دعوة لوحدة الصف ورفض الاقتتال
والحوار الوطني وفق وثيقة البرنامج الوطني
انعقد
في مدينة غزة يوم أمس الاثنين لقاء وطني موسع في قاعة جمعية الشبان المسيحية بعنوان
" متطلبات صيانة الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان الاسرائيلي " وذلك بمشاركة ممثلي
القوى والفصائل والفعاليات السياسية والاجتماعية والمنظمات الاهلية وشخصيات سياسية
وأكاديمية وثقافية .
افتتح اللقاء بكلمات كل من
الدكتور حيدر عبد الشافي رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ، وصالح زيدان عضو
المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ، وجميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة
الشعبية ، وفي أعقابها بدأ النقاش ومداخلات المشاركين .
من جهته أكد الدكتور حيدر عبد الشافي على أهمية اجراء وقفة جادة
ومسئولة أمام الوضع الداخلي الفلسطيني لاستعادة وتقوية لحمته الوطنية، مؤكداً ان
الشعب يرفض بالمطلق الصراع والاقتتال الداخلي ويتمسك بسيادة القانون ، وحذر من
خطورة الفتنة والانجرار لها في ظل العدوان الاسرئيلي الذي طال الاخضر واليابس .
وأعتبر الدكتور عبد الشافي ان الوقت قد حان للوقوف
أمام الثغرات الكبيرة في الوضع الفلسطيني ، وفي مقدمتها غياب التنظيم لاوضاعنا
الداخلية بحدة الأدنى ، مؤكداً ان الانتفاضة بحاجة الى تنظيم للطاقات والفعاليات
لانها خيار الشعب الفلسطيني الذي من حقه ان يواصل قتاله دفاعاً عن حقوقه بعد ان
تأكد عدم جدوى المفاوضات .
واعتبر الدكتور عبد الشافي
بان تشكيل قيادة موحدة وطنية بمشاركة جميع القوى والفعاليات السياسية الفلسطينية
بات ضرورة وطنية ملحة كونها الاطار الوحيد الذي يوفر المشاركة الجماعية في اتخاذ
القرار الوطني بشكل ديمقراطي يتجاوز التفرد ، ويصون الوحدة ويحصن الوضع الداخلي في
مواجهة التحديات والمخاطر .
في كلمتة دعى صالح
زيدان الى وقفه وطنية أمام الاحداث الاخيرة المدانة والمرفوضة باغتيال العقيد راجح
ابو لحية واستشهاد المواطنين الخمسة ، والى الاستجابة لما دعت له الاغلبية لمعالجة
جادة للساحة الداخلية ، مؤكداً ان الحل يكون باحترام سيادة القانون ورفض الحلول
الأمنية المفروضة ، وكذلك برفض اخذ القانون باليد وعقليه الأخذ بالثأر وبتحريم
الاقتتال الداخلي ، داعياً الى احالة جميع المتهمين بأحداث 7/10 الى القضاء لتأخذ
العدالة مجراها ومطالباً السلطة بتشكيل لجنة تحقيق قضائية تتمتع بالنزاهة
والمصداقية للتحقيق بأحداث الجامعة الاسلامية وجباليا وغيرها .
وحذر زيدان من
خطورة التفريط بالوحدة الميدانية للانتفاضة وإطارها لجنة المتابعة ومن مخاطر
الاستقطاب الثنائي الحاد على وحدة الصف ومتطلبات تصعيد الانتفاضة والمقاومة ، في
الوقت الذي تقف فيه دبابات شارون على الابواب وتهدد بسحق الجميع .
ودعا كافة القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية والقطاعات
الجماهيرية للتحرك والضغط لنـزع فتيل الفتنة والتوتر وصيانة وحدة الصف .
