أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - عبدالخالق حسين - تضامناً مع المفكر أحمد القبانجي















المزيد.....

تضامناً مع المفكر أحمد القبانجي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 13:18
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


تناقلت الأنباء خبراً صادماً، وما أكثر الأخبار الصادمة في هذا الزمن الرديء، أن السلطات الإيرانية اعتقلت المفكر الإسلامي التنويري السيد أحمد القبانجي "...ولم تثمر كل محاولات عائلته الاتصال به او معرفة مصيره ..." (من رسالة ابنه الأوسط، محمد إلى أحد أصدقائه). ولأول مرة أعرف أن السيد القبانجي يقيم في مدينة قم الإيرانية. والمتابع لمحاضرات وكتابات السيد القبانجي، يعرف أنه في قمة الشجاعة والثقافة، والقدرة على الخطابة الارتجالية. وتأكدتْ شجاعته أكثر عندما علمنا أنه كان ينشر كل هذه الأفكار التنويرية الجريئة وهو مقيم في إيران، البلاد التي يحكمها نظام إسلامي صارم، يعتمد النقل بدلاً من العقل.

ومن يتابع محاضرات وكتابات السيد القبانجي، يعرف أنه مثقف موسوعي من طراز فريد، فهو رجل دين وفيلسوف بكل معنى الكلمة. فالرجل ذو إطلاع واسع، ليس على العلوم الدينية والتراث الإسلامي فحسب، بل وعلى الفلسفات القديمة والحديثة، والعلوم الاجتماعية والنفسية وغيرها. وهذا واضح من تنوع المواضيع التي تطرق إليها في محاضراته المنشورة على اليوتيوب، وبحوثه على الانترنت، إضافة إلى كتبه المطبوعة.

وإذا كان المسلمون يعتبرون الإمام أبو حامد الغزالي أثقف رجل دين في زمانه، حيث لقبوه بـ(حجة الإسلام)، فإني اعتقد أن السيد القبانجي هو أثقف رجل دين وباحث إسلامي في هذا العصر، ولكنه في نفس الوقت، على النقيض من الإمام الغزالي في موقفه من العقل. فالغزالي رغم تبحره في معارف زمانه بما فيه الفلسفة، ولكنه، ويا للكارثة، وظف إمكانياته المعرفية الواسعة لإلغاء العقل، والاعتماد الكلي على النقل من السلف، ومحاربة الفلسفة والعقلانية في تفسير المصوص الدينية، فألف في ذلك كتاباً بعنوان (تهافت الفلاسفة)، شن فيه حرباً شعواء على العقل والعقلانية، الفلسفة والفلاسفة، وبذلك فقد ساهم الغزالي بدور رئيسي في تدمير العقل العربي- الإسلامي منذ ذلك القرن الحادي عشر الميلادي وإلى الآن. وهو يتحمل مسؤولية كبرى في إلغاء عقل المسلم وما آل إليه المسلمون في عصرنا الحاضر من تخلف ودمار وتفشي الإرهاب. (سأعود إلى هذا الموضوع في مقال مستقل، تعليقاً على كتاب: إغلاق عقل المسلم، للباحث روبرت رايلي، قريباً).

بينما كرس العلامة السيد أحمد القبانجي معارفه وإمكانياته الخطابية والكتابية لإعادة مكانة العقل والعقلانية والدفاع عنهما بلا هوادة وبمنتهى الشجاعة والبلاغة. وبذلك، فهو يعتبر بحق من المعتزلة الجدد. ومن لم يسمع بالمعتزلة، أقول أنها حركة فكرية نهضوية رائعة وصلت القمة في عهد الخليفة العباسي المأمون في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي). وهي تشبه حركة النهضة الأوربية في القرنين السادس عشر والسابع عشر. ولو قدر لحركة المعتزلة بالاستمرار لكانت النهضة الحضارية التي نشهدها اليوم في الغرب حصلت في العالم الإسلامي قبل أوربا بقرون. وفلسفة هذه الجماعة الفكرية تعتمد على تفسير الكتاب والسنة وفق ما يتفق مع العقل، وكلما لا يتفق مع العقل يحاولون تفسيره تأويلاً. وهذا ما حاول السيد القبانجي التأكيد عليه في جميع محاضراته وأعماله الكتابية.

