|
تحية للحزب الشيوعي العراقي في الذكرى الحادية والسبعين لعيد ميلاده ـ مسيرة نضالية تخللتها نجاحات وإخفاقات
حامد الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 1154 - 2005 / 4 / 1 - 13:14
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه في الحادي والثلاثين من شهر آذار 1934 من أكثر أحزاب المعارضة العراقية عمقاً ،وأشدها اندفاعاً في معارضته للسلطة التي نصبها المحتلون البريطانيون في العراق عام 1921، وأوسعها من حيث القاعدة الحزبية،وأحكمها تنظيماً ،كما أن برنامجه السياسي أكثر جذرية ، وكان للحزب ارتباطات أممية مع جميع الأحزاب الشيوعية في العالم ،وبشكل خاص الحزب الشيوعي السوفيتي والأحزاب الشيوعية العربية . وبسبب التناقض الذي كان سائداً آنذاك بين النظامين ،الرأسمالي والاشتراكي ، فقد كان هناك صراعاً مريراً بين المعسكرين ،وكل معسكر كان يسعى لقهر المعسكر الآخر في نهاية المطاف ،وهكذا كان الحزب الشيوعي العراقي طرفاً في ذلك الصراع ، والحرب الباردة التي قامت بينهما، وأصبح هدفاً لقمع كل الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم منذ تأسيسه ، وتعرض خلال مسيرته إلى حملات واسعة ومركزة للحيلولة دون مواصلة نشاطه ،على الرغم من كونه حزباً سرياً ، وذا تنظيم محكم . فمن أجل قمع هذا الحزب لجأت السلطة الحاكمة إلى إصدار المراسيم والقوانين التي تساعدها في كبح جماحه وشل نشاطه، واستخدمت كل الوسائل والسبل لملاحقة أعضائه واعتقالهم وتعذيبهم وسجنهم، ووصل الأمر إلى حد إعدام قادة الحزب الثلاثة الشهداء يوسف سلمان[ فهد ] مؤسس الحزب ،و زكي بسيم[حازم] ،وحسين محمد الشبيبي [ صارم ] عضوي المكتب السياسي، عام 1949
دخلت الأفكار الماركسية إلى العراق في العقد الثاني من القرن العشرين ، فقد ظهر عدد من المثقفين الذين تأثروا بالأفكار الماركسية والاتحاد السوفيتي ، وجلبوا عددا من الكتب الماركسية من سوريا وبلدان أجنبية أخرى ، وانكبوا على دراستها وتداولها بين عدد محدود من الأشخاص في بادئ الأمر ، خوفا من اكتشاف السلطة لهم . وتلا ذلك ظهور أول الحلقات الماركسية التي ضمت السادة : 1 ـ حسين الرحال 2 ـ عوني بكر صدقي 3 ـ مصطفى علي 4 ـ محمد سليم 5 ـ محمد احمد المدرس 6 ـ عبد الله جدوع وقد أصدر هؤلاء الرواد الأوائل مجلة علنية باسم [ الصحيفة ] كانت تصدر مرتين في الشهر ، وقد صدر العدد الأول منها في 28 أيلول 1924،وعالجت المجلة أوضاع العراق الاجتماعية والاقتصادية والفكرية ،وركزت هجومها على الاستعمار، والإقطاع ،والعنصرية والطائفية . إلا أن هذه المجلة لم تدم طويلاً ، فقد بادرت السلطة الحاكمة إلى غلقها بسبب توجهاتها الماركسية .
وفي عام 1927 تشكلت المجموعة الماركسية الأولى في البصرة وضمت كل من السادة [ عبد الحميد الخطيب ] و[ زكريا الياس ] و[ سامي نادر مصطفى ] و[ عبد الوهاب محمود ] . وفي عام 1928 تكونت خلية أخرى في الناصرية ضمت كل من السادة : [يوسف سلمان [ فهد ] و[غالي زويد] و[احمد جمال الدين]،وأصدرت منشوراً شيوعياً بخط يد فهد، بعنوان [ يا عمال وفلاحي البلاد العربية اتحدوا ] وقد عالج المنشور الوضع السياسي في البلاد ،والهيمنة البريطانية ،وكان المنشور موقعا باسم [الحزب الشيوعي العراقي] ووزع في الناصرية في كانون الأول عام 1932 .
