أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - موضوع في خدمة مشروع سياسي














المزيد.....

موضوع في خدمة مشروع سياسي


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 22:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على غير المثل من المسيحية وكثير من الأديان الأخرى، لا أحد يستطيع أن ينكر أن نبي الإسلام كان صاحب مشروع سياسي بقدر ما كان في الوقت نفسه صاحب رسالة دينية. ورغم إخفاقه في الجمع بين الاثنين معاً خلال الأعوام الأولى القليلة من بداية دعوته في مكة، إلا أنه سرعان ما نجح بعد الهجرة إلى المدينة في أن يمسك في يد واحدة السلطتين السياسية والدينية معاً. منذ تلك اللحظة فصاعداً، قد تحولت البوصلة الرئيسية للدين الإسلامي جهة خدمة المشروع السياسي تدعو له من فوق منابر المساجد وتضحي وتجاهد في سبيله بالنفس والمال، وتبرر له وتدافع وتستر عنه خطاياه وسوءاته مهما استفحلت. في قول آخر، منذ ذلك التاريخ مال الإسلام بدرجة جوهرية إلى أن يكون بوق دعاية ودرع واقي للحاكم صاحب المشروع السياسي. على هذا، لا ينبغي أن يستغرب أحد ما يفعله اليوم التيار الإسلامي من تبرير ودفاع مستميت عن السلطة السياسية ذات المظهر الديني في كل من مصر وتونس. هكذا كان وقد ظل الوضع السائد طوال مئات السنين، منذ نشأة الإسلام ذاته وحتى انهيار الخلافة الإسلامية في 1924. أما عدم تسخير الدين في خدمة السلطة السياسية منذ ذلك العام حتى صعود الإسلام السياسي إلى السلطة خلال الربيع العربي في 2011، هذا هو الاستثناء وليس القاعدة عبر كل التاريخ العربي الإسلامي.

قبل أن يجعلها قسطنطين العظيم (272-337) الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية، كان قد مر على نشأة المسيحية أكثر من ثلاثة قرون كاملة استطاعت خلالها أن تبني لنفسها كياناً منفصلاً ومميزاً عن السلطة السياسية. تجسيداً لذلك الاستقلال الجوهري الذي وصل حد التناحر والعداء المعلن في محطات كثيرة، كان اضطهاد الحكام الرومان قاسياً لهذه الديانة الجديدة طوال القرون الثلاثة الأولى من عمرها. ثم بعد المصالحة، لم تستقر العلاقة أبداً بين الدين والسياسة لمصلحة أحدهما على حساب الآخر. بل ظلت حتى اليوم منافسة ومغالبة مكتومة تارة ومعلنة أخرى بين هذا وذاك، حيث كانت الغلبة طوال أكثر قرون العصور الوسطى للكنيسة، لتنقلب الآية مجدداً في الأزمنة الحديثة والمعاصرة. في كل الأحوال، قد ظل الانفصال والاستقلال الذاتي هو السائد في الغرب بين السلطتين السياسية والدينية، تتعاونان أحياناً وتختلفان وتتنافسان، وحتى تقتتلان، في أخرى. هذا التميز والاستقلال الذاتي الجوهري بين السلطتين لم يعرفه التاريخ العربي الإسلامي، عدا بضع سنوات قليلة غير مؤثرة في مكة سبقت هجرة الرسول إلى المدينة، التي انطلق منها المشروعان السياسي والديني معاً على بساط واحد- نشر الإسلام.

ليس أخطر من فقدان الهوية المنفصلة والاستقلال الذاتي يضعف ويهدد الإسلام نفسه وشعوب المنطقة العربية هذه الأيام. حتى اليوم، لا يزال لا يستطيع أحد أن يعرف ما هي الجهة الرسمية المتحدثة بالحقيقة باسم الإسلام. كل من قرأ بضعة كتب قديمة ممتلئة بالخرافات والانحرافات والأساطير والشعوذة وما تجاوزه الزمان منذ أمد، وله بعض المريدين ويملك حنجرة قوية وميكروفون في جامع أو عبر أثير محطة فضائية يستطيع أن يتكلم ويفتي بمنتهى الجرأة وأحياناً الوقاحة في كل شيء، من الإبرة إلى الصاروخ، من دون أن يستطيع أحد أن يعترض سبيله. مقارنة بهذه السيولة والتسيب الهمجي، لا يستطيع حتى أذكى وأمهر محامي أو طبيب أو مهندس أو مدرس...الخ أن يمارس مهنته من دون رخصة تجيز له ذلك. على العكس، قد ظل الإسلام مشاعاً بين الناس، يفتي فيه كل من يشاء بما يشاء. منذ البداية، الإسلام أخفق في أن يطور لنفسه هوية منفصلة وكيان مستقل. وفيما بعد في عصر الدولة القومية القائمة على المؤسسات المستقلة، أخفق الإسلام في أن ينشئ لنفسه مؤسسة تضبطه. هكذا قد ظل الإسلام حتى الآن فريسة سهلة وأداة طيعة في يد كل حاكم، سواء عربي ومسلم أو حتى من بلاد تركب الأفيال.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه
- ثورة خرجت من بيتها
- حول المشكلة الإسلامية (3)
- حول المشكلة الإسلامية (2)
- حول المشكلة الإسلامية (1)
- احترام الأديان من احترام الإنسان
- الله في أبهى ثوب
- أنا موجود إذاً الله موجود
- أنا موجود، الله موجود؟
- والله لا يتكلم
- المعنى بين النص والواقع
- لغة البهائم والبشر
- لأن الله معهم
- الشعب والنخبة والحاكم بين الديكتاتورية والديمقراطية


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - موضوع في خدمة مشروع سياسي