|
تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ مقتطف من الفصل الأوّل من كتاب- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف-
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 20:09
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟
مقتطف من الفصل الأوّل من كتاب" الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف"
" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"
العدد 11
ناظم الماوي
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( الجزء الأوّل من الكتاب) .
إنّنا نؤكّد بأنّ الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية – اللينينية و بدون الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .
( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984).
====== كلمة العدد 11:
فى هذا العدد و العدد التالي 12 سننشر كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف". فى العدد 11 ، نضع بين يدي القراء محتويات الجزء الأوّل من الكتاب وفى العدد 12 محتويات الجزء الثاني.
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف .
" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " ) .
============
" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية... - ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية... - ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."
( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)
" إنّ لكلمة برنشتاين المجنّحة :" الهدف النهائي ليس بشيء ، الحركة هي كلّ شيء " ، تعبّر عن طبيعة النزعة التحريفية خيرًا من عدد كبير من الشروحات المستفيضة . أن يحدّد المرء سلوكه تبعًا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكلّ التطوّر الرأسمالي ، أن يضحّي بهذه المصالح من أجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية ."
( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)
" إن وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري ".
( لينين - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي-)
" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة."
( لينين –" برنامجنا "-)
===========
" التحريفية أو الإنتهازية اليمينية ، هي تيّار إيديولوجي برجوازي أشدّ خطرا من الجمود العقائدي. إنّ المحرفين أي الإنتهازيين اليمنيين ، يتشدّقون بالماركسية و همأيضا يهاجمون " الجمود العقائدي" . و لكن ما يهاجمونه إنّما هو بالضبط خلاصة الماركسية . إنّهم يعارضون المادية و الديالكتيك أو يشوهونهما ...".
( ماو تسي تونغ – حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير 1957)
--------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."
( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).
" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."
( ماو تسى تونغ )
---------------------------------
" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".
( ماو تسى تونغ- 1945) ===================================================
مقدّمة :
منذ بضعة أشهر ، أنجزنا كرّاسا أفردناه لحزب " يساري" تأسس فى أوت 2012 ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد و الآن نصبّ إهتمامنا على حزب حديث الولادة هو الآخر ، الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى أنهى أشغال مؤتمره التوحيدي فى مطلع شهر سبتمبر 2012 وهو إفراز لعملية وحدة بين حزبين قانونيين موجودين على الساحة السياسية هما حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوحدة ؛ فى حين واصل التيّار الآخر مساره نحو الإلتحاق بمستنقع " نداء تونس" و أضرابه).
و يندرج مجهودنا هذا فى إطار تطبيق شعار مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف " اليسار" فى القطر والفرز بين الماركسية و التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بقناع الماركسية . فهدفنا كشيوعيين حقيقيين هو الشيوعية و تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري و هدف الماركسية المزيفة التى ننقد و نفضح هو خدمة أعداء الكادحين و تأبيد الإضطهاد و الإستغلال و ليس القضاء عليهما.
و سنحكم على أصحاب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حسب كلمات للينين فى " ما العمل؟" ، " لا على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، لا على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم ، بل على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع "، و فى هذا العمل تحديدا و جوهريّا على أساس وثائقهم هم بالذات .
و لسنا من هواة إطلاق الشتائم و القذف و لا من هواة أسلوب السباب و إنّما ديدننا هو إستخدام سلاح النقد الماركسي و الخوض فى أعماق أفكار و مقولات المجموعة التى نسلّط عليها الأضواء لنظهرها على حقيقتها ، عارية ، دون المساحيق التى تخدع الكثيرين من الذين يتأثّرون بالكلام المعسول و المنمّق و الأوهام البرجوازية الصغيرة و ينسون أن الشيوعية علم يجب أن يدرس و نتائجه فى صفوف البروليتاريا و الشعب يجب أن تروّج .
و نحن كماديين جدليين لا ننطلق من فراغ لنصدر الأحكام و لا نحن نرجم بالغيب بل منطلقنا على الدوام هو الواقع الموضوعي و وثائق المجموعة التى ننقد و التى عليها نطبّق علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية ليكون تحليلنا و تلخيصنا تحليلا و تلخيصا علميين نعتمدهما فى الصراع فى سبيل الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح الذى بوسعه أن ينير لنا و للمناضلين و المناضلات و للبروليتاريا و بقيّة الطبقات الشعبية طريق التحرّر الحقيقي و ليس الوهمي .