وفي عام 1929 تشكلت خلية جديدة في بغداد ضمت كل من السادة [عاصم فليح ] و[ قاسم حسن ] و [ مهدي هاشم ] و[حسن عباس الكرباس ] . ثم تبعتها مجموعة ثانية تشكلت في عام 1933 ،وضمت كل من السادة [يوسف اسماعيل ] و[نوري روفائيل ] و[ جميل توما] . وتشكلت مجموعة ثالثة عام 1934 ضمت السادة [ زكي خيري ] و [يوسف متي ] و[ عبد القادر اسماعيل ]. وقامت الخلايا التي ظهرت في الناصرية والبصرة بدور كبير في نشر الأفكار الشيوعية وتوسيع قاعدتها ، في حين اقتصر عمل الخلايا في بغداد على النقاشات وتبادل الأفكار التي كانت تجري في مجالسهم. وفي 31 آذار 1934 انعقد مؤتمر تأسيسي للحزب ، وضم عدداً غفيراً من الماركسيين من مختلف أنحاء البلاد، قرر المؤتمرون خلاله تكوين تنظيم مركزي واحد بإسم [ لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار ] وتم انتخاب أول لجنة مركزية ،وأصبح [ عاصم فليح ] أول سكرتير للحزب ، فيما أصبح فهد عضواً في اللجنة المركزية . وفي عام 1935 اتخذت اللجنة المركزية قراراً بإعلان اسم الحزب الشيوعي العراقي بدلاً من الاسم السابق ،وصدرت صحيفة [ كفاح الشعب] مطبوعة بالرونيو،واستطاع الشيوعيون بنضالهم الدؤوب توسيع قاعدتهم الحزبية ،والتوغل في صفوف العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ، من الطلاب والمدرسين والمحامين وغيرهم،وعملوا على إحكام تنظيم الحزب .
سافر فهد إلى موسكو،عام 1935 للدراسة في جامعة [كادحي الشرق ]، حيث بقي هناك حتى 30 كانون الثاني عام 1938،ودرس خلال وجوده هناك العلوم الماركسية، وأساليب التنظيم في الحزب الشيوعي . وعند عودته إلى العراق، قاد الحزب الذي كانت صحيفته المركزية [الشرارة] التي كان يشرف عليها [ عبد الله مسعود ]، وتشكلت لجنة مركزية ضمت [يوسف سلمان ] و[ حسين محمد الشبيبي] و[ زكي بسيم ] و[ ذنون أيوب ] و [ أمينة الرحال ] و[ عبد الله مسعود ] و[ وديع طليا ] و [جورج يوسف ] و[ نعيم طويق ] و[ داؤد الصائغ ] و[ صفاء الدين مصطفى ]. وقد توسعت على عهد قيادته قواعد الحزب، وانتشرت في العديد مدن العراق وريفه . وفي عام 1943 قاد داود الصائغ ،الذي كانت تستهويه، القيادة انشقاقاً عن الحزب ، وأصدر صحيفة جديدة هي [ وحدة النضال ] ، وأعلن تمرده على قيادة فهد . لكن فهد استطاع بحنكته وقدراته التنظيمية قيادة الحزب والحفاظ على تماسكه . وفي عام 1945 عقد كونفرنس حزبي موسع تم فيه إقرار النظام الداخلي للحزب، وتم إضافة أعضاء جدد للجنة المركزية وهم السادة : [ احمد عباس المعروف بعبد تمر ] و[ سامي عباس مصطفى ] و[ شريف ملا عثمان ] [وكريكور أكوب بدروسيان ] و[ مالك سيف ] و[ يهودا صديق ] ،واستمر نشاط الحزب بصورة سرية حتى عام 1946،عندما حاولت قيادة الحزب الحصول على شرعية العمل العلني ، فتقدمت بطلب إجازته باسم [حزب التحرر الوطني] غير أن حكومة المدفعي رفضت الطلب . بعد رفض إجازة الحزب ،أوعز الحزب إلى العديد من أعضائه إلى الانتماء إلى حزب الشعب العلني، الذي كان يقوده السيد[عزيز شريف] ،والى حزب الاتحاد الوطني،الذي يقوده السيد[عبد الفتاح إبراهيم] وعندما اكتشفت السلطة تسلل العناصر الشيوعية إلى الحزبين المذكورين، سارعت إلى سحب إجازتيهما،وإغلاقهما .
