أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - افشال ندوة الجلبي.. دروس وعبر!!















المزيد.....

افشال ندوة الجلبي.. دروس وعبر!!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 279 - 2002 / 10 / 17 - 04:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



 

افشل اعضاء من الحزب الشيوعي العمالي ندوة كانت اقامتها "لجنة التنسيق العراقية" لاحمد الجلبي في مدينة تورنتو قبل ايام قليلة. ان هذا الحدث لمبعث استحسان كل امرء يلتسع قلبه لجماهير العراق واوضاعها.

 لم ياتي المذكور من اجل "شرح ابعاد القضية العراقية والتطورات في الساحة السياسية العراقية" ولا من اجل الحديث عن "اخر مستجدات الموقف السياسي للمعارضة العراقية". ان هذا كذب محض. لقد حضر الجلبي من اجل اعلاء راية ضرورة الحملة الامريكية على العراق وتبريرها. لقد جاء كعميل مرتزق لامريكا ومخابراتها المركزية التي تعد العدة لشن هجمة على العراق وجماهيره. تصدى له اعضاء الحزب فاضحين ممارسته وسجله المناهض لجماهير العراق. ليس ثمة اي نقطة مشرفة في سجل هذا الداعية المتهافت. لقد سعت امريكا لان تجعل منه بوقاً لسياساتها وجرائمها في العراق. لقد قام بتبرير شن الحرب على جماهير العراق في 1991 بوصفها حربا تهدف الى الاطاحة بالمعتدي صدام، وقد انتظر دون طائل ان يحصل على مكانة في السلطة في عراق مابعد الحرب. دافع عن فرض امريكا للحصار الاقتصادي على الجماهير مبررا مماطلة امريكا واستهتارها بكل القيم الانسانية. دافع عن كل سجل امريكا الاسود بالاعتداءات اليومية والقصف اليومي الذي راح ضحيته في اغلب الاحيان ابرياء العراق. لقد دافع عن عمليات القصف الصاروخي في كانون الاول 1998، لقد دافع عن مساعي امريكا بشن حملتها العسكرية على جماهير العراق. ان هذا غيض من فيض ممارساته ومواقفه السياسية المعادية لجماهير العراق.

بيد ان كل مساعيه هذه، لم تشفع له لدى امريكا باعطائه مكانة ما في السلطة والمستقبل السياسي المقبل للعراق. لقد خرج اقرب لخالي الوفاض من كل هذا. لم تشفع له امريكا و"اصدقائه" في المخابرات المركزية حين اجتاح النظام المجرم البعثي مدينة اربيل ودفع ثمن ذلك غالياً. ان العد التنازلي لهذا التنظيم قد بدء منذ امد بعيد وهو يسير، بوصفه مضلة لتجمع المعارضة العراقية الذي كان هدف المخابرات المركزية في تشكيله، نحو قبره ان لم تسعفه امريكا ببعض الجرعات بين فترة واخرى.

ان الجلبي وجماعته، ومن اجل مصالحهم في نيل مكانة ما في السلطة السياسية المقبلة في العراق، كانوا، ولازالوا، على استعداد كبير لتبرير كل هذه السياسات والمواقف. ان الجلبي على استعداد لنحر جماهير العراق وذبحهم وتجويعهم وعمل كل شيء من اجل هذه المكانة. بيد ان حال حظوظه في السلطة ليست بافضل من حاله الان. ان هذه الجماعة منبوذة، فاقدة لاي قيمة اجتماعية وسياسية، او اي نفوذ سياسي واجتماعي ومعنوي داخل جماهير العراق. ان جماهير العراق تكن للمؤتمر وجلبيه سخطاً واستياء عميقين جراء سجله المعادي للجماهير وامالها بحياة افضل. لقد سعى لجعل جماهير العراق فريسة لمطامح ومصالح رؤوسائه واصدقائه في المخابرات المركزية. بيد انه فشل في مهمته هذه.
 
لايمكن فهم اشاراته في الجلسة لمواقف امريكا الشريرة الا ضمن هذا السياق، سياق فشل ان يكون وكيل مُعتمد  لدى مسؤولييه.

انه مثل النظام البعثي بالضبط من عدة نواحي: استعداده على تعريض حياة جماهير العراق وامنها ورفاهها للمصائب والويلات من اجل السلطة، سعيه للوصول الى السلطة باي ثمن، معاداته ومناهضته للحريات السياسية والحقوق السياسية (اذ قام بحرمان الاخرين من حق الحديث في ندوة وهو معارض تافه، فكيف الحال به حين يكون في السلطة!)، معاداة ومناهضة المساواة التامة للمراة مع الرجل، التنصل عن تامين حقوق الجماهير وحرياتها في حق التجمع، التنظيم والاضراب، ضمان البطالة، حرية الراي والتعبير،  فصل الدين عن الدولة، ..الخ. ان بديله لجماهير العراق ليس بافضل من النظام البعثي.

