الوثائق التاريخية للحركة التروتسكية فى المنطقة العربية
الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 15:58
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بعد قدرٍ ملحوظ من العمل الشاق الذي بدأ في عام 1943، تتجه الحركة التروتسكية في مصر بخطى ثابتة نحو إنشاء فرعٍ مكتملٍ للأممية الرابعة.
وقد مدت الحركة جذورها عندما توصلت مجموعةٌ من المثقفين الذين صاروا على اقتناع بصواب البرنامج التروتسكي إلى السيطرة على مجلة "المجلة الجديدة" في عام 1943. وكانت "المجلة" قد صدرت لوقتٍ طويلٍ كمجلةٍ ثقافية تُقَدِّمُ السياسة الستالينية وكانت ذات توزيع واسع ليس في مصر فقط وإنما أيضًا في فلسطين وفي العراق. وفي ظل محرريها الجدد، حاربت المجلة الفانسيتارتية (معاداة كل ما هو ألمانيّ) طوال الحرب تحت شعار "لا فرساي جديدة، لا ميونخ جديدة". وقد اتخذت موقفًا حازمًا تضامنًا مع قادة حزب العمال الاشتراكي ال 18 الموقوفين في قضية مينيابوليس ونشرت شهاداتهم الثورية في عدد من أعدادها. وكان من البارز أيضًا تأييدها لإضرابات عمال المناجم البريطانيين. ولاتخاذ "المجلة" هذه المواقف، جرى حظرها بأمرٍ من الحاكم العسكري في 1 مايو/ أيار 1944.
ومحرومين من مجلتهم، وإن كانوا قد كسبوا أنصارًا جددًا، قرر رفاقنا المشاركة في انتخابات ديسمبر/ كانون الأول – يناير/ كانون الثاني في الشتاء الماضي. فنظموا المساندة لترشيح الدكتور فتحي الرملي في دائرة محكمة السيدة وفق خطوط "جبهة اشتراكية". وقد انضم الستالينيون في البداية إلى هذه الجبهة لكنهم انسحبوا منها فيما بعد وذلك بسبب برنامجها: "سلم متحرك للأجور"؛ "الرقابة النقابية على التشريعات الاجتماعية"؛ "المساواة للمرأة في الحقوق"، إلخ. وقد دشنت الشرطة نظام إرهاب، فضَّت فيه اجتماعات الجبهة وقامت بتوقيفات جماعية. وفشل المرشح في الانتخابات، لكن الحملة البرلمانية جذبت شرائح جديدة من الشباب والعمال إلى التواصل مع البرنامج التروتسكي.
وفي فبراير/ شباط، جرى تنظيم المجموعات التروتسكية على أساسٍ عاملٍ في الإسكندرية وفي القاهرة. ويقوم أنصار الأممية الرابعة المصريون الآن بالتحضير لعقد مؤتمرهم العامّ الأول.
إن تقدم الرفاق تقدمٌ ملحوظ بشكل خاص لأنه جرى في وجه إرهاب متصل وخسارة رفيقين بارزين: الرفيق عزمي الدويري، الذي مات في الصيف الماضي بعد مرضٍ طويل، والرفيق بخور منشه، الذي جرى توقيفه بسبب نشاطاته الثورية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ولا يزال يقاسي عناء السجن.
#الوثائق_التاريخية_للحركة_التروتسكية_فى_المنطقة_العربية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