفك
...
-
من حرض واشترك في قتل الخليفه عثمان ابن عفان هل هو علي ابن اب
...
-
اذا كان هناك خالق فما هو هدفه من خلق الانسان
-
ولدت الطائفتين السنيه والشيعيه من الصراع على تركه النبي محمد
...
-
كيف تمكنت الدوله الاسلاميه بعد وفاه النبي محمد من غزوا واحتل
...
-
من كان وراء نجاح دعوى النبي محمد ولمذا فشلت دعوى الاحناف الا
...
-
عامه اخوان المسلمين لايعرفوا اهداف قادتهم
-
الغباء موهبه ياريس مرسي دميه الاخوان
-
واجهه مصريه/ مشهد من مليونيه الثلاثاء القادم
-
مصر تسترد ثوب عرسها
-
شعب مصر يستعيد ثورته من غباء الاخوان المسلمين
-
شعب مصر يستعيد ثوته من غباء الاخوان المسلمين
-
مقارنه بين الروح الوطنيه التي تدفع لبناء الوطن وبين العقيده
...
-
كيفه قتلت عقيده الامامه الفكر الثقافي للمواطن العراقي في جنو
...
-
زمنا لااعرفه
-
جعبه ارثي
-
الدين فلسفه الانسان البسيط محدود المعرفه
-
دوله العراق الديمقراطي الجديده بلا ذاكره
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|