أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - الكبير الداديسي - الإقبال المتزايد على البضائع والملابس المستعملة














المزيد.....


الإقبال المتزايد على البضائع والملابس المستعملة


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 03:15
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إقبال متزايد على البضائع والملابس المستعملة في المغرب
ذ. الكبير الداديسي
ظلت المتاجرة في الأجهزة والملابس والتحف القديمة بالمغرب محصورة بين فئات قليلة تتعلق ببيع التحف كالتماثيل والأواني النحاسية ، والمنحوتات الخشبية التي كانت تعرض في البازارات وكان المغاربة يعتقدون أنها معروضة للسياح فقط ، وقلما اقتنى المغربي ملابس أو تجهيزات منزلية مستعملة ، بل وقلما باع المغربي أغراضه ، فتجد سطوح المنازل أو بعض الأركان في البيت تعج بالمتلاشيات التي لا يستعملها ولكنه يحتفظ بها ، فكان من العيب بيع الأمتعة القديمة ، كما كان المغاربة ينظرون لمن يتبضع من ( البالي أو الجوطية ) نظرة احتقار ، ويخجل المرء إن انكشف أمام زملائه يرتدي بذلة مستعملة ....
لكن اليوم انقلبت كل القيم فأصبحت المتاجرة في الأجهزة المستعملة تجارة قائمة بذاتها ، بل ربما تكاد تتفوق على تجارة الجديد في بعض القطاعات ،فأصبحت لكل مدينة أسواق متخصصة في بيع القديم : قطع غيار ،أحذية ، تجهيزات منزلية ، أدوات إليكترونية ، ألعاب أطفال ،ملابس ، وفي الملابس ظهرت تخصصات ، ( ملابس النساء ،الرجاء ، الأطفال ، المعاطف ، الجوارب الملابس الداخلية ملابس السباحة ، الملابس الرياضية ...)
وفي جولة بمدينة آسفي ( وهي مجرد نموذج لا يختلف في شيء عن باقي المدن المغربية) يفاجأ المرء لهذا الكم الهائل من الدكاكين التي تخصصت في بيع المتلاشيات والبضائع القديمة ، لدرجة أنه قد لا يخلو شارع أو زقاق في المدينة من محلات للخردة ، ناهيك عن الأسواق الدائمة بكل من كاوكي الكورس، بياضة ، شنقيط ،بوعاودة ، عزيب الدرعي ... ويبقى سوق العفاريت أهم هذه الأسواق وأقدمها إضافة إلى الأسواق العشوائية الأسبوعية خاصة يوم الأحد إذ أصبحت هذه الأسواق العشوائية تقطع حركة المرور من عدة شوارع ، ومصدر إزعاج لسكان عدة أحياء خاصة أنس ، جنان علان ـ الكدية البيضاء ، الحي الصناعي .. تقول فاطمة واحدة من قاطني الكدية البيضاء :( لقد استُعمرنا ، وحُرمنا من التمتع بعطلة نهاية الأسبوع نحن في شبه زنازين معزولة أبناؤنا ممنوعون من الخروج واللعب إمام المنزل ، نهاية الأسبوع تفرض علينا الإقامة الجبرية ، وغالبا ما أجدني أفكر كيف أتصرف إذا ما وقع لي أو لأحد أفراد عائلتي مكروه وكنت مجبرة على إخراج سيارتي أو الاتصال بسيارة الإسعاف أو الإطفاء كيف يمكن لسيارة أن تخترق هذه الأكوام من المتلاشيات المكدسة أو الأجساد البشرية المتدافعة طيلة الشارع والأزقة المحيطة بنا، وكثير من زوارنا لا يمكنهم الوصول إلينا بسياراتهم يوم الأحد...)
وفي حوار مع بعض زبناء هذه الأسواق كان معظم المستجوبين يحبذون تزايد هذه الأسواق : يقول عبد الرحيم موظف : ( الحقيقة أنا أفظل إقتناء أغراضي من هذه الأسواق ، خاصة الأحذية ، فكثيرا ما اشتريت أحذية رياضية أوغيرها جديدة لكنها سرعان ما تقطعت وعندما أقتني حذاء مستعملا يكون بثمن أقل ويعمر أكثر ...) وهو ما أكده أحد أصدقائه عندما قال : من الأحسن لي أن أقتني علامة تجارية مستعملة وإن بثمن غالي من أن أشتري بضاعة صينية جديدة ولو بثمن بخس ..)
وفي إجابة بعض الباعة عن أسئلة : كيف تحصلون على هذه البضائع ؟ قال احدهم يبيع بعض التحف النحاسية : بالنسبة لي أنا كل القطع المعروضة هي من أنتاج مغربي منها ما اشتريته من أصحابها مباشرة ، ومنها ما اشتريته من باعة متجولين ، في مرحلة سابقة كان معظم زبنائي من الأجانب أم اليوم فقد أصبح المغربية يقبلون على مثل هذه التحف ...) فيما أكد صاحب محل بيع أحذية مستعملة : كل بضاعتي من خارج المغرب ، أتوصل بها عبر وسطاء ، ما علي إلا دفع الثمن لأتوصل بالرزم ( كوليات) في الموعد المحدد .... )
وإذا كانت هذه التجارة قد عرفت انتعاشا في السنوات الأخيرة ، ووظفت عددا من الشبان ، فإنها قضت على عدة مهن أخرى خاصة خياطة الرجال يقول سي محمد خياط : كنت متخصصا في خياطة بذل الرجال لكن في السنوات الأخيرة كسدت مهنتي نهائيا فبعدما كنت أخيط عدة بذل في الشهر ، تحول كل زبنائي نحو شراء الملابس الجاهزة القادمة من تركيا أو الصين ، ومنهم من أقبل على الملابس المستعملة فاضطررت إلى التوجه نحو خياطة النساء ،الحمد لله أن الأجنبيات لا يرتدين الجلباب والقفطان والتكشيطة وإلا كانت اسواقنا مكدسة بالقديم منها و فقدنا كل زبنائنا ...)
والمتجول في هذه الأسواق الشعبية العشوائية يلاحظ أحيانا أن بعض الباعة يمتهنون هذه المهنة لاستهلاك الوقت فقط إذ منهم من يعرض أحيانا بضائع للبيع لن يشتريها أحد ، فمنهم من يضع أمام بطاريات مستعملة أو كاسيطات بالية، ولاعات أو خيوط وأسلاك أو جوارب مقطعة وقطع غيار لرادهات أو لعب أطفال مكسرة ....
ورغم تعدد البضائع المستعملة المعروضة للبيع في الأسواق في الأسواق المغربية من الثمينة كالسيارات إلى الرخيصة كالولاعات و بطاريات تبقى أسواق الملابس المستعملة ( انظر الصورة ) تشكل أهم هذه الأسواق بآسفي إذ يلاحظ الكم الهائل من الملابس المستعملة والموجهة للفقراء وعدد من الطبقة المتوسطة: خليط من الملابس المختلفة الألوان والأحجام ، وركام من الأحذية المستعملة ، أغلب زبنائها من النساء ، أيادي تفتش، وصياح يتعالى ، نشل ، وسباب ، تحرش واحتكاك بالأجساد ... تلك هي أسواق الملابس المستعملة في بلادنا ، وهي ليست إلا دليلا واضحا على تدني القدرة الشرائية التي دفعت بالمغاربة إلى الإقبال على ملابس انتهت مدت صلاحيتها عند أصحابها الأصليين ، فلم تجد إلى أجساد المغاربة التي فرضت عليها الظروف الاجتماعية والاقتصادية التهافت عليها ، وإقناع الذات عند اقتنائها بالحصول على قطع نادرة بعد أن أوهمها البائع بأنها ماركة أصلية