والجدير بالذكر أن القبانجي، كمصلح إسلامي، هو ليس الأول، ولا الأخير في إحياء حركة المعتزلة لإعادة مكانة العقل ومنحه الأولوية على النقل، إذ سبقه كثيرون في هذا المجال وفي مختلف مراحل التاريخ، وكانوا جميعاً ضحايا تعسف الحكام الطغاة والحركات الرجعية وتعرضت مؤلفاتهم للحرق. فمأساة الفيلسوف القرطبي ابن رشد معروفة، الذي حاول رد الاعتبار إلى العقل والفلسفة في رده على الغزالي بكتابه المعروف: (تهافت التهافت). والنتيجة أن وُضِع ابن رشد في السجن، وجمعت كتبه (108) في ساحة مدينة قرطبة، وأشعلت فيها النيران. وهكذا انتصر الغزالي على ابن رشد، أي انتصر النقل على العقل.
ونفس المأساة حصلت في عصرنا الراهن، للمفيلسوف اللبناني المعروف، الشهيد حسين مروة، والذي كان رجل دين في مقتبل حياته، حيث تلقى دروسه الدينية في النجف الأشرف، وبعد ذلك تبنى الفلسفة المادية وانخرط في حركة اليسار حتى صار زعيماً للحزب الشيوعي اللبناني، وألف أروع كتاب بعنوان (النزعات المادية في الفلسفة العربية-الإسلامية) نشر منه جزئين. واغتيل على أيدي الإسلاميين الذين وأحرقوا مكتبته بما فيها الجزء الثالث من كتابه النزعات المادية.... وكذلك تعرض الراحل حامد نصر أبو زيد، الذي كان أستاذاً في علوم القرآن في جامعة القاهرة، حاول تفسير القرآن تفسيراً عقلانيا، فحكموا عليه بالردة، وتدرجوا باضطهاده على مراحل، المرحلة الأولى، فصلوه من الجامعة، والثانية، أمروا بفصله عن زوجته لأن الكافر لا يجوز الزواج من مسلمة، وفي الثالثة، حكموا عليه بفصل رأسه عن جسمه، لأن حكم المرتد القتل. فاضطر الرجل وزوجته بالهروب والإقامة في هولندا إلى أن توفى في العام الماضي.
وهناك المئات من المفكرين الليبراليين المسلمين اضطروا على الهجرة القسرية ليسلموا بجلودهم، وليواصلوا نضالهم الفكري لإصلاح الإسلام وتحريره من التطرف والإرهاب.

وللأسف الشديد لم تتوفر الفرصة للسيد القبانجي بالهجرة إلى الغرب، وربما توفرت له ولكنه فضل البقاء لنشر أفكاره التنويرية في المكان الأشد حاجة إليها حيث قلعة الرجعية كتحد منه، والذي يحكمه نظام الملالي، إلى أن ألقي عليه القبض وتم اعتقاله.

لا شك أن توجهات القبانجي الفكرية هي في صالح الإسلام نفسه لأنه يريد مصالحة الإسلام مع الحداثة والحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان. لذلك فإقدام السلطات الإيرانية على اعتقال السيد القبانجي جريمة لا تغتفر، ودليل على وحشية النظام وعدم احترامه لحرية التعبير والتفكير وحقوق الإنسان.
لذلك نهيب بكل أحرار العالم من أنصار حرية التفكير والتعبير والضمير، ومنظمات حقوق الإنسان، شن حملة واسعة ومتواصلة على الحكومة الإيرانية، لإطلاق سراح المفكر الفيلسوف الإصلاحي السيد أحمد القبانجي فوراً، ومنحه وعائلته حق الجوء إلى إحدى الدول الغربية لمواصلة نضاله في نشر الفكر التنويري.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــ
1- للمشاركة في توقيع حملة إطلاق سراح المفكر أحمد القبانجي، يرجى فتح هذا الرابط
http://www.ahewar.org/camp/i.asp?id=387

2- أرشيف مقالات السيد أحمد القبانجي في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/m.asp?i=5933



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق فقط، الخيانة الوطنية عمل وطني!
- هل صححت السعودية سياستها من العراق؟
- هل الحل في تقسيم العراق؟
- العراق في مفترق الطرق
- رد متأخر على مقال: أسباب اضطهاد الشيعة
- لماذا يطالبون المالكي بالاستقالة؟
- إنتفاضة شعبية..أم فتنة بعثية طائفية؟
- أيها الديمقراطيون، هل اتضحت لكم الصورة الآن بما فيه الكفاية؟
- الديمقراطية فضحت المجتمع العراقي
- من المستفيد من إفشال العملية السياسية في العراق؟
- غفلة الغرب عن مخاطر الإسلام السياسي
- قول الصدق في زمن الخديعة عمل ثوري
- هل سيحقق البارزاني نبوءة صدام؟
- خطط مُبيَّتة لنهب ثروات العراق
- حول إلغاء البطاقة التموينية
- في مواجهة الحرب الإعلامية التسقيطية
- من يحاكم المتَّهّم...القضاء أَم الإعلام؟
- وعن جرائم البعث لا تتكلموا..!
- الشريعة الإسلامية كتبت لحل مشاكل القرون المنصرمة وغير صالحة ...
- لست تابعاً للمالكي، والعلمانية أفضل نظام لحكم العراق


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - عبدالخالق حسين - تضامناً مع المفكر أحمد القبانجي