أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد ابو حمد - الحركة (الاسلامية ) تستنسخ الدولة العباسية في السودان















المزيد.....

الحركة (الاسلامية ) تستنسخ الدولة العباسية في السودان


خالد ابو حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1154 - 2005 / 4 / 1 - 11:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تدار بعقلية الجباية وسطوة الامن وزيف الرأي
الحركة (الاسلامية ) تستنسخ الدولة العباسية في السودان


تحدثت كتب التاريخ كثيرا عن دولة بني العباس وعن اسرافها في الحكم وعن تسلطها وكبتها للمعارضين وعن تجاوزها في ممارسة فن السيطرة والتعزز بالقوة الامنية الضاغطة على حساب الحفاظ على كرسي الحكم.

وتحدثت المعاجم والقواميس السياسية كثيرا عن ادب الدولة العباسية في تعاملها مع الشأن العام الداخلي وفيما يتعلق بعلاقاتها بالاخرين ونحن في عصرنا الحالي لم نكن نتوقع البته وجود صورة مشابه لنموذج الدولة العباسية وتاريخها العجيب , ولم نكن على يقين تام بما قيل عن دولة بني العباس , وكما لم نكن على يقين ايضا ان دولة بني العباس هذه امتداد للخلافة الاسلامية الراشدة , ولم نكن نتخيل ابدا ان يعيش بين ظهرانينا نموذج حي للدولة العباسية بكل صورها وملامحها ودمها ولحمها .. كان ذلك الانموذج هو دولة (الانقاذ) في السودان الذي استنسخته الحركة الاسلامية السودانية من بعد ( مجاهدات) بلغت خمسون عاما ونيف..!!

نعم مثلت "الانقاذ" في السودان دولة المشروع الحضاري الاسلامي الذي كان يطمع ويحلم طيلة نصف قرن من الزمان بان يكون دولة الاسلام الكبرى في القرن الواحد وعشرين, وكانت الانموذج الحي الذي يمشي على اربعة ارجل متوافقا تماما مع انموذج الدولة العباسية فكل حدث ومعلم تاريخي في (الاولى) صغر او كبر له رديف ومشابه في (الثانية) .. بني العباس كانت دولة دموية بكل ما تحمل الكلمة من معنى, وامتلئت قصور الحكم فيها بالمكائد والمؤامرات والسلوكيات الشاذة ..!!

ابو مسلم الخرساني لوحده قتل 600 ألف انسان من اجل ان تقوم الدولة العباسية في العراق, ثم قتل على يد ابوجعفر المنصور الذي خاف منه ومن طموحاته..

ثوار القضية من بنو العباس عندما استلموا السلطة انصرفوا الي اطماعهم وتحقيق رغباتهم وقتلوا بعضهم بعضا, وانتشرت كل انواع المفاسد بينهم من فساد مالي واداري ونهب للاموال العامة والاختلاسات , والفساد الاخلاقي بكل صوره واشكاله واكثر ما وثقته الكتب الليالي الحمراء والتي تكتظ بالنساء والجواري والمغنين وشعراء الحكام الذي يتغزلون في بني العباس يزينون لهم سوء الاعمال..!!

ابومسلم الخرساني هذا كان خادما لدي مجموعة الثوار من البيت العباسي في بداية الاعداد للثورة , ويقدم لهم القهوة والشاي واحيانا يقوم بعمليات التدليك (مساج) لزعيم البيت العباسي, وبعد فترة اكتشف الثوار ان ذلك الخادم ابومسلم الخرساني قد خدم نفسه ورباها على الفكر والطموح فتجاوبوا مع طموحه وجعلوه واحدا من فرسانهم..!!

المعتصم بالله عندما جاء من عمورية منتصرا للمرأة التي صرخت (وامعتصماه) تفاجأ بتأمر بعض وزرائه عليه في غيبته وارادوا خلعه وتنصيب ابن اخيه العباس بن المامون, فما كان منه الا ان امر بحبسه و اطعامه اشهي انواع الطعام ومنع عنه مياه الشرب حتي مات من التخمة والعطش..!!

الوزراء يستقلون غيبة الخليفة في (الغزوات) فيتآمرون عليه ويسعون الي تنصيب حاكم غبي يحكمون من خلاله..!!

ام هارون الرشيد جارية احبها المهدي كانت تأمر وتنهى وبنفوذها كانت تحشد الجيوش وتسيرها..!!

في دولة بني العباس كان الناس يساقون الي المذبحة لمجرد الشك فقط ليس الا..!!

اخر الخلفاء اخذ بنصيحه وزير بن العلقم فقطع رواتب الجنود وسرحهم لان النصيحة وافقت بخله وحبه للمال..!!

قصص وحكايات بنو العباس نجد لها صورا مشابهة تماما في قصص وحكايات (الانقاذ الوطني) في السودان رغم بعد الزمان والمكان.

