|
الطائفية الملعونة في خدمة السياسة
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 09:41
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لايخفى على احد ما يجري في الوطن العربي من تدمير مبرمج يهدف الى اضعاف الدول القائمة وتقسيمها الى دويلات هزيلة وضعيفة ومنهوبة اقتصاديا (مشروع الشرق الاوسط الجديد ) ومن خلال تدمير البنى التحتية ونشر الفوضى الخلاقة وشعارات الديمقراطية ( التي زيفت للاسف الشديد ) وحقوق الانسان ( التي انتهكها الطائفيون ) وتمزيق للوحدة الشعبية من خلال استخدام سلاح الطائفية القذر لانه ثبت ان هذا السلاح من اقذر الاسلحة وانجعها لكونه سلاح يستهدف العواطف على حسااب شلل العقل ...وبما ان العراقيين عاطفيين بطبعهم وطبيعتهم ...فقد نجح هذا السلاح معهم نجاح باهر وسريع النتائج كما يلاحظ ... وبكلمات اوضح جعل الانسان يركض عاطفيا ومندفعا وبلا ادراك عقلاني مبني على اسس موضوعية علمية واقعية للقيام باعمال يستهجنها الانسان الطبيعي العاقل كذبح الانسان لاخيه بالسكين وكالخراف وهو ينادي الله واكبر ... وبحيث يتحول بشكل لا ارادي الى انسان الغاية عنده تبرر الوسيلة ( النهج الميكافيلي ) ..ومثلا على ذلك الانتحار والقتل العشوائي للابرياء من خلال التفجيرات والتفخيخات التي تحدث يوميا في العراق وسوريا وقتل الاطفال والنساء والضحاي هم من الفقراء بالذات وبلا تمييز بين عرق او مذهب أو دين وكسلاح لتاجيج الطائفية يستخدمه السياسيون لتحقيق اهدافهم الانانية الحقيرة ( كالفوز بالانتخابات مثلا كما يحدث حاليا في العراق هذه الايام ) .. ولابد لنا ولكي نفهم معنى (الطائفية ) وتعريفها وكما اتفق عليه غالبية المختصين ...انها في معظم الأحيان تكون "الطائفية" السياسية مكرسة من ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي ( حقيقي وانما أدعائي تظاهري ) بل هو موقف انتهازي سياسي للحصول على "عصبية" شعبية او فئوية او عشائرية او مناطقية ليكون الانتهازي السياسي قادرا على الوصول إلى السلطة والثروة . إن مجرد الانتماء إلى طائفة أو دين (مسلم –مسيحي )أو مذهب (سني - شيعي )او مدينة ( نجف – فلوجة ) او عشيرة ( دليمي – ناصري ) لجعل الإنسان المنتمي إلى تلك الطائفة طائفيا ... لجني الارباح الانتخابية .. والغريب المستهجن ... وفي الواقع لا يجعله طائفيا لان عمله لايصب لتحسين أوضاع طائفته أو المنطقة التي يعيشون فيها ودون ان يلحق إضرار بحق الآخرين،( ويلاحظ ان الطائفيين لم يعمروا كريلاء او الانبار مثلا وانما عمروا جيوبهم ) و الطائفي هو الذي يرفض الطوائف الأخرى ويغمطها حقوقها و يكسب لطائفته تلك الحقوق التي لغيرها تعاليا عليها أو تجاهلا لها وتعصبا ضدها.... ليس حبا بها وانما انانية وشخصنة لذاته وطموحاته الذاتية وبالذات الاقربين منه من ذوي المصالح المشتركة ... ما يحدث اليوم من استغلال سيء لساسة فاسدين لسلاح الطاثفية القذر في العراق الحبيب (وحتى في سوريا العربية ) هو لاغراض سياسية بحته ..ولاسيما في العراق ..حيث تمكن المحتل الامريكي وبنصيحة من العجوز البريطانية وبمساعدة خونة وعملاء عراقيين ولتسهيل عملية الهيمنة والسيطرة على مقدرات العراق السيسية ولاقتصادية ... اختارت احزاب معينة قومية كردية ...او اسلامية طائفية كالدعوة والمجلس الاعلى ( شيعة ) والاسلامي والاخوان المسلمين (سنة ) .. ولايخفى على المراقبين لما يجري ومنذ عشرة سنوات من قتال دامي وتصفيات حساب فوضوية من قبل هذه الاحزاب ورموزها لبغضهم البعض للبقاء في السلطة والسيطرة على الثروة مهما كلف الشعب المسكين من ثمن وتضحيات ... ولايغيب عن بالنا ...