بلغ الحزب قمة نشاطه أبان وثبة كانون الثاني المجيدة عام 1948،حيث توسعت قاعدته توسعاً كبيراً مكّنته من أن يلعب دوراً كبيراً وحاسماً في تعبئه الجماهير ،ودفعها للنضال ضد حكومة صالح جبر ـ نوري السعيد، وضد [معاهدة بورتسموث ] الاسترقاقية وقدم تضحيات كبيرة . إلا أن الحزب أصيب بنكسة خطيرة عندما ألقت سلطات الأمن القبض على قادته[ يوسف سلمان] و[زكي بسيم ] و[حسين محمد الشبيبي] ،وأحيلوا إلى المحكمة العرفية العسكرية ، وحُكم عليهم بالسجن مدى الحياة ، وأودعوا سجن الكوت . لكن فهد استطاع قيادة الحزب وهو داخل السجن ، حيث كان يواصل إرسال الرسائل باستمرار إلى اللجنة المركزية،ويستلم منها الرسائل السرية . وفي 9 تشرين الأول 1948، تحول العضو المرشح للجنة المركزية [عبد الوهاب عبد الرزاق ] إلى عميل لجهاز الأمن ، وقام بالإبلاغ عن مقر اللجنة المركزية للحزب ،وتم كبس الدار من قبل جهاز الأمن واعتقال [مالك سيف ] و[يهودا صديق ] و[ جاسم حمودي ]،أعضاء اللجنة المركزية،وتعرض الجميع للتعذيب الشديد طيلة 28 يوماً،أنهار بعدها يهودا صديق ، واعترف للمحققين بأن مالك سيف هو الذي يقود الحزب بالنيابة عن فهد . وعلى الفور انهار مالك سيف،وكشفْ كل أسرار الحزب لجهاز الأمن، بل وأكثر من ذلك أظهر استعداده للتعاون مع الجهاز المذكور في ملاحقة الشيوعيين .
سبب انهيار مالك سيف الإيقاع بالمئات من الكادر الشيوعي ،وأعضاء الحزب، والأسوأ من ذلك كله اعترافه بأن فهد يقود الحزب من داخل سجنه ،وقدم لجهاز الأمن الرسائل التي كان يتلقاها منه ،وبخط يد فهد نفسه،مما جعل الحكومة تقرر إعادة محاكمة فهد ،ورفيقيه زكي بسيم ، وحسين محمد الشبيبي مجدداً أمام المجلس العرفي العسكري ، والحكم عليهم بالإعدام ، في 10 شباط 1949، وتم تنفيذ الحكم بهم فجر يومي 14، و15 من الشهر نفسه، حيث أعدم مؤسس الحزب الرفيق فهد في ساحة المتحف ، فيما أعدم الرفيقان زكي بسيم وحسين محمد الشبيبي في ساحة الباب الشرقي ، وبقيت جثثهم معلقة في الساحتين لساعات عديدة بغية إرهاب الشعب ، وقد تم تسليم جثتي بسيم والشبيبي إلى ذويهما، فيما قام جهاز الأمن بدفن فهد في مكان سري ، وكان آخر ما قاله فهد قبل إعدامه: [ الشيوعية أقوى من الموت،وأعلى من أعواد المشانق، ولو قدر لي أن أخُلق من جديد لما اخترت غير هذا الطريق] . وفي 2 كانون الثاني 1949، تولى قيادة الحزب [ شلومو دلال ]،وبقي في مركزه القيادي حتى 19 شباط من العام نفسه ، وتميزت سياسته باليسارية المتطرفة رافعاً شعار [ أرادوها حرب إبادة فلتكن ]!!،داعياً أعضاء الحزب إلى حمل السلاح بوجه السلطة ،من دون أن تكون للحزب القدرة على تحقيق أي نصر ،وكان ذلك لا يعني سوى انتحار الحزب .