كما أكد على الحاجة لتصحيح العلاقات الفلسطينية في اطار وطني
شامل تحت سقف برنامج وطني ديمقراطي في حوار وطني شامل حول وثيقة البرنامج الوطني
التي جرى التوصل لها في الخامس من آب / اغسطس وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة وفق
استراتيجية سياسية ونضالية موحدة ، والى تشكيل حكومة اتحاد وطني يكون من أولويات
برنامجها مواجهة الاحتلال الاسرائيلي .
من جهته
دعى جميل المجدلاوي الى توفير الضمانات الوطنية لاستمرار الانتفاضة وأهمية معالجة
ما كشفته الاحداث المؤسفة في الاسبوع الأخير من عوامل انهاك واضعاف للوضع الداخلي
في ظل استمرار الفساد والتطاول على القانون والمال العام ، وأكد إدانته اغتيال
العقيد راجح ابو لحية وسقوط المواطنين الخمسة الذي كشف عن مظاهر خلل مرشحة
للاستمرار، معتبراً ان المعالجة باتت ضرورية ببعديها المباشر، بإطفاء النار
المشتعلة والتي تهدد أمن المجتمع والاوسع بإجراء معالجة شاملة للوضع الداخلي
الفلسطيني .
وحذر من بروز اتجاهين كلاهما خطر ومدمر:
الأول يريد التعامل مع قضايا المجتمع والمشكلات بالحلول الأمنية البوليسية والثاني
لا يقل خطورة ويريد ان تعم الفوضى في المجتمع وتغييب القانون .
وأكد مجدلاوي ان
موقف الجبهتين كان واضحاً ومعلنا برفض كلا الاتجاهين والتمسك بخيار الحل الوطني
التوحيدي داعياً الى تطبيق سيادة القانون على الجميع بدون استثناء ونبذ عقلية الثأر
واخذ القانون باليد وتحريم الاقتتال ووأد الفتنة وتوحيد جهد القوى السياسية
وفعاليات المجتمع في التحركات الضاغطة لضمان لحمة المجتمع والصف الوطني .
واعتبر ان خيار الوحدة على اساس وثيقة البرنامج الوطني التي
تم التوصل لها في 5/8 بوضوح البرنامج بأهدافه السياسية وتحديد وسائل النضال
والمشاركة الجماعية بالقرار الوطني من خلال القيادة الوطنية الموحدة لتشكل الاطار
الوطني للوحدة السياسية والنضالية الفلسطينية لتطوير الانتفاضة والمقاومة بديلا عن
الازدواجية والاستقطاب الثنائي الضار .
وتخلل اللقاء
مناقشات ومداخلات تقدم بها عدد من المشاركين قدمت خلالها الاقتراحات بشأن الخطوات
والآليات المطلوبة لتفعيل التحرك السياسي والشعبي صونا لوحدة الصف ولدرء مخاطر
الاقتتال والانقسام الداخلي وسبل تصحيح العلاقات الفلسطينية على أساس البرنامج
الوطني المشترك والقيادة الوطنية الموحدة .
وتقرر
بإجماع المشاركين تكليف الدكتور عبد الشافي وصالح زيدان وجميل المجدلاوي بمتابعة
الاتصال مع الشخصيات والفعاليات والقوى بهدف صياغة مذكرة وطنية تجمع عليها التواقيع
وتستند الى الأسس التالية :
1 – رفض الاقتتال
ومحاربة الفتنة والتأكيد على حرمة الدم الفلسطيني ووضع الآليات والضوابط الكفيلة
بتحقيق ذلك .
2 – التأكيد على الدعوة لتشكيل قيادة
وطنية موحدة وحوار وطني شامل يؤكد على استمرار الانتفاضة والمقاومة وبناء المؤسسات
الوطنية على أسس سليمة والاصلاح الديمقراطي الذي يستجيب لحاجات شعبنا والتحضير
للانتخابات .
3 – الالتفاف حول ودعم وثيقة البرنامج
الوطني التي قدمتها لجنة الصياغة المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية
والاسلامية بتاريخ 5/8 واعتبارها اساس للحوار الوطني .