ماجد فيادي
الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 23:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من حسنات جريدة طريق الشعب أن لها تقليداً قديماً كل يوم خميس تقدم قصةً للاطفال، ومن هذه القصص التي قرأها لي والدي قصة الحمامة والووواوي. تبدأ القصة أن ثعلباً قد نصب فخاً للحمامة، بأن رمى لها حبات قمحٍ بالقرب من اغصانٍ كثيفة، فما أن رأتها حتى نزلت تلتقطها، لكي تقدمها طعاماً لافراخها الصغار، حينها انقض الثعلب عليها فأمسكها بفكيه وانيابه.
حاولت الحمامة أن تفلت من فكي الثعلب فلم تفلح، فتوسلت اليه ان يحررها رفقاً بفراخها الصغار، الذين ينتظرونها لكي تأتيهم بالطعام، فلم يقبل الثعلب واطبق فكيه عليها بقوة، طلبت الحمامة من الثعلب أن يحررها لحين أن يكبر فراخها ولن يعودوا بحاجة لها فتأتي ليأكلها، فهز الثعلب رأسه رافضاً، حينها لم يعد امام الحمامة إلا أن تستخدم ذكائها، فقالت له يقول السلحفاة الحكيم أنك ويوي ولست بووواوي، فهز الثعلب رأسه منزعجاً واكمل سيره نحو بيته متبختراً، فسألته الحمامة من جديد، لم افهم هل انت ووواوي ام ويوي، يبدو لي أن السلحفاة الحكيم على حق، فأنت غير قادر على الاجابة، عندها غضب الثعلب وقال بفم كبير أنا ووواوي، حينها افلتت الحمامة من فمه وحلقت عالياً مستعيدة حريتها، وقالت له أيها الووواوي من اجلي وفراخي لن اسمح لك بخداعي من جديد.
تطبق الاحزاب الحاكمة بفكيها وانيابها على الشعب العراقي وثرواته، بعد ان خدعته في الانتخابات ووعدته أن يجعلوا العراق اجمل من امريكا واوربا وان يكون نموذجاً تتطلع له دول الجوار، قدموا للشعب برامج تفوق الخيال، حتى أن قصص الف ليلة وليلة وقفت متخلفة أمام ما حاكوه من مستقبل للعراق، لكن الحقيقة الوحيدة التي يعيشها الشعب العراقي، أن تصدير النفط في تصاعد مستمر والخدمات في تراجع رهيب وخزنات الاحزاب الحاكمة امتلئت حتى الانفجار والفقراء في العراق يزدادون عدداً وجوعا.
ان الشعب العراقي يتابع بقلق الصراع العبثي بين السياسيين فهل يتحرك ليتغلب عليهم ويجبرهم أن يقولوا ووواوي أم يبقى بين فكيهم وانيابهم؟ وهل ستأخذ الاعتصامات والتظاهرات منحاً جديداً وتنتشر في كل مناطق العراق حتى تتحقق مطالب المواطنين أم ينقاد الشارع الى سياسة التسويف والتلاعب بالالفاظ والكلمات والوعود المعسولة حتى الانتخابات القادمة التي سيستغلها السياسيون في تغذية حملاتهم الانتخابية والسطو على ارادتهم؟.
لكل مواطنة ومواطن عراقي لا تنخدعوا من جديد بكلمات الاصلاح التي اطلقها السياسيون بعد اندلاع تظاهرات ساحة التحرير، لا تجعلوا من الوعود في تغييرات صغيرة طوق نجاة لهم، من اجلكم ومستقبل اطفالكم لا تنخدعوا من جديد، أما أن تتحقق مطالبكم المشروعة وتقدم لكم الخدمات أو سحب البساط من تحت الفاسدين والمتاجرين بهموم الشعب.
#ماجد_فيادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