وقد تسبب سلوك تلك القيادة في حدوث انشقاقات خطيرة داخل الحزب ،حيث انشق إلى خمس مجموعات هي :[النجمة] و[القاعدة ] و[ الحقيقة] و[الصواب] و[ الاتحاد ] غير أن الحزب استطاع لملمة صفوفه من جديد ،وانتخب لجنة مركزية جديدة بقيادة [ بهاء الدين نوري ـ باسم ] واستطاع الحزب أن ينهض من جديد ،وأن يقوم بدور قيادي فعّال في وثبة تشرين المجيدة عام 1952 وقدم رفاقه تضحيات جسام . غير أن التوجه اليساري المتطرف لقيادة بهاء الدين نوري سببت انشقاقاً جديداً في صفوف الحزب ،في شباط من عام 1953،حيث خرج قسم من قياديه وأعضائه،مكونين تنظيماً جديداً ، وأصدر هذا التنظيم صحيفته [ راية الشغيلة] وأطلق التنظيم على نفسه [رفاق فهد] وشن هجوماً عنيفاً على التيار اليساري الذي يقوده بهاء الدين نوري ،الذي كان قد رفع شعار [ جمهورية وطنية ديمقراطية محبة للسلام ]!!،وكان على رأس تلك المجموعة التي انشقت عن الحزب الشهيدان [ جمال الحيدري ] و[ حمزة سلمان ] . وفي 13 نيسان 1953، وقع بهاء الدين نوري في قبضة جهاز الشرطة السرية ،وتولى قيادة الحزب [حميد عثمان ] الذي أصبحت له الكلمة النافذة في الحزب ، وسار على خطى بهاء الدين المتطرفة ، رافعاً الشعارات اليسارية غير القابلة للتحقيق ، والتي ألحقت الضرر الكبير بالحزب . إلا أن حميد عثمان ما لبث أن وقع هو الأخر في قبضة الشرطة السرية ، وادخل السجن . وفي أواخر صيف عام 1953 نجحت العناصر المعتدلة والواعية، بزعامة الشهيد حسين محمد الرضي [سلام عادل ] في دفع الحزب إلى اتخاذ مواقف معتدلة . وبالفعل صدر بيان عن الحزب في 2 أيلول يدعو إلى حكومة وطنية ديمقراطية تخدم السلام ، وتحقق طموحات الشعب . وفي 16 حزيران 1954 نجح حميد عثمان في الهروب من السجن، وعاد إلى قيادة الحزب ،واخرج سلام عادل من اللجنة المركزية، متهماً إياه بالانحراف اليميني !!،وأعاد الحزب نحو التطرف اليساري من جديد . لكن حميد عثمان لم يستمر طويلاً في قيادة الحزب ،فقد تمت إزاحته في حزيران من عام 1955. وعاد سلام عادل لقيادة الحزب من جديد، وتمكن الحزب من إعادة توحيد صفوفه مرة أخرى عام 1956، وتم انتخاب سلام عادل سكرتيراً عاماً للحزب . وفي عام 1957، قام الحزب بدور فعّال في تكوين جبهة الاتحاد الوطني التي ضمت الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب البعث وقوى مستقلة أخرى ، كما ارتبط الحزب الشيوعي بالحزب الديمقراطي الكردستاني بجبهة ثنائية بسبب رفض حزب الاستقلال وحزب البعث انضمام الحزب للجبهة ، وقد لعب الحزب الشيوعي دوراً بارزاً في التهيئة والأعداد لثورة الرابع عشر من تموز1958 .
لقد كان للحزب تنظيم عسكري خاص به هو [ اللجنة الوطنية للضباط الأحرار] التي كانت تصدر نشرة باسم [حرية الوطن ]،وكان للتنظيم المذكور دور هام في نجاح الثورة ، صبيحة 14 تموز 1958 .واستطاع الحزب أن يعبئ جماهير واسعة نزلت إلى الشوارع تأييداً ودعماً للثورة وأسقطت أية محاولة للتحرك والتصدي للثورة من قبل القوى المؤيدة للنظام الملكي داخل الجيش.
كانت اتصالات عبد الكريم قاسم بالحزب الشيوعي مستمرة منذ عام 1956، عن طريق صديقه [رشيد مطلك ] . ففي 11 تموز عام 1958 أبلغ رشيد مطلك قيادة الحزب بأن الثورة ستنطلق فجر الرابع عشر من تموز ـ أي بعد ثلاثة أيام ـ وبالفعل أصدرت قيادة الحزب توجيهاً إلى الكادر الحزبي ، في 12 تموز ينبئ بوقوع أحداث خطيرة في البلاد ،وعما يجب القيام به في تلك الظروف المستجدة والشعارات التي يجب التركيز عليها . كما قام [ كمال عمر نظمي ] أحد قيادي الحزب بإبلاغ جبهة الاتحاد الوطني بالأمر، وتم وضع قوى الجبهة تحت الإنذار لمساندة الثورة يوم 14 تموز 1958 .
