أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سلام ابراهيم عطوف كبة - السلطات تنفي عمالنا الأوائل إلى مدينة السليمانية















المزيد.....

السلطات تنفي عمالنا الأوائل إلى مدينة السليمانية


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1154 - 2005 / 4 / 1 - 07:55
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


حدث ذلك قبل (72) عاما وبالتحديد في عام 1933 قبيل الحرب العالمية الثانية، فبعد إن تلمست شركة التنوير والكهرباء (1) " والترامواي " سابقا في بغداد قلة أرباحها اثر حل الحكومة لخط الترامواي، وتنصل الشركة من الترامواي ردحا من الزمن وبقاء أعمالها مقتصرة على التنوير فقط … صارت تستوفي (28) فلسا عن كل وحدة كهربائية، الا إن الحرب الطاحنة أدخلت العالم في أزمة اقتصادية عنيفة أواخر عام 1933.. والعراق ليس استثناء عن القاعدة. فتعرض لمظاهر الأزمة، وانتشرت البطالة فيه، واضطرب الوضع المالي في البلاد، واضطرت الحكومات المتعاقبة إلى تخفيض بعض الرسوم والضرائب عن كاهل المواطنين.
قرر الاهلون في بغداد مقاطعة ( شركة كهرباء بغداد) الأجنبية لإجبارها على تخفيض اجور الكهرباء إلى حد مناسب لفداحة هذه الاجور التي تستوفيها الشركة. ومهدوا للمقاطعة بمفاوضات مع إدارة الشركة أيام الوزارة الكيلانية الا إنها لم تسفر عن شيء الأمر الذي جعل جمعيات العمال تتبنى فكرة الإضراب سنة 1933 بعد مجيء الوزارة المدفعية الأولى. وسعت هذه الجمعيات لتكوين رأي عام يسندها بمؤازرة وتأييد الصحف الوطنية.
فشرع مجلس النقابة يدعو مختاري محلات بغداد وأرباب المصالح لتأليف لجان فرعية تقوم بالدعاية لهذه الفكرة. وقد وزعت في 4/11/ 1933 منشورات تحث الاهلين على الاستعداد والتهيؤ للمقاطعة. وساهمت الصحافة بقسطها التحريضي في الترويج لفكرة المقاطعة. واعتبرت جريدة الاستقلال مقاطعة الكهرباء واجبا وطنيا وحقا من حقوق الشعب للثأر من شركة الكهرباء التي امتصت دماءه وهزأت به ودعت الشعب للشروع بالمقاطعة . اما جريدة الأهالي فكتبت إن إعطاء المشاريع ذات النفع العام إلى الشركات الأجنبية اظهر نتائج سيئة مثل شركة الكهرباء الأجنبية التي تقوم بتنوير بغداد والتي سايرتها الحكومات بالضد من مطاليب الشعب وجمعيات العمال ، ولم تظهر الحكومة الاستياء من فداحة ما تستوفيه هذه الشركة من اجور على وحدات الكهرباء.
استجاب الشعب العراقي لدعوة المقاطعة، وكان جعفر أبو ألتمن في مقدمة المستجيبين. وقد قاطع الكهرباء قبل إن تعلن النقابة المقاطعة وأرسل كتابا إلى مدير الشركة يبلغه امتعاضه من الإصرار على عدم النزول عند رغبة المستهلكين للقوة الكهربائية في تخفيض سعر الوحدة الكهربائية المستهلكة إلى ما يماثلها في البلاد الأخرى. واقتدى بأبو التمن كثير من المواطنين فقرروا مقاطعة شركة الكهرباء تنفيذا لقرارات المجلس الأعلى لنقابة اتحاد العمال. وجرى الاستغناء عن الكهرباء في الدور او المحلات التجارية. وقد ردت الشركة برسالة جوابية إلى جعفر أبو ألتمن أسفت لتصرفه هذا!
حاولت الحكومة المدفعية الأولى إفساد دعوة الإضراب. وأصدرت بيانا جاء فيه: "إن أسعار الكهرباء في بغداد ارخص مما هي عليه في الأقطار المجاورة". وقد دحض اتحاد العمال هذا البيان وحدد بدء المقاطعة في 5/12/1933. واستعد الاهلون للاستعاضة عن الكهرباء بالشموع والزيوت والمصابيح واللوكس. وأصدرت الحكومة بعد يومين من بدء المقاطعة بيانا أعلنت فيه اتفاقها مع الشركة على تخفيض سعر الوحدة إلى (26) فلسا دون جدوى لان المجلس الأعلى لنقابة اتحاد العمال اعتبر هذا التخفيض بسيطا. وعندها استدعت الحكومة الصحافة واعتبرت إن التطرق إلى المقاطعة هو إخلال بالأمن ووجهت إنذارا لها. كما أوعزت إلى أمانة العاصمة بإنارة الطرق والشوارع التي كانت لا تزال تضاء بالزيوت إنارتها بالكهرباء، وعطلت الحكومة جريدة الأهالي.
