أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ماهر علي دسوقي - ربيع ويافا














المزيد.....

ربيع ويافا


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 22:38
المحور: سيرة ذاتية
    



حضرت قهوة الصباح ، جاءت بكوبها الأجمل ، سكبت ما أحسنت صنعه وارتشفت بتذوق خاص سر انتعاشها الصباحي ، سارت تتهادى باتجاه الشرفة وقفت ولامست برفق وحنان ما أنبت التراب في " فخارها" من ورود ..ألقت تحية الصباح عليها وحلقت في رحاب الندى وتغريد الطيور .

جالت بنظرها على البستان القريب ، رسم نوار اللوز على محياها ابتسامة الأمل .. فها هي دورة الحياة مع ربيع يقترب تعلن عن بداية جديدة .. وربما أكثر ...

اليوم سيكون اللقاء بعد أن مضى من الزمن عشر سنوات ، غاب خلالها "ربيع" قصرا عن عش الزوجية .. وكان اعتقل ابان الانتفاضة بتهمة مقاومة الاحتلال .. شامخا كان وشامخا هو الان كما عهدته .

لم يقطعها من رسائله كلما تمكن ، ولم تقطعه هي بدورها من الرسائل والزيارة كلما "أتاح" لها المحتل ذلك ، ورغم القيد والجدران وصدأ القضبان وقهر السجان .. اعتاد ان يردد على مسمعها كل زيارة ما يشد العزم والنفس والارادة .. فيقول : كيف نرجو المنزلة عند فلسطين ولا ندنوا منها قتالا !!

علا نجمه عندها على علوه ، وبات في ناظرها وخلجات فؤادها أيقونة نفيسة ، بل قل كجرمق الجليل !!

انتظرته وقلبت الايام والشهور والسنين .. وها قد حان اللقاء ودنت لحظة الافراج من الاسر مع تجليات الربيع الاولى ليمتزج اسم بطلها "ربيع" مع ربيع الارض والحياة .

وهي في تأملها الصباحي هذا.... وكانها سمعت صوته مع "زقزقة" البلابل وهبوب النسيم ... "يافا".... يا حبيبة الروح والعمر ورفيقة الدرب ... ها قد انكسر القيد وزال ليل السجان .

جهزت ما يلزم وانطلقت مع بعض الاصدقاء والأهل والرفاق نحو حاجز عسكري للاحتلال جنوب الضفة الغربية ، حيث اخر نقطة تستطيع الوصول اليها فهي على مشارف النقب والاراضي المحتلة عام " 1948" ، ولا يسمح لهم ولا لأهل الضفة الدخول الا بتصاريح مسبقة ... قبلت بالحال على مضاضة رغم انها كانت تطمح للقائه امام سجن نفحة الصحراوي ...

لربما هي لحظات تفصلها عن حبيب العمر ورمز كيانها وحياتها ، قالت في نفسها لا بأس ... ربيع قد يكون الان قادما .. تأكدت من ان كل شيء جاهز .. أعادت الاتصال بجهات تتابع شؤون الاسرى لمزيد من الاطمئنان !

مضت ساعات وتأخر موعد اللقاء كثيرا وهي / وهم بالانتظار ، بدأت ملامح وجهها تتغير بالتدريج بعد أن غابت شمس ذلك النهار .. والقلق أخذ مكانه في قلبها .. رنين هاتفها النقال أفزعها ولامس في روحها الخوف ، خاصة وان لا اشارة " للرقم" المتصل ..

جاء الصوت وكأنه من عمق جرف ... يافا ... وبلا مقدمات أو تمهيد .. لقد حولوا ربيع للاعتقال الاداري " لنصف عام" وانقطع الخط ...

سقط الهاتف من يدها وامتلأت عينيها بالدموع ...وبكت حتى انهارت ... تحلق الاهل حولها وبالكاد فهموا منها ما حدث ... وفي تلك اللحظة عاد هاتفها للرنين ولكن من "رقم" معلوم لها ليؤكد ما سمعته قبل ثوان ....

صرخت بعد ان تمالكت نفسها قليلا في وجة " عسكر الاحتلال على الحاجز القريب " فاشست ألا يكفيكم ما أخذتم من عمره ... ألا يكفيكم ما أخذتم من دمنا ... لن تكسرونا ولن نعود عن نضالنا حتى نطردكم من أرضنا ...

حملت جرحها والدموع وبقايا الامل وانسحبت عائدة الى البيت وهي ترد ... اه يارفيق العمر وان تاخر موعدنا اليوم فلنا لقاء .



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عكاز وحجر
- ناب زرقاء .. وجباه سمراء
- يافطة وجائع
- في المقبرة .. أكواخ وقصور !
- -لوشيتا- والبسطة!
- عطر الزعتر
- أُرتِجَ الأمر .. فبان القهر !
- لا تَزْهَدَنَّ في معروف!!
- كلب ومواطن وحاوية!
- ثقل ربع قرن في كفي
- ناجي العلي تمرد على أبيس
- أَبَسَ عباس الكفاح المسلح
- جيفارا القدس .. ميلاد
- خبز مسرطن!
- الى الشيخ القرضاوي.. إليك سيرة القسام
- شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي
- المشروعية الكفاحية في المواثيق الدولية بعد اوسلو
- طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ماهر علي دسوقي - ربيع ويافا