وما بين عامي 1958ـ 1959 شهد الحزب الشيوعي نمواً وتطوراً هائلاً ، لم يسبق له مثيل ، وأصبح الحزب القوة الكبرى على الساحة السياسية في البلاد ، وساهم مساهمة فعالة في صيانة الجمهورية من المؤآمرات التي تعرضت لها بين عامي 1958 1963 . لكن ثورة 14 تموز ما لبثت أن انتكست عام 1960 نتيجة السياسة الخاطئة لقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم من جهة ، وكافة الأحزاب السياسية من جهة أخرى بما فيها الحزب الشيوعي ، ولا سيما تنظيم الحزب لمسيرة الأول من أيار عام 1959 ، تلك المسيرة المليونية التي أرعبت عبد الكريم قاسم ، وأرعبت البرجوازية الوطنية ، وأرعبت حتى الإمبريالية بشعارها الداوي بمطالبة الحزب إشراكه بالحكم : [ عاش زعيمي عبد الكريمي ،حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي ] ، وقد دفع ذلك الشعار عبد الكريم قاسم إلى اتخاذ قراره بكبح جماح الحزب وكسر شوكته ، مستغلاً الأخطاء التي وقعت في الموصل وكركوك والتي لا مجال للحديث عنها هنا،وقد تحدثتُ عن تلك الأحداث وما رافقها في بحث سابق ،حيث أقدمَ على حل المقاومة الشعبية ،السند القوي لثورة 14 تموز وقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم ، كما حلَّ سائر النقابات والمنظمات الديمقراطية التي كان يقودها الحزب ، وأحال على التقاعد أعداداً غفيرة من الضباط المشكوك بارتباطهم بالحزب الشيوعي ، وأحال الأعداد الغفيرة من الشيوعيين إلى المجالس العرفية التي حكمت بدورها عليهم بأحكام قاسية وصلت حد الإعدام والسجن لمدد طويلة ،ورفض إجازة الحزب ، وعمل على خلق حزب شيوعي بديل مسخ لا شعبية ولا قواعد له بزعامة داود الصائغ الذي عجز مرتين عن تأمين عدد من الأعضاء المؤسسين لحزبه المزعوم . ومن جهة أخرى فسح المجال للقوى القومية والبعثية للنشاط الواسع والهيمنة على تلك النقابات والمنظمات ومهد لها السبيل للتآمر المكشوف على الثورة والتي تكللت بالنجاح في انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963و جرى اغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم ، وارتكب الإنقلابيون مجزرة وحشية بحق الشيوعيين والديمقراطيين ، وتم تصفية الشهيد سلام عادل ومعظم رفاقه الشهداء قادة الحزب وكوادره والكثير من رفاقه تحت التعذيب الشنيع ، واستطاع انقلابيوا 8 شباط توجيه ضربة موجعة للحزب لم يعرف لها مثيلاً من قبل . وبعد تلك الضربة الشعواء التي تلقاها الحزب ، بدأ يلملم صفوفه، ويضمد جراحه، وتكونت لجنة مركزية جديدة بقيادة [ عزيز محمد ـ معين ] الذي قاد الحزب إلى أخطاء جسيمة كان أولها محاولة حل الحزب وضم رفاقه إلى الإتحاد الاشتراكي بقيادة عبد السلام عارف الذي انقلب على البعثيين وقاد انقلاباً ضدهم في 17 تشرين الثاني 1963 ، مما سبب انقساماً خطيراً في صفوف الحزب حيث اعترض معظم كوادر ورفاق الحزب على تلك الخطوة واضطرت بعدها قيادة الحزب بالتخلي عن المشروع . وكانت تلك السياسة أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الانشقاق الذي قاده عزيز الحاج مستغلاً التوجهات اليمينية آنذاك ، وإعلان قيام القيادة المركزية التي استقطبت جانباً كبيراً من كوادر ورفاق الحزب ، وقد سبب ذلك الانشقاق ضرراً بليغاً عانى منه الحزب كثيراً ، ومما زاد في الطين بله إقدام [عزيز الحاج ] و[ بيتر يوسف ] على تقديم اعترافات واسعة عن تنظيمات القيادة المركزية لسلطة البعث بعد إلقاء القبض عليهما من قبل السلطة القمعية ، مما سبب إعدام اعداد كبيرة منهم ، وسجن أعداد أخرى ،وتمت مكافئة عزيز الحاج وبيتر يوسف بتعينهما سفيرين للسلطة الحاكمة . كما أوقعت قيادة عزيز محمد الحزب بخطأ جسيم آخر عندما عقدت قيادة الحزب تحالفاً مع حزب البعث الفاشي في 17 تموز عام 1972، وقد سبب ذلك التحالف أضرارا بليغة للحزب ، حيث لم تكن تلك الجبهة سوى تثبيت سلطة حزب البعث من جهة ، ومصيدة لكشف كوادر وقواعد الحزب لمخابرات النظام البعثي الفاشي تمهيداً لتصفيتهم من جهة أخرى ، وهذا ما جرى عام 1978 وما تلاها حيث بدأت أجهزة السلطة البعثية القمعية تلاحق كل رفاق الحزب ، وتزج بهم في السجون ، وتمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب لإجبارهم على كشف تنظيمات الحزب ، وقد ذهب ضحية تلك الجرائم أعداد كبيرة من رفاق وكوادر الحزب ، واستطاع البعض الهرب إلى كردستان ، كما لجأ العديد منهم إلى الدول الأوربية .