في صباح 17/12/1933 ألقت الشرطة القبض على أعضاء المجلس الأعلى لنقابة اتحاد العمال ومجموعة من طلاب كلية الحقوق ومجموعة من أرباب الصناعات المختلفة… منهم: محمد صالح القزاز، عبد الله ألبدري، محمود سراحي، حسون أبو الجبن ، توفيق حسن الصفو ، ياس الحلاق ، مكي الاشتري ، مهدي السيد علي ألبير، محمد علي أبو هاني…وجرت إحالتهم إلى محكمة جزاء بغداد . وبعد محاكمة سريعة سرية في 25/12/1933 جرى نقلهم إلى السليمانية كمقر اختارته السلطة لهم..وأردفت هذا الإجراء بغلق جمعيات العمل والمطابع والميكانيك وغيرها. وألفت لجنة للإشراف على حسابات شركة الكهرباء وللإطلاع على أرباحها وتحديد الاجور بنسبة الإرباح لتهدئة الرأي العام.
في المقابل عبرت جماهير الشعب عن استيائها عبر الحملات البرلمانية الواسعة بقيادة محمد زكي ، وضياء يونس ، وصادق حبة ، وصادق البصام ، وكمال السوي بسبب التطبيق السىء للمادة (90) من الاصول بحق المبعدين . وجرت مناقشات حادة بين وزير الداخلية ناجي شوكت والنواب البرلمانيين . وعبرت الجماهير عن استياءها أيضا بتوزيع منشورات تنتصر للمقاطعة . كما أقدمت أصناف العمال الأخرى كالحلاقين والصفارين وغيرهم على انتهاز فرصة عيد الفطر في 17/1/1934 لتقديم المضابط الى الملك غازي يطالبون فيها بعودة المبعدين وفتح النقابات المغلقة.
في 10/2/ 1934 قررت محكمة تمييز العراق تقليص مدة المراقبة الى (3) اشهر بدلا من (6) اشهر. واستقالت الوزارة المدفعية في 12/2/1934 بسبب أجواء المقاطعة الشعبية وموجة السخط التي عمت البلاد…. الا إنها تألقت من جديد برئاسة جميل المدفعي. وفي أواخر شباط 1934 اختار المبعدون مدينة بعقوبة محلا لإقامتهم وتركوا السليمانية... وبعدها عادوا الى بغداد في آخر اسبوع من شهر آذار وسط مظاهر الترحيب والاحتفال.
تستلهم الطبقة العاملة العراقية من مآثر روادها العزم على مواصلة الكفاح السياسي و الاقتصادي والنقابي . ومعروف ان قانون ادارة الدولة الانتقالي قد اقر حرية تأسيس النقابات والتظاهر والاضراب وحق الانضمام الى عضوية النقابات والتجمع والخطاب والحماية من التمييز لأسباب عرقية وقومية وطائفية الخ. واقر مجلس الحكم العراقي في كانون الثاني 2004 بأحقية وشرعية اتحاد نقابات عمال العراق ، ال( IFTU )، ودوره الفعال بحكم تاريخه المناهض لحكم البعث وقياداته الممثلة لأحزاب يتألف منها المجلس ( الحزب الشيوعي ، المؤتمر الوطني ، الوفاق الوطني والتنظيمات السياسية ذات التوجهات القومية ...)، وبطلان الاتحاد العام للنقابات GFTU الذي تحول الى اتحاد نقابي يرتبط بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق SCIRI وتواجد كوادر بعثية مرتبطة بنظام صدام حسين في قيادته الامر الذي احبط كل مساعي عقد مؤتمر نقابي موحد ل GFTU.واقرت الحكومة العراقية المؤقتة رسميا بشرعية ال IFTU . . وتفضل النقابات العراقية العودة مؤقتا لقانون عمل 1971 عوضا عن قوانين 1987 لحين تشريع قانون عمل عصري ينسجم ومصالح الطبقة العاملة العراقية ومواثيق العمل الدولية.
• الهوامش والمصادر
1. تشكلت في بغداد أثناء الحرب العالمية الأولى وبداية العشرينات طبقة متوسطة محدودة تتألف من التجار الأغنياء، وزعماء رجال الدين، وقلة من الأسر المتنفذة اعتمد عليها فيصل الأول لتكون من أنصاره. ومن هذه الأسر عائلة ( الشابندر) التي يرأسها الوطني الفاضل ( محمود جلبي الشابندر) وقد منحت الحكومة العثمانية (محمود جلبي الشابندر) في 28/2/1912 امتيازا لتنوير بغداد بالكهرباء وتأسيس الترامواي فيها. وقد امتد نشاط شركة الترام والكهرباء ليشمل كل مناطق بغداد بعد صدور الإرادة الملكية بمنح شركة الشابندر الامتياز المذكور في 26/9/1928 ، والذي يتكون من (120) مادة. كما تغير اسم الشركة الى شركة التنوير والقوة الكهربائية او شركة كهرباء بغداد وأمست فيما بعد شركة ( انكلو- بلجيكية) محدودة لها امتياز الكهرباء مدة (50) عاما تبتدأ من سنة 1928.



