أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - فلسطين البوصلة















المزيد.....


فلسطين البوصلة


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 11:35
المحور: القضية الفلسطينية
    



مهما تحدثنا تبقى فلسطين البوصلة امام صمود شعب عظيم ، وها هم الاسرى والمعتقلين الابطال يتطلعون لانتصار الكرامة والإنسانية وحفظ الكبرياء الفلسطيني ، ويتطلعون الى العالم ليتحمل مسؤولياته الأخلاقية لا سيما أولئك الذين يتشدقون بالحرية وبحقوق الإنسان والديمقراطية، وليؤكدوا بمعركة الامعاء الخاوية بانها معركة فاصلة بين الحق والباطل مع المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية.
لا يعقل أن تتحرك منظمة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التابع لها، وكذلك بقية المؤسسات الدولية غير الرسمية التي تتخذ من حقوق الإنسان والعدالة شعارًا لها، نحو قضايا إنسانية في أكثر من اتجاه وفي أغلب دول العالم في الوقت الذي تلزم فيه الصمت عن أخطر جريمة حرب تمارس بحق الشعب الفلسطيني من قبل آخر احتلال عرفه التاريخ، وإن بدت هذه المنظمات والمؤسسات شيئًا من المواقف فإنها دائمًا ما تكون خجولة، بل مخجلة لأصحابها بداية، إذ لا تتوازى مع حجم المأساة والجريمة التي تعد جريمة حرب حقيقية، فما قيمة القلق الذي عبر عنه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة حيال التدهور السريع لصحة الأسرى ، وخصوصًا حيال الوضع الصحي الدقيق لسامر العيساوي" وكذلك ايمن الشراونة ومحمد التاج باعتبارهم أسرى حرب وينبغي أن يعاملوا على هذا الأساس في سجون الاحتلال وفق اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب، ولو كانت الأمم المتحدة صادقة وعادلة في نظرتها إلى قضايا الشعوب ، لم تبقى القضية الفلسطينية إلى اليوم تراوح مكانها، ويترك الشعب الفلسطيني بقبضة احتلال صهيوني بشع مجرم يمارس سياساته العنصرية ضده بين التهجير وتهويد الارض والمقدسات، واستمرار حرب الإبادة في السجون بحق الاسرى وبحق الشجر والحجر والبشر، بل عملت على تطبيق بنود اتفاقية جنيف الرابعة على الأرض الفلسطينية المحتلة من كافة جوانبها، ولا سيما فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، ليعاملوا كأسرى حرب، وينالوا كافة الحقوق الإنسانية طبقًا لروح ونص الاتفاقية وللقانون الدولي الإنساني، وعملت ايضا على تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .
وامام هذا الواقع نؤكد ان على الأمم المتحدة ان تعطي الاهتمام تجاه القضية الفلسطينية وقضية الأسرى والتي للاسف لم نرى من هذه الجمعية سوى اصدار المواقف ، كما المواقف العربية التي هي أكثر سوءًا وخجلا، فلا تزال جامعة الدول العربية مشغولة بقضايا ثانوية، تاركة وراءها القضية المركزية للعرب القضية الفلسطينية في ازدواجية واضحة في التعامل بين ما هو ثانوي وما هو مركزي، ما يكشف حالة الوهن والضعف الذي أصاب هذه الجامعة العتيدة، الأمر الذي يؤكد أنها أصبحت تابعة لقوى دولية، فلغة خطابها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وخاصة قضية الأسرى مغايرة تمامًا للغة الخطاب والمواقف فيما يتعلق بقضايا عربية أخرى.
إن قضية الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال الصهيوني، ستظل دليلا آخر على موقف كيان الاحتلال الصهيوني المعادي للسلام في المنطقة، وعلى عدم رغبته في الالتزام بما يتوجب عليه من استحقاقات، وعلى حالة النفاق الطاغية على المنظمات والمؤسسات الدولية الرسمية وغير الرسمية التي تتشدق بالحرية والدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، ولا ريب أن معركة الأسرى هذه ستكشف الزيف والنفاق لدى السياسة الاستعمارية في تعاملها مع قضايانا وحقوقنا، وتؤكد الحقيقة الثابتة بصورة واضحة أن هذا التعامل لن يكون إلا من أجل مساومتنا وتحقيق المصالح الاستعمارية على حساب الحقوق العربية والفلسطينية ، والشواهد على ذلك في المنطقة كثيرة تنطق بذلك وحدها ولا تحتاج إلى من يشير إليها.
إن ما يقوم به الكيان الصهيوني العنصري من تسريع لعجلة الاستيطان، وتهويد المناطق في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ومساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية، يؤكد لنا بكل وضوح أن حكومة هذا الكيان المتطرفة ماضية في استكمال تنفيذ مخططات صهيونية قديمة لإحداث تغيير في بنية الأرض وهويتها عبر مشروعات عنصرية تصب في خدمة المصالح الصهيونية، فيجب على العالم وقف الاستيطان في جميع أراضي فلسطين، نحن نعلم إن العالم منحاز إلى العدو الصهيوني، والعالم العربي مشغول منذ 64 عاما في قضاياهم الداخلية .