وفي تشرين الأول 1993 انعقد المؤتمر الخامس للحزب تحت شعار: { التجديد والديمقراطية }،وجرى انتخاب قيادة جديدة للحزب ،والتي انتخبت بدورها الرفيق [حميد مجيد موسى] سكرتيراً عاماً للحزب ،وفي هذا المؤتمر أجرى المؤتمرون تعديلات واسعة وأساسية على ميثاق الحزب ونظامه الداخلي ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية حيث ألغيت [ دكتاتورية البرولتاريا ]، وكذلك [اللنينية ] ، واقتصرت نظرية الحزب على الماركسية فقط. وقد جرى منذ ذلك الحين انعطافاً كبيراً في سياسة الحزب وتوجهاته ، وكان في مقدمة تلك التطورات إقرار مبدأ الديمقراطية داخل الحزب ،وحرية رفاقه في التعبير عن آرائهم ومناقشة قرارات الحزب بكل حرية ، واستمرت قيادة الحزب في معالجة أخطاء قيادة الحزب السابقة والانفتاح على مختلف الآراء والأفكار التي تعبر عنها قواعد وكوادر الحزب .
ولم يكن من السهل على الحزب الشيوعي ، شأنه شأن سائر القوى المعارضة الأخرى لنظام القتلة في بغداد ممارسة النشاط السياسي إلا بشكل محدود جداً داخل العراق عدا منطقة كردستان ، فقد كان مصير من يشك في انتمائه للحزب الشيوعي هو التعذيب والموت لا محالة حيث قمع النظام البعثي أي نشاط معارض بأقسى الأساليب الوحشية . لكن نشاط الأحزاب المعارضة انتقل إلى كردستان ،وإلى خارج العراق بعد أن لجأ أكثر من أربعة ملايين عراقي إلى مختلف البلدان الأوربية والأمريكية واستراليا ، وأخذت تمارس نشاطها السياسي المعارض لحكومة البعث ، ومارس الحزب الشيوعي في كردستان العراق حرب الأنصار ضد حكم البعث الفاشي ، وقدم التضحيات الجسام ،حيث استشهد الكثير من رفاقه في تلك المعارك التي خاضها ضد النظام المقبور . واستمر النضال السياسي ضد النظام الصدامي حتى سقوطه في التاسع من نيسان 2003 على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية ، حيث انتقلت على الفور مجاميع كبيرة من مختلف الأحزاب السياسية في المهجر إلى العراق بادئة بنشاطها الحزبي من جديد . وكان في مقدمة تلك الأحزاب هو الحزب الشيوعي حيث أصدر أول صحيفة علنية في بغداد وهي صحيفة [ طريق الشعب ] التي كانت تصدر بشكل سري طيلة السنين الماضية ، وأخذ يوسع الحزب نشاطاته في صفوف الجماهير ،وبناء هياكل الحزب من جديد، وتم فتح عشرات المقرات الحزبية في مختلف المدن العراقية التي ازدحمت برفاق وأصدقاء الحزب القدامى والجدد . وقد شارك الحزب في مجلس الحكم الذي جرى تأسيسه بعد سقوط النظام الصدامي بشخص سكرتير لجنته المركزية السيد حميد مجيد موسى ، كما شارك في الحكومة التي جرى تأليفها فيما بعد . وبصرف النظر عن الأراء المختلفة التي عبر عنها العديد من رفاق الحرب القدامى ، والعديد من المتتبعين لمسيرة الحزب النضالية ، والنقد الموجه للحزب بسبب مشاركته في مجلس الحكم ، إلا أنني أرى أن الجوانب الإيجابية لهذا التوجه يطغي على الجوانب السلبية ، فقد كان رفض الحزب المشاركة في العملية السياسية لا يعني سوى انعزال الحزب ، وفقدان تأثيره على مجرى الأحداث ، على الرغم من كون قوات الإحتلال هي التي كان لها القرار الفصل في تكوين مجلس الحكم وفي إدارة شؤون البلاد .