ان الحكومة الحالية حددت يوم 25 نيسان المقبل لاجراء انتخابات مجالس الاقضية والمحافظات والتي تعتبر المرحلة الاولى للصراع بين الاحزاب المذكورة اعلاه للتمسك بتلابيب الحكم والسلطة والثروة..فنقلوا الصراع الى الشارع المحتقن اصلا بفسادهم والشعب المحبط بسبب استهتارهم وفسادهم وفضائحهم التي ازكمت الانوف خلال فترة حكمهم ( ومن يريد التأكد من ذلك ليتابع برنامج الساعة التاسعة مساء كل يوم يبث من فضائية البغداادية هذا البرنامج الصادق الناطق بالوثائق والذي يفضح الفساد والمفسدين في العراق )...ولمقتضيات المعركة الانتخابية ورص الصفوف حولهم ثانية ..لجأوا الى تأجيج الفتنة الطائفية ..فانبرى الحاقدون من كلا الطائفتين لشحذ الهمم ورفع السلاح وتصعيد اللهجة والتهديدات لخداع جماهير الجياع والفقراء ... كما نلاحط ويوميا حشود العمائم البيضاء والخضراء والسوداء وشيوخ العشائر بعقالهم البيضاء والحمراء والسوداء وهم يتصدرون المعتصمين والمتظاهرين ...وكأنهم يمثلون حجري الرحى ...التي تدور وهي تسحق فئات الفقراء والكادحين ( الذين هم بالاساس مسحوقين ) من خلال وعود حكومية عرقوبية ..ومؤتمرات مصالحة جوفاء ( للكلاوجية ) ..ومواقف لقادة دونكيشوتيه ...وتصريحات وتهديدات لاناس شقاوات وشلاتية .. وكلها تصب في خداع المواطن البسيط وكسب صوته الانتخابي والفوز ثانية بالعملية الانتخابية ... فهل يرجع االمواطن المنهوب والمسحوق ويكرر نفس الغلطة ؟؟؟ ولكي يلعب ثانية دور الطلي واالطلية ...؟؟؟؟؟؟ كالراعي للقطيع والرعية ؟؟ وهنا لابد لي ان اضم صوتي الى اصوات كل من يحب العراق ..وادعوا جماهير الشعب المنتفظة بالانبار ونينوى وسامراء وفي كل ساحة وجامع ...سواء في محافظات المنطقة الغربية ...او اهلنا في المنطقة الشمالية والوسط والجنوبية الغاضبون على الفاسدين والفاشلين والانتهازيين والنفعيين من القادة والسياسيين ...ان ينتبهوا الى ما يخطط لهم من تاجيج الفتنة الطائفية لاغراض انتخابية ...واقطعوا الطريق على كل من يريد بكم الشر والسوء ...ولاسيما اولئك الذين اثبتت السنين الماضية فشلهم وتبعيتهم للاجنبي ودول الجوار ... ولا تسمحوا لهم بامتطائكم مرة ثانية ...من خلال طرد القيادات الفاشلة والفاسدة وانتخبوا قيادات ليبرالية ديمقراطية جديدة ترفض االطائفية والطائفيين ( عسى ولعلها تكون نزيهة وشريفة ووطنية وتنقذ العراق وشعبه من مصيبة الطائفية التي ابتلينا بها ) اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا أو أرتحلوا ..
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لاتلوموني ان تظاهرت و اعتصمت و حتى ان بكيت ..
-
من سيربح معركة الجمعة القادمة ؟؟
-
من لايمتلك سكن لايمتلك وطن
-
القزم يرقص بطرا على صدر العملاق
-
انت الخصم وانت الحكم .وهذا ما نرفضه وندينه
-
ما سبب النأي بالنفس عن قيادة انتفاضة الانبار ؟؟؟
-
قبل اليد التي لا تستطيع قطعها
-
ما حدث بالفلوجة هو البداية ..فاين ستكون النهاية ؟؟؟
-
أيقظة ضمير ؟؟ ام تكتيك انتخابي ؟؟؟
-
اللهم لاتحير عبادك العراقيين
-
الطائفيون خسروا معركة فكيف سينهون الحرب ؟؟
-
الطيبة والاصالة العراقية
-
من يصدق ؟؟ الفتنة الطائفية طرقت بابي
-
الطائفيون والعملاء ينفذون مخططات الاحتلال ...فأ نتبهوا وقاوم
...
-
خذوه هسه..وبعدين يثبت نفسه حصيني
-
مات الملك ...عاش الملك
-
دموع التماسيح الامريكية على قتل الاطفال
-
شعبنا من يصنع الطغاة
-
استعراض العضلات لاتؤكل خبزا
-
لتصبح سياسيا ناجحا ...اتقن الكذب والنصب والدجل
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|