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقبيل بين الحب والتضليل
- كرتنا التي تنهزم بشرف
- عارك عليك أستاذ
- المغاربة يخلدون رأس السنة الأمازيغية في غياب أي احتفال رسمي
- منظر بيداغوجا الأهداف والكفايات والإدماج في المغرب يتنكر ... ...
- العنف المدرسي يغير جلده في المغرب
- هل أتاك حديث الدستور الذي قسم المصريين
- الدولة متهمة بقتل الفكر الإنساني مع سبق الإصرار
- دستور مصر العجلة والاستعجال
- مصر تصنع فرعونها الجديد
- عيد عاشوراء الثنائيات المتناقضة
- أغرب توصية في مناظرة
- مناظرة أصلاح عدالة المغرب بآسفي
- من حق العودة إلى حق الرؤية
- إعصار ساندي: علمهم اقتصادهم وقراءتنا الدينية
- الهوية والشعر في المغرب
- الهوية المغربية في الدستور الجديد
- مقامات الداديسي الائتلاف والاختلاف في خطاب نقابي أصيب بالاجت ...
- من البنية التبيعية إلى البنية العبودية
- الاعتقال السياسي من خلال رواية السحة الشرفة


المزيد.....




- البنك الدولي: إسرائيل دمرت 93% من فروع البنوك في غزة
- يقترب من الـ 51 .. سعر الدولار اليوم في البنك المركزي والبنو ...
- كلنا هنلبس دهب براحتنا من تاني “تراجع  سعر الذهب اليوم عيار ...
- إحصاءات أوروبية: روسيا ثاني مورد غاز للاتحاد الأوروبي بعد ال ...
- “27 لاعب في القائمة” تشكيلة العراق المتوقعة في كاس الخليج.. ...
- وفد إسباني يزور الجزائر لتعزيز العلاقات بعد رفع القيود على ا ...
- الكشف عن أسباب تأخير إرسال الموازنات: أضرار اقتصادية هائلة! ...
- شركات نفط الإقليم تعلن عن زيادة بالإنتاج هذا العام
- بلومبيرغ: -هوندا- و-نيسان- تستعدان لمفاوضات اندماج
- بريطانيا تفرض عقوبات على 20 ناقلة نفط من أسطول الظل الروسي


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - الكبير الداديسي - الإقبال المتزايد على البضائع والملابس المستعملة