و نحن نعوّل على رحابة صدر القرّاء ليسمحوا لنا باللجوء إلى كمّ لا بأس به من الإستشهادات بأقوال رموز الشيوعية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و نتوقّع من الذين ننقدهم أن ينتفضوا ضد إستعمالنا لل" كتب " التى نراها متضمّنة لتحاليل وتلاخيص نظرية علمية لحقائق موضوعية من تجربة البروليتاريا العالمية بمختلف أوجهها و تكتسي بالغ الأهمّية فى علم الثورة البروليتارية العالمية و يرونها حجر عثرة أمام مشروعهم التحريفي . ففى هذا الجدال ضد من يدعون الماركسية- اللينينية فى حين أنّهم يطمسونها ويشوّهونها ، لا مناص من عرض الآراء الحقيقية للينينية كمرحلة ثانية فى تطوّر الماركسية و الماوية كمرحلة ثالثة فى تطوّرها و لا مناص من إبراز ما سعى و يسعى التحريفيون إلى قبره و طمره و إهالة التراب عليه من مبادئ الشيوعية الثورية و بذلك يلبّي عملنا هذا حاجة مزدوجة : دحض التحريفية و التعريف بالشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية .
و بحثا عن منتهى الوضوح الممكن ، فصّلنا مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي التى سنتناول بالبحث تفصيلا فتوصّلنا إلى التخطيط التالي لعملنا هذا الذى لن يُعنى إلاّ بأمّهات المسائل أمّا تلك التى نعدّها ثانوية الآن فقد نناقشها فى مناسبات أخرى :
مقدّمة :
I- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟
1- من هو الماركسي الحقيقي؟ 2- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ 3- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ 4- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي ؟
II- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟
1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟ 2- الديمقراطية الطبقية أم الديمقراطية " الخالصة " ؟ 3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ 4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟
III- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟
1- المبادئ الشيوعية أم البراغماتية ؟ 2- جمع الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد؟ 3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي؟ 4- الحرية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟
VI- "الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.
1- عن الماركسية - اللينينية . 2- عن الإشتراكية العلمية . 3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات". 4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ".
V- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى يبتلع الإستراتيجيا :
1- طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بين الماركسية و التحريفية. 2- المسألة الديمقراطية غائبة والجبهة الوطنية مائعة. 3- التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا. 4- إلى أين تفضى الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟ : دروس التجارب العالمية.
IV- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :
1- تداخل مفزع فى المفاهيم. 2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية. 3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش . 4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية. 5- أوهام حول المجلس التأسيسي .
IIV- جملة من أخطاء الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا :
1 - طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية. 2- الكفاح المسلّح. 3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر.
IIIV- ماضى الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و حاضره و مستقبله :
1- بصدد ماضي هذا الحزب. 2- بصدد حاضره. 3- بصدد مستقبله.
خاتمة :
ملاحق : 1- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة. 2- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون! 3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيون الديمقراطيون.
جانفي 2013
تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ يتحدّث الحزب الجديد عن الإنتفاضة و التمرّد و الثورة و المسار الثوري و كأنّها الشيء عينه و يعتبر نفسه حزبا ثوريّا و يتجاهل تمام التجاهل دكتاتورية البروليتاريا بما هي دولة جديدة تقوم على أنقاض الدولة القديمة التى هي بدورها تتعرّض لعملية تجاهل كلي من حيث مصيرها . و يعتبر هذا الحزب أنّ ما حدث فى تونس هو " بداية تفكيك الدكتاتورية " و لا ينبس ببنت شفة عن جهاز الدولة بمكوّناته الأساسية من جيش و شرطة و مؤسسات دواوينية ... وعمادها الجيش.
" يعتبر الجيش ، حسب النظرية الماركسية حول الدولة ، العنصر الرئيسي فى سلطة الدولة . فكلّ من يريد الإستيلاء على السلطة و المحافظة عليها ، لا بدّ أن يكون لديه جيش قويّ "
( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجيا "6 نوفمبر - تشرين الثاني 1938 ؛ المؤلفات المختارة المجلّد الثاني ، الصفحة 66 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ) .
و يطلقون فى الوثائق التى ندرس لسانهم بكلام عن الإستعمار الجديد و نظام الإستعمار الجديد و يلوذون بالصمت المطبق و المطلق لمّا يتعلّق الأمر بكشف الحقائق و قول الحقيقة للجماهير ، قول إنّ الجيش هو العنصر الرئيسي فى سلطة دولة الإستعمار الجديد ، عماد الدولة القائمة و الساهر الرئيسي على ديمومتها و ديمومة مسك الطبقات الحاكمة بالسلطة بل و يمضون بعيدا ( مثل تصريحات شهيرة لمن أمسى أمينا عاما لهذا الحزب ) فى الثناء على الجيش التونسي و كيل المديح لجيش دولة الإستعمار الجديد هذا ! من ناحية يصبّون جام غضبهم و نار نقدهم على دولة الإستعمار الجديد و من ناحية أخرى يمدحون جيشها ، عماد هذه الدولة و عنصرها الرئيسي. بأي نبوغ لا يضارع وبأية مهارة تحريفية تحبك هذه المغالطة من المغالطات الكثيرة التى يعتمدها عن وعي قادة هذا الحزب على وجه الخصوص.