يجب ان لايتحدث الجلبي عن بديله لجماهير العراق. لو تاتي حكومة الى العراق تتمتع الجماهير فيها بادنى حد من حرية تسيير امورها، من المؤكد انها سوف لن تتحدث عن بديل الجلبي، بل ستتحدث عن تقديم الجلبي وعشرات الجلبيين الاخرين الى محكمة جماهيرية لينالوا حكم الجماهير العادل بحقهم على كل ما قاموا به من دور في مصائب وجرائم امريكا بحق جماهير العراق. سيكون عليهم ان يردوا على ممارستهم السياسية وعلى تقديم يد العون الى امريكا من حيث دفاعها المستميت من اجل تبرير مجازر امريكا في الحرب والحصار. ان الجلبي سيكون اول من يُطالب بتقديم كشف عن مواقفه هذه للجماهير. يجب اول من يقدم اعتذاره ونشدانه العفو والصفح من الجماهير. 
ان مستقبل افضل لجماهير العراق لن يكون بتحررها من صدام ونظامه فحسب، بل من هؤلاء البعثيون الجدد في المؤتمر الوطني.

كلمة حول بعض الردود:
لقد طالعت في صفحات النهرين وغيرها ردود بعض "الاقلام" على الحدث. ان التصاوير التي يطرحها هؤلاء المعلقين لهي ذا عبرة مهمة. لقد احترم اعضاء الحزب حق الجلبي في الراي والتعبير وسمعوه طيلة 45 دقيقة بدون اي مقاطعة. كان على منظموا الجلسة ان يحترموا حق الحضور في ابداء الراي والتعبير، في ايصال رسالتهم للحضور. لم تكن المسالة " نظرا لكثرة الحضور، فكان من الافضل ان توجه الاسئلة بشكل مكتوب" مثلما يدعون. ان ذلك ليس بحقيقة الامور. انه مصادرة حق الاخرين باسماع ارائهم بفيضيات الجلبي، مصادرة حق الحضور باعلان سخطهم على هذه الاراء. ان تحويل المبرر من سياسي (مراقبة اراء الاخرين والتحكم بها ومصادرتها) الى فني هو كذبة محض. ان الجلبي وجماعة اللجنة تدرك سخط الجماهير من مواقف وممارسات الجلبي. ولهذا، فانها عمدت الى هذا الاسلوب البعثي. انه نفس اسلوب صدام في التعامل مع الصحفيين في المؤتمرات التي يعقدها. ان ديمقراطية الجلبي وجماعة اللجنة من الهزالة بدرجة تجعلهم يخافوا من نقد، فقط نقد او راي!! فيالبؤس ديمقراطية الجلبي ولجنة التنسيق!!

لقد ورد في مقالات منشورة على الصفحات، حول هذا الموضوع، كل ما لذ وطاب من اتهامات للحزب الشيوعي العمالي: ثلة، غوغائيين، فوضويين، مخربين، عناصر طفيلية، مافيا، نفر ضال، خونة الشعب والوطن، الالحاديين، ..... وغيرها من القاموس الاستبدادي البعثي. ان دعاة الديمقراطية هؤلاء، ولشدة تصوراتهم الاستبدادية المتجذرة، ليسوا على استعداد لسماع اي راي لايشاطرهم. ان هزالة الديمقراطية تتبدى في هذه المقالات بشكل يندى لها الجبين. انهم بعثيون جدد حقاً. ان هذه هي نفس دعاية النظام الفاشي البعثي، نفس الصفات التي يطلقها البعثيون على كل من يخالفهم. ماذا ابقى جماعة اللجنة  ومحمود المحمودي الذي لم تسعفه شهادة الدكتوراه لمعرفة لينين وليس ليلين!! لو افترضنا مجيء امثال هؤلاء للسلطة، ماذا ستكون عليه حرية الراي والتعبير في المجتمع؟! ماذا ستكون عليه حرية المراة؟! ماذا ستكون عليه مطالبة الجماهير بالحرية والمساواة والرفاه؟! ان تصدوا اليوم بهذه الالفاظ، سيتصدون غدا، ان كانوا في السلطة (وهذا اقرب للمستحيل بالنسبة للجلبي) بالنار والحديد. على جماهير العراق ان تتعض من هذا الدرس المعبر.