ولا بد من القول اذا كان هناك فعلا حلم العربي يجب ان تبقى بوصلته فلسطين والا لا يعتبر حلما عربيا رغم ما يهب على المنطقة من رياح عاتية وتغييرات جمة، طبعا اذا لم تركز الاحزاب والقوى العربية على القضية الفلسطينية باعتبارها محور الحدث والقضية المركزية للعرب ،وهذا يتطلب من الشارع العربي الذي ما زال يناضل من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،ان يعي المخاطر التي تتعرض لها فلسطين والمنطقة من قبل الحلف الامريكي الاستعماري الذي يستهدف الجميع من خلال الثورة المضادة والنضال حتى انجاز ما رفعته الجماهير المنتفضة على مستوى المنطقة ، وهذا يدعونا الى وحدة المصير العربي لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، فأمن أي قطر عربي مرتبط بأمن سائر العرب، من اجل أبقاء قضية فلسطين حاضرةً في العقل والوجدان العربيين، وباعتبار أن الربيع العربي ينتج شتاء داميا من خلال الفوضى الخلاقة والثورة المضادة لمرحلة طويلة مقبلة يستعمل فيها نهج القتل والتدمير الذي يحكم سلوك جماعات الإرهابية وخاصة ما يجري في سوريا والعراق ، اضافة الى اغتيال قادة الفكر وخاصة ما جرى في تونس باغتيال الشهيد شكري بلعيد ، وهذا نهج غريب عن ديننا وعن أخلاقنا، تتستر به هذه الجماعات تحت يافطة الاسلام ، مما يتطلب نضالا من القوى القومية والديمقراطية واليسارية العربية من اجل الارتقاء بنضالها المتواصل في مصر، أو في تونس حتى تعطي أهمية لمبدأ تحرر الشعوب العربية من قيود القمع والخوف، والعمل من اجل دعم الحوار السياسي في سوريا ونرى في ذلك أساساً لتطور دور الجماهير مستقبلا، بما يؤدي إلى تصحيح حركة التاريخ ويكفل إعادة بناء مصر وتونس ودورهما على أساس ديمقراطي تقدمي.
ختاما : نؤكد أن الاسراع في تحقيق المصالحة يعطي دفعات قوية لنضال الشعب الفلسطيني ونقطة الانطلاق يجب ان تكون بانهاء الانقسام،عندئذ فقط يمكن السير على الدرب الصحيح من أجل نجاح المشروع الوطني وانتصاره والتقدم نحو الأهداف المشروعة لشعب أصيل في وطنه المحرر والمستقل.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في كل يوم لنا حكاية مع شعب مصمم على مواصلة المسيرة
- في كل يوم لنا حكاية مع شعب مصمم على مواصة المسيرة
- وضوح الرؤية هي الاساس في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضي ...
- القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير يجب ان تبقى محور اهتمام الج ...
- اين المصلحة العليا للشعب الفلسطيني
- اجتماع لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بانتظار النتائج
- اين قرارات المجتمع الدولي من الاستيطان
- الثورات العربية بعد عامان اسبابها ونتائجها وتداعياتها على فل ...
- سلاماً لجورج إبراهيم عبد الله
- المرحلة تتطلب استنهاض كافة القوى في وجه سياسة الغطرسة والعدو ...
- فلسطين تحاصر محاصريها
- مواجهة سياسة الاستيطان يتطلب مقاومة شعبية بكافة الاشكال
- عام مضى تأججت فيه تناقضات وأطلقت تحديات وارتسمت وعود والثورة ...
- فلسطين تستهدف والعرب لا يكترثون
- المرحلة تتطلب وحدة الموقف
- الشعب الفلسطيني مرارة النكبة واللجوء ومخيم اليرموك الشاهد
- المرحلة الراهنة والحراك الفلسطيني
- الاعلام ودوره في اللحظة الراهنة
- الخيارات الفلسطينية المستقبلية
- الانتفاضة الاولى رسمت طريق الانتصارات


المزيد.....




- قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها ...
- فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط ...
- حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز ...
- قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف ...
- أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن ...
- اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح ...
- بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال ...
- أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل ...
- بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز ...
- الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - فلسطين البوصلة