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
- عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
- مهما بلغ بك الفقر لا تطرق ابواب الشيخ ومولانا - العقلية الصد ...
- عشائرية ، طائفية ، فساد ، ارهاب في حقبة العولمة
- طورانية التشيع التركماني
- شركات النفط الأجنبية والراحل ابراهيم كبة
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي – ...
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي- ...
- الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردس ...
- المعلوماتية والحرب والجيش في العراق
- جرائم البعث ضد الانسانية - تهجير الأكراد اجراء منسي !* وجريم ...
- الى محمد الدوري مع التحيات - استذكار ، العقوبات المعدلة – ال ...
- طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- ال ...
- الانفاليات وتحديات إنقاذ كوكب الأرض
- التنمبة والكهربة الريفية في العراق - القسم الاول
- التنمية والكهربة الريفية في العراق - القسم الثاني
- السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان ا ...
- الهجرة والتهجير واللجوء سياسة غدر الطغم- النخب الحاكمة في ال ...
- لا تعتبر الخصخصة الحل البلسمي لمعضلات قطاع الكهرباء الوطني - ...
- ذكرى تأسيس الجيش العراقي _ ملحمة 14 تموز بين التأسيس المدني ...


المزيد.....




- النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل ...
- واشنطن توسع عقوباتها ضد البنوك الروسية و العاملين في القطاع ...
- وزارة المالية العراقية تُعلن.. جدول رواتب المتقاعدين الجديد ...
- The WFTU statement on the recent development in the Ukraine ...
- بيان اتحاد النقابات العالمي حول التطور الأخير في الحرب الأوك ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سلام ابراهيم عطوف كبة - السلطات تنفي عمالنا الأوائل إلى مدينة السليمانية