احد اكبر شيوخ الحركة الاسلامية في السودان كان مسئولا عن الاجهزة الامنية كان يأمر جنده بضرب ابنه الاكبر من زوجته الاولى ضربا مبرحا وحقنه دون استشارة طبيب بجرعات كبيرة من دواء للاعصاب والامراض النفسية فقط لانه من زوجته تلك التي تعيش في بيت للايجار في اكثر الاحياء فقرَا وشعبيتة بينما يعيش هو مع اسرته وابنائه من زوجته الثانية في فيلا كبيرة في مدينة "الرياض" اشهر المدن في العاصمة الخرطوم, وعندما تعب من وجود ابنه (ذاك) على قيد الحياة قال له سارسلك للعلاج في دولة اوربية فامر جنده بحقنه واركب الطائرة وهو لا يدري ووضع جواز سفره في جيبه وعندما حطت الطائرة وجد الابن نفسه في دولة باكستان فوجد ظرفا في جيبه مع جواز السفر والتذكرة فتح الظرف اذا هو خطاب من والده يطلب منه السفر الي (الجهاد) في افغانستان لمحاربة الروس معللا رغبة والده ان يموت (شهيدَا) حتي يكون له زخرا في الجنة..!!

احد الشيوخ الكبار في الحركة الاسلامية السودانية ,و في احدي الجلسات التعبؤية عام 1993 حضرها عدد من كوادر الجامعات حديثي الالتحاق بالحركة الاسلامية الطلابية المعروفة باسم (الاتجاه الاسلامي) ووسط التهليل والتكبير وعبارات التمجيد لم يتمالك الشيخ نفسه فقال لهم " منذ فترة طويلة قلنا اننا نريد حكم السودان وها نحن الان نحكم وليست هذه اخر طموحاتنا فنحن نريد ان نحكم العالم, ونحن الذين جئنا باساسي افورقي في اريتريا وجئنا ب ملس زناوي في اثيوبيا وجئنا بادريس دبي في تشاد واذا اردنا ان نغير أي نظام لفعلنا ذلك"..!!

وعندما علم الرئيس عمر البشير بتنفيذ سودانيين لمحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك بدون علمه أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث وقد كان يجزم بان السودان بعيد كل البعد عن التفكير في اغتيال الرئيس المصري, فقامت الاجهزة الامنية باغتيال رئيس لجنة التحقيق المهندس على احمد البشير وسط نظر ابنائه وزوجته.

وقبلها كانت محاولة اغتيال شيخهم في كندا ضمن تصفية الحسابات الداخلية وضمن مسيرة الصراع على السلطة في دولة بني العباس السودانية.

ومن المظاهر المرتبطة بممارسات الدولة العباسية ونموذجها في السودان يستغرب المرء عندما يقراء التقارير الاخبارية التي تقول ان حكومة الخرطوم قتلت 25 مدنيا في غارة جوية على منطقة دارفور وجرح في تلك الغارة المئات من الاطفال والنساء الذين ليس لهم اي ذنب غير ان ارادة الله تعالى جعلت من سكان تلك المنطقة التي ترفض ان تعيش على ذل الصمت على الانتهاكات المتلاحقة للحقوق وقال مركز ابحاث دولي ان الصراع في دارفور اسفر عن سقوط نحو ثلاثة الاف قتيل وتشريد اكثر من 600 الف نسمة, ومن الاحداث المهمة في تاريخ السودان الحديث والتي لم توثق بالشكل المطلوب هو عملية الابادة الجماعية لقبائل النوبة التي تقطن منطقة جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان, والتي مثلت اكبر ابادة جماعية للبشر في تاريخ المنطقة الافروعربية, ونسبة لبعد المنطقة من المركز وانتشار الجهل, غياب وسائل الاعلام, ضاعت فرصة التوثيق, ولكن بعض الجهات النوبية لها احصائيات بفقدان عشرات الآلاف من ذويهم, هذا غير الذين لقوا حتفهم في عمليات القصف الجوي الذي كانت تمارسه الحكومة السودانية قبل اتفاقية جبال النوبة التي جاءت بضغوط غربية قادها الولايات المتحدة الامريكية .

في هذا الصدد ان احد الاكاديميين باحدي الجامعات البريطانية كان يجرى دراسة عن "النوبة" في السودان وبينما هو ممسك بكاميرة فيديو ومنهمك في تصوير مشاهد من طبيعة تلك المنطقة الجميلة في غربي السودان اذا بطائرة عسكرية حكومية تقصف مساكن المواطنين العزل ومات على الفور اربع اطفال كانوا داخل احدي البيوت المصنوعة من "القش" و الشريط الذي يحتوي على ذلك المشهد المحزن والمبكي موجود وتظهر المشاهد بوضوح.