شارك الحزب بنشاط في تعزيز اللحمة الوطنية ، وتوثيق عرى التعاون بين مختلف الأحزاب الوطنية داخل مجلس الحكم وخارجه ، وبذل المزيد من الجهود لتعزيز وحدة القوى الديمقراطية في البلاد من أجل قيام نظام حكم ديمقراطي فدرالي موحد ، والسعي لتحقيق السيادة والاستقلال للعراق وجلاء القوات المحتلة بأقرب وقت ممكن ، والمساهمة الجدية في بناء العراق الجديد ،عراق الحرية والديمقراطية والسلام ، وتحقيق الحياة الكريمة لشعبنا الذي عانى اشد المعانات من الفاشيين خلال أربعين عاما من حكمهم البغيض .
لكن جهود الحزب لم تكلل بالنجاح في تكوين جبهة ديمقراطية متحدة لخوض الانتخابات لانتخاب الجمعية الوطنية حيث بقيت قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية منقسمة على بعضها ومتشرذمة ، واتخذ العديد من المجموعات التي كانت محسوبة على الحزب سبيلاً مستقلاً لخوض الانتخابات لكنها خسرت الجولة ، وأضعفت موقف الحزب . لقد كان للتمزق الحاصل للقوى الديمقراطية ، ومحاصرة الحزب من قبل سائر القوى السياسية ، وعملية اختيار المرشحين لقائمة اتحاد الشعب ، واستبعاد الكثير من الشخصيات الوطنية البارزة والمعروفة على النطاق الوطني ، والمرتبطة بوشائج عديدة مع الحزب تأثير كبير على النتائج المخيبة للآمال التي حصل عليها الحزب في الانتخابات . كما كان للتأثير الطائفي ، وبسبب ما تعرضت له الطائفة الشيعية على عهد الدكتاتور صدام حسين من جهة ، وتدخل المرجعية لصالح القائمة الإسلامية المؤتلفة وتوفير الدعم لها من جهة أخرى ، بالإضافة إلى حرمان المواطن العراقي من الممارسة الديمقراطية طيلة العقود الأربعة الماضية من حكم الطغيان الصدامي وحزبه الفاشي ، والتخلف الشديد الذي تركه ذلك النظام المنهار لدي الغالبية العظمى من المواطنين ، وخاصة لدى المرأة المهضومة الحقوق ،والمضطهدة أشد الاضطهاد ، والتدخل السافر من حكام إيران في دعم القائمة الإسلامية بكل الوسائل والسبل المادية والإعلامية ، كل هذه العوامل ساهمت في حصول القائمة الإسلامية على ما يزيد على نصف مقاعد الجمعية الوطنية ، في حين جرى تهميش القوى الديمقراطية ومحاصرتها ، بالإضافة إلى تمزقها وتبعثرها ، وعدم إدراك أهمية أقامة جبهة تضم سائر القوى المؤمنة حقاً وصدقاً بالديمقراطية ، وللحقيقة والتاريخ أستطيع القول أن قيادة الحزب الشيوعي قد بذلت جهداً كبيراً في هذا السبيل لكنها لم تلقَ استجابة تذكر حتى من قبل الأحزاب الكردية ،إذا استثنينا انضمام الحزب الشيوعي الكردستاني لتآلف الأحزاب الكردية ، وفي رأي كان الأجدر أما القبول بالتعاون مع الحزب الشيوعي العراقي ككل أو انضمام الحزب الشيوعي الكردستاني إلى قائمة اتحاد الشعب ، علماً أن انقسام الحزب الشيوعي الحالي في رأي لا يلبي مصلحة الحزب ، بل يهئ الظروف للحزب الشيوعي الكردستاني للانعطاف نحو التوجه القومي وليس الأممي . ورغم مرور أكثر من شهرين على إعلان نتائج الانتخابات فإن انتخاب رئيس الجمهورية ونائبيه ، وانتخاب رئيس الوزراء ، وتشكيل الوزارة العتيدة ما زال بعيد المنال ، حيث دخلت القوى السياسية الثلاث الحائزة على معظم مقاعد الجمعية الوطنية في صراع على السلطة ، ودخلت في مساومات فيما بينها لتوزيع المقاعد الوزارية ، وتسمية رئيس الوزراء ، في حين يجري تجاهل بقية القوى الأخرى التي حصلت على الفتات في الانتخابات ، والشعب العراقي مغيب تماماً ، والإرهاب الفاشي والظلامي يتصاعد باستمرار ، مصالح الدولة والشعب معطلة إلى يوم يبعثون ، وكل هذه الأمور تجري على يد الإدارة الأمريكية التي تمسك بكل خيوط الأزمة وتمارس كافة الضغوط على سائر أطراف اللعبة السياسية .