فى 2012 ، و عقب ما يسمّوه زورا " ثورة " وهو فى الحقيقة إنتفاضة شعبية ليس إلاّ ، نلفى جماعة هذا الحزب يهيلون جبالا من التراب على مبدأ آخر من المبادئ الأساسية للماركسية ألا وهو ضرورة تحطيم جهاز الدولة القديمة ، الذى طالما شدّد عليه لينين و ماركس من قبله عند تلخيصه لتجربة كمونة باريس التى ركّزت شكلا من أشكال دكتاتورية البروليتاريا و التى لا يرى فيها التحريفيون إلاّ جانب ثانويى انتخابات المسؤولين – دون التشديد الصريح حقّا على ناحية إمكانية إقالتهم- الذى ينفخون فيه نفخا ليجعلوا منه أسمى أشكال الديمقراطية فى المطلق أي يطمسون الديمقراطية البروليتارية / دكتاتورية البروليتاريا و يسوّقون لنقيضها الديمقراطية البرجوازية . و من الدروس المستخلصة من كمونة باريس درس عظيم الأهمية و الدلالة سلّط عليه لينين الكثير من الضوء فى " الدولة و الثورة " ( الصفحات 39 و40) :
" و بوجه خاص برهنت الكومونة أنّ " الطبقة العاملة لا تستطيع أن تكتفي بالإستيلاء على آلة الدولة جاهزة و أن تحركها لأهدافها الخاصّة "..."( من مقدّمة لطبعة ألمانية من " البيان الشيوعي " بتاريخ 24 حزيران ( يونيو) سنة 1872)؛ ثم فى أفريل سنة 1871 ، فى أيام الكمونة بالذات ، " كتب ماركس إلى كوغلمان : "... أعلنت أن المحاولة التالية للثورة الفرنسية يجب أن تكون لا نقل الآلة البيروقراطية العسكرية من يد إلى أخرى كما كان يحدث حتى الآن ، بل تحطيمها . و هذا الشرط الأوّلي لكلّ ثورة شعبية حقّا فى القارة ".
كان لماركس و لينين من المبدئية و الجرأة النظرية و العملية بحيث صرّحا بهكذا آراء على الملأ و ناضلا بما أوتيا من جهد نظري و عملي من أجل تكريسها فى الواقع و يأتي هذا الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد بعد أكثر من 140 سنة من كتابة تلك الأسطر العاكسة لحقيقة فاقعة و بعد ما يناهز القرن من تذكير لينين بها و إبرازها ثم تطبيقها على أرض الواقع فى ثورة أكتوبر 1917 ، ليتنكّروا لذلك ويتستّروا على أهمّ مكوّن من مكوّنات دولة الإستعمار الجديد و ينقذوا هذه الدولة بإستبعاد طرح أيّة فكرة عن تحطيمها . إنّهم يعملون على ترميمها و تحسينها و ليس على تحطيمها و إنشاء دولة جديدة على أنقاضها . آراءهم التحريفية هذه بعيدة جدّا ، بعيدة منتهى البعد عن الماركسية و روحها الثورية .
و مرّة أخرى ، يصحّ عليهم قول ماركس" يبرهنون على أنهم ليسوا أكثر من خدم للبرجوازية "!
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ مقتطف من الفصل ال
...
-
من هو الماركسي الحقيقي ؟ مقتطف من الفصل الأوّل من كتاب- الحز
...
-
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( مقدّمة ال
...
-
مغالطات كبيرة فى مساحة صغيرة من أحد قادة الحزب الوطني الإشتر
...
-
جدلية النضال السلمي و النضال العنيف .
-
العنف ماركسيا .
-
إلغاء الإضراب العام بتونس : قتلتنا الردّة إتّحاد الشغل يحمل
...
-
بصدد عنف الجماهير: باطل يا حزب موحّد باطل ! - باطل يا حزب -
...
-
تونس – سليانة : الموقف التحريفي المخزي لبعض فرق - اليسار- من
...
-
الأممية البروليتارية و الثورة الماوية فى الهند !
-
حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي ا
...
-
الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد : أليس حزبا ماركسيّا م
...
-
طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأ
...
-
لا فرق لدي البلشفي / الخوجي بين الثورة و الإنتفاضة، بين الوه
...
-
نضال ماو تسى تونغ ضد تيتو و خروتشوف
-
ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا
-
لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات
...
-
التنظير المثالي الميتافيزيقي البلشفي/ الخوجي للإنتهازية. مقت
...
-
إلى الوطنيين الديمقراطيين -الوطد-: توضيحات لا بدّ منها بصدد
...
-
كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته ؟
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|