وأذكر فى الايام التى كنت اعمل فى اعداد برنامج(فى ساحات الفداء) التلفزيونى فى العام 1997- 1998م م وكانت المعارك العسكريه حاميه بين القوات المسلحه السودانيه وحركة التمرد فى منطقة شمال اعالى النيل وبالتحديد فى المنطقه شرق ابار البترول فى عدرائيل ،ومن هذه المعارك وصلتنا مجموعه من الاشرطه (الخام)وعلى ما اذكر كانت القوات الحكوميه في تلك المنطقة يطلق عليها متحرك (هدير الحق) قد استرد العديد من المناطق التى كانت فى يد قوات التمرد وبينما كنت اشاهد فى تلك الاشرطه الخام شاهدت مجموعه من القوات الحكوميه بعد ان دخلت المنطقه قتلت مجموعه من الاسرى وكانوا من الشباب صغار السن, ولا تتراوح اعمارهم 16 عاما ، وللحقيقه هي لم تكن المرة الاولى التى اشاهد فيها مثل هذه المشاهد المؤلمه والمنفره ،رغم أن الجيش الحكومي فيه العشرات من الضباط (المجاهدين) المتدينين وتحدث عميات اغتيال الاسرى امام أنظارهم.

عندما هاجمت قوات الدفاع الشعبى منطقة تلشى فى جبال النوبه وجاء (المجاهدون) بعد فتره الى ذويهم فى الخرطوم وبورتسودان فرحين ومبتهجين أن قواتهم دخلت مدينة تلشى مع سماع آذان الفجر وحينها لم ينتبه الناس الىهذه المفرده (آذان الفجر) فى تلشى مع آذان الفجر حيث الناس هناك يهمون لصلاة الصبح ،هذا يعنى أن المدينه دار السلام وليس دار حرب فكيف يمكن ان نطلق على ذلك جهادَا فى سبيل الله ، ومن مشهد هجوم تلشى يمكن أن نقيس على ذلك العديد من التجاوزات الكبيره التى تمس صميم الدعوة الي تحكيم (الاسلام)بهذا المفهوم وهذا التطبيق وتلك الممارسة التي تشكل صورة واقعية الي خلق مجتمع يرفض الاخر, ويرفض تحكيم الاسلام الذي يضهد الذين يختلفون مع النظام.

لأن الذي حدث صبغ لدى آخرين ان الدين الاسلامي يروع الامنيين حتى المسلمين انفسهم تماما مثل ضرب (القاعدة) لمبانى فى المملكه السعوديه قتل فيها مسلمين أبريأ ومن النساء والاطفال ، هل يمكن ان يكون هذا هو الاسلام السلام ،دين السماحه والعطف على الآخرين والضعفاء.

وصور تحكي وعيون تدمي..!!
مكنت الحركة (الاسلامية) في السودان شلة من اعضائها من مفاصل الدولة فهم يحكمون وفق اهوائهم فلا القضاء مستقل ولا الحرية مكفولة,و افرغت الحركة) الاسلامية) منظمات المجتمع المدني من مدلولها.
كما تخلت دولة المشروع الحضاري عن دورها الخدمي كراعية لامة فقيرة متخلفة وصارت جابية ضرائب وزكوات من العاجزين. في حين اكتنزت حسابات المنتمين والمنتفعين وارتفعت قباب.

تدار دولة الاسلام في هذا القرن، بعقلية الجباية وسطوة الامن وزيف الرأي، وان يساق الناس كالقطيع.
تحولت النقابات الى داعم رئيسي لسياسات دولة المشروع ضد الفقراء. ينخفض سعر البترول عالميا فيرتفع عندنا. فصرنا نشاهد ونسمع قادة العمل النقابي وهم يدافعون عن الزيادات. اليس وراء الاكمة شيء؟
حولت حرب الجنوب، ضحكَا على الناس، الى حرب دينية. والان حرب دارفور هي صراع قبلي حول المرعى واحيانا هي حرب ضد قاطعي الطرق. لا تعجز( دولة الاسلام) الصياغة وبلاغة البيان. لقد فقد خطاب الحركة (الاسلامية) المصداقية.
مكنت (الانقاذ) للجهوية والعنصرية , لقد كانت الحقبة الاستعمارية خير من سنوات حكم (الاسلاميين), بل كان الاستعمار الانجليزي أكثر رحمة من دولة (الانقاذ) دولة المشروع الاسلامي الحضاري...

علمتنا تجربة الانقاذ (الاسلامية) ان الانظمة الشمولية لا تعرف للاخرين حقا او صوابا, فهي كالمرحلة الفرعونية: (انا اهديكم سبيل الرشاد( لقد عرف المواطن السوداني قدره في كنف الحركة) الاسلامية) فهو لا يستطيع عن يدفع عن نفسه مظلمة ألحقتها به الانقاذ ولا ان يذب ذبابا ارسلته اليه.

ومن هنا نجد أنفسنا أمام تجربة الدولة العباسيه الجديدة التى استنسخت فى السودان, ولا غالب الا الله..!!



#خالد_ابو_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد ابو حمد - الحركة (الاسلامية ) تستنسخ الدولة العباسية في السودان