إن المهام الملقاة على عاتق الحزب في ظل الظروف الحالية كبيرة جدأً ، حيث تتعرض التجربة الديمقراطية لمخاطر كبيرة ، وتسود الفوضى مدن العراق نتيجة الممارسات المجرمة للقوى البعثية وحلفائها من قوى الظلام التي تنشر الخراب والدمار في مختلف المدن العراقية من خلال التفجيرات والسيارات المفخخة والاغتيالات وتخريب الممتلكات العامة والخاصة ، مستهدفة عودة عقارب الساعة إلى الوراء والوثوب إلى الحكم من جديد ، وحيث الإحتلال يفرض هيمنته على البلاد ويتصرف بكل صغيرة وكبيرة . وتتسم هذه الأوضاع بالتعقيد وتتطلب من قيادة الحزب إجراء الدراسات المعمقة للتطورات السريعة والمتلاحقة ، ورسم سياسة تتسم بعد النظر والمرونة مع القوى الوطنية الديمقراطية ، ولكن من دون مجاملة على حساب مبادئ الحزب وتوجهاته ، والحزم مع أعداء شعبنا من قوى الفاشية والظلام للخروج بالعراق وشعبه من المحنة التي يمر بها نتيجة فقدان الأمن وانتشار البطالة والخراب الهائل في البنية التحتية للعراق ، وتهديم البنية الاجتماعية التي سببتها حروب الطاغية العبثية ، والحصار الجائر الذي امتد 13 سنة ، وأوصل شعبنا إلى حالة من اليأس والفقر المدقع ، وانهيار كل مقومات الحياة الضرورية .
ويبقى الأمل كبيراً بنهوض العراق ،وإعادة ما خربته الحروب ، وجلاء قوات الاحتلال عن الوطن وإنجاز الاستقلال والسيادة الوطنية الكاملة وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لشعبنا بتكاتف القوى الوطنية الديمقراطية وتعاونها الوثيق الذي يعتبر حجر الزاوية في تحقيق طموحات شعبنا . تحية أكبار واعتزاز للحزب الشيوعي العراقي في عيده الحادي السبعين ،والمجد والخلود لشهدائه الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق شعار الحزب العتيد {وطن حرٌ وشعب سعيد } وإلى الأمام لمواصلة المسيرة حتى يحقق الحزب مع سائر الأحزاب الوطنية الديمقراطية حلم شعبنا في السلام والحرية والعيش الرغيد .
#حامد_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البعثيون هم الذين يقودون وينفذون النشاط الإرهابي في البلاد
-
جريمة البصرة ومسؤولية الحكومة والأحزاب الدينية وموقف المرجعي
...
-
التربية الديمقراطية تقتضي تطوير المناهج التربوية
-
سفر خالد لكفاح المرأة العراقية من أجل التحرر والديمقراطية
-
جريمة الحلة ومسؤولية السلطة
-
أخي الحبيب الصائغ جرحكم جرحي وحزنكم حزني
-
دراسة تربوية-الخوف وتأثيراته السلبية وسبل معالجته
-
إلى متى يستمر هذا المخاض العسير ؟
-
الكذب وأنواعه وسبل علاجه
-
ماذا بعد الانتخابات ؟ أسئلة تتطلب الجواب
-
هل تتعلم قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية الدرس من نتائج ا
...
-
ماذا يدور وراء الكواليس ؟ ومتى نشهد الدخان الأبيض ؟
-
في الذكرى الثانية والأربعين لانقلاب شباط واستشهاد عبد الكريم
...
-
الجيش العراقي ودوره السياسي في البلاد هل ستستطيع السلطة القا
...
-
الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للوصول بالعراق نحو المستقبل
...
-
لماذا تحرم مناطق بعشيقة وبحزاني وبرطلة والقوش من حقها في الا
...
-
إنه يوم النصر العظيم لشعب العراق
-
تحقق الحلم ومارست حقي في انتخاب ممثلي الشعب بكل حرية
-
حذار فالقادم أخطر ،وعلى الشعب أن يأخذ الأمر بجدية
-
من أجل عراق ديمقراطي ودستور علماني أصوت لقائمة اتحاد الشعب
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|