قاسم الكفائي يقول :"لم يجرؤوا... لولا وجود الشرطة لان عدم وجودها سيجعل حل المعضلة بيدنا نحن اصحاب القضية الشرعيين..." او لكان حال المحتجين "يرثى له ولكانوا تحت اقدام الجماهير"!! مافرق هذا عن "شقاوات" الشيخلي وصباح مرزا وبرزان وصدام وغيرهم من الحثالات؟! انه يتفاخر بخزيه!! انه يتفاخر بنزوعه القمعي البوليس! ان هؤلاء الحثالات الذين لشدة استهتارهم وسفالتهم ردوا بضرب احد نساء لجنة الدفاع عن حقوق المراة العراقية في كندا امام طفلها ووجهوا الكلمات النابية التي تليق بحثالة مثلهم وعبارات مثل "عاهرات" وغيرها. ان هذا هو نمط تعاملهم مع نساء جئن من اجل طرح مطاليب وحقوق المراة امام الجمع!! فاي استهتار اكثر من هذا؟!
وجه احدهم، محمود المحمودي، الدعوة لللجنة باعلان اسماء وعناوين المحتجين!! انها دعوة صريحة للتجسس والجاسوسية!! في اي مجتمع مدني متحضر، سيحاكم المذكور بتهمة التحريض على كشف اسرار الاخرين وتعريض حياتهم وامنهم للخطر.
يشهر احدهم بنقاط قوة الحزب (ان هذا الحزب لايؤمن بالمقدسات، لا بدين، لا بقومية، لابكتب سماوية، ...الخ) ويطالب الصحف والمجلات والمواقع، كجزء من ماهيته المصادرة للحريات والحقوق، بعدم نشر بيانات الحزب!! لا يؤمن هذا الحزب باي مقدسات. ليس ثمة مقدس سوى حق الانسان في الاختيار، الانتقاد، تبني الافكار والموقف والعقائد وتغييرها! انه دليل احترامنا وتقديسنا لحق الانسان وحريته! ان "المقدسات" هي الاسم الرمزي لسلب الاخرين ومصادرة حقهم.

يطالب احدهم اعضاء الحزب في كندا بالاعتذار للجالية العراقية في امريكا وكندا؟! لماذا؟! ان من عليه الاعتذار وطلب الصفح من جماهير العراق هو الجلبي نفسه جراء كل سياساته ومواقفه المذكورة وجماعة اللجنة التي فتحت له منبرا لتبرير الحملة العسكرية على العراق والحاق مجزرة اخرى بها، وسلب حق الحضور بالتعبير والراي. من الذي عليه ان يعتذر، الذي يحرض ويبرر للمجزرة الدموية ام المتصدي لها؟! انه منطق اعوج.
 
ان الحزب الشيوعي العمالي هو اكبر من ان تنال منه اتهامات مبتذلة وتهديدات جوفاء. ان الحزب الشيوعي العمالي هو صوت اعتراض جماهير العراق على الحصار، الحملات العسكرية، تعريض امن الجماهير للخطر، الدفاع عن الحريات السياسية والحقوق المدنية بدون قيد اوشرط وغيرها من المطاليب السياسية والمدنية والرفاهية. ان الحزب الشيوعي العمالي هو حزب الاغلبية، اعضاءه وتنظيماته ليست سوى راس جبل قاعدته اعرض بكثير من اعضائه.  ان احتجاجنا هو امتداد لاحتجاج الجماهير في الخارج. لن يقف الحزب مكتوف الايدي تجاه كل من ساهم بمصائب جماهير العراق.        
    



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء اللامي.. والسعي لبث الروح في شعبوية متهافتة؟! - الجزء ...
- مَنْ ينصح مَنْ؟!! رد على مقال صاحب مهدي الطاهر "رد على مناشد ...
- نص خطاب في مراسيم رحيل منصور حكمت- ستوكهولم
- يجب رفع الحصار فورا ودون قيد او شرط
- ورحل شامخاً!!
- اعلان شيعة العراق.. سيناريو جديد مناهض للجماهير
- قرع امريكا لطبول الحرب سياسة مناهضة لجماهير العراق
- الاوضاع الاخيرة في فلسطين!!
- الاحزاب الشيوعية العربية والاصطفاف في خندق الاسلام السياسي


المزيد.....




- مصر.. كيف تأثرت القيمة السوقية لشركة حديد عز بعطل في مصنع؟.. ...
- تونس.. البرلمان يصادق على فصل يهم التونسيين المقيمين بالخارج ...
- جميل ولكنه مؤذ.. مقتل 5 أشخاص إثر تساقط الثلوج في كوريا الجن ...
- اعتذار متأخر: بوتين يعبّر عن أسفه لميركل بسبب حادثة الكلب
- أردوغان: مبادرة بايدن الجديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة م ...
- السودان.. وفاة 4 أشخاص جوعا في غرب أم درمان
- سحب ملحق إلكتروني لـ-ساعة آبل- من الأسواق بعد اكتشاف عيب خطي ...
- المغرب - إسبانيا: تفكيك شبكة لتهريب المخدرات من المغرب بطائر ...
- قاذفات بي-52 الأمريكية الضخمة تحاكي قصف أهداف معادية في المغ ...
- تونس: قيس سعيّد يشدد على أهمية إيجاد نظام قانوني جديد لتحفيز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - افشال ندوة الجلبي.. دروس وعبر!!